نعاود معكم وبكم الغوص فى بحور التاريخ لنتعرف على تفاصيل
دقيقه فى مرحله من مراحل تاريخنا التى أرادوا تشويهها ليخدموا على تخاريفهم
والمحزن أن ناعورات من أبناء الوطن هم من يساعدونهم على ترويج أكاذيبهم تتزعمهم
إمراءه لعوب ينادونها بآيات عرابى وتحمل اسم أطهر من أن تحمله أمراءه مثلها ومن
يتحمل لواء التصدى له يصفونه بالبلاهه والعماله فهل الأنحياز لتاريخ بلدى بلاهه أم
النحياز لتاريخ بلدى عماله فأن كانت هذه هى البلاهه وهذه العماله فبماذا نسمى من
يرددون ماتمليه عليه الموساد فأن كانت العماله للمخابرات المصريه التى تحمينى
وتصون شرفى وعرضى فأهلا بها وان كانت العماله للموساد والسى آى إيه فلتذهب ارواحنا
وأقلامنا فداءا لوطن غالى وعزيز كل أمانينا فيه أن يلتحفنا ترابه بين أحضانه عند
الممات ونعتبر هذا شرف مابعده شرف
نعود لمشيرنا الذهبى وكنا قد توقفنا الحلقه السابقه عن ذكرياته
كما يرويها فى حديثه المتلفز والمكتوب عن قبل حرب أكتوبر المجيده بسويعات فهيا بنا نجلس فى حضرة ذكريات مشيرنا الذهبى
وسنجلس صامتين مستمعن وهو يحكى لنا ويقول
توجهت للرئيس السادات فى منزله وأصطحبته معى مره أخرى إلى مركز
10 )) مركز 10 عباره عن غرفه كبيره مربعه
ويوجد طاوله كبيره بطول الغرفه والرئيس
السادات
يجلس فى النصف على يمينه وعلى الشمال رئيس أركان حرب الفريق سعد الدين الشاذلى ويواجهنا من الناحية الأخرى اللواء حسن
الجريدلى وبجانبه 2 من الضباط يتناوبان كتابة
أى أوامر يصدرها لهم الرئيس أو أنا أو رئيس
الأركان
وكان الجمسى جالساً على مكتب بمفرده وبجانبه النائب الخاص به وفى بعض الأحيان يجلسون بجانب بعض وبعد مكتب الجمسى مكتب مشابه
له يجلس فيه 2 من العمداء يعملان فقط على
السيطره على المكان ومن له حق الدخول أو الخروج
ويدعوان رئيس مكتب السيطره وليس لهما علاقه بالحرب أو العمل الذى يتم وفى الجانب الآخر البعيد
توجد شاشه من الزجاج وخلف الشاشه عساكر يرتدون
ملابس
سوداء وهذه الشاشه مرسوم عليها منطقة القناه والمطارات العسكريه والعدو وسيناء كلها)) واخد بالك ياعم يابتاع الضربه
الجويه
يتم الرسم بالعكس حتى
يرى ما بداخل غرفة مركز 10 الرسومات مضبوطه ويرسمون بألوان مختلفه
الطيارات المصريه لون لمصر وطيارات العدو لون مختلف وفى الجانب الأخير من مركز 10 معلق
عليه خريطه كبيره عليها خطة الحرب التى
تم
تنفيذها وفى منتصف المركز خريطه كبيره موضوعه وحولها ضباط فرع التخطيط وعليهم مسئولية متابعة الخطه
وكنت أتكلمت بالتفصيل الدقيق عما حدث فى مركز القياده
رقم 10 بالتفصيل فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب دقيقه بدقيقه فى الحلقه رقم 13
تقريبا ومعاك رابط هذه الحلقه التاريخيه
يبتسم أسماعيل أثناء حواره التليفزيونى مع القناه الأولى
المصريه بعد الحرب وتلمح فى أبتساته الأحسس بالشعور بالفخر والأعتزاز بالكينونه
المصريه وهو يقول همست فى أذن الرئيس أنور السادات قائلاً :
مبروك يافندم كل الضربه الجويه
نجحت
والبقاء لله شقيقك عاطف نال شرف الشهاده فى الضربه الجويه فرد علىَّ السادات كلهم أولادى زيه زى باقى زملائه
من لايقدر تضحيات الجيش الذى يحميه لايستحق حمايته ومن لايقدر
الوطن الذى يأويه لايستحق العيش فيه تلك الكلمات الذهبيه قالها أسماعيل وهو جالس
فى محراب المذيع أحمد سمير مذيع النشره الأخباريه آنذاك أبو المذيع فلان
الفلانى وكأنه كان يعلم أنه سيأتى يوم على
مصر يردد أوباش عبارات مهينه للجيش المصرى ويتريقوا على أسم الوطن الذى
يأويهم
الساتر _ القناه _ الخط _ نكون أو لا نكون كان خط بارليف والساتر الترابى هو أكثر ما يشغلنى أثناء
الإعداد لتخطيط مسار الحرب فى أكتوبر 1973
وكان السؤال الذى لا يفارقنا أنا واللواء
الجمسى
هو كيف سنتغلب على تلك الحواجز التى أعلنت جولدا مائير يوم زيارتها لها أنها رمز
للذكاء الإسرائيلى وأن أى إعتداء على خط بارليف بمثابة
إهانه
لهذا الذكاء الإسرائيلى
لم يكن الأمر مقصوراً
على خط بارليف والساتر الترابى فقط ولكنه أمتد إلى قناة السويس ذاتها فهى مانع مائى
بعمق 16 متراً وقتها وعرض يتراوح ما بين 180 متراً - 220 متراً وهو ما يعنى تركيز نقاط العبور بشكل يجعل إصطياد قواتنا أمراً سهلاً بالإضافه إلى قيام إسرائيل بتلغيم حافة القناه على ضفتها الشرقيه بشكل لم يسبق له مثيل وكأن الجغرافيا تعاندنا هى الأخرى وتضع أمامنا عائقاً تلو
العائق فقد كانت
ظاهرتا
المد والجزر فى مياه القناه مشكله أخرى
تزيد من صعوبة قوات العبور عند البدء فى تثبيت
الكبارى فمنسوب المياه يتغير فى القناه
أربع مرات فى اليوم الواحد ليصل الفارق بين أعلى وأقل جذر 60 سنتيمتراً فى
شمال القناه و200 سنتيمتر فى جنوبها
وقد تغلبنا على تلك المشكله بدراستها لتحديد أنسب
ساعه
فى اليوم للعبور واخدلى بالك علشان تبقى فاهم أن الحرب الناجحه لابد أن تكون
مدروسه وزى ماقلتلك المخابرات العسكريه مهمتها التحليل الرقمى الدقيق عكس
المخابرات العامه مهمتها التحليل المعلوماتى لأى شأن خارجى وغير مختصه بالشأن
الداخلى كما يحاول الجهلاء الترويج لذلك
يستكمل مشيرنا الذهبى
حديثه لأحمد سمير قائلاً بدأنا فى تدريب قواتنا على إنشاء الكبارى فى أقل وقت ممكن كى تتمكن الدبابات والأسلحه الثقيله من العبور
للضفة الشرقية لفتح ثغرات وممرات فى
الساتر الترابى وكذلك دخول المدرعات والدبابات لعمق
سيناء
كان التدريب يتم على ذلك فى غرب الدلتا ومن خلال التدريب أكتشفنا أن إحداث ثغرات فى الساتر الترابى بإستخدام نيران
المدفعيه والعبوات الناسفه يستغرق وقتاً لا
يناسب عملية العبور فبدأ سلاح المهندسين
فى القوات المسلحة فى إجراء التجارب على إستخدام
مضخات مياه ألمانيه بعد إجراء
تعديلات
على طريقة عملها لتضخ 200 متر
مكعب من المياه فى الساعه (( كنت شرحت لحضراتكم كيف أستوردنا هذه الطلمبات حتى
تدخل مصر بشكل لايلفت نظر الأسرائليين )) وكانت
تلك
هى الطريقه التى وقع إختيارنا عليها فقمنا بشراء 150 مضخه ألمانيه بالإضافه إلى ما كان لدينا
وهو 350 مضخه بريطانية الصنع وخصّصنا خمس مضخات
لكل
ثغره سنقوم بفتحها فى الساتر الترابى إذ
كان على القوات أن تفتح ما بين 75 - 85 ثغره فى الساتر
الترابى
فى فتره لا تتجاوز خمس ساعات لإزالة 1500 متر مكعب من
الرمال
رأينا أنه فى ذات الوقت الذى تبدأ فيه المضخات بعمل الثغرات
يكون عبور جنودنا من طلائع القوات من
الصاعقه والمشاه لتسلق الساتر الترابى
بزاويه حاده تم قياسها بدقه حاملين على ظهورهم الصواريخ المضاده للدبابات والأسلحه الخاصة بهم
وتم
أختيار هذه الجنود بدقه متناهيه وتجهيزهم التجهيز البدنى المناسب لتلك المهمه
الشاقه وكانوا جميعا عند حسن الظن بهم وأظهروا بطولات تحسب لمصر كلها ولأجيالها
القادمه أنهم أبناء هؤلاء الأبطال الفذاذ الخارقين لنواميس التكوين البشرى
الحقيقه أنه لم يكن لدينا ما يكفى من تلك الأسلحه وكان الخوف
الشديد على قواتنا ورجالنا الذين
جازفوا بحياتهم فى تلك اللحظه حيث أمطار
النيران الإسرائيلية التى كانت
تتربّص بهم ولكن كان عليهم مهمة تدمير
المدرعات والدبابات الإسرائيليه
التى أنشأ لها العدو مرابض فى أعلى الساتر الترابى
وقد
تدرّب الرجال على العبور عشرات المرات فى أحد المواقع بجنوب صعيد مصر ولذا لم يكن من الصعب عليهم عبور القناة يوم 6 أكتوبر
ركز معايا فى اللى جاى الله يرضى عليك لأنى كنت فندت له مقال
منفرد للرد على تخاريف المرأه اللعوب آيات عرابى
أما خط بارليف فكان يتكون من 30 موقعاً حصيناً تم تشييدها بطول
القناه من منطقة بورسعيد حتى بورتوفيق
وكانت مساحة كل موقع 500 متر
× 500 متر
ويمثل كل موقع منها نقطة إستطلاع
إضافه إلى كونها مركزاً هندسياً قوياً وهو ما
منح
العدو فرصة السيطرة على قناة السويس شمالاً وجنوباً لا من ناحية
الضفه
الشرقيه وحسب بل الضفه الغربيه أيضاً ودعم
هذا الخط بخط ثان داخل سيناء على مسافة كيلومترات
من الخط الأول تحسّباً لأى محاوله ناجحه
لقواتنا
فى عبور القناه
كانت القناه هى نقطة الضعف الكبرى رغم التدريب عشرات المرات
على العبور فى جنوب مصر إذ إن العبور كان
سيتم بإستخدام مراكب مطاطيه بطيئه تُعد أهدافاً سهله لمدافع العدو بل إن إسرائيل أنشأت خزانات النابالم
المحرم دوليا وكانت تتفاخر بذلك أوصلتها بأنابيب فى أتجاه الشاطئ الغربى للقناه تشتعل أتوماتيكياً من داخل حصون خط بارليف فى حال حدوث أى محاوله لعبور القناه وطبعا اللى
سد هذه الأنابيب مش صاحب الضربه الجويه
لقد كنا موضع إشفاق كل من يزور الجبهه من الخبراء العسكريين أو
المسئولين فى الدول التى حافظنا على
علاقتنا بها
كانوا يقولون عباره
واحده :
(( إن عبور القناه مشكله ليس لها حل ولا يوجد لها حل ولن يكون لها
حل )) ولكن أثبت الرجال خير أجناد الأرض أن
لا شىء يستحيل عليهم ياآيات ياعرابى كان لدينا فى جبهة القناه جيشان ميدانيان هما الجيشان الثانى والثالث يتضمنان
أصابعى بدأت يؤلمنى فنستسمحكم أنهاء الحلقه على وعد بلقاء متى
شاء الله
جنرال بهاء الشامى