نعود
بعد توقف لنعاود سرد سيرة وقراءة مزكرات وزير الغلابه وكنا قد توقفنا فى آخر حلقه
عند حديثه عما لاحظه فى القصور الرئاسيه واليوم نستكمل معكم ماتوقفنا عنده
العلاقه
مع الرئاسه وأقصد العاملين فى الرئاسه سواء الأمانه أو الديوان الجمهورى ولا أقصد
الرئيس نفسه لقد لاحظت عن كثب خلال السنوات الطويله المنقضيه مع رؤساء الوزراء
السابقين طريقة معاملة مؤسسة الرئاسه مع بعضهم وكنت لا أحب أن تستمر مثل هذه
المعامله معى ويكفى أن أذكر ما حدث فى اليوم الثالث أو الرابع من تشكيل الوزاره
كنت مع
الرئيس وبعد إنتهاء اللقاء رافقته إلى خارج المبنى وقرب السياره وقف يتكلم وأنا
أنصت وجاء أشرف بكير أمين أول الرئاسه يلمس كتفى لإنهاء الكلام نظرت بعيداً لاحظت
زكريا عزمى واقفا يهز رأسه إليه ليفعل ذلك وبعد أن غادر الرئيس أستوقفت زكريا وقلت
له أنا إنسان بسيط والمنصب لن يغيرنى سواء كنت محافظاً أو وزيراً أو رئيس الوزراء
أو حتى موظفاً بسيطا لا تفعل ما فعلت لأنى أعرف أن أشرف بكير لا يشير إلىّ
بالانصراف إلا بطلب منك لا تفعل ذلك ثانية لأنى أعلم تماما متى أتكلم ومتى تنتهى
المقابله
كانت
هذه البدايه معى منذ اليوم الأول وأستمر الأحترام المتبادل والتعامل على أسس واضحه
وإن كنت أعتقد أن الدكتور زكريا عزمى قبل الأمر على مضض
العلاقه
مع الحزب كان رأيى المعلن والصريح أن الحزب حزب والحكومه حكومه وظيفة الحزب معروفه
ووظيفة الحكومه معروفه فلا ينبغى أن يتداخل عمل الحزب أو يجور على عمل الحكومه كما
لا يجوز للحكومه أن تجور على الحزب المطلوب أن تأخذ الحكومه فى إعتبارها المبادئ
العامه لسياسات الحزب موضع الأعتبار طالما مثّل الأغلبيه ويتم العمل فى إطار نظام
يقوده الجهاز التنفيذى للدوله بعد مده وجيزه لزم تقديم البيان الأول للحكومه وعلى
وجه التحديد فى 23 يناير 1996 حاولت أن أتكلم عن الإطار العام للسياسات والأهداف
العامه لعمل الحكومه خلال العام المقبل دون أن أقدم أى وعود لما يمكن أن نحققه فى
قطاع كذا أو قطاع كذا أو على المستوى القومى وطلبت من الساده أعضاء المجلس أن
تُمنح الحكومه سنه حتى تقدم البيان الثانى ليعتبر كشف الحساب عما تم فى كل القطاعات
وعلى المستوى القومى وما قدمه زملائى والحكومه ككل
مرت
الأسابيع والشهور نجتمع فى مجلس الوزراء كل أسبوع يوم الأربعاء وتعمل الحكومه بجد
ونجاح وتوفيق من الله ولكن أهل السوء من بعض المسئولين حاولوا أن يقنعوا الرئيس أن
ما وصلنا إليه من إنجاز أصبح محل إشاده فى الداخل والخارج وحقق شعبيه لرئيس
الوزراء لم تتحقق لغيره من رؤساء الوزراء من قبل فدعا مبارك لانعقاد مجلس الوزراء دون علمى وحين
سألته ألغى الأجتماع
قله غير
منصفه فقد جاء السيد نور فرغل مدير المراسم بمجلس اليوم يوم 5 أبريل 1996م يخطرنى
أن الوزير فلان وفلان لن يحضرا مجلس الوزراء المقرر عقده باكر برئاسة الرئيس وكانت
العاده فى أى اجتماع لمجلس الوزراء أن يخبرنى بعدم حضور واحد أو اثنين أو ثلاثه من
الوزراء حتى أدخل الجلسة على علم ولكن هذه المره طلب الرئيس من الدكتور زكريا عزمى
الإخطار بدعوة مجلس الوزراء للإجتماع وعليه أخطر السيد نور فرغل الوزراء بالموعد
دون أن يخطرنى
كان
علىّ أن أتظاهر أننى أعلم فعلا بموعده فى الساعه الحاديه عشره من صباح اليوم
التالى فقلت «على بركة الله» ولكنى شعرت طبعا بضيق إذ كان لابد أن أعلم قبل أن
يُخطر المجلس فطلبت الرئيس وقلت أؤكد أن سيادتك رئيس السلطه التنفيذيه وأنا أعمل
كرئيس المجلس وأزاول سلطاتى بإشرافكم ومن حقك أن تدعو مجلس الوزراء للإجتماع وقتما
شئت برئاستك وأنا سعيد بذلك ولكن ما هو الموضوع الذى سيناقش غداً ؟؟؟ فقال يهمنى التعرف والأطمئنان على عجز الموازنه
وألا يضيع الإنجاز الذى تحقق فى جميع المجالات فقلت يا سياة الرئيس أؤكد أن الذى
تم من قبل خلال الفتره 1991 - 1995 كنت فيه رئيسا للمجموعه الأقتصاديه وهل يعقل أن
أساند الدكتور عاطف صدقى ليحقق نجاحاً فى الإصلاح الأقتصادى ثم أعمل عكسه كيف أسهم
فى نجاح الآخرين ولا أحقق لذاتى ذلك ؟؟؟ ثم أضفت لو قمت سيادتك بإثارة بعض الملاحظات
السالبه على الموازنه وتنفذها فلن يرد أحد من الوزراء على سيادتك حتى وزير الماليه
ولكن لابد لى أن أرد وإلا لا يحق لى أن أرأس مجلس الوزراء بعد ذلك فرد قائلاً كمال «خلاص خلاص» ووجه بإلغاء الأجتماع كان بداية لصدام أو عدم
رضا من جانب الرئيس وأسرته
كان غياب بعض الوزراء ليكونوا بصحبة حرم الرئيس يخرجون معها فى
جولاتها وكنت لا أكترث لغياب وزير أو وزيرين لكن أخذ العدد يتزايد وأصبح مجلس
الوزراء ينعقد بغياب ثلاثة وأربعة وزراء وذات يوم لاحظت أن عدد الوزراء المتغيبين
زاد كثيرًا فكلفت مدير المراسم السيد نور فرغل بالأتصال بمكتب حرم رئيس الجمهوريه
وإبلاغها الرساله التاليه هل نلغى أجتماع مجلس الوزراء الأسبوعى ؟؟؟ أم نؤجله ؟؟؟
أم نقلل عدد الوزراء المصاحبين لها فى جولاتها ؟؟؟
تلقت حرم الرئيس الرساله فكان ردها الغاضب خلاص مش عايزه حد ولمست
بعدها أنها غير راضيه عن الرساله بالطبع ولا عن صاحبها والحق أنها لم تفعل شيئًا
معلنًا مضادًّا أو مترتبًا عن هذه الرساله ولا فعل الرئيس ولا أحسست أنها أوصت
بذلك كما أننى لم أسع لإسترضائها لأننى لم أفعل سوى الصواب بل وشعرت بالراحه لأننى
فعلت ما يجب أن أفعله
أذكر أيضا أننى كنت أرأس اجتماعَا يحضره أعضاء مجلس مبارك/ آل
جور وفوجئت بمدير المراسم يعرض علىّ قائمة ترتيب الجلوس ولم يكن أمرًا مسبوقًا
ولكن لاحظت أن جمال مبارك نجل الرئيس مرتب له أن يجلس إلى يمينى وهو ما يتنافى مع
قواعد البروتوكول إلا أنه إبن الرئيس ويمكن التغاضى عن هذا ولم أرتح لذلك فطلبت
ترتيب الجلوس بأن يكون رئيس الجانب العربى وهو الدكتور إبراهيم كامل عن يمينى
ورئيس الجانب الأمريكى عن يسارى على أن يجلس الباقون كل حسب ترتيب الأسماء الأبجديه
وجاء جلوس جمال مبارك قريبًاً من آخر القاعه ولا بد أن ذلك لم يرضه ولا بد أنه ترك
فى نفسه أثرًا وهنا يلزم الإشاره أن جمال مبارك لم يحضر أى اجتماع خلال فترة
وزارتى من 4 يناير 1996 إلى 5 أكتوبر 1999 سوى هذا اللقاء ولقاء آخر وهو عندما
رتبت مراسم رئاسة الجمهوريه وكان الأجتماع برئاسة الرئيس لمناقشة الأزمه الأقتصاديه
فيما سمى بالكارثه التى لحقت بدول جنوب شرق آسيا ولإستبيان أثرها على الأقتصاد
المصرى وبعد نحو ساعتين مال الرئيس ناحية رأسى قائلاً جمال يحب أن يسمع هذه
المناقشات فهل يحضر ؟؟؟ فقلت طبعًا وحضر جمال بقية الأجتماع وكانت مشاركته مجرد إستماع
ولم يشارك النقاش
أخذنا الحديث وطالة الحلقه عن المعهود فننهيها على وعد بلقاء
متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق