شاهد على العصر رقم 6

نعود لنستكمل الغوص فى ملخص سريع لمزكرات أحمد أبو الغيط وزير الخارجيه الأسبق وتوقفنا فى الحلقه السابقه عند حديثه عن صديق عمره اللواء عمر سليمان  

ويقول أبو الغيط فى كتابه  إن اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهوريه الأسبق أبلغه قبل وفاته بشهرين أنه أنتهى من كتابة 80 ورقه من مذكراته الشخصيه وقال أبوالغيط نصا « أتصلت بعمر سليمان لإبلاغه بأننى أنتهيت من كتابة شهادتى عن عصر مبارك وطلبت منه أن يسجل شهادته للتاريخ فأبلغنى أنه بدأ بالفعل فى هذا العمل

أذن نحن أمام إعتراف موثق بأن لعمر سليمان مذكرات كتب منها 80 صفحه وإذا وضعنا فى الحسبان أن مكالمة أبوالغيط مع سليمان كانت قبل شهرين من إعلان وزير الخارجيه الأسبق عنها فهذا يعنى أننا أمام ما هو أكثر من 80 ورقه مكتوبه من مذكرات عمر سليمان إذا أخذنا فى إعتبارنا أنه كان فى تلك الفتره أكثر تفرغا وهدوءاً للكتابه

قد يسفر لك الأعتراف السابق بوجود المذكرات ظهور بعض الأوراق أدعى ناشروها أنها أجزاء من مذكرات الصندوق الأسود للراحل عمر سليمان وهو الأمر الذى نفاه اللواء حسين كمال مدير مكتبه  ولكنه لم ينف أبدا الواقعه التى ذكرها أبوالغيط بالتأكيد على وجود المذكرات ومن هنا يبدأ سؤال جديد ما الذى كتبه عمر سليمان فى الأوراق التى أكد لأبوالغيط أنه أنتهى من كتابتها ؟؟؟

لم تتوتر الأجواء المصريه السياسيه يوما ما بقدر ما أصابها خبر يخص وجود مذكرات لعمر سليمان تضم أسرار وحكايات رجل المخابرات القوى ونائب مبارك الوحيد فى أيام حكمه الأخيره الذى لم يكل ولم يمل فى أن يشير كلما أتيحت له الفرصه إلى إمتلاكه صندوقا أسود كبيراً يضم أسرارا وخفايا علاقة جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفيه بنظام مبارك وأجهزته الأمنيه والقمعيه والذى يملك وحده خزينة أسرار عصر مبارك وتحديدا السنوات العشر الأخيره التى شهدت تحول عمر سليمان من مجرد مدير لجهاز المخابرات لا يعرف له أحد إسما ولا صوره إلى الرجل القوى المستحوذ على ثقة مبارك والمتحكم فى ملفات مصر السياسيه المهمه

ولازلنا والكلام على لسان أبو الغيط نفسه ويقول 80  ورقه من المعلومات والأسرار كتبتها يد الرجل الذى كان يملك مفتاح كل كبيره وصغيره فى مصر كفيله بأن تثير رعب الكثيرين سواء كانوا من رجال النظام السابق أو رجال السلطه الحاليه أو حتى فى دول أخرى أو منظمات وحركات سياسيه أجنبيه سواء فى غزه وعلى رأسهم هنيه ومشعل  وفلسطين أو تل أبيب أو واشنطن بشكل يجعلك تسأل كم جهه وكم شخصا سيتحرك ليقطع طريق وصول هذه المذكرات إلى المطبعه ؟؟؟

أنه الرعب من مذكرات عمر سليمان وأسراره يتضاعف إلى الحد الذى قد يدفع الخائفين من الأسرار التى يملكها اللواء الملقب بالصقر الذهبى  أو الصندوق الأسود بحكم عمله على رأس جهاز المخابرات وكنائب للرئيس فى مرحله زمنيه حساسه إلى التفكير أو التخطيط لقتله والخلاص منه  خوفا مما قد يكشفه من أسرار ومعلومات تقلب ميزان اللعبه السياسيه بعد 25 يناير  وتاريخ مصر ممتلئ بالعديد من الوفيات الغامضه التى سال دمها فى حوادث مريبه كان بطلها وجود مذكرات وأسرار تتعلق بالمخابرات مثلما حدث مع سعاد حسنى أو أشرف مروان    وهنا يلمح ابو الغيط لشكوك فى مقتل سعاد حسنى وأشرف مروان وخلى دى معاك




وإذا أضفنا شهادة أحمد أبوالغيط التى أدلى بها عقب 25 يناير  وأكد خلالها وجود محاوله لإغتيال عمر سليمان عقب تعيينه نائبا لمبارك  موضحا أنه كان شاهداً على سيارة الإسعاف التى حملت مجهولين وقاموا بإطلاق الرصاص على سيارة اللواء عمر سليمان فى منطقة مصر الجديده أثناء توجهه إلى إجتماع مجلس الوزراء وقت الأحتجاجات  وراح ضحيتها أحد حراسه وإصابة آخر سنجد أنفسنا أمام حاجه ضروريه لظهور هذه المذكرات للنور أو على الأقل فتح تحقيق حول الأيام الأخيره لعمر سليمان ماذا فعل وماذا دار فيها ؟؟؟ لأن كل المؤشرات تؤكد أن الرجل إبتعد تماما عن سرد ما يمكن أن تسميه بالسيره الذاتيه والوظيفيه وركز كثيرا على الأسرار الخاصه بأيام الثوره وأنهيار نظام مبارك والمفاوضات التى كان عمر سليمان جزءا منها وحاضرا رئيسيا على مائدتها مع رموز المعارضه وقيادات الإخوان المسلمين بالإضافه إلى كواليس أخرى تتعلق بكيفية إنهيار مبارك وتأثير فكرة التوريث على أداء الرئيس وسقوطه   وذكرنا تفاصيل كثيره لهذه الحقبه من واقع سجلات المحاكم وبعض الوثائق فى سلسلة مقالات الصقر الذهبى

فى تلك الأوراق التى أخفتها الوفاه الغامضه للواء سليمان مساحه كبيره للعلاقه  بينه وبين 

بين مين بقى  ده اللى حنعرفه فى الحلقه القادمه 

#جنرال_بهاء_الشامى