-تقع سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض 19.5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37.5 درجة شرق، وهي كانت في الأصل جزيرة سواكن ثم توسعت إلى «القيف» وما جاوره فأصبحت مدينة سواكن التي تضم الجزيرة و«القيف» و«كاس الدور» و«الملكية» و«المشيل» و«اندارا» و«الليلي» وغيرها.
-ميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثانى للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
-خلال القرن الثامن الميلادي ورد اسم سواكن لأول مرة في مؤلفات الرحالة وعلماء الجغرافيا والتاريخ العرب كمدينة مر عبرها بعض أفراد أسرة بني أمية المتجهين إلى مصر هرباً من العباسيين بعد مقتل الخليفة الأموي مروان بن محمد سنة 750م
- استقبلت سواكن أفواجاً من الأسر العربية خلال القرنين التاسع والعاشر والحادي عشر بغرض الاستقرار فيها.
- غزا السلطان العثماني سليم الأول مدينة سواكن في سنة 1517 م بعد احتلال قصير من قبل الفونج، وأصبحت المدينة مقراً لحاكم مديرية الحبشة العثمانية، والتي شملت مدن حرقيقو ومصوع في إريتريا الحالية
- ضمت سواكن لولاية الحجاز العثمانية في عهد السلطان سليم العثماني.
- تدهورت المدينة تدهوراً كبيراً تحت ظل الحكم العثمانى بسبب سياسة التضييق التي مارسها العثمانيون فيما بعد على التجار الأوروبيين للحد من نشاطهم التجاري عبر طريق البحر الأحمر في محاولة لمحاربة الأطماع الأوروبية في المنطقة.
- حاول المصريون الأتراك ربط المدينة ببقية مناطق الإنتاج في السودان بخطوط السكك الحديدية، إلا أن الحرب الإثيوبية المصرية واندلاع الثورة المهدية ضد الحكم البريطاني أدت إلى شلّ حركة العمران في المدينة وإفشال محاولة تطويرها.
- تراجع دور سواكن كميناء تجاري بحري لحساب بورتسودان بعد أن هجرها معظم سكانها إلى المدينة الجديدة وخيم الخراب على معظم منازلها التي يسودها الطابع المعماري الإسلامي والعربى القديم وأصبحت موقعاً من المواقع الأثرية القديمة في السودان.
- في عام 1629 أصبحت سواكن قاعدة عسكرية للحملة العثمانية على اليمن.
- استخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزا لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثمانى لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامى 1821 و1885.
- ضم محمد على باشا السودان إلى المملكة المصرية ولكن لم تعترف تركيا بسيادته على سواكن.
- قامت تركيا بتأجيرها لمحمد على باشا مقابل مبلغ يدفعه سنويا لولاية الحجاز وبشرط أن تعود سواكن بعد وفاته لولاية الحجاز، وهكذا كان، فبعد وفاة محمد على باشا سنة 1849 عادت سواكن للدولة العثمانية.
- حاول المصريون الأتراك تطوير سواكن لتقوم بدورها كمنفذ بحري للسودان، إلا أن سياسة محمد على باشا التجارية إزاء السودان لم تساعد كثيراً على ذلك، فقد عمد توجيه تجارة السودان نحو مصر وأصبحت السلع السودانية المطلوبة من قبل الأسواق الأوروبية تمر عبر طريق مصر وموانئها على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
- أنعش افتتاح قناة السويس للملاحة الدولية في عام 1869 الطريق البحري المار عبر البحر الأحمر الذي ازدحم بحركة السفن التجارية مما أدى إلى إعادة الحيوية إلى موانئ المنطقة ومن بينها سواكن.
- كان مواطن سواكن حينها يعتبر «سواكني عثماني»، إلا أن باديتها كانت تابعة للسودان.
- ضمت سواكن للسودان المصري في عهد الخديو إسماعيل بعد أن تعهد الخديو إسماعيل بدفع مبلغ 7500 جنيه مصري لوالي جدة مقابل تنازل السلطان العثماني عن سواكن، وقد صدر فرمان عثماني بذلك وتم الأمر سنة 1869.
- تنازلت السلطة العثمانية رسمياً عن سواكن ضمن مناطق أخرى على ساحل البحر الأحمر وخليج عدن في 1865 مقابل جزية سنوية قدرها 15 ألف جنيه مصري، حسبما جاء في كتاب للمؤرخ مكي شبيكة «تاريخ شعوب وادي النيل (مصر والسودان) في القرن التاسع عشر، دار الثقافة، بيروت، الطبعة الثانية (1980).
- بعد احتلال الإنجليز لمصر استولوا عليها كغيرها من الممتلكات المصرية، ولكن العلم الإنجليزي لم يكن يرفع فيها بل يرفع العلم المصري فقط، لكنهم نجحوا في طمس هوية سواكن.
- شجع الإنجليز سكانها على هجرها بمنحهم الامتيازات في بورتسودان، وحادوا بالسكة الحديد الذي أنشئ عنها حتى يزيدوا من عزلتها، وغضوا الطرف عن سرقة حجارة مبانيها المهجورة وآثارها، وتجاهلوا حاجات مواطنيها حتى أصبح يطلق عليها مدينة أشباح
يقول مؤلف كتاب «تاريخ سواكن والبحر الأحمر» محمد صالح ضرار وهو الباحث المتخصص في تاريخ المنطقة، أن تاريخها قد شابته الأساطير والخرافة والبعض ينسبه إلى الجن.
ويقول إن أحد ملوك الحبشة قد أهدى سبعين جارية إلى النبي سليمان، فاستراحت السفن في طريقها من مصوع إلى القدس في منطقة سواكن، واستطابت الإقامة فيها فواطأ السواكنيون (أو الجن كما يزعمون أولئك الجواري) ثم وصلن القدس وظهرت عليهن آثار الحمل وعرف سيدنا سليمان بالأمر وأمر بردهن إلى سواكن وأن يقمن بها نهائيًا، واندمجن مع ذريتهن بأهل الجزيرة، وأمر سيدنا سليمان أن تكون سواكن سجنًا للمجرمين. غير أن الرواية التي تعود بالاسم إلى الأسطورة وعوالم الجن هي المتداولة بين الأهالي الذين يقيمون هناك، وكذلك الروايات الشعبية حتى لزوار الجزيرة المهجورة، ويتجلى ذلك بقصصهم التي لا تنتهي عن قطط سواكن الضخمة، التي تسكن البنايات المهدمة. وتزدحم الروايات الشعبية اليومية بسواكن عن قطط مسحورة غير أن ذلك لم يلغ مداعبات أطفال الأسر الزائرة للجزيرة للعب معها ومداعبتها وهي ملاطفة تتوقف بشكل صارم إن حاول أحد الأطفال ملاحقة القطط إلى داخل البنايات فيتم منعه خشية من بيوت الجن تلك كما يقولون.
#جنرال_بهاء_الشامى