نعود بوعد قطعناه على أنفسنا بلقاء بحضراتكم لنستكمل الأجابه
على سؤال لماذا فشل الأخوان ؟؟؟ وشاء الله أن نستكمل اللقاء ونفى بالوعد
إن هذا الإنتقال من مشاعر التعاطف الشديد إلى الكراهيه الفائقه
تحكمه دائماً وضعية غربة الطائفه وأنها ببساطه كيان متماه مع نفسه فقط ولا يقبل
الإندماج داخل المجتمع ولقد حاول الإخوان تجسير هذه الفجوه و حققوا نجاحاً نسبياً
فى العام الأول لأحداث يناير 2011م وكانت
ذروة نجاحاتهم فى الإنتخابات البرلمانيه عام 2011
كان تصويت أحد عشر مليون مواطن لهم هو أستجابه لمحاولات
الإخوان إستخدام خطاب غير دينى وغير إخوانى أثناء الإنتخابات وعبر شعار معاً نحمل
الخير لمصر فقد حاول الإخوان تصوير أنفسهم على أنهم حزب وسطى محافظ قادر على تمثيل
الشعب وتحمل مسؤولية قيادته لكن وأمام إنخراط الإخوان فى مسار الثوره المضاده أكثر
فأكثر وزيادة الإفتراق بينهم وبين قوى الثوريين وتعقد الحسابات بينهم وبين مؤسسات
الدوله القديمه قاموا بتغيير التكتيك وأستعادوا خطاباتهم الإخوانيه الإسلاميه
الكلاسيكيه إعتماداً على قاعدة التأييد الإسلاميه وأن بدا هذا فى المرحله الأولى
من إنتخابات الرئاسة عام 2012 مثلاً وقد أوجد هذا حالة الشقاق والنفور من عامة
المواطنين والتى تصاعدت مع تزايد الإحباطات والأداء المخيب للآمال كما أسلفنا
ذكراً
إذن تلاقى غضب قوى التغيير الثوريه ومؤسسات الدوله القديمه
وجموع المواطنين العاديين لتصبح السلطه الإخوانيه معزوله تماماً وأصبح إعتمادها
على قاعدة تأييد التيار الإسلامى فقط وهو الذى زادت ممارساته التحريضيه ولتكفيرية
الساخطين سخطاً ومن المنطقى أن يسقط حكم الإخوان هنا لأن من يعادى الجميع يخسر ومن
المدهش أن كل الفرص الممكنه لتفادى نهاية حكم الإخوان قد أهدرها الإخوان الواحده
تلو الأخرى بإصرار عجيب حتى نداءاتى الشخصيه ونداءات وزير الدفاع آنذاك فمنذ
أستفحال الأستقطاب السياسى فى مصر إثر أزمة الإعلان الدستورى الدكتاتورى الوحدوى
الذى أصدره المهيطل مرسى فى نوفمبر 2012 والإخوان مصممون على الإستمرار فى مواجهة
صفرية الطابع لا تحتمل إلا إحدى نهايتين إما الفوز بكل شىء أو خسارة كل شىء و تحت
الضغط السياسى تغلبت عقلية الطائفى المؤدلج الذى لا يرى العالم إلا عبر ثنائية
الثبات و الظفر بكل شىء أو المحنه و الإنكسار قد تغلبت على عقلية التاجر المفاوض
عند قيادة الإخوان فبالتالى رفض الإخوان قاده وجماهير تقديم أى تنازلات سياسيه
حقيقيه لقوى المعارضه خاصه بتغيير الحكومه والنائب العام وضمانات لنزاهة
الإنتخابات البرلمانيه ورفض الإخوان كل شىء إلا الإستمرار فى سياستهم الفاشله فى
التعامل مع مؤسسات الدوله القديمه ورفضوا أخذ تصاعد الغضب الشعبى تجاهم بجديه
ونحوا جانباً السياسه أى التفاوض والتهادن والحلول الوسط لصالح تكسير العظام وعض
الأصابع
قام الإخوان بكل ما يستطيعون لإفشال أى محاوله للتغيير
والإصلاح مع بقاء حكم المهيطل مرسى وقتلوا فرص أى تدخل سياسى ناعم من الدوله
القديمه للضغط من أجل الإصلاح وتم حصار أعداء الإخوان من قوى ثوريه ومؤسسات دوله
قديمه ومواطنين عاديين في ركن ضيق عنوانه لا خلاص إلا عبر إسقاط حكم الإخوان
والمدهش أن يفعل الإخوان كل هذا مع أنه من المفترض أنهم يعرفون أنه لا فرصه أمامهم
للفوز فى معركه صفريه يتحد كل الخصوم أمامهم فيها
كانت أنتفاضة الـ 30 من يونيو كما يريحنى تسميتها التى خرج
فيها الملايين بمثابة الضربه القاضيه الحاسمه فى سقوط الإخوان وكالعاده أهدر
الإخوان فرصتهم الأخيره فى الخروج الآمن عبر التضحيه بالمهيطل مرسى والإستجابه
لمطلب جماهير 30 يونيو بالدعوه إلى إنتخابات رئاسيه مبكره
كانت هذه الإستجابة ستخلق
الوضع
المريح للجانبين فكانت ستضمن عدم تدخل
الجيش المباشر وتقوم بتهدئة الجماهير بمنحهم مايطلبون وتمنع العنف والتصعيد من
جانب الإسلاميين وتمنح الأخوان فرصة التفاوض حول مواقعهم داخل المسار السياسى
الجديد عقب الإنتخابات الرئاسيه المبكره لكنه منطق اللعبه الصفريه الذى حكم قرارات
الإخوان من البدايه إلى النهايه
لم تجد المؤسسه العسكريه وقائدها أنذاك بديلاً عن التدخل
المباشر لعزل مرسى خوفاً من أن يؤدى تصاعد المد الشعبى الغاضب إلى انهيار الدوله
ككل كما جاء هذا التدخل فى محاوله لإمتلاك زمام المبادره وترويض الحركه الجماهيريه
الشعبيه وبناء مسار سياسى جديد للثوره المضاده يستكمل ما فشل المسار الأول المنهار
فى تحقيقه وللتذكير فقد كان أحد أسباب دخول الإخوان إنتخابات الرئاسه فى عام 2012
هو ضرورة تفادى أن تسيطر مؤسسات الدوله القديمه على مقعد الرئاسه وما قد يستتبعه
هذا من إقصاء أو تهميش للإسلاميين وللمفارقه وبعد وصولهم للرئاسه قام الإخوان بكل
الجرائم التكتيكيه والمواجهات الصفريه الإنتحاريه الممكنه الكفيله بجعلهم يلاقون
نفس المصير الذى خاضوا الإنتخابات الرئاسيه من أجل تفاديه وكأنهم خلقوا للفشل وخلق
الفشل حصرياً لهم ولكن بأى تكلفه ؟؟؟ ....
بفاتوره أكبر بكثير دفعت حسابها عملية التحول الديمقراطى وفرص التغيير الثورى فى
وطننا والآن ماذا بعد ؟؟؟
هناك ملفان رئيسيان على جدول الأحداث فى المرحله القادمه فى
مصر الأول هو ملف مستقبل الإسلاميين والثانى هو ملف المسار السياسى الجديد أما
فيما يتعلق بمستقبل الإسلاميين نستطيع أن نقول بقدر من اليقينيه الحتميه إن
انتفاضة 30 يونيو وهى أضخم حشد جماهيرى فى تاريخ
مصر وأضخم حشد جماهيرى فى تاريخ العالم الإسلامى ضد الإسلام السياسى قد أعلنت
نهاية مشروع الإسلام السياسى ليس فى مصر فحسب ولكن عالميا ومن هنا هذا مايبرر قلق
الرئيس التركى أردوخان والأداره الأمريكيه وهدم مشروعها الشرق أوسطى والمقصود
بنهاية مشروع الإسلام السياسى نهاية مشروع تأسيس الدوله الإسلاميه بالمعنى الذى
شرحناه سابقاً لأنه قد ثبت وجود مقاومه مجتمعيه شديده لهذا المشروع مما يجعل
تحقيقه غير ممكن وبغض النظر عن الطريق لتحقيق هذا المشروع سواء كان ذلك عن طريق
القوه أو عبر صندوق الإنتخابات وإلا تكررت قصة المهيطل مرسى وسقوطه مره أخرى
لكن هذا لا يعنى زوال الإسلاميين بأى حال من الأحوال فالتيار
الإسلامى سيبقى ممثلاً لكتله شعبيه إعتباريه فى المجتمع المصرى كتله لها تنظيمها
الأنتخابى القوى ولها حضورها السياسى والإجتماعى والتنظيمى ومن الممكن الحديث عن
ثلاثة سيناريوهات مستقبليه محتمله فيما يخص مستقبل الإسلاميين بعد سقوط المهيطل
مرسى والسيناريوهات الثلاثه
نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله لنجيب على
ماهية السيناريوهات الثلاثه ؟؟؟
جنرال بهاء الشامى
للفشل عنوان ..اسمه الخرفان
ردحذفنعم قد انهى الاخوان حكمهم لمصر بيدهم لا بيد الشعب
ردحذف