زلزال حرب الخليج العربى وتوابعه رقم 5

نعود وإياكم لنستأنف ما بدأناه من هذه السلسله وقد توقفنا فى الحلقه السابقه عند ذكر المشير أبوغزاله الدول التى تهدد الأمن القومى العربى وذكرنا أولها وهى إسرائيل واليوم نذكر ثانى دوله وهى إيران

يقول أبوغزاله إذا عدنا للتاريخ القريب لعرفنا أن القياده الإيرانيه فى عهد الشاه كانت تخطط لتولى إيران دور القوه العظمى الأقليميه وكانت الأداه التى خططت لأستخدامها هى القوه العسكريه المتفوقه  وكانت الولايات المتحده تراهن على شاه إيران فساعدته وأيدته  وتبدل الموقف بصوره لم تتوقعها الولايات المتحده ونجح الخومينى فى الوصول إلى السلطه والإطاحه بالشاه وأعتبرت الولايات المتحده أن النظام الإسلامى فى إيران عدواً رئيسياً للولايات المتحده رغم أنها ساعدت الثوره ضد الشاه وفرضت على إيران حصارا شديدا بل شجعت صدام حسين على مهاجمه إيران وكان الهدف الأمريكى واضحا وأن خفى على صدام وعلى الكثيرين وهو نشوب حرب طاحنه لا رابح فيها وإنما ليخرج منها الطرفان وقد أرهقتهما الحرب وتكبد كلاهما خسائر فادحه فى القوه البشريه والمعدات والأسلحه وبذلك تنخفض قدراتهما العسكريه ولاتقويان على تشكيل تهديد حال خطير ضد منطقة الخليج وضد المصالح البتروليه الأمريكيه

أن أى تحليل للأتجاهات الأمنيه الحاليه لإيران يجب أن يجيب على سؤالين هامين أو رئيسين

أولا : هو مدى خطورة التهديد الذى تمثله إيران ضد جيرانها ؟؟؟

ثانيا : كيف يتم التعامل مع هذا التهديد  ؟؟؟

إن القدرات العسكريه الإيرانيه وطبيعة النظام الإيرانى يمكن تقييمها بطرق مختلفه وتوجد حدود هامه لأى تحليل ولايوجد تحليل يمكنه الكشف عن كل شئ  

علاقات إيران مع جيرانها وأهدافها تجاههم بصوره كامله  وطبيعة النظام الإيرانى ومدى سيطرته داخليا ومدى أيمان الشعب الايرانى بهذا النظام  وقدرات إيران الإقتصاديه والعسكريه  لأن التحليل يبنى على بيانات غير محظوره
ومع ذلك فان الدراسات والتحليلات التى صدرت عن إيران توضح بصوره سليمه إلى حد كبير وهى تشير إلى الآتى

أولاً : أن النظام الإيرانى يهدف إلى أن تكون إيران قوه إقليميه عظمى وهو نفس الهدف الذى كان يرمى إليه الشاه  وهذا معناه أنها تسعى إلى الهيمنه على منطقة الخليج وأن الأدوات التى تستخدمها فى ذلك هى التسلل إلى داخل هذه الدول لخلق عدم إستقرار وأستغلال وجود مجموعات شيعيه فى دول الخليج  إلى جانب التلويح بإستخدام القوه العسكريه إذا تطلب الأمر وبعد أن تعيد بناء قواتها المسلحه وتطويرها وهو مايجرى حاليا وبصوره ملموسه

ثانياً : السعى إلى أن تكون إيران قوه نوويه حتى تحيد القوات الأمريكيه الموجوده بالمنطقه لأنها تعلم أن الولايات المتحده لن تجازف بالدخول فى صدام مع دوله نوويه

ثالثاً : محاولة خلق نفوذ لها داخل دول الأتحاد السوفيتى السابق والتى أنفصلت وأستقلت مثل أذربيجان وتركمستان وغيرهما وهى دول غالبيتها من المسلمين وتحاول أن تقنعها بان النمط الذى أصبحت عليه إيران هو أنسب الأنماط لها كما أن لإيران علاقات عرقيه ولغويه بهذه الجمهوريات تساعدها على تطوير علاقتها معهم

رابعاً : تسعى إيران لفرض سيطرتها على الخليج العربى أو الخليج الفارسى كما يحلو لإيران والغرب تسميته وفى منتصف التسعينات أتضحت هذه النوايا بقيام إيران بالإستيلاء على ثلاث جزر تابعه للإمارات العربيه المتحده ابوموسى وطنب الكبرى والصغرى ودور إيران فيما حدث فى البحرين من إضطرابات وهذه الجزر الثلاث تقع فى الجزء الجنوبى من الخليج شمالى دبى وجنوب جزيره كيشيم  وتقع شمال الممرات الرئيسيه للسفن وغرب مضيق هرمز  مدخل الخليج  والسيطره على هذه الجزر يحقق لإيران ميزه إستراتيجيه كبيره إذ يمكنها تهديد حركة ناقلات البترول فى الخليج والتى تشمل 20% من بترول العالم ويمر بالخليج 75 سفينه ناقلة بترول يوميا فى المتوسط كما أن السيطره على الجزر تحقق لإيران تأمين الدفاع عن قواعدها البحريه الهامه فى الخليج الأسفل وتؤثر على حقوق البحث عن البترول والغاز فى المناطق البحريه القريبه من الشواطئ ويكاد يكون هناك إجماع على أن إيران تتدخل بصوره مؤثره فى شئون دول الخليج وأن هناك تهديدا لأمن هذه الدول نتيجه إثارة ودعم العناصر الشيعيه والحركات المتطرفه فى الخليج  ويرى بعض الخبراء أن إيران قامت بتكوين شبكات مخابرات وإستطلاع فى كل دول الخليج وفى اليمن وأن المخابرات الإيرانيه تمكنت من إختراق كثير من الحركات المتطرفه فى الخليج وأنها تسيطر على معظمها  كما أن إيران قامت بمسح أهداف محدده للتعامل معها عسكريا أو إرهابيا مثل المنشأت البتروليه ومحطات توليد الطاقه ومراكز وعقد الأتصالات ومحطات تحليه المياه وجميعها أهداف حيويه مؤثره

خلاصة الحدوته أن إيران بأهدافها وتصرفاتها تمثل تهديدا حالا وخطيرا ضد أمن دول الخليج وضد الأمن العربى

نعود مره أخرى للمشير أبوغزاله ليوضح الدول التى تهدد الأمن القومى العربى فبعد إسرائيل وإيران يذكر تركيا ويذكر أن تركيا تحت موقعا إستراتيجيا هاما فى شرق البحر الأبيض المتوسط ولها موقع جغرافى سياسى هام ومتميز فهى تسيطر على ممرين مائيين حيويين هما البسفور والدردنيل اللذان يربطان البحر الأسود بالبحرالابيض المتوسط وهما ممران حيويان لدول الكومنولث السوفيتى الأمر الذى يجعل من تركيا تهديداً بصوره أو بأخرى لمصالح تلك الدول وترتبط تركيا عسكرياً مع الغرب فهى عضو فى حلف شمال الأطلنطى أو الناتو وتسعى تركيا إلى الأنضمام إلى السوق الأوربيه المشتركه وتعمل جاهده لتحقيق ذلك رغم إنها لم تحقق أى نجاح فى هذا المجال ومازالت دول الإتحاد الأوربى ترفض إنضمام تركيا لأسباب كثيره منها أنها دوله شعبها شعب مسلم ولا أعتقد أن أوروبا الغربيه ستقبل عضوا شعبه مسلم حتى ولو كان علمانيا ولا أدل على ذلك مما حدث للبوسنه والهرسك وتقاعس أوروبا عن الوقوف إلى جانب شعب البوسنه المسلم فى صراعه من أجل حريته وحقوقه وأنما تركت الأمور إلى أن رتب الصرب كل أوضاعهم فى البوسنه والهرسك ثم تدخلت الدول الأوربيه والولايات المتحده لتكرس أمرا واقعا خلقه الصربيون لصالحهم ونفس الشئ يحدث الآن للمسلمين فى كوسوفو

تمثل تركيا ثقلاً عسكرياً فى الإستراتيجيه الغربيه بوجه عام وتجاه الشرق الأوسط على وجه الخصوص ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط  كما إنها تطمح لأن تكون دوله عظمى إقليميه وأن يكون لها نفوذ كبير فى منطقة الشرق الأوسط ومنطقة وسط أسيا وحوض بحر قزوين  وفى سبيل ذلك حددت لنفسها عدة إتجاهات تعمل فيها

كتبت النهارده مقالين ورا بعض وصوابعى هنجت فننهى هذه الحلقه على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى