كان هناك وعد قطعناه على أنفسنا عندما توقفنا على توصيف لقاءات
الجنزورى بقيادات الأتحاد السوفيتى وشاء الله من فوق سبع طباق أن نوفى بوعدنا معكم
فهيا بنا للسرد والسباحه فى بحور التاريخ
ميخائيل جورباتشوف (رئيس الأتحاد السوفييتى 1885ـــــ1991)
شخصيه حالمه قليل الخبره السياسيه الدوليه إذ تم على يديه إنتهاء الأتحاد
السوفييتى الذى عاش لسبع عقود (1917 ــ1990) خلال ما نادى به وأسماه البروسترويكا
( أى إعادة البناء ) ولكن للأسف لم يعطه الغرب الفرصه لإعادة البناء ولكن أعطاه
جائزة نوبل للسلام 1990 مكافأه على إنهيار البناء وألتقيت الرئيس بوريس يلتسن الذى
وقع أتفاقية حل الأتحاد السوفييتى ليأتى بعد ذلك السيد بوتن رجل المخابرات القوى
الحاسم والذى بدأ مشوارا طويلاً لدعم أقتصاد روسيا بعد أن خرج الرئيس يلتسن خروجا
آمنا
إسلام كريموف (رئيس
جمهورية أوزباكستان الحالى ومنذ عام 1991) كان له دوره فى الحزب الشيوعى للأتحاد
السوفييتى إلا أنه أعلن إستقلال أوزبكستان عن الأتحاد السوفييتى فى عام 1991 وأستمر
فى رئاسة الدوله وأستطاع أن يدفع عنها مخاطر كثيره ودعا إلى ضرورة إقامة نظام
ديمقراطى أكثر أنفتاحا على العالم الخارجى وأجرى أنتخابات سنة 2007 أسفرت عن إستمراره
فى رئاسة الدوله ولا يفوتنى أن أذكر هنا أن إسلام كريموف كان من فرط أدبه ينحنى
دليلا على الأحترام للزائر عند نهاية الزياره كما أنه منحنى وساما يعتبر أعلى وسام
لهذه الدوله
قادة الولايات المتحده الأمريكيه
رونالد ريجان (رئيس الولايات المتحده الأمريكيه 1981ــــــ
1989) ألتقيت به عدة مرات وهو شخصيه مرحة تحب أن تلتقيه وهو يتجنب أن يثقل على كاهله
بالدخول فى موضوعات سياسيه وأقتصاديه صعبه ولكنه يتناول أموراً عامه بشكل يحمل
الكثير من المرح وخفة الظل ويترك الصعب منها وتفاصيله لمساعديه
جورج بوش الأب (رئيس
الولايات المتحده الأمريكيه (1989ــ1993) شخصيه جادة تحمل الكثير من الخبره
المتراكمه لعمله فى مجالات عديده من الدبلوماسيه والمخابراتيه ونائبا للرئيس وعند
الجلوس معه يخوض فى الحديث عن الشئون الداخليه والخارجيه ولكن بإحساس أمنى وبدا ذلك
واضحا عندما أتخذ قرار الحرب على العراق بعد شهور من توليه الرئاسه حيث حرص على أن
ينال التأييد الدولى والعربى قبل أن يبدأ الحرب كما حرص أن يشارك الدول العربيه
المجاوره حتى ولو بقوات ليست كبيره وأذكر عندما كنت فى واشنطن فى أكتوبر 1992
لحضور الأجتماع السنوى المشترك لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى وأختير ثلاثون
محافظاً لدى صندوق النقد والبنك الدوليين المشاركين فى الأجتماع وكنت واحدا منهم
ذهبنا إلى الببيت الأبيض وعند المصافحه والترحيب قلت سيادة الرئيس أتمنى لك النجاح
لفتره ثانيه وكان موعد الأنتخابات بعد أسابيع قليله خلال شهر نوفمبر عام 1992 فقال
يا سيد جنزورى لا فإن الأمر متأخر وبالنص الإنجليزى حين قال (Its too Late) وفعلا حدث ما توقع وفاز الرئيس بيل كلينتون وعموما لا
ننسى له أنه ألغى الدين العسكرى للولايات المتحده الأمريكيه وفتح الباب لخفض 50٪
من الدين لدول العالم على مصر
مقابلة الرئيس ونتنياهو وموقفى فى العام الثالث للحكومه عام
1998 أعود لشىء يستحق الذكر وهو خاص بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين
نتنياهو وكانت الأولى فى يونيو عام 1996 صحبته من المطار إلى مقر الرئاسه وخلال
الطريق طلبت منه تحسين معاملة الفلسطينيين وإنهاء معاناتهم وكررت أن ما أطلبه يؤدى
إلى تحسين العلاقه بين مصر والعالم العربى وإسرائيل وكان مستمعا وأعترض على بعض الأمور
فى نهاية الحديث وكان محور أهتمامه منذ البدايه يدور حول دعم العلاقات الأقتصاديه
المصريه الإسرائيليه بما يحقق لمصر وإسرائيل قيادة دول المنطقه كما يرى وكان الرد w وأستنكار نظرته وحديثه من الأساس لأن دعم العلاقات لا يصح أن
يؤدى إلى شراكه بين مصر وإسرائيل لقيادة الدول العربيه وإنما ينبغى أن تكون الدول
العربيه هى محور الشراكه والعلاقه والقياده وأثبت له إستحالة دعم تطبيع العلاقات المصريه
والعربيه مع إسرائيل دون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه كامله وحين ذهبت إلى مقر
الرئاسه وقبل أن يلتقى الرئيس بنتنياهو كان علىّ أن أخبره بما دار بيننا خلال
الطريق من المطار وأبديت فى كلمات قليله أن العلاقه بين مصر وإسرائيل لابد أن تكون
كما تراها مصر والعالم العربى وليس كما تراها إسرائيل فقط
صَمَت الرئيس مبارك قليلا وقال ماذا تركت لى ؟؟؟ قلت هل أخطأت
أن تحدثت معه ؟؟؟ وقلت فى نفسى هل كان الرد منه لا شعوريا أم لماذا ؟؟؟ الله أعلم
زياره أخرى وكانت فى يونيو عام 1997 وكان اللقاء فى قصر السلام
المجاور لمقر رئاسة الجمهوريه بمصر الجديده وكان عجبا أن يطلب نتنياهو من الرئيس
أن يلتقى معه وبحضور رئيس الوزراء وممكن أيضا الدكتور أسامه الباز وفضل ألا يحضر
السيد عمرو موسى وزير الخارجيه وقتها
حضرت الأجتماع لدقائق وفى داخلى قدر كبير من المراره كيف يحدث
هذا ليس فقط لإحساسى بشعور الأخ عمرو موسى الذى يجلس بالخارج والسيد نتنياهو له صفتا
رئيس الوزراء ووزير الخارجيه
المهم بعد بضع دقائق كتبت ورقه إلى الرئيس طالبا السماح لى بالأنصراف
حرصا على شعور الأخ عمرو موسى الذى كان يكرهه نتانياهو جدا لمواقفه من إسرائيل وخرجت حيث وجدت السيد عمرو موسى غاضباً كل الغضب
وهو جالس مع الدكتور زكريا عزمى والسيد جمال عبدالعزيز وقلت له على الفور لا يحق
لى أن أستمر فى أجتماع مع نتنياهو ليناقش الشئون الخارجيه وعلاقتنا مع إسرائيل
بينما وزير خارجية مصر يجلس فى الخارج
أذكر لقاء فى شرم الشيخ مع الرئيس والسيد ياسر عرفات ورفاقه
بحضور السيد عمر سليمان رئيس المخابرات العامه المصريه والسيد عمرو موسى وزير
الخارجيه وبعض الوزراء وبعد المقدمات المعتاده طلب السيد ياسر عرفات أن ينفرد
بالرئيس فنهضنا جميعا ولكن حينما وقفت قال الرئيس أجلس يا كمال لتستمر معنا وكان
ذلك محرجا لى لعدم إستمرار بقية الزملاء وخاصة وزير الخارجيه كما كان أمرا محيرا
فهل هذا التصرف من أجلى أم كيدا فى آخرين ؟؟؟ ماذا عند السيد عرفات حتى لا يحضره
وزير الخارجيه المصريه ورئيس المخابرات العامه ؟؟؟
يعنون الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر الأسبق الجزء
الثانى من مذكراته الصادره حديثا وفى هذه الحلقه وما سيتلوها من حلقات نتوقف قليلا
أمام ما حققته حكومة الجنزورى حتى عام 1999 حين ترك صاحب هذه المذكرات منصبه فى
رئاسة وزراء مصر
نسبة الأكتفاء الذاتى من الدواجن بلغت 100% فى النصف الثانى من
سبعينيات القرن الماضى أتخذت خطوات جاده فى سبيل إنشاء مزارع الدواجن ذات الإنتاج
الكبير وتشجيع القطاع الخاص على القيام بذلك وتوفير التمويل الميسر له وأستمر هذا
الأمر خلال الثمانينيات بعد تطبيق الخطه العشرينيه (1982 ـ 2002) حيث أستقرت أوضاع
المزارع الكبيره فى نحو 14 ألف مزرعه وتم توفير الأعلاف المصنعه على أسس علميه من
خامات مناسبه زراعيه وغيرها وأصبحت نسبة الأكتفاء الذاتى فى تسعينيات القرن الماضى
100% من الأحتياجات الأستهلاكيه وتوقف الأستيراد تماما
كان هذا السبيل مماثلا فى توفير اللحوم الحمراء حيث كانت ملكية
الحيوانات الزراعيه تتركز فى صغار المزارعين فى منتصف سبعينيات القرن الماضى إذ
تمثل الأبقار نحو 68% لمن لا يمتلك أرضا زراعيه أو يمتلك أقل من خمسة أفدنة، ونحو
76% من الجاموس ونحو 70% من الأغنام ونحو 60% للماعز أما الإنتاج الكبير نسبيّا فكان
قريبا من المدن ولعدد محدود بالإضافه إلى شركه عامه واحده تقوم بالتسمين لما لا
يتجاوز عشرة آلاف رأس سنويا وترتب على تلك الأوضاع أن أقتصر الأكتفاء الذاتى من
اللحوم الحمراء على نسبة 33% فى النصف الثانى من السبعينيات ونحو 53% فى منتصف
الثمانينيات إلى أن أرتفع فى سنة 98/1999 إلى نحو 78% هذا التزايد الكبير فى نسبة
الأكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء كان يمكن أن يصل إلى أكثر من هذا لو كان قد تمت
المحافظه عليه بالأستمرار فى تنميته ولما كانت قد تدهورت نسبته كما هو مشاهد الآن
إلى نحو 40%. حققنا تقدمًا ملموسًا فى توفير اللحوم والمساكن والمشروعات لكن «الرده
الكبرى» حالت دون مواصلة النجاح كان السبيل إلى تخطى ندرة اللحوم وزيادة الأكتفاء
الذاتى منها العمل على إدخال الميكنه الزراعيه للإقلال من إستخدام المواشى فى
العمل الزراعى الذى يؤدى إلى خفض نسبة إنتاج اللحوم من الأبقار والجاموس بما لا
يقل عن 50% وإدخال سلالات جديده وتوفير الأعلاف بعد موسم العلف الأخضر وأستخدام
الأعلاف المتطوره علميّا وتنظيم ذبح إناث الأبقار والجاموس والعنايه بالرعايه
الطبيه وتوفير الأمصال والأدويه والتصريح للجمعيات التعاونيه بإقامة مصانع الأعلاف
وتشجيع التأمين على الماشيه والتوسع فى تربية وتسمين العجول وتوفير التمويل وإدخال
قطاع ناجح عرف بمشروع إنتاج البتلو وهو المشروع الذى حددت له وسائل متطوره للإنتاج
ودعم حكومى ورعايه إنتاجيه وطبيه وتسويقيه مما أدى إلى إرتفاع الأكتفاء الذاتى
سرقتنا السطور ونحن نسبح فى عبق التاريخ فنستأذنكم أنهاء هذه
الحلقه على وعد بلقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى