" الهجرة إلى الحبشة " " ج "
وفي انتظار عودة عمرو بن العاص وصاحبه ، التمست قريش غفوة تنسي
فيها قهرها وهمها ، وتستمرئ مذاق أحلامها برجوع المهاجرين مطرودين من جوار النجاشي
، لتسومهم سوء العذاب فيكونوا عبرة لغيرهم من المسلمين ، لا رجاء لأحد منهم بعدها
في مهرب ، وقريش قادرة على أن تدركهم حيثما ذهبوا ، فكأنهم وإياها نابغة بنى ذبيان
إذ يقول للنعمان ابن المنذر:
فإنك كالليل الذى هو مدركى ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
لكنها غفوة لم تطل!
خبر تردد في أحياء مكة ، هز مضاجع النائمين وأطار النوم من عيونهم ومزق أحلامهم بدداً ..
واسترابوا في يقظتهم تحت صدمة المباغتة ، فخيل إليهم أن ما يسمعون عن "عمر بن الخطاب" لا يعدو أن يكون من أضغاث الأحلام وعبث الهذيان!
خبر تردد في أحياء مكة ، هز مضاجع النائمين وأطار النوم من عيونهم ومزق أحلامهم بدداً ..
واسترابوا في يقظتهم تحت صدمة المباغتة ، فخيل إليهم أن ما يسمعون عن "عمر بن الخطاب" لا يعدو أن يكون من أضغاث الأحلام وعبث الهذيان!
أيمكن أن يُسلم عمر؟
لابد أن من نقل الخبر ، وهمَ فيه كما وهمت "أم عبد الله بن عامر" حين مر بها "عمر بن الخطاب" وهى وأهلها يترحلون إلي أرض الحبشة ، وقد خرج زوجها عامر بن ربيعة في بعض حاجاتهم.
قال لها عمر:
- إنه للانطلاق يا أم عبد الله؟
فردت عليه وقد ذكرت ما كان يلقون من البلاء والأذى:
- نعم والله ، لنخرجن في أرض الله. آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله مخرجاً.
فلم يزد علي أن قال:
- صحبكم الله!
فأحست منه رقة لم تكن تراها من قبل ، وتحدثت بذلك إلى زوجها عامر حين عاد ، وقالت فيما قالت:
- يا أبا عبد الله ، لو رأيت عمر آنفاً ، ورقته وحزنه علينا!
سألها مستخفاً بسذاجتها وطيب قلبها:
- أطمعت في إسلامه؟
أجابت: نعم
قال:
- فلا يُسلم الذي رأيتِ حتى يُسلم حمارُ الخطاب!
وتناقل المشركون كلمته ، وما منهم إلا وهو علي رأى عامر بن ربيعة ، يأساً من إسلام عمر بن الخطاب ، لما كان يُرى من غلظته وقسوته على الإسلام.
لابد أن من نقل الخبر ، وهمَ فيه كما وهمت "أم عبد الله بن عامر" حين مر بها "عمر بن الخطاب" وهى وأهلها يترحلون إلي أرض الحبشة ، وقد خرج زوجها عامر بن ربيعة في بعض حاجاتهم.
قال لها عمر:
- إنه للانطلاق يا أم عبد الله؟
فردت عليه وقد ذكرت ما كان يلقون من البلاء والأذى:
- نعم والله ، لنخرجن في أرض الله. آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله مخرجاً.
فلم يزد علي أن قال:
- صحبكم الله!
فأحست منه رقة لم تكن تراها من قبل ، وتحدثت بذلك إلى زوجها عامر حين عاد ، وقالت فيما قالت:
- يا أبا عبد الله ، لو رأيت عمر آنفاً ، ورقته وحزنه علينا!
سألها مستخفاً بسذاجتها وطيب قلبها:
- أطمعت في إسلامه؟
أجابت: نعم
قال:
- فلا يُسلم الذي رأيتِ حتى يُسلم حمارُ الخطاب!
وتناقل المشركون كلمته ، وما منهم إلا وهو علي رأى عامر بن ربيعة ، يأساً من إسلام عمر بن الخطاب ، لما كان يُرى من غلظته وقسوته على الإسلام.
وما كان الذى ظنته أم عبد الله بن عامر ، من رقته ، إلا وهما:
أوْ هذا هو ما تعلل به المشركون ، وهم يسمعون القصة الغريبة ، عن إسلام عمر بن الخطاب!
أوْ هذا هو ما تعلل به المشركون ، وهم يسمعون القصة الغريبة ، عن إسلام عمر بن الخطاب!
عزيزى القارئ:
_________
تستمرئ: استطابه - وجده مقبولاً ومستساغاً
_________
تستمرئ: استطابه - وجده مقبولاً ومستساغاً
لتسومهم: من السَّوْمُ - عرض السلعة للبيع - غالوا فيها -
اتخذوا رسماً أو علامة ليعرفوا بها
المنتأى: المكان البعيد
بدداً: من بدد - يصرفها - فرقهم وشتتهم - أزالها - أبعدها
استرابوا: رأوا فيه ما يريبهم ويوهمهم - صار ذا ريبة وشك-
أساءوا الظن
أضغاث: جمع ضغث - أحلام مختلفة متداخلة ومضطربة يصعب تأويلها
وتفسيرها - "قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين"
"44-من سورة يوسف"
آنفاً: سابقاً - في أول وقت قريب كنا فيه
عزيزى القارئ:
_________
وصفت كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" انتظار كفار قريش عودة المهاجرين ليذيقوهم أشد العذاب كعبرة لغيرهم من المسلمين .. وبيت الشعر المذكور أعلاه بمعنى: (تشبيه الشخص القوى بالليل الذى قلما ينجو منه أحد لما فيه من الخطر غير المتوقع أى وإن ظننت أن الأماكن البعيدة عنك واسعة) .. وتصف لنا الخبر الذى انتشر وهز مكة بأكملها عن إسلام "عمر بن الخطاب" بسبب الحديث الذى دار بينه و"أم عبد الله بن عامر" ولكن المشركين تناقلوا رد "أبو عبد الله" عليها يأساً من إسلام عمر .. لما كان يُعرف عنه من شدة وغلظة وقسوة .. وأقول (سبحان الله الذى يُغَير ولا يتغير) .. لا أريد أن أسبق الأحداث المتسارعة التى تسردها لنا د. "بنت الشاطئ" ولكن بناءاً على معلوماتنا السابقة عن هذه الشخصية .. وستجد المزيد من المعلومات قد لا يعلمها البعض منا في المقطع التالي من معلومات مكتوبة عن أخلاقيات وسلوكيات وأفعال سيدنا "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه قبل إسلامه
_________
وصفت كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" انتظار كفار قريش عودة المهاجرين ليذيقوهم أشد العذاب كعبرة لغيرهم من المسلمين .. وبيت الشعر المذكور أعلاه بمعنى: (تشبيه الشخص القوى بالليل الذى قلما ينجو منه أحد لما فيه من الخطر غير المتوقع أى وإن ظننت أن الأماكن البعيدة عنك واسعة) .. وتصف لنا الخبر الذى انتشر وهز مكة بأكملها عن إسلام "عمر بن الخطاب" بسبب الحديث الذى دار بينه و"أم عبد الله بن عامر" ولكن المشركين تناقلوا رد "أبو عبد الله" عليها يأساً من إسلام عمر .. لما كان يُعرف عنه من شدة وغلظة وقسوة .. وأقول (سبحان الله الذى يُغَير ولا يتغير) .. لا أريد أن أسبق الأحداث المتسارعة التى تسردها لنا د. "بنت الشاطئ" ولكن بناءاً على معلوماتنا السابقة عن هذه الشخصية .. وستجد المزيد من المعلومات قد لا يعلمها البعض منا في المقطع التالي من معلومات مكتوبة عن أخلاقيات وسلوكيات وأفعال سيدنا "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه قبل إسلامه
وإليك رابط الفيديو الذى مدته 2:26 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
نستكمل سيرة السيدة الكريمة العفيفة الوحية الحزينة "آمنة بنت وهب":
ومرت الأيام النهار يعقبه ليل ثم ليل يأتى خلفه نهار ..أيام معدودات ولكنها كانت سنوات طويلة عند أمنا "آمنة" من شدة اللهفة والقلق على زوجها وطوال الوقت تسامر أشجانها في فراشها في غرفتها
لقد حاول "عبد المطلب" وأهلها وصويحباتها أن يصرفوها عن وحدتها حرصاً على صحتها ولكنها فضلت العزلة على الأُنس بالصديقات والأحباب وقد كرهت أن يفسدوا عليها عزلتها مع طيف زوجها .. ومضت أيام أخرى قاربت الشهر ولم يستجد في الأمر شئ سوى أن "آمنة" شعرت بالبادرة الأولى للحمل .. فودت لو أنها طارت بالبشرى إى زوجها الغالي "عبد الله" والد من في أحشائها "صلَّ الله عليه وسلم" .. ثم استعادت إشراقها وقد هون عليها مرارة الفراق أن أكثر أيامه قد مضت وإن كان كل يوم يمر يقربها من ذلك اللقاء المنتظر ويزيدها يقيناً من الحادث السعيد الذى ترجو أن تلقي به زوجها في اللحظة التى يعود فيها إليها
وأهل الشهر الثانى وحان للقافلة المسافرة أن تعود من سفرها .. فتهيأت "آمنة" للقاء وشيك وراحت تعد ما بقي من أيام وليالى .. وتتمثل زوجها وقد عاد يحدثها عما لقيه .. أتراها تستطيع الصبر فلا تفاجئه ببشراها أم هل تراها قادرة على أن تكتم عنه ما تراءى لها من أحلام اليقظة ورؤى المنام ..
وما كادت تلوح طلائع القافلة وتسمع بمقدمها حتى خفقت مشاعرها ووقفت خلف باب الدار تنتظر أن يُفتح بين لحظة وأخرى ويشرق منه الغالي المنتظر .. وانقضي الوقت ولم يفتح الباب ولم تسمع بصوت مقدمه
وتنبهت إلي غياب جاريتها "أم أيمن" وكانت قد أرسلتها تستطلع رؤية "عبد الله" وتصف لها حاله .. وتناهى إلي سمعها ضجيج .. أنه ليس أمام دارهم ولكنه ينبعث من الدور المتاخمة ضجيج اللقاء للمسافرين الذين عادوا .. فأين "عبد الله"؟!
_________
نستكمل سيرة السيدة الكريمة العفيفة الوحية الحزينة "آمنة بنت وهب":
ومرت الأيام النهار يعقبه ليل ثم ليل يأتى خلفه نهار ..أيام معدودات ولكنها كانت سنوات طويلة عند أمنا "آمنة" من شدة اللهفة والقلق على زوجها وطوال الوقت تسامر أشجانها في فراشها في غرفتها
لقد حاول "عبد المطلب" وأهلها وصويحباتها أن يصرفوها عن وحدتها حرصاً على صحتها ولكنها فضلت العزلة على الأُنس بالصديقات والأحباب وقد كرهت أن يفسدوا عليها عزلتها مع طيف زوجها .. ومضت أيام أخرى قاربت الشهر ولم يستجد في الأمر شئ سوى أن "آمنة" شعرت بالبادرة الأولى للحمل .. فودت لو أنها طارت بالبشرى إى زوجها الغالي "عبد الله" والد من في أحشائها "صلَّ الله عليه وسلم" .. ثم استعادت إشراقها وقد هون عليها مرارة الفراق أن أكثر أيامه قد مضت وإن كان كل يوم يمر يقربها من ذلك اللقاء المنتظر ويزيدها يقيناً من الحادث السعيد الذى ترجو أن تلقي به زوجها في اللحظة التى يعود فيها إليها
وأهل الشهر الثانى وحان للقافلة المسافرة أن تعود من سفرها .. فتهيأت "آمنة" للقاء وشيك وراحت تعد ما بقي من أيام وليالى .. وتتمثل زوجها وقد عاد يحدثها عما لقيه .. أتراها تستطيع الصبر فلا تفاجئه ببشراها أم هل تراها قادرة على أن تكتم عنه ما تراءى لها من أحلام اليقظة ورؤى المنام ..
وما كادت تلوح طلائع القافلة وتسمع بمقدمها حتى خفقت مشاعرها ووقفت خلف باب الدار تنتظر أن يُفتح بين لحظة وأخرى ويشرق منه الغالي المنتظر .. وانقضي الوقت ولم يفتح الباب ولم تسمع بصوت مقدمه
وتنبهت إلي غياب جاريتها "أم أيمن" وكانت قد أرسلتها تستطلع رؤية "عبد الله" وتصف لها حاله .. وتناهى إلي سمعها ضجيج .. أنه ليس أمام دارهم ولكنه ينبعث من الدور المتاخمة ضجيج اللقاء للمسافرين الذين عادوا .. فأين "عبد الله"؟!
وهذا ما سنعرفه في لقاء آت إذا شاء الرحمن وكان فى العمر بقية.
اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ مفتاح رحمتك وعين نعمتك وعلي آله
وسلم تسليماً
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق