تحميل تطبيق المدونه

الثلاثاء، 21 أبريل 2020

الحرب اللا نهائيه وترامب وطالبان


سؤال قد لايتبادر لذهن كثيرين من المتحدثين فى الشأن السياسى وخصوصا أنه قد يرى البعض عدم أهميته بالنسبه لدول العالم عموما ومصر على وجه الخصوص لكن ولأن العالم قد بات قريه صغيره فمن المؤكد أن هذا الملف سينعكس بالطبع على مصر أو لمصر دور مباشر أو غير مباشر فيه ونحن اليوم بصدد تحليل هذا الملف وتوابعه



قبل السرد أود أن أوجه سؤال لماذا تستعيين وكالات الأنباء العالميه بالمحلليين السياسيين وسط صفوف العاملين بها إذا كانت معنيه بتتبع الأخبار فى كل مكان ونقلها لعموم الناس للأجابه أن المحلل السياسى يستطيع من خلال خبراته المتراكمه من إستنباط أخبار غير مباشره من وسط ركام المعلومات المتاحه



لو رجعنا ببندول الساعه لما قبل عام 2011 م وماقبل أحداث الخريف العربى وقبل بتوع الفيسبوك مايتكلموا فى السياسه كان قد بدأ مصطلح (( الحروب اللا نهائيه )) يتردد فى الأوساط السياسيه الأمريكيه بعد أرتفاع أصوات بعض الساسه الأمريكيين وحديثهم عن جدوى خوض بلادهم لحروب لاناقة لهم فيها ويخضونها لحساب غيرهم أو بالوكاله مثل حربى أفغانستان والعراق وكما وضحنا لحضراتكم فى حلقات معبد الشيطان وكهنوت المعبد أن هاتين الحربين خاضتهما الولايات المتحده لأهداف لصالح الصهيونيه العالميه





بدأ الرئيس السابق أسود القلب والوجه أوباما الآتى من حزب الديمقراطيين وهم أغلب المتشدقين بمصطلح الحروب اللا نهائيه أتخاذ خطوات نحو أنهاء تلك الحروب وبدأ فى سحب قواته من العراق عام 2011 م بالتزامن مع أحداث الخريف العربى لكن كان هذا الأنسحاب بدون تكتيك محكم أو بدون دراسه مستفيضه لما هو متوقع حدوثه من خلال تقارير مخابراتيه محكمه ودقيقه وخصوصا أن الجيش العراقى لمن يكن مؤهلاً بما يكفى لحماية كامل التراب العراقى فتمخض هذا الأنسحاب عن فراغ أمنى كانت نتيجته ظهور تنظيم داعش وإستيلائه على ثلثى العراق فى أسبوعين فى حين حضرتك عارف أمريكا قعدت قد إيه علشان تعرف تدخل العراق بكل أساطيلها الحربيه هى وتحالفها المشئوم لأن كان فيها جيش يحميها وتوغل إيران فى العراق ودخول تركيا لبعض الكيلومترات شمال العراق المتاخم لحدودها




قبل ماتسن سكاكينك عليا أحب أفكرك أن أوباما كان من أغبى رؤساء أمريكا ومعظم قرارته يعانى منها ترامب حاليا وعلى رأسها حادث طائرات الأباتشى المصريه حيث تراجع ترتيب أمريكا كتاجر سلاح من المركز الأول إلى الثانى بعد روسيا ثم الثالث بعد الهند وطبعا حضرتك عارف أن أمريكا بتعتمد بنسبه تتجاوز 60 % من دخلها القومى على تجارة السلاح فتأثر الأقتصاد الأمريكى بشده خصوصا وأن مصر ليست وحدها التى لجأت للتاجر الروسى بل تبعتها كثير من الدول المحسوبه على أمريكا ومن أقرب المقربين لها مثل قطر وتركيا حيث تعتبر مصر فى سوق السلاح من الدول الأرتكازيه




نرجع تانى لموضوعنا وهو ليه تفاوض ترامب مع طالبان وفى هذا التوقيت

   

بعد تفكك الأتحاد السوفيتى وسيطرت أمريكا على القرار العالمى بدأت أمريكا تتوسع وتنتشر قواتها فى الشرق الأوسط عموما وحول روسيا تحديداً وشفنا نشر قوات لها فى دول كانت مواليه للأتحاد السوفيتى القديم وده طبعا أنهك أقتصادها وأثر على ميزانية تطوير السلاح وخلى بالك من النقطه دى كويس لأنها محور تحليلنا اليوم وقبل ماتقولى كان ممكن ترصد ميزانيه مخصصه للتطوير حقولك ده أحد عيوب الدول الديمقراطيه التى تحتاج لأتخاذ مثل هذا القرار شغلانه بقى وتشريعات وخلافه وعندى أكبر دليل على ذلك هو تصريح وزير الدفاع الأمريكى عندما سألوه لماذا تفوقت عليكم روسيا فى الملف السورى فقال نصاً (( تباً لديمقراطيتنا التى لا يعانى منها بوتين ))



عندى كده أمريكا بتسنزف  مواردها وميزانية الدفاع فى حربين وهى أفغانستان 2001 م  والعراق 2003 م وحضرتك عارف الحروب بتسنزف قد إيه موارد أقتصاديه وللأسف معنديش معلومات دقيقه عن حجم أنفاقهم فى هاتين الحربيين لكن من المؤكد أن الأرقام فلكيه تصل لتريلونات الدولارات وده أثر على ميزانية أبحاث تطوير الأسلحه فى ظل عدم وجود منافسه حقيقيه فى سوق السلاح وكانت أمريكا وركز معايا متفوقه عالميا فى سوق السلاح بعد تفكك الأتحاد السوفيتى وإنفرادها بمنصب شرطى العالم والقوى الواحده بعدة أنظمه تسليحيه زى الباتريوت وزى أف 16 وزى الأباتشى وده اللى ساعد على نمو تيار مناهض لما يطلق عليه الحرب اللا نهائيه




بدأ فى أمريكا ومن خلال خبرائها العسكريين يعلو صوت ينادى بإيقاف هذه الحرب اللا نهائيه بالشرق الأوسط وكانت مقالة (( مارتن أنديك )) فى جريدة (( وول ستريت جورنال )) التى كتب فى مضمونها بضرورة أن تضع الولايات المتحده حدا لطموحاتها الكبيره بمنطقة الشرق الأوسط خصوصا وأن المنطقه تعم بالفوضى وكان الكلام ده فى عهد أسود القلب والوجه الحاج حسين أوباما وعلى أمريكا أن تراعى مصالحها الحيويه بالمنطقه من خلال موائمات سياسيه وعلاقات إستراتيجيه وليس بالقوه العسكريه باهظة التكاليف




أستلم الرجل الأقتصادى ترامب حكم الولايات المتحده وهو أمامه سلبيات حكم أوباما ومن قبله جورج بوش من خلال توغل عسكرى فى حروب بالوكاله لصالح آل روتشيلد كما وضحنا فى حلقات معبد الشيطان وأخطاء أسود القلب والوجه أوباما وخصوصا فى حادث طائرات الأباتشى المصريه الغبى وأنسحابه من العراق بدون تكتيك محكم وكانت أهم وعوده الأنتخابيه هو أنهاء الوجود العسكرى بمنطقة الشرق الأوسط أفغانستان والعراق لكنه كان أمام كارثة أنتشار قوات تنظيم داعش الأرهابى فأضطرت أمريكا للعوده للعراق مره أخرى ولازالت موجوده هناك حتى لحظة كتابة هذا المقال



فى الوقت ده بدأ يظهر تحالف سياسى بين التنين الصينى والدب الروسى بعد ظهور الفرعون المصرى وإمالة دفة سوق السلاح للتاجر الروسى فأنتعشت الخزينه الروسيه فتمكنت من تحريك أبحاث تطوير منظومات صواريخها المركونه منذ الثمانينات فمكنها ذلك من العوده مره أخرى كقوه عسكريه ودوله عظمى وتاجر سلاح متفوق تكنلوجيا وبدأ التحالف الصينى الروسى المصرى يتنامى بسرعه رهيبه وسط حملات  أمريكا وروافدها المضاده وشفنا حملات إعلاميه غير عاديه لتشويه أطراف هذا التحالف



حاول ترامب إستقطاب مصر أو إرجاعها للقفص الأمريكى ولو حتى بشروطها لكن كانت حادثة طائرات الأباتشى المصريه التى تسببت فى إنتشار الأرهاب فى سيناء بشكل مرعب فى عام 2013 م أمام صانع القرار الفرعون المصرى أبو بنطلون رصاصى والذى يميزه عن سابقيه من الحكام المصريين أنه لايغفل عن تحليل صغائر الأحداث وخصوصا أن حادثة الأباتشى أمام عينيه ويعانى صانع القرار السياسى منها بشده فى سيناء لكن كان الوقت قد فات على الأقل لغاية عام 2027 م وهو موعد آخر صفقات مصر التسليحيه الكبرى مع روسيا




أمريكا أقتصادها يعانى نتيجة تراجع ترتيبها فى سوق السلاح وروسيا أقتصادها يستفيق وينتعش ولا تؤثر فيها العقوبات الأقتصاديه التى تفرضها عليها أمريكا بعد جرأة بوتين فى ملف شبه جزيرة القرم فأخد ترامب ديله فى سنانه وجرى على البقره الحلوب فى الخليج وفرض صفقات تسليح طويلة الأمد على ولى العهد الذى يسعى لنيل رضا البيت الأبيض لحفل تنصيبه لأعتلاء العرش فى أكبر دول الحليب العربى لكن أهم سلبيه فى هذه الصفقات أنها طويلة الأجل مما يتيح لشيكاليطه فرصة التراجع عنها وهى صفقات ليست مدفوعه فى اللحظه والتو ولكنها عبر أقساط ربع سنويه قد تتوقف فى أى لحظه وتتعلل السعوديه بضيق ذات اليد




بدأت الأصوات تعلو بقوه داخل أمريكا لوقف الحرب اللا نهائيه وبدأ رجل الشارع يتعاطف معها خصوصا وأن الشعب الأمريكى يفقد الأرواح والوقت يمر سريعا والأنتخابات الأمريكيه أقتربت فى نهاية هذا العام ولابد من وجود ورقه أنتخابيه علشان يقول حققت وعودى  وبدأت أصوات الخبراء العسكريين بضرورة وقف الحرب اللا نهائيه بالشرق الأوسط والتركيز على الخطر القادم بقوه من خلال تحالف التنين الصينى والدب الروسى والتحالف يزداد قوه وأستطاع التحالف من تطوير منظومات قديمه فظهرت أجيال أس 400 وأس 500 وأس 600 وتم تطوير منظومة أس 300 لتواكب الجيل الأول من الأس 400 التىحصلت عليها مصر بالفعل وظهرت فى فيديوهات المتحدث العسكرى المصرى  وأستطاعت الصين أجراء تعديلات على الأس 500 تهدد الأساطيل البحريه وفعلا تم تجربة أول صاروخ فى منظومة الأس 500 فى شهر مارس 2020 م فى روسيا وبدأ التحالف فى توسيع نفوذه الأقليمى والدولى وأستثمار قوتيهما فى تطوير ترسانة أسلحتهم وفعلا حدثت طفره وتفوقوا على العدو التقليدى أمريكا



بدأ ترامب يستفيق لمواجهة إستراتيجيه التحالف الصينى الروسى وكانت له فعلا خطوات أو تصريحات أو مواقف تؤكد تخليه عن الحرب اللا نهائيه ويحاول العوده لقيادة العالم من تانى كما كان بعد تفكك الأتحاد السوفيتى وبدأ يهدد الدول التى تشترى أنظمه تسليحيه متطوره تهدد العرش الأمريكى والأسرائيلى معاً وشفناه بعنينا بيهدد شمال ويمين وهدد الصين وتركيا ولمح بتهديدات لمصر فى عام 2019 م وبدأ يتخلى عن حلفائه وكان الموقف الواضح لأتباع هذه السياسه عقب قصف إيران لمؤسسة أرامكو السعوديه لما قال حرفيا (( إيران لم تعتدى علينا حتى نضربها )) بعد طبعا التباطئ فى ردود الأفعال وأخدت السعوديه الضربه وأنكتمت رغم أن كان فيه أتفاق عام 1945 م بين روزفيلت والملك عبد العزيز بوجوب دفاع وحماية أمريكا لنفط المملكه لكن ترامب وأمريكا ومش جديد عليهم لحس الأتفاقيه وترك السعوديه تواجه إيران لوحدها




أذن ليس أمام ترامب وأى رئيس يجى بعده سوى الأنسحاب من منطقة الشرق الأوسط لكن ليس كما فعل الغبى أوباما فلابد أن يكون الأنسحاب تكتيكى وبخطط مدروسه لعدم حدوث فراغ أمنى قد يظهر من خلاله تنظيم مثل داعش أو يعود تنظيم القاعده كما كان فكان ولابد لأتمام الأنسحاب وتقليل النفقات لمواكبة التفوق الروسى الصينى أن يعقد الصفقات مع حركة طالبان القوى الأكثر فعاليه وأكثر تنظيما بأفغانستان لكى تستطيع طالبان إحداث توازن أمنى ومنع ظهور تنظيمات غير مواليه لأمريكا وعدم إيقاف زراعة الأفيون الأهم للمنظمه الصهيونيه وتوفير نفقات تواجد قوات أمريكيه بالمنطقه وكانت الصفقه عبر مكتب أمريكا بالشرق الأوسط عزبة قطر





لاتأتى الرياح بما تشتهى السفن وتظهر جائحة كورونا ويحاول ترامب ألصاقها للصين بأى أسلوب وأى طريقه من خلال حمله إعلاميه شرسه يمكن يقدر زى ماعمل اليهود مع  الحاج هتلر وشيلوه بالونة المحرقه ويحصل على تعويضات على أقساط من الصين وتتبعه كل الدول التى تضررت فيعوض خسائره وينهك الأقتصاد الصينى لمائة عام قادمه ومن ثم يستطيع تحقيق التفوق العسكرى المنشود لكن الصين وروسيا الآن ليسوا كهتلر فى وضع المهزوم ومش حتاكل معاهم الحمله الأعلاميه اللى شربتها المنطقه العربيه وماشيه فيها ورا الأمريكان كما العميان ولا ينظرون لمصالحهم المستقبليه وهنا يحق لنا سؤال


لنفترض أن ترامب محق فيما يدعيه أيهما محل ثقه خصوصا وأن التاريخ أمامنا يعلمنا بالمجان الصين أم أمريكا الخاتم فى أصبع المنظمه الصهيونيه ؟؟؟


واحد حيقولى نمشى مع الأمريكان يمكن نحصل على تعويضات زى ماستحصل أمريكا حقولك تبقى بتفكر بنفس طريقة مبارك ساهم فى تدمير العراق علشان يسقط الديون العسكريه ودفعنا أضعافها مئات المرات من قوتنا وقوت الأجيال القادمه وهذا موضوع شرحه يطول وقد يكون لنا لقاء لشرح تبعات قرار مبارك بالأشتراك فى حرب العراق فى لقاء قادم

شكرا لكم وشكرا لحسن متابعتكم رغم هزليتها

الحاصل على لقب أكسجين الفيسبوك

جنرال بهاء الشامى        




  

هناك 9 تعليقات:

  1. تسلم اديك

    ردحذف
  2. جزاك الله كل خير استاذ

    ردحذف
  3. إيه ياخال ده على الطلاق عبد المنعم سعيد وصلاح دياب وعبد اللطيف المناوى لازم نشيلهم من قفاهم ونرميهم في سلة زبالة التاريخ وكسة عليهم وعلى اللى جابوهم .. آل حاكم مستقل لإقليم قناة السويس آل هو ده عبد المنعم المحلل السياسي وأفكاره الشيطانية .. ده آخره ياخد 20 جنيه ويبقى محلل لأى مغفل طلق مراته تلات مرات
    يلعن بص أمهم التلاته

    ردحذف
  4. تحليل جميل ياجنيرال كالعادة.لكن باعتقادي ان ترامب مجنون وطبعا الدول الاستعمارية القديمة في نفس التحالف وبيمشيهم وراه وملف ليبيا مش بعيد عليهم. يعني هيقرفونا.

    ردحذف
  5. ابراهيم الدمياطى21 أبريل 2020 في 8:59 م

    تسلم ايدك ياجنرال

    ردحذف
  6. لك جزيل الشكر يا أكسجين الفيس بوك جنرالنا العزيز👍🌹

    ردحذف
  7. بعض قرارات ترامب متضاربة فهل هذا يرجع لعدم تمكنه من السيطرة على صانعى القرار الأخرين فى الولايات المتحدة الأمريكية

    ردحذف
  8. .....
    🌷 ما أروعك 🌷 .

    🌹💘🌹

    ردحذف
  9. ربنا يبارك فى عمرك تحليل وتوضيح أكثر من رائع حفظكم الله

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...