غشي الكون ليل ثقيل ، ولفَّ أمَّ القرى صمت مكدود فلم يعد
يُسمع فيها إلا أنفاس الليل مختلطة بهمهمة صلوات وثنية ، كانت لا
تزال تتسلل من البيت العتيق.
وقمر رمضان قد توارى واحتجب ، فليس علي الأفق
المعتم
سوى ضوء شاحب تكاد تحجبه عن مكة ، جبالها الصخرية التى تبدو كأنها
كتل
ضخمة ماردة من ظلمات متراكمة ..
ونامت الدنيا ، لا تلقي بالاً إلى رجل من بنى هاشم
، ابن امرأة من قريش تأكل القديد ، قد أوى إلي غار هناك مستغرقاً في
تأمله ، يلتمس في العتمة الداجية شعاعاً من نور الحق ، وينشد في خلوته أنس الهدى
وراحة اليقين ، وخواطره تحوم حول البيت العتيق الذى رفع إبراهيم القواعد
منه وإسماعيل ، وطهراه للطائفين والعاكفين والركع السجود ، فلم يلبث أن صار
مع الزمن مثوى لأوثان ممسوخة شتى ، لكل قبيلة وثنها الذى تحج إليه وتطيف
به ، وتقدم له القرابين ..
وغير بعيد من غار حراء ، هجعت مكة تجتر ذكريات مجدها الدينى الغابر وقد
طوته وثنية عمياء ، وتساورها من حين إلي حين رجفة من قلق الوعى ، ثم لا
تلبث أن تهمد تحت وطأة الكابوس الباهظة ، لا تحسب حساباً لهذا المختلي في
غار حراء ، وقد ألفت أن تراه ينسحب إليه من ضجيج المجتمع ، عازفاً عن تلك
الأوثان التى يعبدها قومه ، لأنهم وجدوا آباءهم لها عابدين.
وماذا علي القوم أن عزف "محمد بن عبد
الله" عن أوثانهم ورفض أن يعبدها؟ كذلك فعل نفر غيره
من
الحنفاء ، ليس عددهم بالذى يدخل في الحساب بزيادة أو نقصان ، في زحام
أفواج
الحجاج الذين ينثالون إلى مكة من كل فج عميق ، ليطيفوا بأوثانهم في
الكعبة
ويؤدوا طقوس عبادتها ، جيلاً بعد جيل ..
وأوغل الليل قبل أن يطلع فجر هذه الليلة من رمضان ، وينشر نوره
على القمم والسفوح والبطاح والقيعان ، فيضئ الظلمة الداجية ..
ومع نور الفجر الوليد من الليلة الغراء ، تجلي الوحى على
المصطفى في الغار ، وألقي إليه الكلمة: اقرأ ...
وما كان محمد بقارئ ، وما كان يتلو من قبله من كتاب ولا يخطه
بيمينه:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ
عَلَقٍ
(2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا
لَمْ يَعْلَمْ (5)}
عزيزى القارئ:
------------- غَشِىَ: أظلم - مغمى عليه - استسلم - أتاه
------------- غَشِىَ: أظلم - مغمى عليه - استسلم - أتاه
أم القرى: مكة المكرمة من أطهر وأقدس بقاع الأرض
التى
فضلها الله - ومسقط رأس وسكنها من قبله سيدنا "إسماعيل" عليه السلام
وأمه السيدة "هاجر" المصرية أم العرب
مكدود: مُتعب - مغلوب
ماردة: طاغية - عملاقة - ضخمة - مرتفع - يجئ ويذهب
القديد: قطع لحم مملح صلب ومجفف في الشمس والهواء - وهناك
معانى أخرى: بال وكساء يصنع من الشعر
الداجية: الظلمة - سابغة
مثوى: الموضع الذى يقام به - منزله - مسكنهم
ممسوخة: شوه صورتها - أفقده طبيعته - قلت حلاوتها
تَطَيَّفَ: طاف وأطاف وتطوف - دار حولها - أحاط به
القرابين: جمع قربان - ما يتقرب به إلي الله تعالي من ذبيحة
وغيرها - جليس الملك وخاصته
الغابر: الماضي - والبعيد في الزمن والذى مضي ووَلَّى - ما
يعلو المكان من الغبار بسبب العاصفة
تجتر: من اجتر - تجتر البقرة - تخرج ما في بطنها من الأكل
وتمضعه مرة ثانية - التكرار دون أن يأتى بجديد
هجعت: سكن الشئ أو هدأ - استسلم وخدع - نام بالليل - انكسر
عزف: انصرف عنه وزهد فيه - منعها - صوت - أَنَّ صدور صوت أو
لحن
الحنفاء: من الحنيف الناسك - كل من حج - فريق أنكروا الوثنية
قبل الإسلام "فأقم وجهك للدين حنيفاً" - المائل من شهر لخير - الصحيح
إلي الميل إلي الإسلام الثابت عليه
ينثالون: يصب وانهال وتتابعت - اضطربوا ببطء
البطاح: جمع بطحاء - بطحاء مكة=مساكن قريش - سهل - منبسطة
ومتسعة يمر بها السيل فيترك فيه الحصى والرمل - استلقي على ظهره
عزيزى القارئ:
--------------- كاتبتنا تشبه الوثنية بالليل والظلام الذى يغطى البيت العتيق ولم ينتبه أحد لرجل من بنى هاشم وابن امرأة من قريش ينعزل عنهم وأصنامهم متأملاً في غار في سلوك مماثل لكثير من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام منكراً في صمت ما عليه قومه وفي إحدى المرات تحول الظلام لنور ويتجلى له الوحى المرسل سيدنا جبريل عليه السلام ملقياً إليه بأول كلمة "اقرأ" وما كان بقارئ وما علمه أحد من قبل في معجزة حتى لا يوصم بأنه أخذ من أحد غير الله سبحانه وتعالي
--------------- كاتبتنا تشبه الوثنية بالليل والظلام الذى يغطى البيت العتيق ولم ينتبه أحد لرجل من بنى هاشم وابن امرأة من قريش ينعزل عنهم وأصنامهم متأملاً في غار في سلوك مماثل لكثير من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام منكراً في صمت ما عليه قومه وفي إحدى المرات تحول الظلام لنور ويتجلى له الوحى المرسل سيدنا جبريل عليه السلام ملقياً إليه بأول كلمة "اقرأ" وما كان بقارئ وما علمه أحد من قبل في معجزة حتى لا يوصم بأنه أخذ من أحد غير الله سبحانه وتعالي
صحيح أن أهل جزيرة العرب كانوا يعيشون حياة قبلية وانتشر
بينهم عبادة الأوثان وطبقة من السادة وأخرى من العبيد وظاهرة وأد البنات
ولكن كانت هناك صفات حسنة للبعض كالشجاعة والمروءة والكرم .. ولم
يكن الجميع يعبدون الأوثان .. كان هناك من هم على الحنيفية وكان هناك من
يعبدون النجوم والكواكب كما كان هناك من يدينون باليهودية والمسيحية في
الجزيرة العربية .. فكانت اليهودية في خيبر ويثرب .. والمسيحية في نجران واليمن ومنهم
"ورقة بن نوفل" في مكة قريب السيدة "خديجة" رضي الله عنها
وعن أحوال العرب قبل الإسلام أترك لكم رابط فيديو مبسط مدته
5:12 دقيقة
عزيزى القارئ:
--------------- في فتح مكة أتى رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" رجل يكلمه وهو يرتعد من الخوف "ترتعد فرائصه" فقال: "هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد" .. وهذا موقف يلخص أخلاق وتواضع جم لا يأتى إلا من رسول كريم صلوات ربي عليه .. أوضح للأعرابي ببضع كلمات تطمئنه وتهدئ من نفسه بحقائق أنه ابن امرأة وفي ذلك تأكيد لبشريته .. وأنه ينتمى لقريش أى انتمائه القبلى فيطمئن الرجل .. وأنها امرأة كانت تأكل القديد مثلها مثل غالبية العرب من حيث المستوى الإجتماعى .. وكان ذلك أحد التوجيهات النبوية العظيمة لنا جميعاً بالنهى عن التعالى وإنكار الأصل .. وليس كما نراه في كثير من الناس في عصرنا من الكِبر الغرور والإستعلاء على من حولهم .. أعوذ بالله من الكِبر والغرور
--------------- في فتح مكة أتى رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" رجل يكلمه وهو يرتعد من الخوف "ترتعد فرائصه" فقال: "هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد" .. وهذا موقف يلخص أخلاق وتواضع جم لا يأتى إلا من رسول كريم صلوات ربي عليه .. أوضح للأعرابي ببضع كلمات تطمئنه وتهدئ من نفسه بحقائق أنه ابن امرأة وفي ذلك تأكيد لبشريته .. وأنه ينتمى لقريش أى انتمائه القبلى فيطمئن الرجل .. وأنها امرأة كانت تأكل القديد مثلها مثل غالبية العرب من حيث المستوى الإجتماعى .. وكان ذلك أحد التوجيهات النبوية العظيمة لنا جميعاً بالنهى عن التعالى وإنكار الأصل .. وليس كما نراه في كثير من الناس في عصرنا من الكِبر الغرور والإستعلاء على من حولهم .. أعوذ بالله من الكِبر والغرور
ذكرنى ذلك بمن اعتبروا أنفسهم منزهين من الخطأ
وتكبروا وتعالوا علينا .. ووكلوا أنفسهم عن خالقنا .. "أستغفرك ربي وأتوب إليك" .. وظهر
ذلك في سلوكهم بعد إعتلائهم كرسي الحكم .. وهم جاءوا حسب وثيقة وضعها "خيرت الشاطر"
وأسموها "وثيقة فتح مصر" وكأننا كفار ويريدون أن يفتحوا #مصر من جديد وهذه الوثيقة تم
الكشف عنها لبعض الدوائر في انتخابات 2005 وهى نص كامل للسيطرة على المجتمع
ولكى يصلوا بعدد جماعتهم ل 3 ملايين ووقتها انتشر شعار "الإسلام
هو الحل" وكأننا لم نكن علي الإسلام .. ووقتها كتب الصحفى الأستاذ "مكرم
محمد أحمد" "بدلاً من الاختباء وراء شعار الاسلام هو
الحل
متى يعلن الإخوان عن نواياهم الحقيقية" .. ومرت السنوات وظهرت نواياهم
الحقيقية
وشرورهم التى كادوا بها للشعب المصرى .. وما هى من الدين الإسلامى في شئ.
السيدة "آمنة بنت وهب"
---------------------- نبتت في موروثات مجيدة أهدتها لولدها عليه الصلاة والسلام جعلته يعتز بنسبه "لم يزل الله ينقلنى من الأصلاب الطيبة إلي الأرحام الطاهرة مصفي مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما" .. عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله.
---------------------- نبتت في موروثات مجيدة أهدتها لولدها عليه الصلاة والسلام جعلته يعتز بنسبه "لم يزل الله ينقلنى من الأصلاب الطيبة إلي الأرحام الطاهرة مصفي مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما" .. عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله.
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق