توقفنا وأياكم الحلقه السابقه عند
رسالة الفريق فوزى بتعليمات من المشير عامر لقائد القوات الدوليه الجنرال ريكى
الموجوده بشرق سيناء واليوم نستكمل معكم ماتوقفنا عنده وفاءاً لعهد قطعناه شاء
الله أن نفى به
أرسل الفرق فوزى الرساله ولم تكن
قواتنا قد أتمت أستعداداتها للحاله طوارئ القصوى طبقا للتعليمات التى صدرت من
المشير عامر لرئيس أركان القوات المسلحه وكانت فحوى الرساله كالآتى :
قبل الرساله لى توضيح حسب برتوكولات
الشئون العسكريه فعندما يقول المرسل أحيطكم فهى هنا من رتبه أعلى أما عندما يقول
نحيطكم بلغة الجمع فهى مرسله من رتبه أقل من المرسل له مثل وتفضلوا بقبول فائق
الأحترام وتفضل بقبول فائق الأحترام والناس اللى خدمت فى الجيش فاهمه لغة
المراسلات
الجنرال ريكى قائد القوات الدوليه /
(( أحيطكم علماً بأننى أصدرت أوامرى
للقوات المسلحه للجمهوريه العربيه المتحده (( مصر )) بأن تكون مستعده لأى عمل
عسكرى ضد أسرائيل فى نفس اللحظه التى ترتكب فيها أسرائيل أى عمل عدوانى ضد أى دوله
عربيه وطبقا لهذه الأوامر فأن قواتنا تحشد الآن فى سيناء وعلى حدودنا الشرقيه
وحرصا منا على سلامة القوات الدوليه الموجوده بشرق سيناء لإاننى أطلب منك سحب هذه
القوات وفورا من مراكزها وقد أصدرت أوامرى لقائد المنطقه العسكريه الشرقيه حول هذا
الموضوع وطلبت منه أن يبلغنى بتنفيذ هذه الأوامر )) وكده أصبحت أسرائيل عندها الحجه بهذا الخطاب
للتحرش بالجيش المصرى
رد الجنرال ريكى بأن المنوط به هذا
الخطاب هو سكرتير عام الأمم المتحده وفعلا كلف عبدالناصر الخارجيه المصريه بمراسلة
الأمم المتحده وفعلا طلب سكرتير الأمم المتحده من الجنرال ريكى سحب قواته من شرق
سيناء إلا أن ريكى وركز هنا الله يسترها معاك فى رد وقرار ريكى أنه لابد أن يكون
الأنسحاب كلى من شرق سيناء وشرم الشيخ وغزه
وليس جزئى لأن جميع القوات مرتبطه ببعضها بنظام عمل متكامل وعاوز الأذكياء
يحللوا الجزئيه دى
عاوز أحلل مع حضراتكم الجزئيه دى
لأننا عبر حمله أعلاميه أستدرجنا للمواجهه مع أسرائيل فقد كانت هناك حمله إعلاميه
بعد قرار وقف أطلاق النار عقب حرب عام 1956 م أن مصر موافقه على وجود القوات الدوليه
لكى تحتمى بوجودها فكان قرار أنسحاب القوات الدوليه بالكامل وجد ترحيب نفسى مننا
فى مصر لأننا حنفرض سيطرتنا على شرم الشيخ وفى نفس الوقت حنثبت على الأقل لأنفسنا
أننا مش مستخبيين خلف القوات الدوليه (( علشان تبقى فاهم حملات الأستفزاز بتتم أزاى على النت حاليا )) لكن المشكله كانت أننا واجهنا سيطرة أسرائيل
على الملاحه فى خليج العقبه حسب أتفاق وقف أطلاق النار فى حرب 1956 م وكده حتبقى فيه
مناوشات بينا وبين اليهود فمن غير المنطقى
أن تسير سفنك فى مياهى الدوليه وأسكتلك وكان الوضع فى الأول مبرر أن فيه قوات
فاصله مابينا لكن دلوقتى أصبحنا وجهاً لوجه
كانت أسرائيل أحد مكاسبها من حرب عام 1956 م هو وجود قوات دوليه
على طول خليج العقبه من ناحية سيناء
وأصبحت بتتحرك فى خليج العقبه بأريحيه بأتجاه البحر الأحمر ومنه لأفريقيا
سياسياً كان قرار طلب سحب القوات
الدوليه لأسباب نفسيه وكان قرار غير مدروس لسلبياته وتداعياته وبعد ماكانت المشكله
فى الأول مشكله بين سوريا وأسرائيل أصبحت تلوح فى الأفق مشكله بين مصر وأسرائيل
لأن طبيعى مصر لما تلاقى نفسها سفن أسرائيل بتمر من مياها الأقليميه فى خليج
العقبه ومفيش قوات دوليه فاصله الطبيعى أنها حتقفل الخليج أمام الملاحه
الأسرائيليه
فعلا بدأت حمله أعلاميه يهوديه عالميه
قبل أغلاق الخليج أو تحديدا أغلاق مضيق تيران فى أن مصر تقصد من طلبها اللى أرسلته
للأمم المتحده بسحب قواتها بدون أسباب تستدعى ذلك لغلق المضايق أمام الملاحه
الأسرائيليه يعنى حتى لو مصر عملت نفسها مش واخده بالها أسرائيل بتقول لها خلى
بالك أنا بمر بالملاحه ولأثبات كرامتك أغلقى المضايق وده يثبت أن القرار كان غير
مدروس فى ظل ظروفنا وخصوصا أن أسرائيل مستعده وأحنا مش مستعدين ومنهكين
نروح لكتاب البحث عن الذات فى الجزئيه
دى نجد أن السادات بيقول عبدالناصر عمل أجتماع مع قيادات مجلس إدارة الثوره والسادات
وعامر ورئيس الوزراء صدقى سليمان وكان آخر يوم فى مايو 1967 م وقال السادات وقتها
أحنا أمام أحتمالين ياريس أما أننا نسمح بحرية الملاحه بما فيها سفن أسرائيل ونطلب
من الأمم المتحده مراقبتها ونظرا لحشودنا فى سيناء تصبح نسبة أستعمال حرب قائمه
بنسبة 50 % أما لو أغلقنا المضايق ستصبح نسبة الحرب 100 % فنظر عبد الناصر لعامر
وسأله القوات المسلحه جاهزه ياعبدالحكيم فوضع عبدالحكيم عامر يده على رقبته وقال
لناصر برقبتى ياريس كل شئ على أتم أستعداد
يقول السادات أن عبدالناصر كان واضح
عليه أنه سيتخذ قرار بأغلاق المضايق فنظر رئيس الوزراء لعبدالناصر وقال له ياريس
مش وقت حرب عندنا خطط بنيه تحتيه ومنشآت حيويه لم نكملها والتنميه داخل البلد أهم
من التحرش بإسرائيل وياريت نفكر فى القرار لكن عبدالناصر لم يهتم بإعتراض رئيس
الوزراء
السادات بيقول فى كتابه رغم أن قرار
أغلاق المضايق له سلبيات عديده وأستفزازى لكنه كان ضرورى لأيقاف مزايدات العرب على
عبدالناصر وفعلا تم أتخاذ قرار أغلاق المضايق
أرسل المشير عامر قوات مظلات لشرم
الشيخ من القوات العامه وتحركت قواتنا البحريه والبريه لتنفيذ قرار أغلاق مضيق
تيران بجوار جزيرة صنافير
بمجرد أعلان أغلاق المضايق يوم 23
مايو أعلن الرئيس الأمريكى جونسون أن قرار الإغلاق غير قانونى وأن خليج العقبه ممر
دولى وأن أغلاقه أمام الملاحه الأسرائيليه أمر غير قانونى ومخالف للمواثيق الدوليه
بدأت طبعا اسرائيل فى شن حرب أعلاميه
عالميه ضد مصر وضد قرار أغلاق المضايق ومهدت دول العالم لرد فعل لحماية مصالحها
رغم عدم أحقيتها لكن هكذا اليهود وأمريكا من خلفها وأستطاعت حشد تأييد عالمى لأى
رد فعل
كانت بريطانيا وفرنسا تريدان الأنتقام
من عبدالناصر وأمريكا تريد تحطيم طموحاته وكسر شعبيته وأسرائيل أستغلت دور كل منهم
فى حشد تأييد عالمى لموقفها وأصبح العالم كله مهيأ لرد فعلى أسرائيلى للحفاظ على
ماتدعيه أنه حقوقها المشروعه من مكاسب حققتها من العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 م وأصبح هناك تنسيق بين أسرئيل وكل من أمريكا وأنجلترا
وفرنسا الذين يملكون الحشد ضد أى قرار فى مجلس الأمن وطبعا عبد الناصر سياسيا
مكانشى عامل حسابه أنه بيحارب ثلاث دول عظمى سياسيا عن طريق إسرائيل وأصبحت فى يد
أسرائيل الورقه التى تبرر بها أى هجوم عسكرى ضد مصر مهدت وجهزت له من بعد حرب عام 1956 م
بدأت مصر فى حشد قواتها فى منطقة شرم
الشيخ وسيناء بشكل علنى وكانت قواتنا تتحرك من القاهره فى مظاهره شبه علنيه وعدم
وجود خطه سياسيه وعسكريه لهذه الخطوه والدليل تحرك القوات بهذا الشكل العلنى بينما
أسرائيل أستطاعت حشد قواتها على مدار سنوات بشكل سرى بأمارة تضارب المعلومات
المخابراتيه حول عدد اللواءات التى حشدتها ضد سوريا
طبعا عبرت قواتنا قناة السويس بشكل
علنى وواضح مما أعطى الفرصه لأسرائيل لشرح وجهة نظرها أن مصر بتتحرش بها وتعطى
لنفسها حق الدفاع عن نفسها وفى نفس اليوم حشدت أسرائيل كما يقول موشى ديان فى
كتابه لواء مدرع كامل وأعلنت حالة التعبئه العامه لكن وصلت فى يوم 22 مايو رساله
لأسرائيل من أمريكا تحذرها ...
ماهى الرساله التى وصلت أسرائيل ومن
أى شئ تحذرها ومن أرسل الرساله هذا
ماسنعرفه فى حلقتنا القادمه على وعد بلقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق