نستأنف معكم الرحله الذهبيه لكن قبل الأبحار فى عبق التاريخ
لنا عندكم عتاب هذه السلسله رغم أحتوائها على كم معلوماتى لكنها تعانى أهمال
المتابعه وكأن أبن هذا الوطن لايريدون معرفة تاريخ هذا الرجل الذى ضحى بعمره من
أجل أن نحيا بكرامه
كنت توقفت معاكم عند أكتشاف ملفات خطيره داخل المخابرات وتعالى
نذكر بعضها منها قضايا التجسس
على
مصر وتجنيد مصريين فى إسرائيل دون علمهم ونجحت مخابراتنا فى العديد من هذه
القضايا
وتعالى نتذكر بعض القضايا
قضية هبه سليم الجاسوسه التى كلفتنا
الكثير ولو لم يتم القبض عليها قبل الحرب
كانت
ستحدث فارقاً فى حرب أكتوبر بشكل كامل خاصةً أنها كان لديها أحد المصادر الهامه داخل الجيش وجاءت إلى مصر بمعجزه
حضر ضابط المخابرات المسئول عن قضية هبه سليم وقال له (( مخول لك سلطات رئيس الجمهوريه )) وهبه لن تأتى إلا عن طريق والدها لأنه
نقطة ضعفها الوحيده ويقول رفعت جبريل عن هذه الواقعه جعلنا والدها يمثل أنه مريض وأنه فى المستشفى
فحضرت لرؤيته رغم أن المخابرات الإسرائيليه
حذرتها من السفر إلى مصر وقالت لها إن مرض والدها
مجرد
خدعه إلا أنها رفضت تماماً وقالت إنه أبوها ولابد من أن تذهب لرؤيته وكان لديها من الغرور والثقه بنفسها لدرجة أن
تعتقد أن السلطات المصريه لن تستطيع القبض
عليها
كانت المعلومات التى
ترسلها هبه سليم على مستوى عالى جداً من
السريه والأهميه وكانت فارقه فى مكسب أو خسارة حرب
أكتوبر
1973 حال إستمرار تدفق المعلومات التى كانت تحصل عليها من فاروق الفقى وترسلها
لأسرائيل
القضيه الثانيه التى كٌشِف عنها قضية راندوبولو وهى من القضايا
الهامه فى المخابرات المصريه حيث كان صاحب مزارع عنب وعلى إتصال بسلطات عاليه
جداً فى الدوله وكان من أهل البيت
كما يقال وقُبض عليه والسفاره الأمريكيه التى
كان
يعمل لحسابها قلبت الدنيا عليه لكنه إعترف
كان بيرسل معلومات
عسكريه وسياسيه هامه لإسرائيل هذا
غير العديد من القضايا فى أوروبا ونجحت مخابراتنا فيها
بفضل
الضباط المصريين فى جهاز المخابرات
كانت البداية على بُعد بضعة أميال جنوب غربى الإسكندرية فى
منطقة أسمها جاناكليس حيث كان يوجد بها
مزرعه كبيره مخصصه كلها لزراعة العنب وإنتاج
النبيذ
تملكها شركة تحمل ذات الأسم جناكليس وكان
يملكها واحد من أكبر رجال الأعمال وينتمى لأسرة
بيراكوس وكان من بين موظفى المزرعه الكبار رجل
ينحدر
من أبوين كانا هاجرا إلى مصر وأقاما فيها وحصلا على الجنسيه المصريه واخدلى بالك
من اللى أصله غير مصرى أنتمائهم لبلدنا ضعيف كان أسمه (( طناش راندوبولو )) وحين
صدرت القرارات الأشتراكيه فى يوليو سنة 1961 طُبقت قوانين التأميم على
المزرعه وتقرر أن يبقى راندوبولو فيها
كمدير
لها وكان راندوبولو فى نحو الستين من عمره على قسط كبير من الجاذبيه والمقدره وأنتُخب مرتين عضواً فى مجلس الأمه
وقتها عن دائرة جناكليس التى تقع فيها المزرعه والتى كانت بالفعل إقطاعيه لتلك الشركه
وكان يقيم معظم الوقت فى إستراحه جميله فى
المزرعه مثالاً لرجل العلاقات العامه الناجح بما
يوزعه
على الجهات المختلفه من النبيذ والبراندى والفواكه اللى كان بيزرعها وفى عام 1970 إكتسب جاراً جديداً على حدود
المزرعه مباشرةً حيث خُصص المطار
القائم
هناك للطائرات السوفيتيه للدفاع عن الأسطول السوفيتى فى البحر الأبيض المتوسط وعن المواقع المصريه فى العمق لأن
مكانشى عندنا العدد الكافى من الطائرات التى تحمينا وطائراتنا كانت بدائيه وأستطاعت المخابرات الأمريكيه أن تصل إلى طناش
راندوبولو وتقنعه بأن يبلغها بكل أوجه النشاط السوفيتى
فى القاعده الجويه
وكان سبب نجاح
المخابرات الأمريكيه فى إقناعه أن له
أبناً هاجر إلى أمريكا وكان شديد
الأهتمام
إلى حد كبير بمساعدته وقد تم إتصال المخابرات الأمريكيه به عن طريق بنت أسمها (( مس سوين )) كانت تعمل فى الظاهر كسكرتيره فى قسم التأشيرات فى القنصليه الأمريكيه فى ذات الوقت الذى حامت فيه
الشبهات من قبَل رجال المخابرات المصريه حول
راندوبولو وبدأوا يراقبونه وألتقطوا ثلاث رسائل
مكتوبه
بالحبر السرى تتضمن معلومات عن القاعده
ألقت المخابرات القبض
عليه فى منطقة العجمى وكان معه يومها
أمريكى قدم بطاقته الدبلوماسيه فأُخلى سبيله
أما
مس سوين فكانت لا تحمل جواز سفر دبلوماسياً وبالتالى ليست لها حصانه
وكانت
على وشك الهروب إلى خارج مصر بعد القبض على طناش راندوبولو لكن خلال عودتها من منزل صديق لها كده وكده وبينما كانت تتجه نحو
منزلها بعدما تركت سيارتها تقدم منها رجلين مخابرات مصريه بالملابس المدنيه فحاولت الهروب
لكنهما تمكنا من القبض عليها وأصطحبوها
إلى إدارة المخابرات العامه وتفتيش شقتها
تعالى نشوف أحمد أسماعيل قال إيه عن
الواقعه دى تحديدا لأنها مفصليه فى عمل المخابرات المصريه وفى جميع دول العالم
وحنقلك كلامه زى ماقاله
حرصتُ كمدير للمخابرات العامه على أن يتم تصوير العمليه كلها
بآله سينمائيه حتى لا يكون هناك
مجال للمناقشه بشأن حقيقة ما حدث وأسلوب القبض
على ((
سوين )) من قبل السفاره الأمريكيه التى أقامت الدنيا ولم تقعدها بعد القبض على مواطنه أمريكيه وأتهمنى دونالد بيرجس مندوب
المخابرات فى السفاره وقتها بأننى قدمت
للرئيس السادات معلومات خاطئه ولكن كان كل شىء
مثبتاً
بإعتراف المتهم راندوبولو بالصوت والصوره لأننى كنت قد
تعلمت الدرس من ملف مصطفى أمين فى أثناء قيادة صلاح نصر للجهاز حيث وجدوا صعوبه فى
أثبات التهم عليه لأنه كان ذكيا جدا وأنكر كل ماهو منسوب إليه ولم تكن التسجيلات
الصوتيه ضده كافيه رغم أنهم نجحوا فى الآخر فى أثبات الأتهامات عليه وحكم عليه
بالسجن وأفرج عنه السادات إفراجاً صحيا
بذل الأمريكيون كل الأساليب الممكنه لإطلاق سراح سوين وقد تم
ذلك بعد عدة شهور فى صفقه تبادليه وأما طناش راندوبولو فقد كان فى
حالة إنهيار تام منذ اللحظه الأولى لإعتقاله ومات بأزمه
قلبيه
لازالت أمامنا بعض الملفات والشئ
بالشئ يذكر موضوع حسن حنفى خطيب بنت ....... أصابعى بدأت تؤلمنى فلننهى هذه الحلقه
على وعد بلقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى