مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 28

نعود لنواصل ماكنا قد توقفنا عنده الحلقه السابقه والمشير أبو غزاله وأقصائه من المشهد السياسى برمته لكن قبل الدخول فى تفاصيل أبو غزاله لابد لنا أن نعرف كيف مهدت الأحداث لذلك وخصوصا أن أبو غزاله أقصاه مبارك وهو فى عز مجده

كان موت عبد الناصر والسادات فجائيا لكن كان أنتقال السلطه بعد رحيلهم فيه شئ من السلاسه والهدوء نظراً لوجود نائب وهذه الميزه هى التى أتت بمبارك على رأس نظام حكم أستمر ثلاث عقود زمنيه كامله 

قلتلك فى الحلقه السابقه أن مبارك كانت شعبيته مرتفعه بالنسبه للحكام العرب فهو المطيع الأليف المستأنس وهذا هو الظهير الأقوى عكس أبوغزاله اللى كان ظهيره هو حب الجماهير له بعد سلسلة نجاحات وتطوير القوات المسلحه ودخول الجيش عالم الأعتماد على النفس من خلال مشاريع خاصه وأقتصاد حر خالص مما مكنه من نزول السوق المصريه بشكل مباشر لعمل توازن فى الأسعار خصوصا أن الأسعار العالميه بدأت فى التسابق نحو الأرتفاع

مبارك كان فى جزئية النائب حويط قوى وكنا بنلاحظها  فى تصريحاته مره يفهمنا أنه بيدور على الشخص المناسب ليكون نائبه ومره يفهمنا أنه بيحاول يعين أكتر من نائب ومره أخرى وفاكر التصريح ده لما قال أن الدستور المصرى لايحتم تعيين النائب رئيساًَ خلفاً لرئيسه وأى نعم كان كلامه صحيحا لكنه تناسى أنه أتى لسدة الحكم ككونه نائباً رغم أن الدستور لم ينص على تعينه رئيسا خلفاً للسادات

قلتلك فى حلقه سابقه أنه كان عمل مقلب فى رفعت المحجوب بخصوص موضوع النائب وقلتلك أن الجنزورى قال لأبو غزاله لا حيعينك أنت ولا المحجوب هو كان بيرميها وبيحاول يصطاد واحد فيكم والمحجوب وقع فى شبكة مبارك

بعد كامب ديفيد حدث شرخ فى الوطن العربى وفقدت الدول الصغيره الدوله الأم التى كانت تقود السفينه وبدأ الوطن العربى بطريقه مرعبه بعد موت السادات فى دخول أتون صراعات لأسباب غير منطقيه بدأت بالحرب الطائفيه فى لبنان ثم أثارة مشكلة السودان الجنوبى وعلى أقصى الجانب الشرقى من الوطن العربى كان هناك بعبع ينمو ويستفحل متمثلاً فى المد الفارسى فبدأت الدول الصغيره فى خلق تحالفات صغيره وكان ميلاد دول التعاون الخليجى أو مجلس التعاون الخليجى وكانت أم هذا التحالف أكبر الدول سناً وتاريخاً ومساحه وهى السعوديه وبعد إستقرار هذا التحالف سمعنا عن تحالف دول التعاون العربى وكان صاحب الفكره صدام حسين وكان يشمل العراق واليمن ومصر والأردن وأتذكر مقولة والدتى حتى يومنا هذا أن هذا التحالف أسمه كيد النسا السياسى وكانت تقولى ده مولود مخلوق مشوه لأن لاحدود جغرافيه ولا تنسيق ولا أيدلوجيه وكل مايربط هذا التحالف هو اللهجه العربيه فقط ومات هذا التحالف قبل أن يتم فطامه بعد غزو الكويت ونربط هنا شويه

قلتلك أن مبارك أنطوى تحت أبط دول الخليج علشان الأبيج فمن المنطقى أنه كان يتضامن مع العراق فى غزو الكويت لكنه تضامن مع دول الخليج وأعلن عن خروج مصر من هذا التحالف ولو أنتوا فاكرين كان قال فى أحدى خطاباته أن صدام كان عامل هذا التحالف فخ لمصر ليضمن وقوفها جنبه

شفنا هناك أقصى الغرب تحالف أوشك أن يولد وهوتحالف دول المغرب العربى ولم أجد أى أسباب لفشل هذا التحالف إلا كلمة أمى كيد نسا سياسى

تصدعت الأمه العربيه بغزو الكويت وحرب لبنان وحرب ضروس بين الأشقاء فى الجنوب السودانى وقلاقل بين دول المغرب العربى وأنقسام دول العرب بين مؤيد ومعارض لغزو الكويت والعراق وأصبح التخبط هو الشعار الرسمى  حتى إشعار آخر

من الطبيعى لدى الشعوب عند وجود قلاقل وصراعات بدون أراده تبص على جيشها وكنا فى مصر مؤكد لاشعوريا بنرمى النظره على جيشنا فنجده فى أيدى أمينه عملت على تطويره ويقف حائط صد فى الأزمات وموجود بقوه فى الشارع المصرى فى أزمة العيش واللحمه والفراخ ومن هنا بدأت شعبية أبوغزاله ترتفع شعبيا وبدأت طراطيش كلام ليه ميبقاش نائب على أمل أن مبارك ممكن يسيبها تحت ضغوط الشارع أو الضغوط الخارجيه فكان ولابد وحتميا لأستمرار نظام مبارك من أزاحة أبوغزاله لكن كيف تتم أزاحته بدون أى رد فعل من الشارع المصرى فلم يجدوا أسهل من تشويه سمعته وخصوصا أن شعبنا عسل قوى فى موضوع الفضايح وخصوصا عندما تتعلق بالشرف

يقول الجنزورى عن واقعة عزل أبو غزاله أن أبوغزاله لم يكن يعلم أن مبارك يجهز لإستبعاده فى أقرب فرصه وفى أكتوبر 1989 م  تم إبعاد المشير أبوغزاله وأختار مبارك توقيت غضب الأمريكان على أبوغزاله بسبب قضية سرقة تكنولوجيا الصواريخ وعبدالقادر حلمى وأيضا قضية لوسى آرتين

لكن  الدكتور مصطفى الفقى يقول أن القلق تسرب إلى قلب مبارك بسبب حب الناس لأبوغزاله وحب قادة القوات المسلحه له فوضعه تحت المراقبه وتابع كل تصرفاته خصوصا فى سلاح الطيران وأشرف بنفسه على حركة الترقيات العسكريه وحتى بعد إقالته حتى أصابوه بالضربه القاضيه فى قصة لوسى آرتين

يقول الجنزورى أرسل مبارك زكريا عزمى إلى أبوغزاله وطلب منه أن يقدم له الإستقاله وهو ما أستجاب له أبوغزاله  وتضافرت كل هذه العوامل لصالح مبارك ومهدت له الطريق ليضرب ضربته ويتخلص من منافسه

بدأنا نعك فى الكلام وأصابعى بدأت تؤلمنى فأستسمحكم أنهاء المقال على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى