الجنرال فى حرب أكتوبر عام 1973 م

يوم السبت قمنا من النوم الصبح وروحنا المدرسه عادى وخدنا دروسنا ورجعنا بيوتنا حوالى الساعه 1.30 ظهرا علشان كنا بنخرج بدرى ساعه فى رمضان علشان الفسحه بتتلغى فى رمضان وروحنا الجامع صلينا العصر ورجعنا لكن القهوه الوضع عليها مكانشى طبيعى وفيه رجاله وشباب واقفين على القهوه وحريم واقفه الناحيه التانيه من الشارع زى ماتكون فيه حادثه او مصيبه

حاولنا نقرب من القهوه لكن كان صعب ثم فجأه بدأ الحاضرون ينصرفون واحد وراء الآخر وسمعناهم يقولون فى أحاديثهم الجانبيه مش معقول ومش ممكن ولا حنعرف نعدى قناة السويس ولو عدناها مش حنقدر نتخطى كيلو واحد من خط بارليف المنيع

 

فهمت ان فيه حاجه تخص اسرائيل وفريره على البيت وقلت لأمى على اللى حصل راحت طافيه النار وسابت الفطار اللى بتوضبه وطلعت على البلكونه وندهت على أم بشرى وسألتها متعرفيش الراديو عند الخواجه متى سعد قال إيه من شويه بهاء بيقول فيه أخبار عن اسرائيل

ردت أم بشرى فيه كلام بيقولوا جيشنا عبر القناه .... وفورا أمى قالتلى حديك قرش صاغ وفريره تروح بيت جدك تندهلى خالك هنا وفى ثوانى كنت لابس كاوتش الكوره السريع وفريره على بيت جدى وقلت لخالى الأبله عاوزاك زى ماكان بيحب ينده لها وركبت العجله وراه ورجعنا على شقتنا وامى قالتله فيه أخبار ياسلامه عن حرب بينا وبين اسرائيل قدامك نص ساعه تدور على حد بيعرف يجيب أذاعة لندن أو مونت كارلو وتانى كنت ورا خالى على العجله ورحنا عند الأستاذ مهنا نعيم زميل خالى وقعدوا يلعبوا فى الراديو وفى الأريال لحد ماجابو أذاعة لندن وتأكدنا من الخبر

 

قبل ماخالى يركب عجلته أو يفكر يركبها كنت فريره على بيتنا وبلغت امى اللى سمعته من راديو لندن وتروح الأبله فاقعه أحلى زرغوطه تجلجل فى الشارع ومكفاهاش أنها هزت الصاله وهى تخينه من التنطيط بالفرحه وجريت على البلكونه ونسيت تحط الأيشارب على شعرها وفقعت كمان زرغوطه وطلعت أم بشرى ردت عليها بزرغوطه تانيه وهوبا نسوان الشارع كلها عملوها مباراه لأعلى وأحلى زرغوطه

 

كنت أستغلالى قوى وأنا صغير وقلت لأمى لو أبويا علم أنك طلعتى فى البلكونه وشعرك عريان حيقول لجدى وحيبقى يوم مهبب مش انتى قولتيلى حديك قرش صاغ لو روحت لخالى هاتيه بقى

 

أمى فهمت أنى بستغل الموقف وببتزها رحات عطيانى شلن بحاله وقالتلى من النهارده تحوش علشان طول ماالحرب شغاله حتجيبلى الأخبار وحروقك وأطلق عليا ابويا وقتها لقب مجرم حرب وعرفت من أمى أن مجرم الحرب اللى بيستغل ظروف الحرب فى جمع المال

حضر ابويا من الشغل وكان آدان المغرب قرب وفهمت من كلامه مع امى أنه عارف أن الحرب قامت وطبعا أتضايقت أنه عارف لأنى مش حعرف أبلغه وآخد الحلاوه

بعد الفطار فوجئت بخالى جه البيت وبعد ماضرب احلى طبق قمر الدين من أيد امى سمعته وهو بيكلمها عن التعليمات الجديده اللى سمعها فى الراديو

 

مفيش مدارس من بكره مفيش عيال تنزل بفوانيس الشارع ومفيش ومفيش ومفيش ومفيش

أتحبست فى البيت بعد العوده من صلاة التراويح ومفيش أى مجال أستمتع بالثروه اللى معايا 5 قروش بحالها ولا حقدر انزل أتفرج على الفوازير عند القهوه وكانت فرصه أمى تكلمنى عن خطة الحياه اثناء فترة الحرب خصوصا بعد كل الدنيا مااكدت أنباء حدوثها

 

طبعا نمنا بدرى وقومنا أتسحرنا ولقيت أبويا مغطى أزاز الشباك وروحنا صلينا الفجر فى الجامع ولاحظت ان لمبة القبله فقط اللى شغاله علشان بس نشوف بعضنا وبعد صلاة الفجر بدأت أولى مسهماتى فى حرب أكتوبر العظيمه فكان عليا أذهب لمحطة القطار علشان أنتظر قطار الصحافه علشان أجيب الجورنال وكانت دى فى حد ذاتها معركه لطالب فى أعدادى بالأضافه أنى بقيت عامل جهاز مخابرات لوحدى أجمع الأخبار من الراديو ومن على الناصيه وأبلغها لأمى أول باول

كل سنه وأنا طيب فى يوم نصر بلادى ... كل سنه وكل مصرى أصيل طيب فى يوم نصر بلاده ... كل سنه وكل حاقد وغيران من نصر بلدى وهو مقهور فى مصارينه وبياكل فى نفسه من الغل والحقد

جنرال بهاء الشامى