كيف غيرت حرب أكتوبر من المفاهيم العسكريه العالميه رقم 1

يحق لك عزيزى المصرى أن ترفع رأسك لتصل لعنان السماء فى يوم عيدك فـ مصر كانت ولا زالت وستظل رغم أنف الحاقدين أماً للدنيا وهتفضل باذن الله إلى يوم القيامه هى الأم . والأم مدرسه تعلم من حولها

قد ينتابك بعض الريب أحيانا نتيجة أنكسارات نفسيه فى قدراتك مصرى تؤدى لأحباطات تتراسخ معك حتى تفقد الثقه فى نفسك لكن دائما الشدائد ماتضع الرجال على المحك العملى فيظهر معدن المصرى وقت الشدائد فيعلم العالم كيف تكون إدارة الأزمات ولعلنا اليوم ولا أخفيك سراً بعد 30 عاماً من الخنوع يجلس على كرسى عرش مصر رجل يحاول جاهداً بكل ماأوتى من قوه أن يستحث فيك أيها المصرى روح العزيمه التى فقدتها من خلال ثلاث عقود منصرمه لتحتل وتحتل بلدك مكانتها الطبيعيه فى ريادة العالم ولعلك تلحظ معى كيف يقف الخلق جميعا ينظرون إليك وأن تصنع المجد وحدك بقليل من التضحيات التى ستعود حتما على أولادك وأحفادك حتى يقفون بين الخلق ويقولون جدنا فعل وفعل كما سنغوص معكم اليوم لنروى لكم أمجاد آبائنا واخوه قد يكونون لازالوا معنا على قيد الحياه 

بمناسبة ذكرى إنتصارات حرب أكتوبر المجيده سوف نذكر لكم كيف غيرت هذه الحرب العقيده العسكريه الغربيه وسوف نعرف معا لماذا هذه الحرب الشرسه ضد القوات المسلحه بالأخص ولايخفى على الجميع أن من يهاجمون القوات المسلحه جميعهم تحركهم إسرائيل وسوف نعرف فى السطور القادمه لماذا يستهدفون الشباب المصرى ومنه خرج الضابط والجندى الذى غير عقيدة أغلب جيوش العالم

يذكر اللواء الدكتور سمير فرج المفكر الأستراتيجى وخبير  الأمن القومى المصرى  أن حرب حرب أكتوبر 1973 أهم حروب العصر الحديث لذلك حظيت بإهتمام العديد من المفكرين العسكريين ومراكز الدراسات الأستراتيجيه ومراكز البحوث العلميه طوال الفتره السابقه وأصبحت نتائج هذه الحرب تمثل أساس التطوير فى مجالات العقائد العسكريه خاصةً العقيده العسكريه الغربيه إضافة ألى أسس تنظيم الوحدات القتاليه ونظم التسليح وأساليب القتال
ولقد ظهر تأثير حرب أكتوبر 1973فى العقيده العسكريه الغربيه فى أتجاهات عديده أهمها ما يلى :

أن الجيش المصرى كان يقاتل متبعاً العقيده الشرقيه ومتسلحا بمعدات أغلبها سوفيتيه بينما يقاتل الجيش الأسرائيلى وفق مبادئ العقيده الغربيه فكان واضحا لكل المحللين أنها معركه بين فكر العقيده الشرقيه وأسلحتها ضد فكر العقيده الغربيه وأسلحتها

أن الجيش الأسرائيلى دخل هذه الحرب تسبقه السمعه والدعايه التى حققها بفضل إنتصاراته الهلاميه فى عمليات 1967 على الجبهات المصريه والأردنيه والسوريه حتي عدته جميع المدارس العسكريه حتى ذلك الحين نموذجاً يمكن الأحتذاء به وتطبيق عقيدته القتاليه  فى حالات أخرى ولعل الضربه الجويه الإسرائيليه ضد مصر عام 1967 كانت من وجهة النظر العسكريه أكبر دليل على ذلك إلا أن ما أظهره الجيش المصرى خلال حرب 1973 من أداء عسكرى متميز أجبر جميع المراكز البحثيه ومعاهد الدراسات الأستراتيجيه والمحللين العسكريين على دراسة وتحليل كيف نجح هذا الجيش فى إلحاق الهزيمه بجيش الدفاع الأسرائيلى وقطع يده الطولى للطيران الأسرائيلى التى كثيرا ما تغنت بها أسرائيل بعد حرب 1967

أن ميادين القتال لم تشهد حربا تقليديه منذ الحرب العالميه الثانيه فى عام 1945 إذ تغيرت بعدها مفاهيم القتال وتغيرت الأسلحه والمعدات وبدأت التكنولوجيا الجديده تدخل في كل سلاح ومعده  وتميزت كل الحروب التى قامت عقب الحرب العالمية الثانيه سواء فى كوريا أو فيتنام أو غيرهما بأنها حرب من طرف واحد قوى يستخدم معداته وأسلحته دون وجود مقاومه منظمه من الجانب الآخر فلم يظهر فكر جديد فى أساليب القتال أو فى إستخدام معدات القتال

بالرغم من تصنيف نوعية أعمال القتال بين الجيش المصرى والجيش الأسرائيلى بأنها حرب تقليديه عاديه فأن كليهما كان مزودا بأحدث الأسلحة والمعدات أضافه إلى منظومات جديده لم تكن قد أستخدمت من قبل فى ميادين القتال الحقيقيه

أستخدم فى هذه الحرب ولأول مره الأسلحه الألكترونيه والأسلحه الألكترونيه المضاده من قبل الجانبين وبأعلى مستوى من التقنيات العلميه

ما حققته القوات المسلحه المصريه من أنجازات خلال حرب الأستنزاف ولعلنا نذكر عملية إغراق المدمره إيلات تلك العمليه التى أدت إلى تغيير نمط التسليح وأسلوب القتال للقوات البحريه فى العالم بأسره وكذلك بناء حائط الصواريخ المصرى غرب القناه فى فترة الأستنزاف ودوره الرائع أثناء الحرب فى تحييد القوات الجويه الأسرائيليه ومنعها من التدخل فى عمليات عبور القوات المصريه للقناه

عنصر المفاجأه الذى حققته القوات المسلحه المصريه على المستويين الأستراتيجى وخطط الخداع التكتيكى  أما مستوى الأداء فقد دفع حاييم هيرتزوج رئيس إسرائيل الأسبق وكذلك مدير إستخباراتها إلى أن يكتب فى مذكراته عن حرب أكتوبر أن على جيش الدفاع الأسرائيلى مستقبلا أن يكون قادرا على التشبه بنبات البانتا الذى ينحنى أمام الضربات الأولى المخططه والمنظمه للقوات المسلحه المصريه ثم ينهض بعد ذلك ليكيل له الضربات فالضربات الأولى المخططه للجيش المصرى دائما ما تكون قويه وسريعه وقاتله

لعل ما يدعونى ويدعو كل مصرى وطنى شريف ويدعو العسكريه المصريه للفخر هو أن جميع المعاهد العسكريه حول العالم خاصة ذات العقيده الغربيه منها  عدّت الدروس المستفاده من حرب أكتوبر 1973 جزءاً لا يتجزأ من مناهجها الدراسيه فى دورات قادة السرايا والكتائب والألويه وكليات أركان حرب والدفاع الوطنى فقد كان تفوق القوات المسلحه المصريه سببا فى تغيير العديد من مفاهيم القتال فى العقيده القتاليه الغربيه

 
يمكن إجمال أبرز تأثيرات حرب أكتوبر 1973 فى العقائد القتاليه الغربيه فيما يلى : 

كان أول تأثيرات التغيير فى أثناء حرب الأستنزاف المصريه وذلك بعد أغراق المدمره إيلات حيث قلصت القوات البحريه فى جميع الدول من إعتمادها على الوحدات الضخمه من طرادات وحاملات طائرات لمصلحة الأعتماد على اللنشات السريعه الصغيره ذات السلاح المتطور فى عمليات تأمين السواحل والمياه الأقليميه وشرعت الدول فى تطوير تدريع هذه اللنشات وتسليحها مع التركيز على تزويدها بوسائل الحرب الألكترونيه والأجهزه الألكترونيه المضاده وأجهزة الردار والتشويش ألخ ألخ ألخ حتى وصلت لما وصلت له اليوم ويرجع الفضل لذلك للعبقريه البحريه العسكريه المصريه

أصبحت اللنشات الصاروخيه اليوم هى القوه الضاربه للقوات البحريه فى معظم الدول الغربيه خاصةً فى أعمال تأمين القطع البحريه الكبيره   وهكذا ومع أنتهاء حرب أكتوبر 1973 قامت الدول الغربيه بإعادة وتنظيم وتسليح قواتها البحريه إنطلاقا من الفكر الجديد المعتمد على الخبره والتجربه المصريتين  ومع بداية عصر تراجع حاملات الطائرات الكبيره ظهر بناء حاملات المروحيات ذات الحجم الصغير والقوه النيرانيه الكبيره

أمتدت التأثيرات لتشمل أمكانية قتال عناصر المشاه المترجله دون قوة الصدم (الدبابات) فقد كان المفهوم قبل حرب أكتوبر 1973 أن قوات المشاه لايمكنها التمسك بالأرض منفرده دون قوات مدرعه لأكثر من 3 إلى 4 ساعات وهو ما كان ينطبق غالبا على تكنيك قوات المظلات أو على قوات الأبرار الجوى والتى تسقط بعيدا عن القوه الرئيسيه خاصة المدرعات فى مده لاتزيد على هذه الفتره الزمنيه المحدوده

إلى هنا تنتهى حلقة اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله وماهى هى الجزئيه التى وضعها الفريق الشاذلى رحمه الله فى الخطه الكبرى لحرب أكتوبر فأنتظرونا

جنرال بهاء الشامى