تحميل تطبيق المدونه

الأربعاء، 21 مارس 2018

شاهد على العصر رقم 14 والحلقه الأخيره


أول رحلات أبوالغيط الخَارجيّة كانت لزيارة القذافي، الذي طلب من مبارك أن يرسل إليه وزير خارجيته ليتعرّف عليه، تحدَّث أبوالغيط عن دهشته من الثِّياب الرّثة والمظهر البالي الذي بدا به القذافي في خيمته البائسة، وتركيزه أن يصب الحديث السَّيئ عن رؤساء عرب في كل مدارات الحديث، وفور عودة أبوالغيط، أبلغ الرَّئِيس بتقريره أن القذافي غريب الأطوار، فكان رد مبارك “هو انت لسه شفت حاجة”، ومضى يوصيه بأنه مما ليس منه بد، ولكن يجب أن لا تسمح له مصر بتعكير صفو علاقتها بالسعودية. ثم طار إلى السودان ناقلاً رسائل تبشر بالوحدة، وضرورة حلّ أزمة دارفور بعدالة وطنية.
العلاقات الأميركية المصرية
تعاقبت ثلاث إدارات على فترة أحمد أبوالغيط في وزارة الخَارجيّة، استعمل الوَزير مخزون خبرته، وحلل علاقته بكل وزارة، والقضايا المحوريّة، بدأ بالاتصال بكولن باول الذي كان يشاطره الآراء، فتحدثا إبّان زيارة الأخير للقاهرة، وفي اتصالات مطولة عن سوريا والعراق، والإرهاب، تناول أبو الغيط تفاصيل تاريخية بتسلسل زمني واع، ولكن يمكن إجمالها في التسليم بأن العلاقة بين الدولتين كانت محكومة باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل برعاية أميركا، التي توفّر لمصر السِّلاح والمعونات الاقتصادِيّة، بالإضافة إلى أن التّوازنات الدّوليّة وعدم رغبة مبارك في خَسارة أيّ طرف كان أمرًا حاكمًا، والّدور المصري في المسألة الفلسطينية، والتّدخلات السورية في العراق، من جهة، ومن جهة أخرى، كان الملف الغائب هو اتخاذ الحرّيات في مصر وأوضاعها، كورقة ضغط، ويصرّ أبوالغيط على تفصيل الدّور الهائل الذي لعبته قضّية أيمن نور في توتير العلاقات بين الطرفين، فكانت أكثر ما أثير إبّان زيارة أبوالغيط الأولى لأميركا، ومعها أثير ملف الوراثة. كما يمرّ على مؤتمراته الصحافية مع كوندليزا رايس التي كانت توصف بأنها “بينغ بونغ”.



ما أن عاد أبوالغيط إلى مصر من زيارته الأولى لواشنطن بصفته وزيرًا للخارجيّة، إلا وأفرغ كل ملاحظاته بدقة للرئيس، عن اجتماعات الكونغرس، اتجاهات الاجتماعات الحسّاسَة، وموقف مصر من المشاركة في الحرب ضد أفغانستان، ونقل له اهتمامًا متزايدًا بقضيّة أيمن نور، في خِتَام اللّقاء وفي أعتاب الخروج قال مبارك لأبوالغيط “لا أستبعد أن يكون لديهم رغبة في إقصائي عن الحكم”، ومن يومها بدا مبارك يُكرر “المتغطي بالأمريكان عريان”.
تزايد في عام 2005 الضغط لتحقيق الإصلاح السّياسي، وصار الحديث عن معاهد التّدريب التي ترعاها واشنطن لتنشئة نُشَطاء يقاومون مبارك، حديثًا معهودَا، ورغم كل التّعقيدات، فقد كان مبارك يتعامل مع الملف باستراتيجية التصدي لا الصدام، على الرغم من أن الأمريكان كانوا يضمنون استفزازاً مباشرًا بربط المعونة الأميركية لمصر بالإصلاح السياسي مثلاً، وكان مبارك صبورًا، في انتظار انقضاء عهد بوش.
في عهد أوباما كانت البداية جيّدة، وفي لقاء أبو الغيط بهيلاري كلينتون، اتفقا على عودة علاقات جيدة، ولم يخف في حواراته مع الأمريكان تخوفه من سياسات دولة عربية (حليفة لأميركا) مزدوجة الولاء فهي تحاور الإيرانيين وتدعي الوقوف مع الخليجيين، نجحت الخَارجيّة المصرية في إقناع إدارة أوباما أن تكون القاهرة هي المنصة التي يخاطبون عبرها العالم الإسلامي، ولكنهم لم ينجحوا في تجفيف منابع التوتر، وظلت كلمة السر التي تجبر مبارك على المرونة، وإدارة علاقات بحساسية مبالغة، هي المعونة المختصة بالسِّلاح.
التحدي والتصدي.. محاولة توسيع مجلس الأمن
ظلّ إصلاح المنظومة الدّوليّة هدفًا يدور في أروقة مجلس الأمن منذ فترة طويلة، لاختلاف الأحوال بين فترة التأسيس والواقع الحالي، فلا يستقيم أن تقوم التّقسيمات على إثر حدث له أكثر من نصف قرن، لذلك طرح من أكثر من طرف ملف توسعة مجلس الأمن، وكان موقف الخَارجيّة المصريّة، سعيٌ دؤوب لتطويع التعديلات المقترحة لتكون لصالح مصر، فخاضت المعارك من أجل أن تأتي لصالح مصر، أو على الأقل، لا تكون خصمًا على مكانتها في الخارطة الدولية، فيقولمصر لم تسع لعرقلة توسيع مجلس الأمن، ولكنها رفضت الوقوف ساكنة بينما يسعى الآخرون لتحقيق مصالحهم”، فانضمت إلى المطالبين بتوسيع فئتي العضوية الدائمة وغير الدائمة، لزيادة تمثيل الدول النامية، وفي إطار ذلك دخلت في صراعات دبلوماسية مع نيجيريا وجنوب افريقيا، وتصرفات الجزائر، وكانت المعركة لها أطراف دولية، حكاها بأسلوب رشيق من الصين إلى البرازيل، ولها أطراف خفية، فقد توافِق الصين على تزكية نيجيريا لتكون ضمن المضافين في المقاعد النامية، بشرط أن تصوّت – مثلاً – على عدم توسعة المقاعد الدّائمة والاكتفاء بالتوسعة في العضوية غير الدّائمة، ما يمنع الهند واليابان من الحصول على مقاعد دائمة، وغيره من أسلوب إدارة الصراعات المهمة، والدخول مع فرنسا ودعوتها للتأثير على ألمانيا لضمان ملف مصر، كان أبوالغيط يريد أن يحيّد الفروقات، وأن تظل مصر حاضرة على التحدي والوجود في التكتلات الجديدة، روى كيف أنّه دافع عن مصر، حتى اضطر أحياناً إلى الصراخ في وجه وزير الخَارجيّة النيجيري، وقد نتج عن تحركاته نصر دبلوماسي مصري، وثبّت مكانتها. يستند أبو الغيط في تحليلاته إلى التاريخ الصاخب لمصر التي قادت حركات التّحرر، وكان أن وقفت الدّول الأفريقية مع مصر بعد توقيع كامب ديفيد 1973، ونصرتها في حركة الانحياز، وفي سلسلة العلاقات ذكر إنجازات الباز وعمرو موسى، الذي نجح في ضم مصر للكوميسا، لكن بعد 1995 وانقطاع مبارك عن الدول الأفريقية تدهورت العلاقات.
ملف النيل.. السودان
الملف الأهم في الفضاء الأمني المصري، هو ملف “مياه النيل”، التي تخضع لتحديات جديدة أفرزتها خارطة الوعي الأفريقية الجديدة، تحاول مصر أن تحكمها بسريان الاتفاقات القديمة، ولكن صحوة الّدول الأفريقية، التي ما عادت ترضى بالقسمة التي تظلمها، تمنعها، ونشطت الدول الأفريقية بالتالي في العمل على كسب حقوقها، واستردادها من مصر، وحاولت مصر الدّخول في تفاهمات مع هذه الدّول، وكانت نظرية أبوالغيط تؤشِّر إلى ضرورة بناء علاقات اقتصادِيّة تستخدم كأداة ضغط معها، أشاد أبوالغيط بأداء وزارة الرّي والمياه، وبدا واضحًا أنه يتحدث بتحفظ لأن الملف مازال جاريًا، ولكنه انتقد التناول الإعلامي، للملف، الذي وصفه بالتعجل والجهل.
مصر هي العمق السوداني، وكذلك السودان هو العمق المصري، لذلك كانت الدّولة الثانية التي يزورها أبوالغيط عقب تسلمه لمهامه، حاولت مصر تقديم النُّصح للسودان وللرئيس البشير حول المحكمة الجنائية، والنزاع بين تشاد والسودان، تحدث أبوالغيط عن الدور القطري الذي كان يتمّ بسريّة لم يكن لها داع، وقال نحن لم نكن ننافس قطر، وتناول الدّور الليبي الغريب الذي كان يتجه لزعزعة أمن السودان. ذكر زيارات سلفاكير لمصر التي في أحدها قال سلفاكير لمباركسيدي الرَّئِيس إنهم يدفعوننا نحو الانفصال، إنهم لا يريدوننا معهم”، مما دفع مصر لزيادة الاهتمام بالجنوب.
المكانة العربية.. مصر التي؟
في أعقاب توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، دخلت في تحد كبير، إذ وهدت علاقاتها العربية والإسلامية، وجفلت عنها كل الملفات تترى، بل ازداد الاحتقان بأن سعت دول عربية نافذة لتجميد عضوية مصر في المحافل الدولية، وإضعاف موقفها، ولكنّها استطاعت أن تعود للصف العربي رويدًا رويدًا، وأن تلأم كل الجراح، وتلطف العلاقات.
توثقت العلاقات بعد وقوف مصر القوي مع الكويت، وتبادلت مع دول الخليج ملفات بناء قوّة حقيقية.
تناول الكتاب باستفاضة سواء حول التوتر القطري المصري أو غيره، كما مرّ على وضع العراق المخيف، ووجود بعثات مصرية في بغداد، وأسف لمقتل السفير المصري في بغداد، وحكى كيف أنه ندم وعمر سليمان على موافقتهما للأمريكان بضرورة التحرك عسكريا لفك إساره، ونقل يومها غضب الرَّئِيس مبارك ومطالبته بسحب كل المصريين من العراق، غيرة على الدم المصري.
في تناوله للوضع العراقي نقل تحذيره من حرب أهلية، ونفوذ الإيراني المتنامي، وربط العلاقة بالعراق بسوريا، التي كانت تسمح للمقاتلين بالتسلل إلى العراق، ونقل اعتقاده الشخصي واعتقاد الرَّئِيس أنّ أميركا في عام 2005 كانت تريد إسقاط الأسد بأي تكلفة.
العلاقات المميزة كانت مع الخليج، بل مع كل حكامه، وكان مبارك يحترمهم.
في حديثه عن العلاقة المميزة بين مصر والملكة العربية السعودية، وصف أبوالغيط الأمير سعود الفيصل بأنه أحد أذكى الوزراء الذين عمل معهم، وأكثرهم خبرة.
وتناول الكتاب ملف حزب الله، ومعركة الجنوب اللبناني، والخطر الإيراني، والوجود الإيراني في البحر الأحمر، مما دفع الدول العربية الكبرى للعمل على توسيع إطار الأمن القومي في منطقتي الخليج والبحر الأحمر.
لم تكن علاقات مصر سلسلة دومًا، وربما تتأخر لأسباب شخصية، مثل أن الرَّئِيس لا يريد زيارة لندن، ربما لأنها لم تستقبل قرينته بشكل لائق، كما تأثرت العلاقات السُّورِية المصرية بشكل كبير، بسبب عدم تعزية الرَّئِيس السوري بشار الأسد للرئيس مبارك في وفاة حفيده. كما أن مباراة مصر والجزائر وواقعة أم درمان، كانت خير مثال على التوتر، ولم يفت أبوالغيط انتقاد تناول الإعلام لموقعة أم درمان.
رغبة مصر، لم تكن فقط الحصول على مساعدات من الدّول البترولية، ولكن استثمارات، ويذكر قصّة مهمة حول الغاز، إذ فكرت قطر في بناء خط غاز يربط قطر بتركيا عبر السعودية، ليتجمع الغاز القادم من آسيا وأذربيجان في تركيا، لو تمّ الأمر فستفقد مصر حظوتها ودورها الذي تريد أن تلعبه، فطلبت من قطر أن يمر خط الأنابيب بالمياه الإقليمية، وكان هذا سر زيارة مبارك لقطر في أكتوبر(تشرين الأول) 2010، وحدثت موافقة مبدئية، يقول أبو الغيط “وكنت أتابع بأسى في عام 2011 تفجيرات خط الغاز الغربي، في أراضي سيناء، لتأثير هذه التفجيرات على المشروع المصري السعودي القطري، وأثق أن الخسارة ستكون كبيرة، ولعقود”.
مصر وتحديات الإقليم
على الرغم من أنّ أبو الغيط في بداية الكتاب تحدّث عن استحالة قيام حلفمصري إيراني تركي”، إلا أنّه في آخر الكِتاب قال إنه يؤمن بأهمية علاقة متوازنة بين مصر وإيران وتركيا، ويشير إلى أن مبارك كان يرى التقدم بحذر نحو تركيا هو المفيد، فالأتراك لا يهمهم سوى مصالحهم التجارية، ويمكن أن يتخلوا عن أي أحد لأي سبب. أما إيران الثورة، فإنّها ضد مصر منذ كامب ديفيد، والشاه،
ظلّت مصر ضد الهجوم على إيران، وبقيت تربط بين النووي الإيراني والإسرائيلي. ولم يكن مبارك متحمسًا لأي علاقات معهم، وكان مؤمنًا بأن نظرتهم لمصر لن تتغير. وعليه انفتح الباب لاستثمارات تركيا الإسلامية، ويشير هنا إلى أن السِّياسَة الخَارجيّة الإسلامية التركية لا تقدم شيئاً ملموسًا، ولا تعدو أكثر من إعلانات تجارية 


المشير طنطاوي ومعركة من أجل مصالح مصر
 
أصرّت مصر على التمتع بإمكانات دورة الوقود النووي كاملاً، ورفضت التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، مادامت إسرائيل لم تنضم إليها، وتناول الضغوط الأميركية في هذا الشأن، يتحدث أبوالغيط عن عادته إحاطة الرَّئِيس بكل التفاصيل أولاً بأول، تحسّبًا لسلوك بعض الدول التي تتجاوز وزارة الخَارجيّة وتتصل بالرئاسة المصرية، ظنًا منها أن الرَّئِيس لا يدرك التفاصيل، مستشهدًا بما فعله بايدن في مؤتمر الوقود النووي، فتجاوز أبوالغيط واتصل بمبارك، ولكن أبو الغيط استطاع أن يقنع الرَّئِيس، ويدلّه على المذكرة الموضّحة، فتراجع الرَّئِيس عن موقفه.




حينما اضطرت مصر إلى الدخول في صراع مع المجتمع الدولي، فعلت ذلك، استشهد أبوالغيط لهذه الفرضية بالمعركة مع الدنمارك حول الرسوم الكاريكاتورية، وقدّم توضيحًا عن الفرق بين حرية التعبير وازدراء الأديان، تناول في هذا الفصل العلاقات مع روسيا والصين، ويتحدث بشغف عن البرازيل، والاقتصادات الصاعدة.



بدأت الأحداث بنهاية القمة الاقتصادِيّة العربية في 19 يناير، لم يكن مبارك يكترث للتحذيرات التي تصله من عمر سليمان، ما اضطر عمر سليمان لإرسال مستندات توضح للرئيس الأمر، في 26 يناير سافر أبو الغيط إلى أثيوبيا، وكان يستغرب عدم استشعار الرَّئِيس للأزمة التي بدأت تأكل الأخضر واليابس، ويتحدث أبو الغيط من أديس أبابا إلى الرَّئِيس الذي ظل هادئًا، في 28 يناير عرف أبو الغيط من عمر سليمان أن الوضع أصبح خطيرًا، وأن الجيش في طريقه للتدخل، فقرر العودة، خاصة بعد أن تنامى إلى سماعه أن الحكومة أقيلت ضمن إجراءات قدمها الرَّئِيس، عاد ليسمح للفريق شفيق اختيار وزير خارجية جديد، وفي أروقة القصر عرف أن مبارك طلب من شفيق استبقاء وزيري الخَارجيّة والدفاع، كان جمال مبارك يتحرك بحيوية داخل القصر بين المكاتب، وكأنّه يدير الأزمة تحدث أبو الغيط مع جمال (الذي يعرفه بالكاد) قائلاً الأمر خطير، ويجب أن يتحدث الرَّئِيس، فقال له جمال “نعم، أنا أشرف على خطاب مهم”، يشي أبوالغيط بوجود أياد خفية تدخلت فقال “وجود أكثر من يد وفكر، لعب في صياغات وأفكار بيانات الرَّئِيس في هذه الأزمة، كان له تأثيره الضار لا شك، ليس فقط من حيث الأفكار ومدى فاعليتها، ولكن من حيث التوقيت الذي كان يتسم بالتأخير”، يحكي أبو الغيط أداء القسم، ويصفه بالممل، وينقل أن المشير محمد حسين طنطاوي قال له إن الجيش لن يتصدى للجماهير، كان مبارك هادئًا، وكأنه سلّم نفسه للقدر، بإيمان عميق، حتى بعد واقعة الجمل.



عمر سليمان رجل المخابرات الأول، ونائب الرَّئِيس، كان الشخصية الأبرز التي يتحدث عنها أبوالغيط بكل محبة، وصدق، ويبدو أنهما كانا على تعاون وثيق، أهّل سليمان أن يُسِر لوزير الخَارجيّة قائلاً “إنهم يريدون أن يتخلصوا مني ومن المشير”، هكذا أحس عمر سليمان، وهو يشير إلى قرينة الرَّئِيس سوزان ثابت، وقد أثبت الكتاب وجود محاولة اغتيال لنائب الرَّئِيس حينها، ولم ينف احتمال تورّط رجال من داخل القصر فيها، كانت الأمور أوصلت الرَّئِيس إلى قناعة مفادها أن يترك الأمر للجماهير، وإيكال الأمور لسليمان. في أيام التسليم النهائية دعا أبوالغيط سليمان لضرورة عقد اجتماع يثبت وجود دولة، تدير شؤون البلاد. عرض عليه المشير الاستمرار بعد تنحي مبارك.
بعد التنحي عمل أحمد أبوالغيط بكفاءة في رد أموال مصر، وجابه تحديات الحرب الأهلية الليبية، وساهم في تأمين هبة خليجية بقيمة 250 مليون دولار.

 
اتصل مبارك بعد التنحي يسأل أبو الغيط عن القذافي، وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث، ختم مبارك المكالمة بقوله “القذافي سيقاوم حتى النهاية، وسوف يتعب الجميع، لأنه عنيد، وخبيث”.




ما بين “خطرة” الخاطر ونقرة الكتاب، يعيش الواحد (كتاب الشهادات في دول الربيع) منهم صراعًا يجعله قديسًا، وهو يمارس مسح الأسماء والحكايات المؤلمة، ليكتب الحقيقة التي هي أقلّ إيلامًا. كان – أحدهم – يكتب بثلاثة قلوب، قلبٌ مازال أسيرًا لسطوة المجد، والحسن، والمكتب، والسفر بين الدّول، وقلب يعذبه جمهور الخارجين عن السِّياق، ويتقلّب على جمر الإهمال، وقلبٌ أخير، ينعى في كل لحظة، أملَ التغيير، لأن النّاس في بلده كفروا بالتاريخ، ومن يكفر بالتاريخ ويتبدّل عنه، يسقط في فخٍ لا خروج منه، ومن يؤمن به يحصل له ما حصل للكافر به، ولا يخرج من فخّه إلا من يؤمنون بقدر!
 

كان في الوطن أجيالٌ مختلفة، ورجالٌ مختلفون، كان جيل يؤمن بأنّ الصعود إلى السّماء لا يحتاج أكثر من نفوسٍ ساميّة، فتسلمته الأيَّام وأنهته، حتى صارَ روحًا ساميّة تجوس خلال الحضيض، فلم تسمُ ولكنّها تسممت. كان في الوطن جيل آخر، يبتغي إلى السّماء سلمًا، ويرتقي بالتكنولوجيا، فأنهكته الأيام هو الآخر، بأن هوّمت به في فضاء الأشباح ومنعت عنه المخبر والمعمل.


تاريخ مصر الحزينة يقول بكل انكسار، إنّ كل رجلٍ صحيح، وضِع في مكان خطأ، وإن كل نظرة معبّرة وقعت على من لا يفهم، فنال الفنان المخبر، ونال العالم “الكمان”، والخطيب الحكم، وفي عهد سطوة “الحاكم الضابط” حُجِّمالفعّال والخبير”، وفي عهد الحريّة “عُزِل”!
الاندفاع للكتاب، لم يجعل أمثالي يقولون، ربما يود بهذه النزاهة والوفاء لمبارك، أن يعود إلى القصر رئيسًا، ولكن هذه المرة عبر الانتخاب، إن كان هذا المقصد، فقد نجح أبو الغيط في وضع اللبنات الرَّئِيسة.

ختم الكتاب بصور جمعته بأيام العمل، تقول إحداها قد تخنقك ربطة العنق وترهقك المعاطف الكثيرة، ولكنّها تبقيك محترمًا 

إلى هنا تنتهى هذه السلسه من الحلقات وكنت لن أكملها لضعف المتابعه لكن ألحاح البعض جعلنى أختصر العشر حلقات المتبقيه فى هذه الحلقه ... شكرا لمن تابعونا 

جنرال بهاء الشامى




هناك تعليق واحد:

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...