تحميل تطبيق المدونه

الأربعاء، 29 أبريل 2020

الملف الليبى وخطورته على مصر رقم 9


عوده ومعكم والشهر الكريم وتتلاحق الأحداث وتتوالى ردود الأفعال فى ملف هو الأهم أمنياً بالنسبه لمصر بعد قنبلة المشير خليفه حفتر التى قلبت الأوضاع رأساً على عقب لكن دعونا قبل الخوض فى السياق نحلل على الأقل ردود الأفعال فها هى مندوبة الأمم المنحله تنحاز وضوحاً ضد رغبات الشعب التركى وها هو لافروف يؤكد تحليلاتنا أن الروس متفقين ضمنيا منذ أتفاقية نيكسون وبرجنيف فى موسكو التى حصلت مخابراتنا على نسخه منها وقتها على الحفاظ على المنطقه ملتهبه وساخنه فروسيا أعلنت أنها ضد الخطوه التى قام بها خليفه حفتر ومعنى أن لافروف يقول خطوه أذن هو لما يعترف رسميا برغبة الشعب الليبى ليعلن التاريخ يوميا عبر أحداثه أن السادات من خير من تعاملوا مع فكى القوى العظمى فخرج من وسطهم بما يريد ويظل الملف على صفيح ساخن لكن مايدعو للطمأنينه هو أن المشهد الماضى عقب 3 يوليه 2013 م يكاد يتكرر بالكربون ويتبقى لنا موقف السعوديه والأمارات فأن كان حفتر قد قام بهذه الخطوه منفرداً فسيعقد الملف وستفشل الخطوه مالم يحصل حفتر على دعم سياسى قوى خصوصا من مصر والسعوديه وعموما هذا سيتضح فى تحركات خارجيتنا الأيام القادمه



نأتى للحدث الثانى وقد يراه البعض غير ذى أهميه لكنى أرى عكس الجميع أنه من الأهميه مايستحق التحليل فنرى حمله ضروس ضد مسلسلى الأختيار والنهايه فلماذا الأعتراض على حقائق فأن كان لديكم إعتراض فليكن فى نفس المضمار أم هى الخشيه من معرفة الحقيقه أم هى الرعب من كشف السوئات أم هى الرجفه من سقوط الأقنعه ؟؟؟ أذن ثبت بما لايدعى مجال للشك أنكم تعتمدون على الأكاذيب وقلب الحقائق فى الأيقاع بأنصاف وأرباع العقول ثم تحضرنى هنا مناسبه أليست هذه الحمله مماثله لحملة الموساد عقب خروج مسلسل رأفت الهجان للنور عن طريق نشر كتاب العاهره المخابراتيه إعتماد خورشيد ومحاولة تشويه كل الشعب المصرى من أول عبدالناصر حتى عمال الخدمه فى منازل المسئولين
  



قبل أن نتطرق لأسباب محدودية الدور الأمريكى فى الملف الليبى لفت نظرى شئ مهم جدا وهو أثناء المناقشات وكنت طرف فى أحدهما الطرف المقابل يرفض القراءه فكيف تكون المناقشه مثمره بدون هذا الضلع الهام ثم أسأل نفسى متعجبا لماذا هذه الكراهيه للقراءه هى كانت داستلكم على طرف ولا كانت قاسمتكم فى ورثكم أننى أرى القراءه كائن إعتبارى معطاء وكريم سخى فى كرمه لكل من أقترب منه فلماذا تناصبون القراءه العداء وهى لم تخطأ فى حق أحدكم وأوصاكم بها الله أهذه هى الأمانه التى حملها الله لكم وماذا ستقولون لخالقكم وأنتم تلقونه عاصون لأولى أوامره




أسباب محدودية الدور الأمريكى عموما تتلخص فى عدة نقاط لكن قبل الخوض فى السياق لابد أن نعترف أن كل الرؤساء الأمريكيين حماده وترامب حماده تانى خالص فقد جائت سياسة ترامب تجاه شرق المنطقه ناحية دول الحليب العربى لتمثل خروجاً صارخاً عن نهج الإداره السابقه لأوباما فى ظل رغبة إدارة أوباما فى عدم الإنخراط بشكل مباشر مجددا فى حروب المنطقه وأن سياستها تجاه الشرق الأوسط ستركز على محاربة أسباب عدم الأستقرار والأمن ومحاربة التنظيمات الإرهابيه فى المنطقه




يقوم تعامل ترامب مع قضايا السياسه الخارجيه على الربط بين كيفيه إنخراط أمريكا فى قضايا العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً ومقدار المنافع الأقتصاديه التى يمكن تحقيقها وفق حسابات المنفعه الماديه ومنطق الصفقه مما يقتضى عدم الدخول فى صراعات طويلة الأمد تفوق تكاليفها مايعود منها من منفعه أو مصالح إستراتيجيه قد تؤدى فى النهايه إلى الحد من أمكانيات بلاده والتأثير فى مكانتها الدوليه فى مناطق أخرى من العالم وأعتقد كلنا لاحظنا تراجع الدور الأمريكى فى كثير من الملفات





تبنى ترامب إستراتيجيه تهدف إلى تقليل الأعباء الأمنيه للولايات المتحده تجاه حلفائها ودفعهم للعب دور أكبر فى مواجهة التهديدات التى تواجه أمنهم خاصه فى مواجهة القوى الساعيه إلى تحقيق هيمنه أقليميه مثلما حدث فى حادث الأعتداء على أرامكو ورغم أنها تمثل أكبر شركات البترول فى الشرق الأوسط إلا أن ترامب صرح وضوحا (( إيران لم تعتدى علينا ))  بحسبانها أقل تكلفه فى محاولات أمريكا للسيطره على النظام الدولى وتقوم أمريكا بالتدخل فقط عند الضروره وكملاذ أخير عندما يتم إستنفاد كل الخيارات الأخرى لكنها أيضا تعتمد على حشد القوات الصديقه أو الحليفه فيما يطلق عليه التحالف الدولى 



التنصل من تحمل تداعيات إسقاط النظام الليبى حيث طال أمد المرحله الإنتقاليه ولم ينجح الفاعلون فى الداخل الليبى على مدى 8 أعوام فى التحول إلى الأستقرار وبناء نظام سياسى جديد عبر إنتخابات برلمانيه ورئاسيه جديده تتسم بالشفافيه والنزاهه بل والمدهش أن أمريكا وروسيا يحاولان غسل أيديهما من الملف الليبى بتحميل كل قوه منهم فشلها على الأخرى فنرى أمريكا تتهم الروس بإفشال الملف بدعم خليفه حفتر ونرى روسيا تتهم عمرو موسى بتسليم ليبيا لأمريكا والفريقين يعتمدان على مخاطبة العاطفيين والجهلاء فأين صمت أمريكا عن دعم تركيا للسراج وتتحدث فقط عن دعم الروس لحفتر وأين عقل من يدعون تورط عمرو موسى وهو مجرد موظف تنظيم جلسات مثله مثل أى أمين عام لأى منظمه أمميه أو أقليميه فاين كانت روسيا والسعوديه وكطر يستغلون أنشغال المجلس العسكرى بالشئون الداخليه لتسليم ليبيا لحلف الناتو 




دعونا نسأل السؤال المنطقى كيف تسللت بعض عناصر داعش إلى الجنوب الليبى وكيف إستفادت من ضعف الدوله ومؤسساتها وتفاقم نفوذ الميليشيات المسلحه إلى حد السيطره على المؤسسات الرسميه ومساومه العاملين فيها ونشر الرعب والفوضى والضغط على أعضاء الحكومه والحصول على أموال من البنك المركزى دون وجه حق والسيطره على الطرق والأعتداء على المسافرين وخطف الأبرياء (( 22 مصرى وذبحهم والتمثيل بجثثهم )) وتهريب البشر




تراجع القدره على التأثير فى ظل إحتدام التنافس الدولى وتعارض المصالح الأوربيه فقد شجع صمت واشنطن وتصريحاتها المقتضبه النادره والمتناقضه على إتخاذ مواقف دوليه أكثر إنخراطا فى الملف الليبى وقد نتج عن تعدد الأطراف الدوليه المتداخله فيها مقاومة الدور الأمريكى على صعيد القوتين الرئيسيتين فى أوروبا من تطورات الأزمه الليبيه وهما فرنسا وإيطاليا فلا يزال التنافس يشتد بين البلدين حيث تدعم باريس حفتر فى الخفاء فيما تظهر دعمها فى العلن لحكومة الوفاق فى المقابل تساند إيطاليا حكومة الوفاق وظهر ذلك بعد الأنقسام بوضوح بعدما سعى كل بلد على حده لحشد دولى وأقليمى بإتجاه مبادرتى باريس وباليرمو خلال 2018 بحثا عن حل سياسى




مراقبة مسار الصراع وتحديد عناصر قوة الأطراف على الأرض حيث تمتلك أمريكا حاليا خبره طويله فى إسقاط الأنظمه وعندنا العراق فى عام 2003م  ويصبح الأفضل لها التأنى لمعرفة ما تفرزه المرحله الأنتقاليه من تفاعلات وتحديد الفاعلين السياسيين الأقوى بما يسمح لها ببناء علاقات جيده مع النخب الجديده بمعنى أن سيترك تركيا ومصر تتصارعان حتى يصلوا لنتيجه وبعد مايصل لنتيجه يسوف مين وصل للحكم ويقرب منه ورغم أنها سياسه مريحه وغير مكلفه لكننى شخصيا لا أويديها وأؤيد سياسة التفاعل المباشر وليس أنتظار نتائج لعب الآخرين لكنها سياسة ترامب الأقتصاديه اللعينه



لماذا تحاول أمريكا العوده للملف الليبى وكيفية العوده ؟؟؟


بدأت أمريكا فى الأونه الأخيره العوده للساحه الليبيه رويداً رويداً حيث أجرى ترامب إتصالا هاتفيا مع حفتر فى أثناء سير عملية تحرير طرابلس وأثنى على الجهود التى يبذلها فى محاربة الأرهاب وتأمين المصادر النفطيه الليبيه وناقش معه رؤيه مشتركه لأنتقال ليبيا إلى نظام سياسى مستقر مما يعد تحولاً مخالفاً لموقف واشنطن المعلن إبريل 2019 م وفقا لتصريح بومبيو نصاً (( أوضحنا أننا نعارض الهجوم العسكرى لقوات خليفه حفتر على الحكومه فى طرابلس ونحث على وقفها فورا ))  وأكيد حضرتك فاكر رفض أمريكا مقترح التعديل الروسى على صيغة بيان مجلس الأمن بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبيه المسلحه إلى وقف القتال وليس فقط قوات حفتر



تم إجلاء بعض القوات الأمريكيه الموجوده داخل ليبيا بشكل مؤقت والتى تقدم دعما عسكرياً لأنشطة مكافحة الأرهاب وحماية البعثات الدبلوماسيه وذلك بسبب تعقد الأوضاع الميدانيه والأمنيه وتنامى الأشتباكات بعد 3 أيام فقط من بدء معركة طرابلس وإلى جانب الدور الميدانى لأمريكا على الأراضى الليبيه سعت واشنطن لتعزيز الروابط الدبلوماسيه السياسيه مع الأطراف الفاعله فى الملف الليبى وكانت زيارة وزيرالخارجيه بومبيو إلى إيطاليا أكتوبر 2019 م حيث كانت رساله واضحه لتعزيز جهود الطرفين من أجل تحقيق الأستقرار فى ليبيا وقبل عقد مؤتمر برلين رحبت واشنطن بوقف إطلاق النار يوم 12 يناير والإعلان عن وقف العمليات العسكريه بين حكومة السراج والجيش الوطنى وأرسلت وزير الخارجيه للمشاركه فى قمة برلين وظلت واشنطن تبعث برسائل متباينه أحدثت إنقساما داخل الإداره حول الجانب الذى تسانده الحكومه فى الصراع فلقد ثبت أن إرتباك الموقف الأمريكى كان مفاجئاً لمجموعات الضغط المتنافسه فكان المتمرسون فى وزارة الخارجيه والبنتاجون متمسكين بالموقف السابق المتمثل فى دعم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا بينما بولتون وترامب فى طريقهما لتشجيع حفتر فى العمليه العسكريه على طرابلس



ماهى دوافع ومعطيات التحركات الأمريكيه هذا موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله وجزيل وكل الشكر للأستاذ محمد الكاجوج على المساعده فى كتابة هذه الحلقه


جنرال بهاء الشامى


هناك 6 تعليقات:

  1. شكرا علي الشرح الوافي الكافي

    ردحذف
  2. من خلال قراءتى للمنشور ارى كما تفضلتم بالاشارة اليه ان اتفاق نيكسون /بريجنيف مازال قائماً في الأزمة الليبية وان الحل سيطول

    ردحذف
  3. تسلم يا جنرال

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...