قصة الجاسوسه المصريه التى بكت من أجلها إسرائيل نرويها مش كحدوتة
قبل النوم لكن نرويها للموعظه والعبره من مذكرات الثعلب المصرى محمد
جبريل
كان الجيش ومن ورائه الدوله كلها يعمل فى صمت وبسرعه على تجهيز الجبهه للقتال ... وكانت الضغوط الشعبيه والسياسيه خاصة من الطلبة على السادات قويه جداً فى بداية السبعينيات لتنفيذ وعده بالهجوم على إسرائيل وتحرير سيناء ... وكانت كل أجهزة الدوله خاصة المخابرات العامه والمخابرات الحربيه تقوم بدورها فى تأمين الجبهه والحفاظ على سرية المنشآت الجديده التى كانت إسرائيل تتطلع إلى الحصول على معلومات عنها مثلما حدث قبيل يونيو 1967
كانت بعض العمليات الإسرائيليه معقده ومحيره خاصة التى
كانت تستهدف حائط الصواريخ الوليد... ومن جانبنا كانت إجراءات الأمن واسعه
ودقيقه ولا تستبعد أحداً على الإطلاق... وفى إحدى هذه العمليات الإسرائيليه فقدنا
بعض الأرواح من المتخصصين والجنود... فركزنا العمل حول الأشخاص من كل الرتب...
وتوصلنا إلى الخيط الأول والكلام هنا على لسان الثعلب نفسه فى مزكراته
المقدم فاروق الفقى قد يكون هو المتورط فى تسريب
المعلومات
فى هذا التوقيت الدقيق... المعلومه حصلنا عليها من إحدى اللجان
التى
قامت بالتفتيش فى الوحدات العسكريه ... كان هدفنا معرفة الشبكه ومن هم
أعضاؤها...
توصلنا إلى أن الفقى قام بتركيب «إريال» راديو جديد للإرسال فوق
منزله
وعلمنا فيما بعد أنه كان يرسل المعلومات للموساد... وقمنا بعد أن
تأكدنا
من أنه جاسوس بمتابعة خطاباته التى كان يرسلها بالحبر السرى... أى
أننا
لجأنا إلى فتح خطاباته المرسله للخارج وهذه الوسيله مباحه بالطبع وقت
الحرب...
وكنت فى هذا المجال لا أعلم فقط أنها ورقه بيضاء مكتوب عليها
بالحبر
السرى بل كنت أعرف نوعية الحبر... وبعد التأكد من هذه المعلومات
قررنا
القبض عليه وبشكل سريع جداً لخطورة موقعه خاصة أنه كان يتولى رئاسة
أركان
الصاعقه رغم أنه كان مازال «مقدم مهندس» وكان الوحيد من الرتب
الصغيره
الذى يحضر إجتماعات العمليات العسكريه للجيش كله برئاسة رئيس
العمليات
اللواء محمد عبدالغنى الجمسى «المشير فيما بعد» وبالطبع فى هذا
التوقيت
لم نكن نعلم أى شىء عن شريكته «هبة سليم»، وعندما تأكدنا وراقبنا
رسائله
قررنا القبض عليه والكلام لازال على لسان ثعلب مصر الذهبى ذهبت إلى
اللواء
فؤاد نصار مدير المخابرات الحربيه وجلست معه وشرحت له العمليه وحاول التأكد على أعتبار
أنه أحد أعضاء القوات المسلحه فقام بالاتصال باللواء نبيل شكرى قائد
الصاعقه وعاوزك تربط دى بالأشاعات حول موضوع الثغره كما وضحتها وأدينى كل لما
بلاقى فرصه للربط بربطلك الأحداث ببعضها وقال الذى سألنى هل معى أدلة أم لا ؟؟؟
أجبت «بالطبع» وقال رداً على ذلك «يمكنك
الشك
فىَّ أنا شخصياً ولا تشك فى الفقى فهو شديد الوطنيه ويعمل بإجتهاد
وبعدما
أنتهينا من ذلك رفض نصار خروج شكرى من مكتبه إلا بعد القبض على
الفقى
وقام بالتحدث مع حسن عبدالغنى الذى كان يتولى الأمن الحربى وذهبت
معه
وأرسل إلى «سويتش» القياده يطلب حضور فاروق على أساس أن هناك لجنة
عمليات
وسيرسل إليه سياره لإحضاره حتى تسير الأمور بشكل طبيعى وعندما حضر
أخذناه
إلى المخابرات الحربيه للبعد عن حساسية المخابرات العامه وحققت
معه
ولم يستغرق التحقيق سوى دقائق لأن المعلومات كانت لدينا مستوفاه
عندما كنا نستجوب الفقى عرفنا أن هبه سليم هى التى قامت
بتجنيده
وقالها هكذا «جندتنى هبه سليم بتوجيهات من المخابرات
الإسرائيليه»
وكانت العلاقه بينهما خاصه يعنى جنسيه فقد كان يحبها جداً ولكنها لم
تكن
تبادله الحب وعندما تم تجنيدها كان الفقى من معارفها فطلبوا منها
تجنيده
على الفور وحضرت إليه بالفعل ورحب سريعاً بسبب حبه لها وقاموا
بتأجير
شقه فى المعادى وعلمته داخلها كيفية الكتابه بالحبر السرى
بعد ذلك وضعنا الخطه للقبض عليها عن طريق استدراجها
بعيداً
عن باريس... وسافرت ومعى فريق من المخابرات إلى ليبيا حيث كان
والدها
يعمل مدرساً هناك... وقمنا بالتنسيق مع السلطات الليبيه من أجل هذه
العمليه
وقلت لأبيها المدرس إن إبنتك تورطت فى إحدى العمليات الفدائيه
التى
تقوم بها المنظمات الفلسطينيه وإنها شاركت فى خطف طائرة... وهى مطلوبه
من
إسرائيل والأفضل أن نستدعيها إلى طرابلس بدعوى أنك مريض... ووافق ثم
أدخلناه
المستشفى فعلياً، وقام بالأتصال بابنته أكثر من مره إلى أن اقتنعت
فى
النهايه وركبت الطائره إلى ليبيا
نزلت وحدها من الطائره... لكننا كنا نشك فى أن رجال الموساد يراقبونها... ولذلك فإننا كنا قد جهزنا خططنا لكل إحتمال.. كنت قد عرفت أن أحد معارفها يعمل فى السفاره المصريه فى ليبيا... فأقنعت السفير وهذا الدبلوماسى بأن يأتيا إلى المطار للمشاركه فى إستقبالها، لكى تبدو الأمور طبيعيه وأن هناك أشخاصاً يعرفونها فى إستقبالها وإذا كان أحد يراقبها من الموساد سيدرك أنها بين أهلها ومعارفها وبالفعل هبطت طائرتها وأحتضنها الدبلوماسى الصديق... وما هى إلا دقائق حتى تم تغيير خط مسارها إلى القاهره
كانت الطائره المصريه المتجهه من طرابلس إلى القاهره قد
أكملت
تجهيزاتها للإقلاع... وبالفعل صدرت الأوامر من المطار بذلك... وتحركت
الطائرة
بالفعل ثم أطفئت أنوارها وظلت قابعه فى الظلام حتى جئت أنا وهبه
ومعى
أثنان من المخابرات إلى مقاعد المقدمه التى كنت قد حجزتها بالكامل
بعد أن جلسنا وتأكدت هبه أنها عائده للقاهره أخذت فى
الصياح
والهياج والغطرسه وكأنها فى نادى الجزيره الذى تنتمى إليه فغاظنى
هذا
الوضع وتصرفت على الفور
لم أقل لها كما ورد فى الفيلم «ده الهرم وده النيل.. هى دى مصر يا هبه.. أو يا عبلة كما كانت فى الفيلم»؟
لقد غاظتنى ألفاظها لرجال الأمن معى فقمت بصفعها قلمين
فأصفر
وجهها ولم تنطق بعدها كلمه واحده حتى وصلت إلى القاهره وللعلم كنت قد
جهزت
خطه بديله لنقلها إلى القاهره عبر الطريق البرى لو فشلت عملية إعادتها
بالطائره
وللعلم أيضاً فإننا لم نسافر إلى باريس كما جاء فى الفيلم... كل هذا خيال فى خيال... كل معلوماتنا عن علاقتها بالموساد حصلنا عليها من الضابط الفقى ومنها أثناء التحقيقات معها
قدمنا تقاريرنا كامله... وهى حصلت على حكم بالإعدام شنقاً... أما
المقدم الفقى فتم إعدامه رمياً بالرصاص باعتباره عسكرياًوسأعود إلى الوراء قليلاً...
كانت تحرياتنا عن هبه سليم تؤكد أنها خطره جداً.. وأننا لو تخلصنا من «الفقى» وتركناها فى
باريس فإن من الممكن أن تواصل عملها مع «الموساد» بشكل أو بآخر
كانت بعض الاقتراحات التى قيلت فى إجتماعاتنا للتخطيط
لتنفيذ
هذه المهمه هى أن نقوم بتصفية هبه ... وأقتنع كثيرون من قيادات «الجهاز» بذلك ولكننى قلت «أتركوها
لى سأعيدها إلى مصر»، وللعلم فإن المشرف على تجنيدها وإدارة عملها فى باريس كان من كبار رجال «الموساد» وكان مرشحاًَ لتولى قيادة
هذا الجهاز فى تل أبيب لكنه وبعد أن تأكد من فشله هو ورجاله فى تأمين «هبه»
ضرب نفسه بالرصاص فى اليوم التالى مباشرةً من إعادة الجاسوسه لمصر
للعلم فإن الضابط «الفقى» كان ضمن الضباط القلائل الذين
كانوا
سيعرفون بموعد الحرب «ساعة الصفر» باعتباره عضواً فى «غرفة
العمليات»
كما أنه كان مرشحاً للإشراف فنياً على الفريق الذى سيقوم بقطع
أنابيب
النابالم التى زرعتها إسرائيل بطول خط بارليف..
وأتذكر أن المشير أحمد إسماعيل عندما أبلغ الرئيس السادات
بهذه
المعلومات التفصيليه وذلك عقب نجاح العمليه رد عليه بالقول: «لولا
هذه
العمليه لأستطاعت إسرائيل القضاء على القوات المصرية فى أول ساعة من
الحرب»..
ولا أنسى أبداً أن هذا «الفقى» كان لديه القناعه التامه بأن «الموساد» سينقذه حتى وهو
فى طريقه إلى السارى لإطلاق النار عليه تنفيذاً لحكم الإعدام ضده رمياً
بالرصاص لكن بعد وضع القناع الأسود على رأسه أهتز وخارت قواه تماماً كما أن
إسرائيل ضغطت على السادات عن طريق هنرى كيسنجر لوقف تنفيذ إعدام «هبه» لكن
لم يستجب... وفى يوم حديث كيسنجر حولها تم إعدامها.. وذلك بعد نصر
أكتوبر بعدة شهور
#المصرى_بهاء_الشامى