نعود لنواصل الحديث عن زلزال حرب الخليج العربى وتوابعه وقد
يستغرب القارئ ماهو الرباط الوثيق بين هذه الحرب التى مرت عليها سنوات وبين ملف
أثيوبيا
أن موقع أثيوبيا له أهميه كبيره على صعيد البحر الأحمر وقبل إستقلال أريتريا كان فى مقدورها أن تؤثر وتسيطر على المدخل الجنوبى للبحر الأحمر وكذا على الصعيد الأفريقى على أساس أنها كانت البوابه الشرقيه لأفريقيا ولما نجحت الثوره الأريتريه فى تحقيق إستقلال أريتريا قلت هذه الخطوره إلى حد كبير وأثيوبيا يمر النيل الأزرق فى أراضيها وهذا النيل الأزرق يمد نهر النيل بحوالى 85 % من مياه الفيضان التى تمثل الحياه لمصر والسودان وتقوم أثيوبيا بمساعدات خارجيه فى تنفيذ عدد من المشروعات على بحيرة تانا وعلى النيل الأزرق دون تنسيق مع مصر والسودان وهذا سيؤدى إلى حرمان مصر من حجم كبير من المياه قد يصل إلى 7 مليارات متر مكعب فى السنه ومصر فى إحتياج شديد لحصتها فى مياه النيل بل تحتاج إلى زيادة هذه الحصه بتنفيذ مشروعات عده بالتعاون مع دول حوض نهر النيل مثل قناة جونجلى وغيرها
تعثرت هذه المشاريع بسبب عدم الأستقرار فى السودان وأوغندا
وغيرها من دول حوض نهر النيل بفعل فاعل وهذه المشاريع الأثيوبيه أو غيرها من المشاريع
التى يحتمل أن تقوم بتنفيذها دول أخرى تمثل تهديدا مباشرا وخطيرا للأمن القومى
المصرى والأمن القومى السودانى
علشان تبقى عارف دور البشير فى المؤامره عارف
المخاطر التى تحيق بالبلدين ورغم ذلك جميعنا رأينا مواقفه الغير مبرره
كانت أثيوبيا فى عهد منجستو تقوم بتدعيم المتمردين السودانيين وتمدهم بالأموال والأسلحه والتدريب وأعطتهم قواعد فى آراضيها وبعد سقوط حكومة منجستو أستمرت أثيوبيا فى هذا العمل الذى يؤثر على أمن وإستقرار السودان ورغم ذلك شفنا مواقف البشير
السودان دوله عربيه والأستقرار فيها حيوى للأمن القومى المصرى ورغم ماكنا نشاهده من أعمال تقوم بها السودان لتهديد
الأستقرار فى مصر بتدريب وتصدير الأرهاب إليها وأيواء العناصر الأخوانيه الهاربه إلا
أننا نعتبر الشعب السودانى شعب شقيق
كانت السودان ومصر دوله واحده إلى عهد غير بعيد نجح الإستعمار
البريطانى وأخطاء سياسيه فى فصل السودان عن مصر
من المؤكد أن أثيوبيا تمثل تهديداً محتملا للأمن القومى للصومال وللسودان ولمصر وبالتالى للأمن القومى العربى ويجب على الأمه العربيه أن تعمل على تحييد هذا التهديد بكل الوسائل ولديها القدرات لتفعل ذلك لكننا نرى على خشبة المسرح غير ذلك
إسرائيل حليف إستراتيجى للولايات المتحده تميزت ومازالت
السياسه والأستراتيجيه الأمريكيه تجاه إسرائيل بخصوصيه لها تأثير مباشر على
السياسه والأستراتيجيه الأمريكيه تجاه الشرق الأوسط والمنظقه العربيه على وجه الخصوص
وهذا بدوره له تأثير مباشر على الأمن القومى العربى ككل وعلى الأمن
القومى لكل دوله عربيه ومع ذلك هناك دول عربيه ترتمى فى أحضان الأداره الأمريكيه
بدافع الحفاظ على كراسى الحكم
لقد إزداد إهتمام الأداره الأمريكيه بعلاقتها مع إسرائيل بعد إنتهاء
الحرب البارده وتفكك الأتحاد السوفيتى عما كان ذى قبل من بعد عام 1958 م فأصبحت لا تقتصر على التعاون مع إسرائيل من أجل
تحقيق السلام ليناسب المصالح الإسرائيليه وتأمين إسرائيل فحسب بل يتجاوز ذلك الى آفاق
المستقبل وخاصه ما يتصل بالأحتمالات التى تواجهها الولايات المتحده من تهديدات
لمصالحها الحيويه فى المستقبل أيضا وعلى هذا الأساس تعتبر الولايات المتحده أن إسرائيل
من أهم الأوراق الخاصه بالإستراتيجيه الأمريكيه فى المستقبل ولذلك تقوم الولايات
المتحده بتعظيم دور إسرائيل فى المنطقه بإعتبارها حليفاً للولايات المتحده ولذلك فإنها تتكفل بحماية إسرائيل وضمان
مستقبلها وتقدم لها كل أنواع المساعدات والمعونات لتتحول إلى دوله كبرى إقليميه
تتفوق على كل دول المنطقه العربيه خاصه ودول الشرق الأوسط بوجه عام من خلال دعمها أمنيا
وأقتصاديا وعسكريا وسياسيا بشكل مطلق فعلى الصعيد الأمنى تعتبر الولايات المتحده أن
إسرائيل هى الحليف الوحيد بمنطقة الشرق الأوسط تشاركها فى وضع وتشكيل إستراتيجيه
مشتركه تواجه بها أى تهديدات تراها الولايات المتحده بل ولرسم مستقبل منطقة الشرق الأوسط ولهذا
السبب تغمض الولايات المتحده الامريكيه عيونها عن البرامج النوويه الإسرائيليه وعن
بنائها لقوة صواريخ أرض أرض بعيدة المدى « تزيد على 1500كم » ومنع أى برنامج نووى أو
صاروخى لأى دوله أخرى بالمنطقه بوجه عام ولأى دوله عربيه على وجه الخصوص كما أنها
تعمل على أن تظل إسرائيل متفوقه كماً ونوعاً عسكريا على الدول العربيه عامه ودول
النطاق على وجه الخصوص ومنع تكوين أى نظام عربى دفاعى إقليمى مثل المشروع الذى
تقدمت به مصر فى عام 2015 م
وأفشلته السعوديه والأمارات وكطر وأن تظل الدول العربيه متباعده عن بعضها البعض فى
مجال أى تعاون إستراتيجى أوعسكرى وتخويف
الدول العربيه البتروليه من باقى الدول العربيه الأقل غنى أو الفقيره بحجة الطمع
فى ثروة الأغنياء وساعدها على ذلك الغزو
العراقى للكويت الذى دبرته ووضحناه فى حلقات سابقه
تفصيلاً
على الصعيد الأقتصادى تعمل الولايات المتحده جاهده على تثبيت أقدام إسرائيل إقتصاديا لكى تصبح أقوى دوله شرق أوسطيه وذلك بتقديم كل أنواع الدعم المادى والتكنولوجى ليتحول الأقتصاد الإسرائيلى من أقتصاد يعتمد على المنح والمعونات إلى أقتصاد حر وحينذاك تتحول المنح والمعونات إلى مشروعات إستثماريه مشتركه تتمكن بها إسرائيل من فرض هيمنتها إقتصاديا على المنطقه
لذلك كان أول ماركزت عليه الولايات المتحده بعد توقيع ورقة
المبادئ الإسرائيليه الفلسطينيه هو إلغاء المقاطعه العربيه لإسرائيل وإنشاء سوق
شرق أوسطيه الذى أفشله مبارك للحياديه التاريخيه وكان لعمرو موسى دور بارز فى مخطط
إفشال هذه السوق الشرق أوسطيه رغم وجاهة المشروع لكنه كان يهدف لخدة المخططات
الأسرائيلييه الأمريكيه
أن جمهور المحللين والمعلقين السياسيين والأستراتيجيين يجمعون
على أن العلاقات الأستراتيجيه الأمريكيه الإسرائيليه لها الأولويه المطلقه على كل
ما عداها بما فى ذلك عملية السلام فى الشرق الأوسط ويرى هؤلاء أن إنتهاء الحرب البارده
وأنحسار القوى العظمى السوفيتيه لايعنى إختفاء التهديدات التى قد تواجه المصالح الأمريكيه
فى الشرق الاوسط وأنما ستختلف صورها وأشكالها ويضعون فى مقدمة هذه التهديدات عدم
الأستقرار الأمنى فى تلك المنطقه والذى تغذيه عدد من الدول ويتهمون إيران بأنها
تقدم كل دعم ممكن لهذه الظاهره وبدلا من أن تعاون أمريكا دول المنطقه للتغلب على
عوامل هذه الظاهره فأنها ترى خطأ أن إسرائيل هى الضمان الرئيسى للمصالح الأمريكيه
بالمنطقه رغم أن الواقع يقول أن إسرائيل أحد العوامل الرئيسيه لعدم الأستقرار الأمنى
المفتعل فالتطرف الذى يسود بعض الدول سببه موقف إسرائيل وتعنتها وطموحاتها
أن النظره الأمنيه والواقعيه للموقف تؤكد أن الضمان الوحيد للمصالح الأمريكيه والغربيه بالمنطقه وفى مقدمتها البترول يتوقف أساسا على الدور العربى أمنيا وأقتصاديا وسياسياً وقيام أمريكا بالأنحياز المطلق لإسرائيل وضمان هيمنتها وتفوقها هو فى واقع الأمر إضافة وقود لنار عدم الأستقرار وتأمين المصالح يتحقق بقدرات من داخل الأمه العربيه وتحقيق سلام عادل للقضيه الفلسطينيه ولكى يتحقق ذلك يجب على الحكام العرب أتخاذ إجراءات قويه نحو الأنصياع لمشروعات السيسى القوميه لكن دائما أمريكا لها اليد العليا السابقه بعد أن نجحت فى خلق البعبع ورعايته وشق الصف بعد ن حولت كطر لولايه أمريكيه ضمن الولايات المتحده الأمريكيه
نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله فى نفس الحلقات
جنرال بهاء الشامى
منتظر ياكبير
ردحذفشوقتنا ...منظرين باقى الحلقات بفارغ الصبر
ردحذفاسياسة الغالبة دائما فرق تسد
ردحذفولكن حتى الامارات رفضت تكوين قوى دفاع عربية مشتركة قد اهمنى
تسلم تحليلاتك وفى الانتظار لمعرفة علاقة حرب الخليج بأزمة السد الاثيوبى
ردحذفموضوع جامد جدا تسلم إيدك يا مارشال
ردحذفاعانكم الله يا كبير
ردحذففى الانتظار
ردحذفولكن هل هناك دول غير عربيه فى الشرق الاوسط