أسمحوا لى فى مقدمة هذه السلسله التشريحيه أن أتقدم لمتابعينى
بخالص الشكر والعرفان بالجميل على ثقتهم الغاليه فى كل ماأتناوله من تحليلات
وتحقيقات تاريخيه وقبل أن يتهمنى البعض بالتعالى فى أسلوب وطريقة كتابة هذه
السلسله فأود أن أعلن عن سبب كتابتها بهذا الأسلوب بكل شفافيه كم تعودنا
أستدعت أحدى الأخوات فيما يطلق عليه فيسبوكياً منشن أحد الكتاب
الكبار للرد على أحد مقالاتى وكان رده الذى جرحنى بشده أنه غير معنى بالرد على
مكتوب بطريقه شعبيه وعاميه
لا أخفيكم سراً أن التعليق قد جرحنى بشده وأحسست بضئالة حجمى أمام هذا المنهج
المتعالى نحوى وتناسيت لحظتها أننى أكتب للبسطاء أمثالى سائقى السيارات الضخمه
ونجلى منهم وأصحاب محلات البقاله الصغيره
والمدرس والعامل والمثقف والقيادى العسكرى والأمنى وصاحب محل الطعميه وجمهورى الحبيب سبب شهرتى وذياع
صيتى فأخذت العهد على نفسى أن تكون لى سلسلة مقالات باللغه السياسيه الفصحى حيث
المصطلحات السياسيه التى تلخص سطور لأرد بها على مثل هذه التعليقات خاصة وأننى أمتلك
الأمكانيات التى تؤهلنى للكتابه بطريقة الكبار فأستسمحكم عذرا سيكلوجياً أن
تؤيدونى للأستمرار فى أستكمال هذه السلسله فقط بهذا الأسلوب والآن دعنا من حراك
الكلمات لنغوص فى التحليلات التى نحن بصددها وأعدكم ألا أطيل فى السرد لكنها مجرد
محاوله لوضع قدمى وسط الكبار
الحراك الشعبى الواسع فى 30 يونيو ضد حكم الرئيس المهيطل محمد
مرسى يشكل بمثابة عوده إلى ثورة يناير 2011 ومعاركها الأصليه ضد سلطوية الدوله
القديمه وذلك بعد عامين ونصف من التشويش والإرباك المتعمد الذى أحدثه المسار
السياسى الكارثى بهندسة المؤسسه العسكريه وجماعة الإخوان المسلمين منذ 11 فبراير
2011 وجاء ذلك بهدف إجهاض الثوره وما تحمله من وعد بتحولات جذريه في بنية السياسه
المصريه
ثورة يناير منذ بدايتها كانت ضد الأستبداد والسلطويه الدوليه
والقهر البوليسى وأنتهاك حقوق الإنسان وكانت ضد أقتصاد سياسى لا تنموى قائم على
رأسمالية المحاسيب والريع وسوء توزيع الدخل والفساد والظلم الأجتماعى
إن الهدف من الثوره كان وما زال تفكيك الدوله القديمه القائمه
على إستبعاد غالبية المواطنين من عملية صناعة القرار ويأتى هذا الأستبعاد لصالح
هيمنة الأجهزه الأمنيه والعسكريه والنخب البيروقراطيه والأوليجاركيات الأقتصاديه
وتأتى أهداف الثوره من أجل بناء دوله ديمقراطيه جديده تستوعب هذه الدوله جمهور
المواطنين كفاعلين أصليين داخل عملية صنع القرار والسياسات العامه وما يستلزمه هذا من إعادة بناء مؤسسات الدوله
وكذلك تغيير شكل ومضمون علاقات الدوله بالمجتمع والمواطنين وإعادة تأسيس لمفهوم
حكم القانون إضافه إلى توسيع وتجذير المجال العام والمجتمع المدنى والحريات العامه
والخاصه والحقوق الأقتصاديه والأجتماعيه والمساواه والتعدديه الأجتماعيه والسياسيه
بالإضافه إلى إدماج الأقليات والهوامش داخل الدوله والمجال العام
كان مايحدث فى مصر أنها ستكون هذه الدوله الجديده بشرعيتها
الديمقراطيه التشاركيه أكثر قدره على بلورة سياسات عامه تخدم مصالح أوسع قطاعات
ممكنه من المواطنين كما ستتمكن هذه الدوله الجديده من تحقيق الإنجازات المتعلقه
برفع مستوى المعيشه وتحقيق التنميه الأقتصاديه والأجتماعيه والسعى الدؤوب نحو
العداله الأجتماعيه وتحسين شروط الحياه لأغلبية المواطنين
ذلك الأمر الذى فشلت الدولة القديمه فى تحقيقه بصوره واضحه لإن
الخصم هنا واضح إنه أجهزة الدوله القديمه العسكريه والمدنيه أضف إلى ذلك كل ما أرتبط
بهذه الأجهزه من شبكات مصالح ونفوذ داخلها وخارجها
نأتى عزيزى القارئ للفاعل الثورى من الجهه الثانيه فهو واضح
فهو يضم طيفاً واسعاً من الحركات الأجتماعيه الأحتجاجيه والثوريه وقطاعاً ضخماً من
القوى الشعبيه غير الممثله داخل الدوله القديمه تلك الجهات الطامحه إلى تغيير
السياسه المصريه من الجذور بغية تحسين أحوالها ونيل حقوقها
كل ماسبق هو ماتردد على لسان الجميع من أرهاصات وأفكار قبل
أحداث اليناير 2011م
فأين هى جماعة الإخوان
المسلمين من هذا الصراع ؟؟؟
إن الإخوان هنا دخلاء
على هذا الصراع فالقضايا المطروحه أعلاه ليست قضاياهم أو معاركهم
إن طبيعة تكوين وفكر وإنحيازات
الإخوان السياسيه والأقتصاديه والثقافيه تجعلهم رافضين تماماً لأى شكل من أشكال
التجذير السياسى الثورى بل إن هدفهم هو وراثة الدوله القديمه كما هى بكل مقوماتها
لكن الإخوان يريدون مع هذه الوراثه إحتلال موقع القياده والسيطره الذى يرونه
ضرورياً من أجل تحقيق مشاريعهم الأيديولوجيه
شارك الإخوان منذ اللحظه الأولى وبدعم أمريكى واضح من أجل بناء ديمقراطيه إجرائيه محافظه تتحول مع
مرور الوقت إلى سلطويه إنتخابيه تقوم على مجال سياسى جديد مفتوح ولكن ضيق
مجال قائم بالأساس على الأنتخابات كمفهوم وحيد للممارسه
السياسيه ويعطى شرعيه للنظام الجديد / القديم ... كما يرتكز هذا المجال على وضع
سقف دستورى وسياسى يحد بصوره فعليه من قدرة القوى الحزبيه على تغيير السياسات
العامه عبر الصندوق إضافه إلى عدم وجود أى ضمانات حقيقيه لحقوق الإنسان كما الحقوق
الأقتصاديه والأجتماعيه أضف إلى كل ذلك التضييق الدستورى والسياسى والقانونى على كل
حركات الأحتجاج النقابيه والعماليه والحقوقيه والأجتماعيه
هذه الحركات التى من المفترض أن تُؤذن بتغييرات أكثر جذريه في
بنية السياسه والأقتصاد فى مصر بل و على المدى المتوسط والأطول يمكن أن تعمد القوى
المهيمنه على الدوله وحلفائها فى المجال الإنتخابي إلى إستخدام أدوات هيمنتها
للتأثير على مجريات العمليه الإنتخابيه ونتائجها وقد ظهرت بوادر هذا فى الإنتهاكات
التى شابت عملية التصويت على الدستور الإخواني فى ديسمبر 2012م
تلاقت هنا مصالح الأطراف الثلاث الدوله القديمه بمؤسساتها
المدنيه والإخوان والإداره الأمريكيه من جهه تضمن مؤسسات الدوله القديمه عدم الأقتراب
من دورها المتحكم ومصالحها التى ترسخت عبر عقود طويله من حكم الدوله القديمه
السلطويه المستعليه على المواطنين أما الطرف الثانى وهم مايطلق عليه الإسلاميون
وجماعة الإخوان فى قلب الكتله الإسلاميه فيستغلون ميزتهم الأنتخابيه النسبيه
الراهنه بغية تحقيق أغلبيه إنتخابيه تسمح لهم على المدى البعيد بتحقيق مشروعهم
السلطوى وفهمهم المحدود للدوله الإسلاميه
يقوم هذا الفكر على فرض تصور الجماعه الهوياتى والشمولى الطابع
بقوة الدوله على المجتمع ذلك التصور المؤدلج حول السياسه والقانون والثقافه
والمجتمع والأخلاق مما يؤدى إلى طمس التعدديه والإختلاف وأما الطرف الثالث وهو
الولايات المتحده فتستمر فيما تراه إستثماراً ناجحاً فى دعم حركات الإسلام السياسى
الوسطى المعتدل ويرتكز هذا التصور الأمريكى على معتقد إستشراقى ثقافوى روجت له الكثير
من مراكز الأبحاث الأمريكيه فى العقد الأخير يتلخص في إن أحزاب الإسلام السياسيه
الوسطيه المعتدله هى قدر المنطقه العربيه والإسلاميه وهى المُعبر الأبدى عن رغبة
ومزاج وإرادة وثقافة جماهير تلك البلاد ومن ثم فهى تحتكر تمثيل الشرعيه الشعبيه
بالإضافه إلى قدراتها التنظيميه والتعبويه التى تكفل لها التحكم فى الشارع العربى
وضبطه ولذلك فإن هذه الحركات هى الضمان الأفضل للأستقرار السياسى كما يزعمون
وحماية المصالح الأمريكيه خاصه والغربيه عامةً فى الشرق الأوسط وعلى رأسها أمن
البترول وإسرائيل وإحتواء إرهاب الحركات الإسلاميه المتطرفه وبناء على كل ما تقدم
ترى الولايات المتحده أنه يجب تشجيع بروز الديمقراطيات الإجرائيه الأليفه في دول
الربيع العربى وبقيادة حركات الإسلام السياسى المعتدل وذلك لأن هذه الحركات ستحترم
معادلات الحكم والمصالح القائمه أمنياً وأقتصادياً وإستراتيجياً على المستويات
المحليه والإقليميه والدوليه بالإضافه إلى إحتوائها خطر الحركات الإسلامية المتطرفه
وهو ما يشار إليه عادةً بالنموذج التركى أو نموذج حكم حزب العداله والتنميه فى
تركيا
نكتفى بهذا القدر على وعد بلقاء متى شاء الله والأجابه على
سؤال لماذا سقط الأخوان
جنرال بهاء الشامى
👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
ردحذف👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
ردحذف.
ردحذفتعبير جميل جداً ... وهوا
هدفهم وراثه للدوله القديمه...
في رأيي ان النموذج التركي ( حزب العدالة والتنمية) هوا هوا الحزب الواطي القديم المصري. .
اما رأيي في الصندوق والانتخابي..وكيفيه ونجحهم .اعتمدو في الارياف على الشق الحريمي في استقطاب ولدتي. . وخلتي وعمتي.... الخ.. الي هوما عمرهم ما راحو انتخبات.. عن طريق الأخذ من
المنزل والعوده... وهكذا .‘ وخاصه القري الرالريفي .. وقد حدث ذاك في قريتي ..وشكراً جداً .
رائع كعادتك
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفممتاز ياجنرال
ردحذفشكرا لك على الموضوع
ردحذففكرتين بأسلوب الاشتراكيين في كتابتهم ونشر أفكارهم وايدولوجيتهم اللى وتترك لكل تفهم منهم حاجة مفيدة
لكن بصفة عامة مقال سهل ممتنع قصير في كلماته طويل جدا في معانيه وافكاره. Magdirefi
تسلم ايدك يا جنرال 🌹
ردحذفالمقال جميل السهل البسيط وأن بقيت المصطلحات باللغة العامية مثل المستخدمة في عنوان المقال وادخله كما اقترح مراجعة لغويات نحوية إذا أمكن. ولكم الشكر على المجهود المبذول والرائع
ردحذفبأي أسلوب تكتبه...الفكره والمعني بيوصلنا...لأنك بتكتب من قلبك وباحساس صادق
ردحذفحبيبى يا أبو محمود أنى من ثوار يناير على كل ما ذكرت
ردحذف