مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 24

نعود لنواصل الغوص فى أعماق حقبه تاريخيه معاصره وهو مايطلق عليه فى علوم التاريخ ... التاريخ الحديث وكنا قد توقفنا لتفادى الهجمات الشرسه ضدنا وحملة بلاغات ولا أشرس من ذلك بعد أن تخلى عننا المتابعين خوفا على صفحاتهم وأصدقائهم من أتباع من تذكرهم السلسله بالسلب وكأنه قدرنا أن نحارب مواريث التاريخ الخاطئه ونحارب التعتيم على تصحيح تاريخنا منفردين معتمدين على أنفسنا وكأنه طوفان يوم القيامه وكل مصرى يخاف على صفحته ومصلحته فقط

كنا قد توقفنا عند وصولنا لأنتخابات عام 1986 م وبداية الظهور العلنى الواضح لعلاقة الأخوان بعصر مبارك عموماً

كانت الأنتخابات بدايه لعلاقه بين نظام مبارك وجماعة الإخوان تستمر فى حاله من الشد والجذب والكثير من نقاط التوازن والأنقلاب لم يصل التصادم إلى حد التصفيه ولا إلى التحالف

حرص الإخوان على خوض كل إنتخابات جرت فى نظام مبارك ولم يقاطعوا إلا مره واحده فى إنتخابات عام 2000م  وظلوا ممثلين فى مجلس الشعب ينافسون على أنتخابات المجالس الشعبيه المحليه فى حالة من اللياقه البدنيه الإنتخابيه

كان الأخوان وقتها حالتهم غامضه ولاتعرف لها وضع قانونى هم جماعه قانوناً محظوره وتطلق عليهم صحافة مبارك الجماعه المحظوره أحسن تكون فاكر المصطلح ده اللى مطلعينوا شباب اليومين دول أصلهم ياكبدى محضروش ومايعرفوش أن المصطلح قديم من الثمانينات وأبقى فكرنى أتكلم فى الشباب السياسى بتوع اليومين دول وفى نفس الوقت تلاحظ توغلهم الرهيب فى الحياه السياسيه والأجتماعيه والخيريه وتعالى نشوف اللغز ده مع بعض

هذا اللغز المحير لنظام مبارك المغلق الذى كان يستفيد من وجود الجماعه كواجهه سياسيه معارضه  ويستخدمها كفزاعه للدول الغربيه فضلا عن أن حرص الجماعه على المشاركه فى الأنتخابات حتى فى المرات التى قاطعت فيها المعارضه كان يمنح النظام شكلاً تداوليا كان يصب لصالح الحزب الوطنى سابقاً مستقبل خطر حالياً

جاءت إنتخابات 1987 م لأن أنتخابات عام 1986 م كانت أتلغت بحكم محكمه لتكون الإعلان الأوضح والأقوى لوجود الإخوان المسلمين فى الساحه السياسيه ومولد شعار الإسلام هو الحل الذى رفعه التحالف الإسلامى وقتها مع حزبى العمل والأحرار وكان الشعار كان مزلزل مصر وقتها وكانت بدايه لعلاقه بين نظام مبارك وجماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى عموماً

 كانت أول انتخابات يرفع فيها الإخوان شعار الإسلام هو الحل وكأنهم أكتشفوا فجأه الأسلام وأن الأسلام هو الحل لكن الشعار للأمانه كان جذاب وعمل شعبيه وسط شعب عاطفى متدين بطبعه  وكان شعاراً يجمع بين الغموض والعاطفيه التى تشد الشارع المصرى المتدين  كما أنها كانت مؤشراً آخر على عدم ثقة المواطنين وأغلبيتهم فى بنيان الحياه السياسيه  ولا فى الحزب الوطنى وكان فيها تلميح لكفر الحاكم ونظامه وأن مبارك لايحكم بشرع الله وبدأ الكلام عن تطبيق الشريعه الأسلاميه وبدأ ظهور وثن الوهابيه  الذى لم يروا فيه تغيراً من عهد السادات إلى عهد مبارك

نركز مع بعض شويه من فضلكم كانت أنتخابات 84 و أنتخابات 1987 م مش فقط الأخوان اللى أخترقوها بوضوح وعلانيه لكن للأمانه كل تيار اليمين الأسلامى ممن بدأوا عملهم فى البرلمان وأيضا فى الشارع والاقتصاد وتجارة العمله وتزامن كل هذا مع ظهور شركات توظيف الأموال التى كانت وجها آخر من وجوه التيار الإسلامى فى المجتمع

بجانب الإختلال السياسى كان الإختلال الأقتصادى وغياب البرنامج أو الرؤيه وبقى النظام الأقتصادى حائرا بين دعاة النظام الأشتراكى من أتباع التيار الناصرى ومروجى فكر الأقتصاد الحر وهو مافتح الباب لمغامرات تجارة العمله والتلاعب بمئات الملايين وفكرنى نوضح الجزئيه دى فيما بعد

 كانت تحويلات المصريين فى الخارج وفى الفتره دى  ظهرت شركات توظيف الأموال بدأت شركة الشريف للبلاستيك بقيادة عبد اللطيف الشريف المنتمى لجماعة الإخوان الذى عاد لمصر من السعوديه بعد أتفاقية السادات والتلمسانى وفى عام 1988 م تقريبا على ماأتذكر نشر إعلانا فى الصحف لتجميع مدخرات المواطنين وأفتتح مكاتب لتلقى الأموال وبعد شهر كان من يودع المال يحصل على قسط  من الأرباح بلغة التيار الدينى أو الفوائد بلغة البنوك علشان مانضحكشى على بعض بمصطلحات رنانه 

ده شجع عشرات الآلاف لإيداع أموالهم فى شركة الشريف وكان النجاح الكبير لشركة الشريف فى تجميع وتوظيف الأموال نموذجاً دفع الآخرين فيما بعد إلى محاولة تقليده وشفنا بعدها شركة بدر للإستثمار الأسلامى وبعدها الريان وبعدها الهدى والسعد قبل الأنفصال وبعدها شركة الهلال وأستغلوا كلهم ثغره فى قانون الأستثمار وتحولت هذه الشركات بالمخالفه للقانون لبنوك وفوائد وأرباح وطبعا كله كان بالقانون والرشاوى وكان المسئول الفلانى يطلع ياخد الصورتين مع صاحب الشركه أمام الكاميرات والأعلان ينزل بالليل على التليفزيون وعينك ماتشوف إلا النور تانى يوم الصبح تلاقى المصريين طوابير بتحط فلوسها وصور ياعم الحاج ونزل أعلانات وهالما جرا وأشترك فى القصه دى كبار الفنانين ولاعبى الكره والصحفيين والبلد أتسرعت على فلوس شركات توظيف الأموال

مزكرات الريان على هذا الرابط

https://www.diwanegypt.com/1216-122332/biographies/%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86.aspx

أصحاب هذه الشركات  أطلقوا اللحيه وحفوا الشارب ولبسوا الجلابيه البيضا وأشتغلت أسطوانات الفتاوى فلوس البنوك حرام لكن فوائد توظيف الأموال حلال حلال وسمعنا أن رأس مال أحدى الشركات وصل 5 مليار جنيه ينطح جنيه

شفنا اللى بيفهم فى القانون والأقتصاد واللى مابيفهمشى من الوزراء وكبار البلد أتعينوا مستشارين فى هذه الشركات وزود الطينه بله وروبه زيارة الشيخ الشعراوى لشركة الهدى وحضر أكتر من مره أفتتاح مشاريعهم وأعطاهم أمام الغلابه صك المصداقيه والشرعيه وكل هذا وذاك ونظام مبارك ولا كأنه يعرف مايدور داخل البلد



سيطرت شركات توظيف الأموال على أغلب الصحافه الحكوميه والحزبيه بالإعلانات والتليفزيون الرسمى للبلد  ووزارة الإعلام بقيادة صفوت الشريف وكان ظهور كبار الصحفيين والوزراء والشيوخ فى الصحف والتليفزيون فى إفتتاح المشروعات مهم فى تشجيع المواطنين على وضع أموالهم فى هذه الشركات

كانت الفوائد الكبيره والشعارات الدينيه والإعلانات والدعايه لها تأثير السحر على المواطنين وجذبت مودعين جدد من خلال إعلانات الجرائد القوميه والحزبيه ووكالات الإعلان والتليفزيون الذى تملكه الدوله والذى باع كل وقته تقريبا لهم وتم إجتذاب المودعين عبر إيداعات لاعبى الكره الكبار وكبار الدعاه وسياسيين ومسؤولين حكوميين وغير ذلك من الوزراء والمسؤولين الكبار مثل يوسف والى وعلى لطفى وصوفى أبوطالب

الرئيس مبارك شخصياً كانت صوره تتصدر كثيرا من إعلانات السلع مثلما يفعل حزب مستقبل خطر الآن وظهر مبارك فى إفتتاح معرض المنتجات المصريه موجهاً كلامه لفتحى الريان نحن لسنا ضد توظيف الأموال لكننا مع الأنضباط والألتزام بالقوانين ويهمنا أن تبقى الأموال داخل مصر وليس خارجها

كان التأييد لشركات توظيف الأموال من قيادات بالحزب الوطنى  دكتور سمير طوبار رئيس اللجنه الأقتصاديه بالحزب الوطنى على أداء الشركات وظهر عثمان أحمد عثمان مع رؤساء الشركات وفى أفتتاح مشروعاتها ورعى عبد الأحد جمال الدين رئيس المجلس الأعلى للشباب وقتها شركة الهلال التى أقامت معسكراً صيفيا لأربعة آلاف طالب بالإسكندريه قبل أن تنهار الشركه

أصابعى بدأت تؤلمنى بعنف وبدأت أخبط فى الحلل وأعك فى الكلام وأذن الديك لنتوقف عن الكلام على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى