عوده بلقاء قطعناه على أنفسنا وشاء
الله أن نفى به لنستكمل ماتوقفنا عنده واليوم موعدنا مع أنماط العلاقه بين الرعاه
والوكلاء
عادة ما يكون الرعاه دوله أو مجموعه من الدول فى صورة تحالف أو منظمه دوليه وعموما يسعى الرعاه لتحالفات الوكاله عندما تزيد تكاليف التدخل المباشر مقارنةً بالتدخل عبر الوكلاء وغالبا ماتكون علاقات الرعاه بالوكلاء غير الرسميه وغير معلن عن تفاصيلها مما يقلل خضوعها للرقابه على صعيد مؤسسات الدول المعنيه بالرقابه والمحاسبه ومن ثم تكون أكثر مرونه وأكثر قدره على التكيف مع الظروف المتغيره وهو مايزيد فرص التفاوض بشأنها ويسهل تشكيلها غير أنه من جهه أخرى يسهل ألغاؤها أيضا مع تطور نمط الصراعات والحروب التى يشهدها القرن الحادى والعشرون إلى ما بات يسمى الحروب وسط الشعب التى تمتد إلى ماوراء المجال المادى لتشمل مجالات الثقافه وشبكات المعلومات وعلم الأقتصاد والتمويل والموارد الطبيعيه والطاقه فأنه يجرى الأستعانه فى تلك الحروب متعددة الأبعاد بالأجراءات القانونيه والضغوط الأقتصاديه والهجمات الألكترونيه والأعمال الأرهابيه وهى مجالات يلجأ فيها الرعاه لوكلاء يقومون بهذه الأدوار نيابة عنهم
فى هذا الصدد فأن الرعاه غالباً مايستعينون بوكلاء من السكان المحليين فى المناطق محل أهتمامهم بهدف التأثير فى الأحداث التى تقع خارج نطاق سلطتهم الماديه ويمكن القول أن من أقوى الروابط بين الرعاه والوكلاء تلك ذات الصله بالأنتماء الأيديولوجى خاصة ذات الطابع العقيدى لأن الرعاه فى ظل هذا النوع من العلاقات يمارسون تأثيرا عميقاً على الوكلاء يسمح لهم بتحقيق مصالحهم على نطاق أوسع
على سبيل المثال أعلنت
إيران عقب الثوره الخومينيه عام 1979 أن من بين أهداف سياستها الخارجيه تصدير
الثوره الأسلاميه ومن هنا شجعت الجاليات والجماعات الشيعيه المنتشره فى دول العالم
على العمل على توسيع نطاق نفوذها وتأثيرها الدولى ولعل من أبرز نماذج هذه الجماعات
حزب الله فى لبنان الذى يطرح أجنده إيرانيه أعلنها فى ميثاقه التأسيسى عام 1985
عندما دعا إلى أقامة دوله إسلاميه
فى ذات السياق يمكن الأشاره إلى ماذكره نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله عن أن الولى الفقيه رأس النظام السياسى الحاكم فى إيران يعد القائد الشرعى الأول الذى يجمع بين الفقه على مستوى الفرد وفقه الدوله والحكم وشئون الأمه على مستوى الجماعه وأنه ليس مرتبطا لا بجنسيه ولا ببلد معين ويقوم بتوجيه قرار الحرب والسلم على مستوى الأمه وليس على مستوى نقطه ضيقه فى العالم كما أنه هو المنوط بأستراتيجيات تحديد العدو من الصديق فى هذا الأطار أشار إلى أن مشاركة حزب الله فى العمل السياسى فى لبنان ضمن تركيبة الدوله اللبنانيه كانت بأشاره من الولى الفقيه سنة 1991 يكشف الواقع عن أن أستخدام الرعاه لوكلاء سمح لهم بمساحات أكبر من المناوره كما قلل من أحتمالات التصعيد وبالتالى تجنب الأنزلاق إلى حروب شامله قد يصعب أحتمال تكلفتها فعادة ما يقدم الرعاه للوكلاء الأموال والأسلحه والدعم التقنى فضلا عن التغطيه السياسيه فى المنظمات الدوليه وعلى طاولة المفاوضات ذات الصله بالأضافه إلى الدعم الأعلامى الذى تقدمه أجهزة بعض الرعاه لتحسين صورة الوكيل لدى الرأى العام وفى الأخير يمكن القول أن العلاقه بين الرعاه والوكلاء هى بالأساس علاقة تبادل خدمات تحدد أمكانية أستمرارها على قدره كل طرف على أن يقدم للطرف الآخر الخدمه التى يحتاج إليها منه
أنماط الوكلاء والعلاقه غير المتكافئه مع الرعاه :
تحمل علاقة الوكلاء بالرعاه إلى حد كبير مضامين التبعيه للرعاه الذين تحدد قراراتهم مدى دور الوكيل ومساحته فى مسرح الأحداث وهو مايستند إلى غياب التكافؤ بين قدرات كل من الوكلاء والرعاه فى هذا الصدد نشير إلى 6 أنماط رئيسيه من الوكاله وذلك على النحو الأتى :
رقم 1 : الدول القوميه التى توافق على القيام بدور الوكيل سواء مقابل مادى أو لأمور سياسيه وقد تقوم فى هذا الصدد بتوفير قوات ومستودعات ذخيره للقوات التى تدعم الرعاه فضلا عن التعاون فى عمليات جمع المعلومات وفى الدعايه الأعلاميه عبر الأجهزه الحكوميه للتغطيه السياسيه خاصةً فى حالة شن عمليات عسكريه وغالبا ما يشار إلى الدول التى تسمح بوحود قوات أجنبيه على نحو مستدام من خلال قبول أنشاء قواعد عسكريه أجنبيه على أراضيها بأنها تقوم بدور الوكيل لتلك الدول صاحبة هذه القواعد أذ أنها بذلك قد سمحت لقوات أجنبيه أن تعمل على أراضيها لتحقيق مصالح خاصه بها وذلك وفقا لشروط مقبوله لدى الطرفين لكنها ليست بالضروره معلنه كما أنه غالبا مالا يخضع أفراد القوات القاطنه فى تلك القواعد للمحاسبه من قبل الدول صاحبة السياده على الأرض المنشأ عليها هذه القواعد فعلى سبيل المثال أعلن الرئيس الأمريكى ترامب خلال مقابله تلفزيونيه بثتها شبكة سى بى أس عزمه على الأبقاء على قاعدة الأسد فى دولة العراق بهدف التمكن من مراقبة إيران المجاوره وحالة قطر التى مدتت بمحض إرادتها بقاء قاعدة العيديد على أراضيها مدى الحياه
رقم 2 : شبكات أفراد مسلحين ويستعين بهم الرعاه مقابل مايحدده أفراد هذه الشبكات وعادة ماتحافظ الأخيره على علاقتها بالدول الرعاه من أجل الحفاظ على أستمرار وجودها فى مسرح الأحداث وتتعدد الأسباب التى تؤدى إلى قيام أفراد هذه الشبكات بهذا الدور فعلى سبيل المثال قد يكون الرابط لأفراد هذه الشبكات وجود مطالب تتصل بعرقيه أو أثنيه أو قوميه أو طائفه دينيه ما لكنها تعانى الأستعباد من قبل الحكومه التى تسيطر على المنطقه التى تسكنها لذا يكون تعاون مثل هذه الشبكات مرتبطا بشعورها بالمنفعه من وراء التعاون مع الرعاه الذين تكون لديهم مصلحه مشتركه فى التخلص من الحكومه الحاكمه مثل الجماعات الكرديه والشيعيه التى دعمت القوات الأمريكيه فى إسقاط نظام صدام حسين فى العراق
رقم 3 : الشركات العسكريه والأمنيه الخاصه وهى ظاهره حديثه نسبيا بوصفها كيانا قانونيا له وجود معترف به من قبل معظم دول العالم التى تمنحها رخصة التأسيس على أراضيها والعمل وفق نظمها القانونيه وتنتشر أنشطة هذه الشركات فى عدد كبير من الدول منذ عام 1989 وهى تعمل فى شراء الأسلحه وتدريب الأجهزه الشرطيه لوكلاء أخرين وجمع المعلومات الأستخباراتيه وتقديم حمايه شخصيه لزعماء موالين للرعاه وغيرها من الخدمات ذات الصله وعادة ما يلجأ الرعاه لهذا النمط من الوكلاء لأنه يلتزم ببنود عقد غير معلنه يحافظ من خلالها على صورته المهنيه التى يروج لها فى السوق مقابل الحصول على عائد مادى كما لايتكبد الرعاه تكلفه ماديه أو بشريه تعرضهم للمسائله القانونيه المباشره مقارنه بنشر أفراد قوات مسلحه وطنيه فعلى سبيل المثال لاتقوم الدول المستأجره لمثل هذه الشركات بتقديم تعويضات ماليه للمتعاقدين الجرحى أو ذويهم حال قتلهم على عكس الجنود فضلا عن عدم أكتراث الرأى العام عموما بحالات القتلى والجرحى لأفراد هذه الشركات الذين يدركون هذه الحقائق جيدا قبل شروعهم فى العمل بموجب هذه التعاقدات وتكشف الحروب التى خاضتها منطقة الشرق الأوسط خاصة فى العراق وأفغانستان عن تزايد أعتماد حكومات الدول الغربيه على هذا القطاع من الشركات لتنفيذ أنشطه بالنيابه عنها أغلبها أنشطه عسكريه ومخابراتيه كما أوضحنا
رقم 4 : المجتمع المدنى
وهو ما يندرج تحت مظلة أعمال القوه الذكيه ولعل أبرز ماورد عن هذا النمط ماطرحته
وزيرة الخارجيه الأمريكيه الأسبق هيلارى كيلنتون فى مقال منشور لها فى مجله Foreign Affairs يحمل عنوان القياده المدنيه أعادت تعريف الدبلوماسيه
والتنميه الأمريكيه أشارت فيه إلى أن الجهات غير الحكوميه هى الأقدر على
التأثير فى الأحداث الجاريه فى عصر المعلومات لذا يكتسب الرأى العام أهميه كبرى
ومن هنا تأتى أهمية الدبلوماسيه العامه بوصفها وسيله تؤثر فى قطاعات المجتمع
المدنى محل الأهتمام ويرتبط الوكلاء بالرعاه عبر مجموعه من القيم المشتركه
بالأضافه إلى المساعدات الماليه ومن أبرز الأمثله على هذا النمط المنظمات غير
الحكوميه والأحزاب السياسيه وجمعيات رجال الأعمال المدعومه
رقم 5 : الشبكات الأعلاميه حيث تعكس منصات الأعلام ومواقع شبكات التواصل الأجتماعى العديد من علاقات الوكاله أذ يقوم الرعاه سواء من الأطراف الداخليه أو الخارجيه بتوظيف مجموعه من الكتائب الألكترونيه التى تسخر تقنياتها فى مجال تكنولوجيا المعلومات والأتصال لنشر أفكار تدعم مصالحها أو مواجهة خصومها وتعتمد فى ذلك على نشر الشائعات والأخبار المفبركه أو غير الدقيقه التى تحشد تعبئه أجتماعيه تؤثر فى صناعة كل من الرأى العام المحلى والعالمى مثلما حدث فى ملف محمود البنا وقتله راجح والشيخ الشعراوى ومحمد أبو تريكه وجفاف نهر النيل وبناء القصور الرئاسيه وجيش المكرونه ولاعب كأس الأمم الأفريقيه والنائب أحمد طنطاوى ألخ ألخ ألخ
رقم 6 : الحروب السيبرانيه هى أحدى أنماط علاقات الوكاله الحديثه ولها صور مختلفه مثل أستخدام فيروس كمبيوتر لتقويض الخصوم فعلى سبيل المثال تم الأعلان عن أكتشاف الفيروس الألكترونى المعروف باسم ستكسنيت فى شهر يونيو 2010 وتحوم الشبهات أنه من تطوير الولايات المتحده الأمريكيه وإسرائيل حيث أستخدم فى مهاجمة منشأة تخصيب اليورانيوم فى ناتانز بإيران وأيضا هناك شكل أخر لهذه الحروب يرتبط بالتجسس الألكترونى فعلى سبيل المثال أعلن فى عام 2012 عن أستخدام قراصنه يعتقد أنهم من الصين حسابا مزورا على موقع فيسبوك للتواصل الأجتماعى بأسم الأدميرال جيمس ستافريديس الذى يتولى رئاسة القياده العسكريه الأوروبيه _ الأمريكيه فى حلف الناتو لطلب الصداقه الألكترونيه مع كبار الضباط البريطانيين قد تمكنوا عبر ذلك من الحصول على معلومات دقيقه وسريه ومن المعروف أن المعلومات تمنح صاحبها أمتياز المعرفه التى يمكن أستخدامها لتقويض قوة الخصم فى العموم يصعب تعقب مثل هذه الهجمات ولذا يصعب الكشف عن هوية الرعاه وتقدر بعض الدراسات أن الفتره مابين مايو 2006 ويونيو 2011 شهدت 87 هجمه سيبرانيه على الأقل لوكالات حكوميه وشركات تكنولوجيا أدت لخسائر تجاوزت أكثر من مليون دولار
إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم متابعينا الكرم على وعد بلقاء متى
شاء الله لنتعرف على أشكاليات الوكاله بالنسبه للرعاه ولنعرف كيف تدار الحروب
حولنا عن طرق حروب الوكاله لنتفاجأ بكائنات تتسأل أين هى المؤامره وكما قال سيادة
الرئيس المؤامره هى أنكار وجود مؤامره
أكسجين الفيسبوك
جنرال بهاء الشامى
تسلم شرح ولا ابسط لا أروع من كده
ردحذفسلمت يمينك يا افندم
ردحذفتسلم ايدك ياجنرال على الشرح المبسط
ردحذف