أسرار مجهوله رقم 15

بشوق ولهفه لعشق الكتابه نعود لنستكمل ماتوقفنا عنده وشاء الله وحده أن نوفى بالعهد معكم ولنترك المقدمات جانباً لنغوص فى السرد مباشرةً

توصلت لجنة أجرانات إلى قرارات لم تُعلن لكنه كالعاده مره أخرى بدأت عمليات التسريب وضمن ما تسرب أوصاف لهذا العميل المصرى توصل بها أحد الباحثين إلى أسمه وكذلك ظهر أسم أشرف مروان بلا لبس أو غموض وأخذت القضيه منحىً جديدا لأن إذاعة الأسم أحدثت رجه وضجه داخل إسرائيل أولاً

كانت الضجه تتركز على المسئوليه عن كشف السر لأن فيها إضرار بصديق لإسرائيل وفيها عملية فضح سوف تجعل آخرين يترددون طالما أن ما يفعلونه فى السر يمكن أن يظهر فى العلن وكان مدير الموساد الچنرال زامير فى حاله هستيريه يخشى أن كشف المستور سوف يلحق ضررا كبيرا بقدرة إسرائيل على تجنيد عملاء لهم قيمه فيما بعد

فى الوقت نفسه فإن الچنرال زائيرا كان يرد بإعتقاده أن العميل الذى أبلغ إسرائيل كان عميلاً مزدوجاً لمصر أيضا ولذلك فقد كان فى حِلْ من الإشاره إلى إسمه ووصل الصراع فى حدته وعنفه إلى درجه أصبح معها مسألة حياه أو موت

وقتها ومنذ بدأت التحقيقات كان الدكتور عزمى بشاره السياسى الفلسطينى المعروف وهو من أقطاب عرب الداخل لا يزال عضواً فى الكنيست وأرسلت إليه عن طريق صديق فلسطينى مشترك أسأله إذا كان فى مقدوره أن يبعث إلى بما يمكن أن يتوصل إليه من ملفات الكنيست فيما يخص الموضوع وتفضَّل الرجل وأستجاب مع أن معظم ما كان يدور حول القضيه كان يجرى فى لجنة الأمن والدفاع فى الكنيست وهذه لا يشترك فيها الأعضاء العرب إلا أن وجود الدكتور عزمى عضوا فى المجلس كان يعطيه بلاشك إمكانية وصول تتعدى إمكانيات غيره من عرب الداخل والحقيقه أن الدكتور عزمى بشاره وصديقين غيره من عرب الداخل لا يجوز البوح بأسمهما لأنهما ما زالا فى الداخل أستجابا إلى ما طلبت وأكثر وأضاف الجميع لما أرسلوا من الأوراق الأصليه وهى باللغه العبريه ترجمات لها بالعربيه أو بالإنجليزيه ولم أكن بأمانه مستعدا لتصديق ما قرأت لكنى وبأمانه أيضا لم أكن قادرا على تجاهله ولازلت أذكركم أن هذه شهادة محمد حسنين هيكل

القضيه لم تعد تلميحات أو تسريبات تظهر فى صحف أو تنشر فى كتب وإنما القضيه أكبر وإلحاح الوقائع والتفاصيل فيها لا يمكن مقابلته بالصمت فى مصر وما دار حولها فى إسرائيل ليس تكهنات صحف ولا شائعات تتناقلها الروايات وإنما فى القضيه أثنان من أشهر چنرالات إسرائيل وهناك قضاه من المحكمه العليا وهناك نائب عام إسرائيلى وهناك جلسات سريه للجنة الأمن والدفاع فى الكنيست وهناك ملفات ووثائق وبعض ما وصل إلىَ من ذلك كله أثار لدىَّ كثيرا جدا من القلق

لقد لمحت من بين الوثائق والملفات مثلا صور لمحاضر أجتماعات بين أنور السادات ونظيره السوڤييتى ليونيد بريچنيڤ أثناء زيارته السريه لموسكو فى مارس سنة 1971 ومع أنى لم أحضر تلك المحادثات فإن الرئيس السادات بعث إلى كالعاده وقتها بالمحاضر الرسميه لها كما كتبها السفير مراد غالب وهنا هيكل بيناقض نفسه فان كانت سريه فكيف أرسلها له السادات لتتسع دائرة المعرفه لكن السادات بذكائه وهذا رأى الشخصى أراد أن يحرق سريتها بعد أن وصلها مروان لليهود

يتحدث هيكل عن رأيه الشخصى فى قضية الدكتور أشرف مروان خاصة عندما سأله أحد أصدقاء مبارك عن رأيه فى هذه المسأله فيقول وفى تلك الفتره سألنى أحد أصدقاء مبارك المقربين وهو بالمصادفه قريب منى بالسكن عن رأيى فى هذه القصه والضجه المُثاره حولها وقلت له رأيى وأضفت أنه يستطيع إذا وجد رأيى مناسبا أن ينقله إلى الرئيس وهو فى حِلْ من ذكر أسمى

كان ملخص رأيى أن كرامة البلد وسمعة أشرف مروان نفسه تتطلب تحقيقا رسمياً مصرياً فى الموضوع بواسطة هيئه رفيعة المستوى تضم عناصر قضائيه وبرلمانيه على أن تمثل فيها المخابرات العسكريه والمخابرات العامه فى مصر وظنى أنه بدون ذلك لا تستقيم الأمور وهذه مسأله قد تثير ألتباسات لابد من جلائها وإلا وقعت الإساءه إلى أشرف مروان وهذا ظلم له

ينتقل هيكل الى نهاية أشرف مروان بسقوطه من شرفة شقته فى الدور الرابع على الأرض فى ساحة كارلتون تيراس ومدى يقين هيكل أن هذه المسأله لم تكن لتنتهى إلا بتحقيق شامل فيروى قائلاً وبعد أن لقى أشرف مروان ذلك المصير المأساوى الذى أنتهت به حياته بالسقوط من شرفه شقته فى الدور الرابع على الأرض فى ساحة كارلتون تيراس وبرغم أية أحزان شخصيه وإنسانيه فقد كان يقينى أن المشكله لا يمكن ولا يصح أن تنتهى إلا بتحقيق شامل لكن الذى حدث أن الرئيس مبارك فى جو مزدحم بالتقارير الوارده من إسرائيل وبالأخبار والشائعات أصدر من جانبه إعلانا قرر فيه براءة أشرف مروان

لازلنا مع شهادة هيكل فيقول فى لقاء آخر مع صديق مبارك قلت له إننى شخصيا شديد الأنزعاج من إتهام أشرف مروان وشديد الحزن للمأساه التى أنتهت بها حياته لكن المسأله برمتها ولكرامة البلد ولسمعة الرجل ولطمأنينة أسرته تقتضى تصرفاً مختلفاً أوله تحقيق كامل فى القضيه وربما تماديت حين قلت له إن الرئيس مبارك قلد بابوات روما على عهد البابا أوربان الثانى وأصدر صك براءه ومع تقديرى لشهادة الرئيس ولشهادات كل بابوات الڤاتيكان فإن رئيس مصر لا يملك هذا الحق وسوف تُعتبر القضية معلقه فى السياسه وفى التاريخ ولا يضع نهايه لها إلا تحقيق شامل ودقيق

كان حرصى شديداً على براءة أشرف مروان مع تأكيدى بأن نتائج التحقيق وحدها هى صك البراءه الضرورى الذى يزيحها إلى النسيان

قلت أيضاً إن مبارك يتصرف بما لا يملك عندما يستعمل سلطته للفصل فى القضيه وإذا كان فى إستطاعته من موقع الرئاسه أن يغلق الباب هذه اللحظه بقوة السلطه فإن التاريخ له أبواب كثيره إلى قرار الحقيقة أيا كان موقعه مع الرجل أو عليه رغم أننى واحد من الذين يدعون الله لأكثر من سبب أن تكون الحقيقه لصالح أشرف مروان فالرجل إنسان ودود إلى آخر الحدود ثم هو إدارى تنفيذى أثبت كفاءه مشهوده أثناء إدارته لمكتب الرئيس السادات للمعلومات ثم هو رجل أؤتمن على خزانة أسرار مكتظه بما فيها ولقد قام فى حياته بأدوار حساسه متعدده مديراً لمكتب الرئيس للمعلومات ورئيسا للهيئه العربيه للتصنيع العسكرى وهو أيضا رجل يملك شبكه علاقات إنسانيه وسياسيه وعسكريه وماليه شديده الأتساع وكل ذلك يفرض أن تكون السجلات واضحه إحتراما للمعنى العام وإنصافا للمعنى الإنسانى الخاص

فى هذه الجزئيه يتحدث الكاتب حسنين هيكل عن لقائه مع أشرف مروان فى لندن عام 2006 أثناء مأدبة غداء دعى إليها من السفير اللبنانى فى لندن جهاد مرتضى فيروى تظل فى مسألة أشرف مروان واقعه أكتبها بحق التاريخ وحده وهى واقعه جرت فى لندن فى شهر سبتمبر 2006

ماهى هذه القصه هذا موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى