مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 27

توقفنا الحلقه السابقه عند كيف أخترقت أمريكا الكرملين لأستصدار قرار الحرب بغزو أفغانستان وتوريطها فى حرب جبليه ثم تجيش جيوش على أساس طائفى للقيام بحرب بالوكاله ضد الأتحاد السوفيتى القديم واليوم نستكمل معكم ماتوقفنا عنده لكن قبل السرد أود أن أوضح بعض الرسائل التى تحتويها سطور الحلقات الماضيه وسنوجزها فى نقاط

أولا : المشير أبو غزاله موقفه من أحداث الأمن المركزى يدل دلاله دامغه أنه رجل لم يسعى لمنصب رئيس الجمهوريه عكس ماكان يروج ضده

ثانياً : أمريكا تفضل عدم خوض الحروب المباشره خصوصا لو فيه أحتمال من خوضها للصدام مع قوى عظمى قد تفضح دعايتها بأنها أقوى الدول إعداداً وتسليحاً وده كان واضح فى حرب عام 1973 م فقد كان دعمها لأسرائيل حتى لاينتصر العرب على السلاح الأمريكى بسلاح روسى عتيق

ثالثاً : كما قلنا مرراً وتكراراً أجهزة المخابرات تستطيع أختراق  أكثر المؤسسات حساسيه فى أى مكان فى العالم وكل أجهزة المخابرات بما فيها أمريكا تفعل ذلك وبثبوت أختراق أمريكا للكرملين فهذا يعطينا درس نتعلمه ألا لم يأن الآوان أن نحسن من أختيار أعضاء مجلس نوابنا ونستطيع من الأحداث التاريخيه أن نجزم أنه يمكن أختراق مناصب رؤساء الجمهوريه كما هو الحال فى ميخائيل جورباتشوف وغيره من رؤساء الجمهوريات وأقربهم كان الرئيس الأخوانى محمد مرسى أليس هذا درساً لنا ألا ننجرف عند الأختيار لعواطفنا وتكون أختياراتنا مبنيه على العقل والحكمه

رابعاً : الجيش هو حائط الصد والملاذ الأخير للمصريين وكان ذلك واضحاً عقب أغتيال السادات وأحداث الأمن المركزى وأحداث يناير 2011 ومابعدها

خامساً : ليس كل ماتراه أمام عينك هو صلب الحقيقه فقد يكون ماتراه أمامك مشهد مخابراتى مصطنع للوصول فيما بعد لأهداف خفيه فى وقتها

سادساً : ظاهرة التعلق وحب الحاكم هى ظاهره سلبيه كارثيه تساعد على هدم الكيان الثابت لأى دوله وتعمل على تفتيت جبهتها الداخليه وتكاد تنعدم هذه الظاهره إلا فى مصر فقط وحديك مثال :

لازال عندنا ناس بتتكلم عن الملك فاروق وكأنه ممكن أن يعود لحكم مصر رغم أننا لو فتحنا قبره من المحتمل أن لانجد الهيكل العظمى مكتمل وفى حاله تسمح لنا نلبسه ملابس ونُجلسه على كرسى حكم مصر

لازل عندنا الناصريين ولازال عندنا الساداتيين أما المباركيين فحدث ولا حرج وسيظلوا يتحدثون عن مبارك حتى بعد وفاته فهل رأيت مثلا فى جنوب أفريقيا من يتحدثون عن نيلسون مانديلا ويريدون عودته للحكم أو من يتحدثون عن جورج بوش وعودته لحكم أمريكا أو هناك من يطالبون بعودة ريشارد هارد نيكسون أو سمعت عن أحد بيتكلم عن عودة بريجنيف فى روسيا أو ساركوزى فى فرنسا أو مارجريت تاتشر فى بريطانيا أو أريل شارون فى أسرائيل

هنا من البديهى يحضرنا سؤال لماذا فى مصر فقط يحدث هذا هل لأننا شعب خاص له وضع خاص وثقافه خاصه  فأن كنا كذلك فلماذا هناك من يدعونا لتقليد الغرب فلا تجد أى أجابه سوى أننا أما حديثى الحديث فى السياسه ولا نجيد التعامل فى الشئون السياسيه أو أننا شعب مخترق مخابراتياً وخصوصا أننا منفتحون بزياده على مواقع التجسس الأجتماعى

أتوقف عند الحد حتى لاأطلق لقلمى العنان فى جلد الذات لكن أملى أن يتعلم شعب بلدى فى  2019 م بديهيات العمل السياسى

كان الأقتصاد المصرى بدأ يعانى من دفع فروق السلع فى هيئة دعم للسلع التموينيه والكهرباء والغاز والبوتوجاز وبدأ الأقتصاد المصرى يترنح خصوصاً وأن كان علينا أقساط ديون عسكريه من أيام حرب عام 1973 م وصفقات الصواريخ الأمريكيه الجديده وأقساط قروض تحديث البنيه التحتيه اللى للأمانه مبارك أستلمها مهلهله ولاتصلح لحياة شعب بدائى لأننا كنا بنعانى من طفح المجارى المزمن وعدم وصول المياه للدور الثالث والثانى وطرق لاتصلح إلا لعربات الكارو وسكك حديديه حدث ولا حرج والقاهره شوارعها أوشكت على الأختناق ولاتصلح لسير السيارات التى ملئت مصر بعد سفر العاملين للدول العربيه وبعد الأنفتاح الأقتصادى وكل بيت أصبح عنده سياره زى الكماليات

كانت أفغانستان أثناء الحرب أحتاجت 6 آلاف بغل لأن البغال أكثر تحملاً فى المناطق الجبليه وتكفل رجل أعمال بإستيراد 6 آلاف بغل من قبرص ووردهم لأفغانستان وأنتهت القصه على كده وخلى دى معاك

فى نفس الوقت كان الشيخ زايد عاوز يتخلص من الحمير فى الأمارات فجمع الحمير اللى فى الأمارات كلها وأرسلها هديه لفلاحيين مصر الغلابه اللى محتاجين الحمير فى زراعتهم لكن الهديه لم تصل للفلاحين وتم الأستيلاء على الهديه اللى أرسلها زايد للفلاحين الفقراء المصريين وتصديرها وبيعها لأفغانستان اللى مكانتشى محتاجاهم فسافر رجل الأعمال إياه لأفغانستان وأستطاع أقناع المسئولين هناك أنهم يستلموا الحمير ويشغلوها فى الخطوط الخلفيه للحرب لكن الكميه كانت كبيره فتم ذبح الباقى وتقديمهم للمجاهدين كلحوم مذبوحه مستورده على الشريعه الأسلاميه ودفعت الدوله الخليجيه اللى كانت بتمول أى حرب بالوكاله للأمريكان ثمن الصفقه

طبعا الموضوع ريحته طلعت وعرفتها الدوله اللى بتدفع ثمن نفقات أى حرب بالوكاله للأمريكان وشالتها فى قلبها خصوصا أن رجل الأعمال اللى عمل صفقة الحمير من المقربين لمبارك ولما حدث زلزال عام 1992 م فى مصر وتبرعت هذه الدوله دى ببطاطين ومعونات للمصريين ولم تسلمها للحكومه خوفا من تكرار موضوع صفقة الحمير اللى كانت هديه للغلابه وأتبعات وأتقبض تمنها وسلمتها لسفارتها بالقاهره اللى أجرت مخازن فى مدينة نصر لتخزين البطاطين وفهمت الحكومه موضوع قمصة هذه الدوله فلم تمدها بأسماء المحتاجين للبطاطين وفضلت البطاطين متخزنه فى الفضاء حتى تلفت وأستلم عدد بسيط جدا من الأهالى بطاطين وكانوا من المقربين من أعضاء الحزب الوطنى سابقاً حزب مستقبل خطر حالياً

الموضوع ده مالوش دعوه نهائياً بموضوع بيع الصواريخ روسية الصنع المصريه القديمه للعراق لأن اللى عمل الصفقه كان المشير أبو غزاله ودخلت خزينة الدوله لأنها كانت بمبالغ رهيبه نظراً لبيعها بأسعار مرتفعه علشان الناس اللى ماتعرفشى مبارك كان بيأكلها منين تعرف كانت بتاكل منين

كانت فى فترة حرب أفغانستان فيه حركة تطهير فى الجيش المصرى لأى عنصر يعتنق الأفكار الجهاديه وفعلا تم تسريح عدد كبير منهم فطلبت أمريكا سفرهم لأفغانستان للأنضمام لصفوف المجاهدين فطلبت مصر ثمن كل راس من المجاهدين ستسمح لها بالسفر بحجة أن كل راس من دول أتصرف عليها تدريب وأعداد فى الجيش المصرى وسافروا المجاهدين أو المرتزقه  ودفعت الدوله اللى بتصرف على حروب أمريكا بالوكاله تمن كل راس سافرت ولما أنتهت الحرب وبعض الروس اللى أندفع تمنها رجعت مصر أتقبض عليهم وأتحاكموا لأن بعضهم فضل هناك وأستحلى الشغلانه والسبوبه وبعضهم تزوج خارج مصر وبعضهم عائلتهم سافرت لهم وأكيد حضراتكم فاكرين قصة العائدون من أفغانستان

أعتقد اللى بيفهم واللى مابيفهمشى دلوقتى عرف كان بياكل منين ... من فلوس صفقة الصواريخ وبيع الحمير اللى كانت داخله البلد هديه وشقطوها وباعوها لأفغانستان وبيع الجهاديين بالراس يعنى حضرتك أكلت بفلوس أكيد دلوقتى عرفت مصدرها ومش بس كده ده حضرتك أكلت بفلوس ناس باعتها بلدك علشان تروح تقتل بره بلدها فى حرب ليس لنا فيها ناقه يعنى حضرتك أكلت بفلوس محتاسه دم أبرياء مش من حقك تقتلهم حتى ولو بفتاوى دينيه لأن طبعا كانت الفتاوى أيامها أشتغلت عن حرب الأسلام دين الكافرين الروس وتم الترويج بحرفيه عاليه أن الروس دوله كافره مع أن ديانة روسيا هى ديانة أمريكا وفرنسا وفيها مسلمين وقتها بعدد المسلمين اللى فى الدول العربيه كلها تقريبا لو طلعنا منها مصر

أعتقد دلوقتى حضرتك عرفت الشعب المصرى كان بياكل وبيندفع الدعم منين وقبل ماتستهبل وتعمل نفسك أنك مش عارف كنت بتاكل منين كلنا كنا عارفين ظروف البلد وعارفين دخلها والناتج المحلى ومحدش قدر يواجه نفسه فلوس الدعم بتيجى منين محدش سأل نفسه أزاى بلد دخلها وناتجها المحلى لايكفى لأطعام شعبها ورغم كده البلد ماشيه

المؤسف والمخجل أننا زى الأمريكان والروس والفرنسيين والألمان وكل تجار السلاح والدم  كنا عارفين وبنستهبل وأستحلينا ناكل بفلوس محتاسه دم قتل الأبرياء على أن نصبر على الحاكم علشان يأكلنا حلال علشان نقابل ربنا كشعب متدين بأجسام نبتت من حلال ودلوقتى جاى بتسأل ليه الفساد مستشرى بهذه الطريقه البشعه وأنت عارف أن كل اللى أنت فيه علشان أكلت وأتربيت على الحرام

هل أنتهت علاقتنا بالحرام كلا البتَ لم تنتهى وهناك من يطالبون رأس النظام الحالى يأكلهم زى مبارك ماكان بيأكلهم ومش مهم يجيب لهم منين مش مهم حلال ولا حرام المهم البطن تتملى والسيجارتين يتلفوا ويعمل الدماغ التمام علشان يرضى المدام والعيال تزقطط وتشيل موبيلات وترقص على أغانى حمو بيكا ومحمد رمضان والمدهش أيها المؤمن أن هذا الشعب عاوز الحاكم يعمله كل حاجه حتى تربية الأولاد اللى أنحرفت وأصبحت تعيش فى مستنقع جهل متفشى منقطع النظير وتغافلنا عن عمد أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم

آسف جداً جداً لصراحتى فقد أنفلت زمام  قلمى وخرج مابصدرى على سطورى فيما يطلق عليه المكاشفه أو بتعليق شيك علشان نعديها زى مابنحاول نعدى أى حاجه ونسميها جلد الذات

أستلم مبارك مصر وهناك حالة قطيعه بعد أتفاقية كامب ديفيد التى أعترفوا بها فيما بعد لكن كانت هناك قنوات أتصال شبه رسميه وبدأت تعود العلاقات بسرعه خصوصا بعد أن بدأت مصر التبعيه العربيه للحصول على المال وفى ظل غمار حروب بالوكاله وصراع داخلى وأرتفاع شعبية مبارك لدى القابعين على كراسى الحكم فى الدول العربيه والبيت الأبيض وأرتفاع أسهمه قرر مبارك توجيه الضربه القاضيه لخصمه الوهمى أبو غزاله

كان فى هذا الوقت صراع بين ظهيريين شعبيين أحدهما ظهير خارجى قوى لمبارك يمتلك المال والقرار والتأثير فى المحافل الدوليه وظهير شعبى داخلى  لأبوغزاله لكنه غير مؤثر فى أى شئ وكانت ضربة مبارك بالتخلص من أبو غزاله

بعد حرب الخليج الأولى أرتفعت شعبية أبو غزاله لعنان السماء خصوصا أنه كان له تأثير مباشر عليها من حيث تزويد العراق بالصواريخ الروسيه التى قام الجيش المصرى بتطويرها ومن حيث تزويد العراق بالخبراء العسكريين

كيف وجه مبارك لكمته القاضيه لخصمه وكيف أدار مبارك هذه الموقعه التاريخيه وماهى لبناة لوسى أرتين هذا موعدنا معه فى الحلقات القادمه لأن موضوع أبو غزاله ليس بالهين فإلى لقاء قادم متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى