توقفنا وأياكم عند إعلان نتيجة أنتخابات نادى الظباط واليوم نستكمل
معم بكل حياديه كما تعودتم منا ولن تثنينا محاولات البعض عن الألتزام
بالصدق والأمانه فى ذكر الحقائق ولن يضعونا فى خندق الدفاع عن أنفسنا
لأننا لسنا مثلهم ولأننا ليست لنا أى أغراض مثلهم ومن له غرض غير شريف
فليذهب هو وغرضه للجحيم
تعد إنتخابات نادى الضباط هى بداية المواجهه العلنيه الصريحه بين الملك وبين
الضباط الأحرار وعاملاً مؤثراً فى تطوير الأحداث التى تلاحقت بعد ذلك وأنتهت
بنجاح حركة الجيش وسقوط الملكيه
يقول
عبداللطيف
البغدادى
على معركة أنتخابات نادى ضباط الجيش بقوله وقد أكدت نتيجة
الأنتخاب
التى نجح فيها جميع مرشحينا فاعلية التنظيم وقدرته ولكن من جانب
آخر
كانت
هناك نقطة ضعف صاحبت هذا التصرف منا فلقد تخلينا ولأول مره عن الأسلوب
السرى
الذى كنا نتبعه من قبل وكان نشاطنا علنياً فى هذه المعركه فكشفنا عن
أنفسنا
وأصبح من الطبيعى بعد ذلك أن يسعى الملك وأجهزته السريه الخاصه
بالأمن
إلى
التعرف على من وراء هذا التنظيم ومن هم أفراده حتى تحاول القضاء عليهم
قبل
إستفحال خطرهم ومن هنا كان لعامل الوقت أهميه قصوى وكان علينا أن نسبقه
فى
التحرك
وأن نضرب ضربتنا ونقوم بالأنقلاب الذى كنا نعد أنفسنا له قبل أن
يعمل
هو
على تصفيتنا نهائياً من الجيش وتضيع علينا بذلك الفرص
لم يمر يومان حتى أستدعى
الفريق حيدر إلى مكتبه فى ثكنات قصر النيل كلاً من اللواء محمد نجيب
رئيس
مجلس إدارة النادى الجديد والبكباشى محمد رشاد مهنا عضو مجلس الإداره
وأجتمع
بهما إلى ساعه متأخره من الليل محاولاً إقناعهما تنفيذ رغبة أوامر الملك
بأنضمام
ممثل سلاح الحدود إلى مجلس إدارة النادى وحين أرادا أن يبينا له أن ذلك
ليس
من سلطات مجلس إدارة النادى بل من سلطة الجمعيه العموميه إستشاط الفريق حيدر
غضباً
وأبدى لهما ضرباً من التهديد وأنتهى الأجتماع بعد منتصف الليل بساعتين
من
دون الوصول إلى أى حل وعن هذه المقابله يقول اللواء محمد نجيب قال
الفريق
حيدر لنا فى صراحه أن أوامر مولانا أن يدخل حسين سرى عامر مجلس إدارة
النادى
هكذا دون لف أو مواربه فقلت لحيدر أن هذا ليس من حق مجلس الإداره بل هو
من
صميم حقوق الجمعيه العموميه فإذا أصر مولانا فسأعقد الجمعيه العموميه وأعرض
الأمر
عليها وأستمرت الجلسه سبع ساعات حتى الثانيه صباحاً فى حوار ونحن لا
نتزحزح
عن موقفنا شعره رغم ظهور نبره تهديد صريحه فى حديث حيدر عندما أعيته الحيل
وفى الثالث من يناير
عام 1952
وجهت رئاسة هيئة أركان حرب الجيش خطاباً إلى اللواء محمد نجيب بصفته
رئيساً
لمجلس إدارة النادى المنتخب تعلن فيه أنه تقرر إعتبار سلاح الحدود سلاحاً
قائماً
بذاته وبناءاً عليه يصبح له الحق فى تمثيله فى مجلس إدارة النادى
وأحس
اللواء
محمد نجيب بخطورة الموقف فدعا إلى عقد إجتماع مجلس إدارة النادى يوم
السبت 5 من يناير وعرض خطاب رئاسة أركان حرب الجيش على أعضاء مجلس الإداره فأنقسمت
الآراء فى بادئ الأمر بين مؤيد ومعارض ولكن اللواء محمد نجيب بين لأعضاء
المجلس خطورة الموقف وما قد يسفر عنه من مخاطر نتيجة تحدى رغبة الملك وأقترح إنتداب
البكباشى محمد إبراهيم فهمى كحل وسط ليمثل سلاح الحدود فى مجلس إدارة النادى
إلى حين دعوة الجمعيه العموميه ووافق مجلس إدارة النادى بالإجماع على
الأقتراح وكان الفريق حيدر ينتظر قرار مجلس الإداره فى إحدى غرف النادى على أحر من
الجمر فما إن أنتهى مجلس الإداره من إصدار القرار حتى أبلغه الفريق حيدر
للملك ظناً منه أنه سيحوز رضاه ويجعله يكسب ثقته ولكن الملك لم يرض بذلك فقد أحس
بأن نتيجة الأنتخابات كانت بمثابة طعنه له ولرغبته وأعتبر كل ما حدث تحدياً له
لازال
الكلام
على لسان البغدادى فقد ثار حسين سرى عامر فقد شعر بأن الضباط
الأحرار وراء هزيمته وكتب مقالاً هاجم فيه الضباط الأحرار هجوماً ضاريا
ومليئاً بالشتائم والبذاءات وهدد بأنه سيتخلص منهم فى ساعه واحده
ويدخلهم جميعاً السجون الأمر الذى أثار عبدالناصر بصوره كبيره
أما اللواء حسين سرى
عامر
فقد أعتبر قرار مجلس إدارة النادى الخاص بتمثيل سلاح الحدود فى إدارة النادى
نصراً
خاصاً له وفى صباح اليوم 8 يناير 1952 توجه على رأس وفد من ضباط
سلاح
الحدود إلى قصر عابدين للتعبير فى سجل التشريفات الملكيه عن ولائهم للملك
بعد ذلك عاد إلى مكتبه حيث أستقبل وفود المهنئين ثم عاد إلى
بيته فى منطقة الزيتون وما كادت سيارته تقف أمام منزله فى المساء حتى أنطلقت
طلقات ناريه عديده نحو السيارة من أفراد تربصوا له بالقرب من منزله
كان
عبدالناصر
قد قرر أن يرد على حسين سرى عامر بقوه ليحفظ للضباط الأحرار
مكانتهم ومهابتهم ومن خلف ظهر لجنة القياده لتنظيم الضباط الأحرار أتفق عبدالناصر
وحسن إبراهيم وحسن التهامى وكمال رفعت وصلاح الدسوقى على إغتيال
حسين سرى عامر وأطلقوا عليه الرصاص فى مساء 8 يناير عام 1952 وفشلت المحاوله
وقبل ماحد يسن سنانه عليا عبدالناصر أعترف بتدبيره هذه المحاوله فى
كتابه فلسفة الثوره بقوله وكمنت الفرقة فى أماكنها التى حددت لها وأقبل
الواحد يقصد حسين سرى عامر الذى كان يجب أن يزول وأنطلق
نحوه
الرصاص وأنسحبت فرقة التنفيذ وغطت إنسحابها فرقة الحراسه وبدأت عملية
الإفلات
من
النجاه وأدرت محرك سيارتى وأنطلقت أغادر المسرح الذى شهد عملنا ونقلت لك
الصيغه
كما قالها عبدالناصر ومن الملاحظ أنه لم يعترف صراحة لكن تركها
لذكاء
القارئ
تعالى نشوف اليوزباشى كمال
رفعت
قال إيه عن نفس الواقعه
حضر جمال عبدالناصر إليا بالمنزل مساء يوم 7 يناير عام 1952 وأخبرنى بفكرته وعموماً
فقد ذهبت معه ومعنا حسن التهامى إلى منزل حسين سرى عامر نفس الليله لإنتهاز
أى فرصه لتنفيذ العمليه ولما لم يتيسر ذلك أرجأنا العمليه إلى اليوم التالى
حيث أنضم إلينا حسن إبراهيم حيث قام بعملية المراقبه وكان جمال عبدالناصر يقود
عربته
الأوستن الصغيره وينتظرنا فى شارع مجاور وتوليت أنا وحسن تهامى تنفيذ
العمليه وقارن انت بين الروايتين وأنت تفهم لوحدك
أستمر الفاعل مجهولاً
على
الرغم من محاولات رجال الأمن وفى 21 من الشهر نفسه نشرت الصحف فى مكان بارز زيارة اللواء محمد نجيب
للواء عامر داعياً له بالشفاء حتى يتبدد من الأذهان أى شك
فى
صلة اللواء نجيب بالحادث وجاء رد الفعل سريعاً فى 24 من مارس عندما لقى
الملازم
عبدالقادر مصرعه على يد جماعه مجهوله جاءت إلى منزله ليلاً بشارع الإخشيد
بالروضه
فى سياره وأطلقت عليه الرصاص أثناء عودته إلى بيته بصوره مشابهه لما
حدث
بالزيتون، وأصيب عبدالقادر طه وأتهم قبل أن يلفظ أنفاسه اللواء حسين
سرى
عامر بتدبير الحادث لأنه سبق أن أتهمه بالشروع فى قتله مع اليوزباشى مصطفى
كمال
صدقى
تعالى نروح القصر ونشوف
اللى بيحصل فى القصر الملكى فقد تبين للملك فاروق أن جميع المحاولات لفرض
حسين سرى عامر على نادى ضباط الجيش قد باءت بالفشل وأن الخلاف تحول إلى مبارزه
دمويه أصدر مدير إدارة الجيش اللواء عباس زغلول أمراً بتعليمات من القائد العام
فى 12 يوليه عام 1952 بحل مجلس إدارة النادي المنتخب وتعيين مجلس إداره مؤقت
تولى رياسته قائد المنطقه المركزيه اللواء على نجيب شقيق اللواء محمد نجيب وعضوية
بكباشى يوسف العجرودى أركان حرب المنطقه وجلال صبرى الرئيس الأسبق للنادى
ومصطفى كمال عبدالرازق ومحمد حسنى وعلى صبرى نائب رئيس
الجمهورية
السابق وتشكلت فى يوم 16 من الشهر نفسه لجنه تسلمت مفاتيح النادى من
سكرتيره
البكباشى حافظ عاطف وقد مهد لهذه الحركه الأميرلاى حسن حشمت قائد سلاح
الفرسان
وعضو مجلس الإداره بتقديم إستقالته في يوم 12 يوليه مدعياً أن القانون
الجديد
للنادى لا يتفق تماماً مع النظم العسكريه ولا يتمشى مع التقاليد
فى
هذه
الفترة أصبحت قصة نادى ضباط الجيش مادة للشائعات وحديث الصالونات ومن
ثم صدر قرار سرى من الرقيب العام وخلى بالك الأحكام العرفيه لسه مفروضه على
البلد وذلك بتاريخ 16 يوليه بمنع نشر أخبار النادى فى الصحف
كان
من
ردود الفعل على حل المجلس رفع قضيته إلى مجلس الدوله تولاها المحامى صبرى
الحكيم أما ذيول معركة أنتخابات النادى فقد أمتدت إلى ما بعد قيام حركة الجيش
فى 26 يوليو 1952 وذلك فى سبتمبر عام 1952 حيث طالبت مجموعه من
الضباط بإنتخابات جديده لمجلس إدارة النادى تكون أكثر تعبيراً للوضع الجديد بعد
التغييرات الجذريه التى مرت بها القوات المسلحه ونجاح
حركة 23
يوليه وحتى تاريخ وقتها مكانش حد أطلق عليها لقب ثوره فكان يطلق
عليها
مصطلح حركة الجيش فكان رد مجلس قيادة الثوره أن الوقت لم يحن بعد
لإجراء
هذا الأنتخابات بدعوى أن الجيش لم يستكمل تطهير نفسه لهذا فإن مجلس
قيادة الثوره يرى أن يتم تشكيل المجلس الجديد بالتعيين الأمر الذى أثار ثائرة
الداعين إلى إجراء الأنتخابات متهمين مجلس قيادة الثوره بأنه عاد بهم إلى الوضع
الذى ثاروا عليه إبان سيطرة إدارة الجيش على النادى وهكذا أنتهت قصة نادي ضباط
الجيش من حيث بدأت
كان الفريق حيدر مزعزعاً إذا كان قد أثير حوله عام 1950
ما يشير إلى تدخله فى قضية الأسلحه الفاسده مما جعله يقدم إستقالته فى نوفمبر
عام 1950 ولكن الملك لم يشأ أن يتخلى عن رجله فأعاده إلى منصبه في مايو عام 1951
اللواء أركان الحرب محمد نجيب كان يشغل فى ذلك الوقت منصب مدير
المشاه بعد أن نقله الملك فاروق من مدير سلاح الحدود إلى مدير سلاح المشاه وكاد
يقدم إستقالته لولا تدخل الضباط الأحرار ومنعه من تقديم إستقالته
صوابعى وقفت وكفايه كده لكن لازال لنا لقاءات ولقاءات
فأنتظرونا فى الحلقه القادمه مع فريق مصر أم الكون
جنرال بهاء الشامى