مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 73

" مع المصطفى فى دار هجرته " - 27 -

" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ت"

خانهم المعهود من حذرهم ، فسعوا إلي حتفهم بأظلافهم ومخالبهم! .. لقد ضاقوا بطول الإنتظار ، وعدوهم نبي الإسلام يبدو كمن لا يقهر ، وإنه ليوشك أن يقذف بهم إلى تيه تشردهم القديم ، بعد أن طاب لهم المقام في مستعمراتهم بالأرض الطيبة ، شمال الحجاز. أكثر من خمسة قرزن.
أزمة "أحد" لم تكسر من معنوية جنوده ، بل أعطتهم الدرس والعبرة ، وزادتهم إيماناً وثباتاً وإصراراً.
وقريش تبدو حذرة مترددة ، وتود لو أعفتها الظروف من الصدام مع جند الإسلام ، خوفاً من أن يضيع النصر الذي اختطفته فى "أحد" من حيث توقعت أن تبوء بالهزيمة والعار.
ولم يجد عليها هذا النصر المخطوف ، وإنها لتعلم علم اليقين أن بين رجالها من إهتز إيمانهم بالأوثان ، فلن يلبثوا أن يلحقوا بإخوانهم الذين سبقوهم إلى الإسلام!

ولاحت الفرصة ليهود بنى قريظة:
بعثت وفداً من أحبارها إلي مكة ، يرد على المرتابين إيمانهم بآلهتهم ، ويغرى الوثنية العربية بحرب دين التوحيد.
قالوا لقريش:
- دينكم خير من دينه ، وأنتم أولي بالحق منه. حاربوه ونحن معكم! فلما اطمأنوا إلى أن الوثنيين نشطوا لما دعوهم إليه من حرب نبي الإسلام ، خرج أولئك النفر من يهود حتى جاءوا غطفان فدعوهم إلي مثل مثل ما دعوا إليه قريشاً ، ووعدهم المؤازرة والنصرة.
ثم تسللوا عائدين إلى أوكارهم في شمال الحجاز ، ومن ورائهم جيش المشركين: قريش وعليها أبو سفيان بن حرب ، والأحزاب من غطفان: بنى فزارة ، وبنى مرة ، وبنى أشجع بن ريث ...
لكن مثل هذا التواطؤ لم يكن بحيث يخفي أمره. وقد علم المصطفي بمسعى يهود وما بيتت من غدر ، فانتظر عليه الصلاة والسلام حتى فرغ من الأحزاب يوم الخندق ، ورجع بجنده إلى المدينة في ساعة الظهيرة فما كادوا ينفضون عن ثيابهم غبار المعركة الظافرة ، حتى سمعوا دعاء المصطفى يعلو به صوت مؤذنه من المسجد النبوى:
" أيها الناس ، من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلا في بنى قريظة".
وتدفقت جموع المؤمنين إلى موعد الرسول: صلاة العصر في بنى قريظة ...
وصلوها هناك ، وقد لاذ الجبناء بحصونهم التى ظنوا أنها مانعتهم من الله.
وامتد الحصار خمساً وعشرين ليلة ، ثم أخرجهم الرعب منها ، مستسلمين لحكم نبي الإسلام.
ولكنه صلى الله عليه وسلم ، ترك الحكم لسعد بو معاذ ، نقيب الأوس. وقد حاول نفر من قومه أن يحملوه علي الرفق بأعداء الإسلام وطالما ظاهروهم على الخزرج في الجاهلية.
قالوا لسعد:
- يا أبا عَّمرو ، أحسن إلي مواليك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ولاّكَ ذلك لتحسن إليهم.
فلما أكثروا عليه ، ردهم بقوله:
" آن لسعدٍ ألا تأخذه في الله لومة لائم".
ونطق "سعد بن معاذ" بحكمه الصارم العادل علي رجال بنى قريظة ، دون النساء والصبية ...
حسماً لشرهم الوبيل ، وجزاء وفاقاً علي ما كان من غدرهم وكيدهم.
**********

عزيزى القارئ:
_________
المعهود: المألوف - المعتاد - العادى - مُصَان - المعروف - المحفوظ - كما هو دائماً - اسم مفعول من عَهِدَ

حَتْفَهُم: هلاكهم - موتهم - كان العرب يعتقدون أن المرء إذا قتل خرجت روحه من مكان مقتله أما إذا مات بدون قتل خرجت روحه من أنفه أو من فِيه "فمه"

تيه: مُضِلة التى لا علامة فيها يهتدى بها - سلسلة من الممرات بعضها مغلق وبعضها مفتوح تستخدم لقياس قدرة الإنسان والحيوان علي الإستفادة من الإختبار - ضلال - تيه: مصدر تاه

الوبيل: شديد وخيم - سئ العاقبة - اشتدت وطأته - {فأخذناه أخذاً وبيلاً} .. آية "16" من سورة "المزمل" - العصا الغليظة الضخمة - خشبة ضرب الناقوس "الجرس" - خشبة القصار التى يدق بها الثياب بعد الغسل

عزيزى القارئ:
_________
تسرد لنا د. "بنت الشاطئ" خيانة بنى قريظة للصحيفة والعهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتؤكد لنا مرة أخرى أنهم وافدين علي جزيرة العرب .. وأن موقعة "أحد" كانت دروس عظة وعبرة وإيمان وثبات للمسلمين .. أما مع الكفار رغم إنتصارهم الخاطف كانوا علي خوف وهلع من المواجهة .. وعلم رسولنا الكريم بالمؤامرة .. فبعد يوم الخندق جاء الأمر الإلهى قبل أن ينفضوا عنهم غبار المعركة أن يواجهوا بنو قريظة الذي جاءهم عن طريق سيدنا "جبريل" عليه السلام .. وبعد الحصار ترك المصطفى الحكم ل "سعد بن معاذ" ..

عزيزى القارئ:
_________
إليكم رابط فيديو مبسط يصلح للكبار والصغار ورائع لبطولات ومعجزات وعن خيانة يهود بنى قريظة واتفاقهم مع كفار قريش لمناصرتهم ضد سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم .. وجيش الأحزاب الذى وصل ل 10000 .. والغزوة التى عرفت بغزوة الخندق .. عندما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمهاجمة الأعداء لهم بالمدينة .. واقتراح "سلمان الفارسي" رضي الله عنه بحفر خندق عميق وعريض من الجهة الوحيدة التى يمكن لجيش الأحزاب أن يهاجموهم منها وهى الخالية من الجبال الشاهقة وكانت فكرة الخندق جديدة على العرب ولم يعرفوها من قبل .. وطول فترة الحصار ومكوث النساء والأطفال ببيوتهم امتثالاً لأمر رسول الله .. الخ .. ومحاولة دخولهم من ناحية حصون بنى قريظة .. الخ .. وقصة البركة التى وضعها الله في كمية قليلة من الطعام لأكثر من ألف مقاتل .. الخ .. كذلك استطاعة المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام تكسير صخرة ضخمة صلدة بكلمات .. بسم الله .. و .. الله أكبر .. الخ .. ومعجزة اقتلاع الخيام .. الخ .. مدته 13:03 دقيقة

https://www.youtube.com/watch?v=9_i1m3lgzMg

ورابط فيديو آخر مبسط عن خيانة بنى قريظة .. وقصة اتفاق "حيي بن الأخطل" معهم .. ومعجزة الله في مناصرة نبيه والمؤمنين المسلمين الصابرين .. أترككم مع الفيديو حتى لا أطيل عليكم .. مدته 7:24 دقيقة

https://www.youtube.com/watch?v=YbA620SoDBE

ملحوظة هامة:
عند بحثي لفيديو لدعم المقال وجدت العديد من الفيديوهات الكاذبة والمضللة التى تقذف وتسب وتنسب صفات كريهة قذرة لدين الله ورسوله لن أرددها ولن أشير لها حتى لا أساعدهم على نشرها وحتى لا أشترك معهم في هذا الجرم .. أعوذ بالله .. وعلى رسوله الكريم أفضل صلاة وسلام .. وحتى يجعلوا الكثيرين منا يقتنعوا بها .. يجعلوا ما يريدون قوله كذباً بالكتابة مع مقاطع فيديو لشخصيات بعض الدعاة المشاهير لبعض محاضراتهم وندواتهم .. إحذروها .. إحذروها .. إحذروها

اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" تخرجنى يا الله بها من ظلمات الوهم وتكرمنى بنور الفهم .. إنك أنت الأعلم ولا أعلم .. إنك علام الغيوب .. وعلى آله وصحبه وسلم

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين