مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 46

عوده بلقاء لنستكمل ماتوقفنا عنده الحلقه الماضيه والحديث الصحفى لجمال مبارك مع مجلة المصور لكن يحضرنى هنا واقعه وأنا أكتب سطور هذه الحلقه بمناسبة ذكرى وفاة والد اللاعب الخط الفوشيا محمد أبو فتيكه أن أذكر جمال مبارك أن الخط الفوشيا من أهم أنصار الجماعه اللى شقلبت أبوك من على كرسى العرش وتسببت فى تحطيم أحلامك ولم تكتفى بذلك ولكن تعمدوا محاكمتك ولبس ترنج المساجين ووقفوك خلف القضبان بعد العز والجاه والأبهه ولا تكون نسيت دعوتهم لمليونيه من الأسماعيليه ذهاباً لشرم الشيخ للضغط على المجلس العسكرى للقبض عليك ومحاكمتك وأذلالك أنت وأبيك وخيبه لتكون ناسى أن المجلس العسكرى والجيش اللى أنقذوك من أيديهم وفى الآخر رايح تتقرب منهم وتمحلس لهم علشان يقفوا معاك لتعود لأيام  المجد والعز والأبهه وإياك تكون ماشى بمبدأ المصالح بتتصالح ولا بمبدأ القط يحب  خناقه وإياك تكون فاكر أنهم بعد مايوصلك لحلمك حيرحموك ونبطل رغى ونرجع لموضوعنا بعد ماقلت الكلمه اللى كانت واقفه فى حلقى

 

 بدأ ولى العهد يحكى قصته التى لم تكن مختلفه عن أى قصه سينمائيه روائيه أخرى لكن تم تقديمه على أنه شاب بلا شبيه قال إنه تخصص فى الأقتصاد تخرجت فى الجامعه وبدأت العمل فى مجال البنوك وعملت لفتره فى مصر وأتيحت لى فرصة العمل فى الخارج فى لندن مايقرب من خمس سنوات وأثناء وجودى فى الخارج كنت على إتصال دائم بمصر وكان جزءاً من عملى تغطية البلاد منها مصر وبعض دول الشرق الأوسط وعندما عدت إلى مصر عام 95 كان أول ما فعلته هو أن ألتحقت كعضو بأحد الجمعيات الخاصه بالدراسات الأقتصاديه مع زملاء كثيرين من القطاع الخاص وكانت لنا كجمعيه ووجهة نظر فى هذه المشروعات وكان وما زال لهذه الجمعيه تعاون وثيق مع الدوله وتقدم هذه الخدمه للمجتمع وطبعاً كان بيقدم جمعية المستقبل

قال ولى العهد إن إهتمامه بالعمل العام أحد مكونات شخصيته لكن دخولى الأمانه العامه للحزب الوطنى بشكل رسمى منذ عامين كان بمثابة البدايه المباشره لممارسة العمل العام فيما يخص الجانب الحزبى والسياسى تحديداً وطبعاً نفى أن يكون مستشاراً للملك  والده وقال إن الرئيس يستمع إلى كما يستمع إلى كثيرين سواء رسميين أو غير رسميين

سأله الصحفيون فى المصور لماذا هو عازف عن تولى منصب تنفيذى وهل هذا خجل أم كسوف ؟؟؟  فقال القناعه عندى أن البعد عن المنصب التنفيذى أفضل بالنسبه لى وكانت بداية تدشين جمال كسياسى يستعد لموقع مهم

شهدت حكومة عاطف عبيد ظهور وزارة الأتصالات والمعلومات لأول مره وتولاها أحمد نظيف الذى كان الناس يسمعون عن أسمه لأول مره فقد كان قادماً من عالم التكنوقراط  فى قطاع كان يجتاح العالم ويصعد بنمو هندسى بدأ إستخدام الإنترنت فى مصر فى عام 1992علشان محدش خبير يقولك أنا شغال فى البرمجيات قبل كده فى مصر وبعدها بـ 4 سنوات 1996 ظهر الموبايل

فى عام 1999 كان نظيف هو أول وزير لوزاره ناشئه هى وزارة الأتصالات وتكنولوجيا المعلومات قبل توليه لمنصب رئيس الوزراء والمثير أن التطور فى عالم المعلومات والأتصالات وأنتقال مصر إلى جزء من القريه الصغيره العالميه لم يرافقه تطور فى البنيه السياسيه والحكوميه التى ظلت ضمن سجن البيروقراطيه العتيقه المميته  فضلاً على الفقر الأجتماعى والأنفصام بين التطور التكنولوجى والثراء فى جانب واحد

دخل مبارك فترته الرئاسيه الرابعه ولم يعين نائباً طوال مايقرب من 20 عاماً تعرض خلالها لمحاولات إغتيال وصدمات وبدأت أصوات خافته من داخل كهنة الحكم تردد أسم جمال مبارك وريثاً لعرش والده فى البلاد وهو الأمر الذى تصاعد بعد ذلك داخل البلاد بل إنه تسرب وساهم طوال أكثر من عشر سنوات فى الكثير من الخلط والتداخل والحديث عن التوريث عطل دولاب السياسة فى نظام أصابته الشيخوخه والعهن  وإن كان ما يزال يحتفظ بجهاز أمنى وبيروقراطى معقد كان قادراً على السيطره على البلاد من خلال صفقات مشبوهه تفوح رائحتها ويعرفها العامه والوليد فى رحم أمه بعد سنوات حقق فيها إنتصارات على الجماعات الأرهابيه اللى بيحاول يتصالح معاها الآن فى الصعيد وباقى أنحاء مصر

كانت الساحه خاليه من أحزاب المعارضه وكانت المعارضه الحزبيه التقليديه هى الأخرى غرقت فى صراعات حول المناصب ولم يبق غير جماعة الإخوان التى أظهرت الوجه الدينى المعتدل شكلاً وقدمت نفسها بوصفها البديل السياسى المقبول شعبياً

كانت هناك 3 جهات أو حلقات الأولى الحرس القديم مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف وزكريا عزمى وفتحى سرور  والثانيه بدأت مع منتصف التسعينيات وما بعدها على أيدى الحرس الجديد وهم الطامحون الجدد من رجال الأعمال والأكاديميين الذين أكتشفوا أن الحزب الوطنى هو السبيل الوحيد للصعود السياسى بل وأيضاً المالى والباب الملكى للثراء مثل أحمد عز الحليف الأول لولى العهد الذى ظهر فى نهاية التسعينيات وصعد بدءاً من برلمان 2000 مستنداً إلى المال وبدأ يصعد داخل الحزب بدفع من مجموعة جمال مبارك وحوله كان عدد من الإعلاميين وأساتذة الجامعات

كانت فكرة التوريث بالرغم من نفيها تبدو أقرب إلى التحقق فى ظل غياب متعمد للمعلومات وميوعة الردود التى تصدر من الرئيس مبارك وولى عهده والحلقه الثالثه بجانب الحرس القديم والجديد فقد كانت المؤسسه العسكريه التى كان موقفها من التوريث يجمع بين الصمت والرفض الصامت متمثله فى المشير طنطاوى أى نعم لم تكن تحمل حقا للحديث فى السياسه أو ممارستها لكن بعض المصادر من داخل المؤسسه العسكريه كانت تسرب الرفض بشكل غير مباشر للصحف أو الجهات الإعلاميه مع بعض الأيماءات من خلال تصرفات أعضاء المجلس العسكرى وعلى رأسهم المشير طنطاوى وكان هناك ضمن هذه الحلقه غموضاً يحمله جهاز المخابرات وشخصية الصقر الذهبى عمر سليمان وأن كانت التقارير التى يقدمها للرئاسه توحى برفضه للتوريث بالأضافه لصراع خفى وعلنى أحياناً مع الملكه الأم وأذنابها الذى كان يقوم بأدوار علنيه ويحمل الكثير من الملفات السياسيه والإقليميه وعلى رأسها ملف المصالحه الفلسطينيه بعد ظهور حماس على المسرح السياسى وشق الصف الفلسطينى

الحديث عن عشق القلوب صقرنا الذهبى سيأخذنا لتفاصيل دقيقه وأنا أعشق الكتابه عن هذا الرجل الصرح الخاص وأريد أن تستحضروا معنا تفاصيل سلسلة مقالات الصقر الذهبى التى سنعود لها حتماً ومعاً فلنستعد أنا وإياكم لهذا السرد السياسى التاريخى فى حلقتنا القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى