" مع المصطفى فى دار هجرته " - 39 -
" ودخل الناس فى دين الله أفواجاً " "ح"
الوداع ... والرحيل! ... " ب "
ثم يموت محمد بن عبد الله ، ويحيا المصطفى في رسالته نبى
الإسلام المبعوث خاتماً للأنبياء ومصدقاً لما بين يديه من الدين كله.
وتكون آيته ، بعد أن أتم رسالته ، أن يجوز عليه المرض والموت ، كما جازت عليه أعراض البشرية وهمومها وعواطفها ، من حزن وثكل وحب وكره وضيق وكرب مثلما تجوز على سائر البشر.
لكيلا يفتن به المسلمون فينسوا أنه بشر رسول ، كما فتن من قبلهم ، فاتخذوا نبيهم مع الله إلهاً.
وتكون آيته ، بعد أن أتم رسالته ، أن يجوز عليه المرض والموت ، كما جازت عليه أعراض البشرية وهمومها وعواطفها ، من حزن وثكل وحب وكره وضيق وكرب مثلما تجوز على سائر البشر.
لكيلا يفتن به المسلمون فينسوا أنه بشر رسول ، كما فتن من قبلهم ، فاتخذوا نبيهم مع الله إلهاً.
في ليال بقين من صفر ، فى السنة الحادية عشرة للهجرة ، شكا
البشر الرسول من مرض ألم به ، فحسب آل البيت النبوى والمسلمون معهم ، أنها وعكة
طارئة لا تلبث أن تزول ، دون أن يتصور أحد منهم أنه مرض الموت. وثقل عليه المرض
واستأذن محمد بن عبد الله نساءه أمهات المؤمنين أن يمرض فى بيت عائشة ، وقال:
" مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس".
ولم يطل عليه المرض ...
أهل شهر ربيع الأول ، وخرج أهل المدينة لصلاة الصبح من يوم الاثنين ، فبينما هم فى المسجد وأبو بكر يصلى بهم ، رُفع الستر من باب بيت عائشة ، وخرج الرسول عاصباً رأسه ، فما كاد الناس يلمحونه حتى كادوا يفتنون في صلاتهم برؤيته فرحاً به ، لولا أن أشار إليهم أن "اثبتواعلى صلاتكم".
وشعر أبو بكر بما كان من المصلين خلفه ، فعرف أنهم لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنكص عن مصلاه يفسح مكانه للمصطفي ، لكنه دفعه وقال: "صلِّ بالناس".
وجلس صلى الله عليه وسلم عن يمين أبي بكر ، فصلى قاعداً ، حتى إذا قضيت الصلاة أقبل المسلمون على نبيهم المصطفى فرحين مستبشرين يهللون ويدعون ويباركون ...
ولم يدروا أنها صحوة الموت!
دخل المصطفى بيته والوقت ضحى ، فاضطجع علي فراشه فى حجر زوجه عائشة ، فما راعها إلا أن ثقل في حجرها ، ونظرت فى وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول: "بل الرفيق الأعلى من الجنة"
" مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس".
ولم يطل عليه المرض ...
أهل شهر ربيع الأول ، وخرج أهل المدينة لصلاة الصبح من يوم الاثنين ، فبينما هم فى المسجد وأبو بكر يصلى بهم ، رُفع الستر من باب بيت عائشة ، وخرج الرسول عاصباً رأسه ، فما كاد الناس يلمحونه حتى كادوا يفتنون في صلاتهم برؤيته فرحاً به ، لولا أن أشار إليهم أن "اثبتواعلى صلاتكم".
وشعر أبو بكر بما كان من المصلين خلفه ، فعرف أنهم لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنكص عن مصلاه يفسح مكانه للمصطفي ، لكنه دفعه وقال: "صلِّ بالناس".
وجلس صلى الله عليه وسلم عن يمين أبي بكر ، فصلى قاعداً ، حتى إذا قضيت الصلاة أقبل المسلمون على نبيهم المصطفى فرحين مستبشرين يهللون ويدعون ويباركون ...
ولم يدروا أنها صحوة الموت!
دخل المصطفى بيته والوقت ضحى ، فاضطجع علي فراشه فى حجر زوجه عائشة ، فما راعها إلا أن ثقل في حجرها ، ونظرت فى وجهه فإذا بصره قد شخص وهو يقول: "بل الرفيق الأعلى من الجنة"
من بيت المصطفى علا نحيب النساء فصكَّ مسمع المدينة التى كانت
قد استبشرت برؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في صلاة الصبح من ذلك اليوم!
وفي ذهول المباغتة ، وجم الناس بين مصدق ومكذب ، وكان "عمر بن الخطاب" أول من أنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه قد مات!
وجاء أبو بكر : وعمر في المسجد يتوعد من يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ، قال: عفا الله عنه:
" إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي! وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات ، ولكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ، ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسي ، فليقطعن أيدى رجالٍ وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات!".
تركه أبو بكر لم يكلمه ، ومضي لا يلتفت إلى شئ حتى دخل على المصطفى في بيت ابنته عائشة ، فإذا هو مسجى هناك. فأقبل عليه محزوناً حتى كشف عن وجهه فقبله ، وقال: "بأبى أنت وأمى ، أما الموتة التى كتب الله عليك ، فقد ذقنها ، ثم لن يصيبك بعدها أبداً".
ثم رد البرد على الوجه الحبيب.
وخرج إلي الناس المحتشدين فى المسجد ، وعمر ما يزال يكلمهم.
فدنا منه وقال مترفقاً ، قد أحس ما أخذ ابن الخطاب من وقع الصدمة:
- على رسلك يا عمر ، أنصت!.
فلما لم يلتفت إليه ، أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:
" أيها الناس ، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت".
ثم تلا الآية:
وفي ذهول المباغتة ، وجم الناس بين مصدق ومكذب ، وكان "عمر بن الخطاب" أول من أنكروا أن يكون محمد صلى الله عليه قد مات!
وجاء أبو بكر : وعمر في المسجد يتوعد من يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات ، قال: عفا الله عنه:
" إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي! وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات ، ولكنه ذهب إلي ربه كما ذهب موسي بن عمران ، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات ، ووالله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رجع موسي ، فليقطعن أيدى رجالٍ وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات!".
تركه أبو بكر لم يكلمه ، ومضي لا يلتفت إلى شئ حتى دخل على المصطفى في بيت ابنته عائشة ، فإذا هو مسجى هناك. فأقبل عليه محزوناً حتى كشف عن وجهه فقبله ، وقال: "بأبى أنت وأمى ، أما الموتة التى كتب الله عليك ، فقد ذقنها ، ثم لن يصيبك بعدها أبداً".
ثم رد البرد على الوجه الحبيب.
وخرج إلي الناس المحتشدين فى المسجد ، وعمر ما يزال يكلمهم.
فدنا منه وقال مترفقاً ، قد أحس ما أخذ ابن الخطاب من وقع الصدمة:
- على رسلك يا عمر ، أنصت!.
فلما لم يلتفت إليه ، أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال:
" أيها الناس ، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت".
ثم تلا الآية:
بسم الله الرحمن الرحيم .. "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ
يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)" .. صدق
الله العظيم .. من سورة (آل عمران).
فكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر
يومئذ ...
أما عمر بن الخطاب ، فما هو إلا أن سمع أبا بكر تلاها ، حتى وقع إلي الأرض ما تحمله رجلاه ، وقد عرف أن محمداً قد مات ...
أما عمر بن الخطاب ، فما هو إلا أن سمع أبا بكر تلاها ، حتى وقع إلي الأرض ما تحمله رجلاه ، وقد عرف أن محمداً قد مات ...
جهزوه للرحيل يوم الثلاثاء.
ثم فتحوا باب بيته لألوف المسلمين فدخلوا عليه يودعونه ويصلون عليه أرسالاً ، الرجال منهم أولاً ، ثم النساء ثم الصبييان.
ودفنوه حيث قبض ، في بيت زوجه عائشة بنت أبي بكر.
رفعوا فراشه فحُفر له تحته ، ثم أضجعوه هناك في ليل الأربعاء من ذلك الشهر ، ربيع الأول ، السنة الحادية عشرة من هجرته.
ثم فتحوا باب بيته لألوف المسلمين فدخلوا عليه يودعونه ويصلون عليه أرسالاً ، الرجال منهم أولاً ، ثم النساء ثم الصبييان.
ودفنوه حيث قبض ، في بيت زوجه عائشة بنت أبي بكر.
رفعوا فراشه فحُفر له تحته ، ثم أضجعوه هناك في ليل الأربعاء من ذلك الشهر ، ربيع الأول ، السنة الحادية عشرة من هجرته.
دفنوا محمد بن عبد الله الهاشمى القرشي ...
وعاش الرسول صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء ...
ذاك الذى اصطفاه الله فأرسله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
في فجر تلك الليلة الغراء من شهر رمضان المبارك التى خرج فيها مع النور البازغ يتلو الكلمات الأولي من هذا القرآن:
معجزة نبوة ، وكتاب شريعة ، ولواء عقيدة وجهت التاريخ وحررت الإنسان.
والنور الذى حدا مسرى البشرية الأميِّة من ليل الجاهلية.
وقاد مسعاها إلى آفاق المثل العليا للحق والخير والجمال ...
وعاش الرسول صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء ...
ذاك الذى اصطفاه الله فأرسله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
في فجر تلك الليلة الغراء من شهر رمضان المبارك التى خرج فيها مع النور البازغ يتلو الكلمات الأولي من هذا القرآن:
معجزة نبوة ، وكتاب شريعة ، ولواء عقيدة وجهت التاريخ وحررت الإنسان.
والنور الذى حدا مسرى البشرية الأميِّة من ليل الجاهلية.
وقاد مسعاها إلى آفاق المثل العليا للحق والخير والجمال ...
بسم الله الرحمن الرحيم .. "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي
الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي
ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)" .. صدق الله العظيم .. من سورة (الجمعة).
عزيزى القارئ:
_________
ثكل: فقده - فجع به - فقد الأم لولدها - فقد الولد أو الحبيب.
_________
ثكل: فقده - فجع به - فقد الأم لولدها - فقد الولد أو الحبيب.
نكص: رجع عما كان عليه من خير - رده - ترجع عن الحق أو ما كان
عليه من الخير - يتنحى - أحجم وامتنع.
صكَّ: أغلق - دفعه بشدة - لطمه وعنفه - قرار - وثيقة بمال
ونحوه.
أرسالاً: أفواجاً متتابعة - مجموعات بعد مجموعات وكأنها لا
تنتهى - وأحياناً تطلق على مجموعات وقوافل الإبل - وكذلك على قطيع بعد قطيع من
الإبل والغنم - جمع رسل.
عزيزى القارئ:
_________
د. "بنت الشاطئ" تختم معنا كتابها "مع المصطفى فى عصر المبعث" .. صلوات ربي وسلامه عليه .. بسرد بعض تفاصيل الوداع والرحيل المؤثرة جداً .. وصورتها بكلمات وكأننا نشاهدها .. وفيها صور من صدق الإيمان والمعتقد .. الخ .. بأبى وأمي أنت يا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم .. ولا أستطيع إلا أن أزيد عليها إلا تفسير الآيتين المذكورتين أعلاه نفعنا الله بها وإياكم .. آمين.
عزيزى القارئ:
_________
تفسير الآية 144 من سورة "آل عمران":
ليس "محمد" صلى الله عليه وسلم إلا رسول مضت قبله رسل ، والرسل منهم من مات ومنهم من قُتل ، أفإن أماته الله أو قتله الكفار ارتددتم كفاراً بعد إيمانكم؟ .. ومن يرتد عن دينه فلا يضر الله ، وإنما يضر نفسه بتعريضها للسخط والعذاب ، وسيثيب الله المطيعين وهم الذين ثبتوا ولم ينقلبوا ، ثم أخبر تعالى أنه جعل لكل نفسٍ أجلاً لا يتقدم ولا يتأخر.
أما تفسير الآية 2 من سورة الجمعة:
هو الله جل وعلا برحمته وحكمته الذى بعث في العرب رسولاً من جملتهم ، أمياً مثلهم .. ( وقد اختلف المفسرون فى مفهوم الأمية فبعضعهم فسرها بعدم معرفتهم القراءة والكتابة أى اشتهرت فيهم الأمية والبعض الآخر فسرها بعدم إعتناقهم للأديان السابقة للإسلام وكفرهم بهد إيمانهم) .. مع أنه رسولُ إلى كافة الخلق ، لكنه أيضاً تشريفُ للعرب حيث أُضيف صلوات الله عليه إليهم وكفي بذلك شرفاً للعرب .. ويقرأ عليهم آيات القرآن ويطهرهم من دنس الكفر والذنوب أى يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان .. ويعلمهم ما يتلى من الآيات والسنة النبوية المطهرة .. وإنَّ الحال والشأن أنهم كانوا من قبل إرسال سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم إليهم لفي ضلال واضح ، عن النهج القويم والصراط المستقيم .. وقد بُعِثَ رسولنا الكريم من الله تعالى بعد فترة من اشتداد الحاجة إليه فقد كان العرب متمسكين بدين سيدنا إبراهيم عليه السلام فبدلوه وغيَّروه ، واستبدلوا بالتوحيد شركاً وابتدعوا أشياء لم يأذن بها الله ، وما تم من تحريف فى بعض الكتب فبعث الله سيدنا "محمد" بشرع عظيم شامل كامل فيه الهداية والبيان لكل ما يحتاج الناس إليه من أمر معاشهم ومعادهم ، وجمع له تعالى جميع المحاسن وأعطاه ما لم يعط أحداً من الأولين والآخرين .. عليه أفضل الصلاة والسلام.
عزيزى القارئ:
_________
إليك رابط الفيديو المبسط للجزء الثانى لحجة الوداع بالصلصال .. مؤثر جداً .. يوضح باقي مناسك الحج التى بدأناها بفيديو الأمس .. سترى كيفية أداء الطواف والصلاة والسعي والهرولة والحلق والتروية .. والحج عرفة .. والمرور بمزدلفة .. ورمى الجمرات بمنى .. وعرض لبعض آيات نزلت على نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فى هذه الأماكن .. ورحيل خير البشرية عن دنيانا وبقاء سيرته العطرة ورسالته الإلهية .. صلى الله عليه وسلم .. مدة الفيديو 16:31 دقيقة.
عزيزى القارئ:
_________
د. "بنت الشاطئ" تختم معنا كتابها "مع المصطفى فى عصر المبعث" .. صلوات ربي وسلامه عليه .. بسرد بعض تفاصيل الوداع والرحيل المؤثرة جداً .. وصورتها بكلمات وكأننا نشاهدها .. وفيها صور من صدق الإيمان والمعتقد .. الخ .. بأبى وأمي أنت يا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم .. ولا أستطيع إلا أن أزيد عليها إلا تفسير الآيتين المذكورتين أعلاه نفعنا الله بها وإياكم .. آمين.
عزيزى القارئ:
_________
تفسير الآية 144 من سورة "آل عمران":
ليس "محمد" صلى الله عليه وسلم إلا رسول مضت قبله رسل ، والرسل منهم من مات ومنهم من قُتل ، أفإن أماته الله أو قتله الكفار ارتددتم كفاراً بعد إيمانكم؟ .. ومن يرتد عن دينه فلا يضر الله ، وإنما يضر نفسه بتعريضها للسخط والعذاب ، وسيثيب الله المطيعين وهم الذين ثبتوا ولم ينقلبوا ، ثم أخبر تعالى أنه جعل لكل نفسٍ أجلاً لا يتقدم ولا يتأخر.
أما تفسير الآية 2 من سورة الجمعة:
هو الله جل وعلا برحمته وحكمته الذى بعث في العرب رسولاً من جملتهم ، أمياً مثلهم .. ( وقد اختلف المفسرون فى مفهوم الأمية فبعضعهم فسرها بعدم معرفتهم القراءة والكتابة أى اشتهرت فيهم الأمية والبعض الآخر فسرها بعدم إعتناقهم للأديان السابقة للإسلام وكفرهم بهد إيمانهم) .. مع أنه رسولُ إلى كافة الخلق ، لكنه أيضاً تشريفُ للعرب حيث أُضيف صلوات الله عليه إليهم وكفي بذلك شرفاً للعرب .. ويقرأ عليهم آيات القرآن ويطهرهم من دنس الكفر والذنوب أى يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان .. ويعلمهم ما يتلى من الآيات والسنة النبوية المطهرة .. وإنَّ الحال والشأن أنهم كانوا من قبل إرسال سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم إليهم لفي ضلال واضح ، عن النهج القويم والصراط المستقيم .. وقد بُعِثَ رسولنا الكريم من الله تعالى بعد فترة من اشتداد الحاجة إليه فقد كان العرب متمسكين بدين سيدنا إبراهيم عليه السلام فبدلوه وغيَّروه ، واستبدلوا بالتوحيد شركاً وابتدعوا أشياء لم يأذن بها الله ، وما تم من تحريف فى بعض الكتب فبعث الله سيدنا "محمد" بشرع عظيم شامل كامل فيه الهداية والبيان لكل ما يحتاج الناس إليه من أمر معاشهم ومعادهم ، وجمع له تعالى جميع المحاسن وأعطاه ما لم يعط أحداً من الأولين والآخرين .. عليه أفضل الصلاة والسلام.
عزيزى القارئ:
_________
إليك رابط الفيديو المبسط للجزء الثانى لحجة الوداع بالصلصال .. مؤثر جداً .. يوضح باقي مناسك الحج التى بدأناها بفيديو الأمس .. سترى كيفية أداء الطواف والصلاة والسعي والهرولة والحلق والتروية .. والحج عرفة .. والمرور بمزدلفة .. ورمى الجمرات بمنى .. وعرض لبعض آيات نزلت على نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فى هذه الأماكن .. ورحيل خير البشرية عن دنيانا وبقاء سيرته العطرة ورسالته الإلهية .. صلى الله عليه وسلم .. مدة الفيديو 16:31 دقيقة.
وهذا رابط فيديو آخر مبسط يصلح للكبار والصغار يعرض بعض ماتعرض
له الرسول صلى الله عليه وسلم وحجة الوداع بتفاصيلها .. والوصية الشاملة الجامعة
الخطبة الخاتمة "منهج للحياة القويمة للمسلم" .. التى لابد أن نضعها نصب
أعيننا إذا أردنا خير الدنيا والآخرة .. اللهم اهدنا وأصلح أحوالنا وأمتنا على دين
الإسلام .. اللهم آمين .. مدة الفيديو 12:49 دقيقة.
ورغم أن الكاتبة عرضت فترة المبعث فهناك مواقف وأحداث لم تتسع
لها الصفحات .. وقمت بإضافات ما أمكننى ذلك خاصة في بداية هذه السلسلة مع توضيح
لبعض الكلمات الصعبة والفيديوهات .. فأؤكد أن هناك الكثير الذى لم نعرفه ولم نعلمه
عن خير البشرية والبرية سيدنا "محمد" صلوات ربي وسلامه عليه.
"اللهم صلِّ صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا "محمد" الذي
تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضي به الكرب وتقضي به الحوائج وتنال به الرغائب
وحسن الخواتم واستسقاء الغمائم بوجهك الكريم في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك"
اللهم تقبل منا واهدنا وعافنا واعف عنا وأدخلنا جنتك بدون سابق
عذاب برحمتك الواسعة .. اللهم آمين.
شـــــــــــــــــكراً فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق