تحميل تطبيق المدونه

الجمعة، 1 مايو 2020

الملف الليبى وخطورته على مصر رقم 11



عوده ولقاء لنستكمل ماتوقفنا عنده فى حلقتنا الماضيه وهو دواعى رجوع أمريكا للملف الليبى بعد تجاهل دام سنوات لكن قبل الخوض فى السياق دعونا نرد على الصدمه التى أصابت البعض من حضراتكم بعد نشر حلقة الأمس والبوستات التمهيديه لها على صفحة الفيسبوك

لكى يكون التحليل قويا يجب أن يكون شاملاً لكل أطراف الملف وكل ردود الأفعال ومانتج عنها من تداعيات


صدمة البعض مرجوعها ولن أقول للسطحيه ولكن سأدعى نتيجة التفكير فى شأن سياسى بدون التفكير فى ردود الأفعال وتحليلها بشكل جيد



أى نعم مصر لاعب جوكر فى الملف الليبى رغم تشابه الظروف مع الجزائر وهو مادعى الطرف الجزائرى يعلنها بوضوح أن الملف لن ينتهى إلا كما هو مرسوم له جزائريا وكم هو مخطط له من اللاعب الجزائرى فى الملف فأن كنت أعطيت لنفسك الحق فى إنهاء الملف حسب أهوائك ومصالحك فهناك أطراف أخرى لها نفس الحقوق خصوصا عندما تتشابه المعطيات والظروف فعند التحليل يرجى عدم أغفال حقوق الآخرين أو ردود أفعالهم وعدم تجاهل تأثيرهم فى الملف لكن دائما وكما نردد الغلبه ستكون لمن يجيد المناوره بما يملك من أوراق المناوره أو خلق أوراق للمناوره



أقوم بالتحليل أمام عينيك فأنا هنا أخاطب العقل بعيدا عن غريزة الكراهيه لطرف أخر قد يكون طرف أصيل مثلك فى الملف ولست من عشاق منشورات الأثاره ولكنى من أنصار السطور العقلانيه التى تخاطب العقل بعيداً عن إنكار وجود الآخرين فلو حللت مثل الملف الليبى وتجاهلت الدور الروسى أو الصينى أو الفرنسى فمن المؤكد أن تحليلك سيصيبه العوار الكامل لتغافل أطراف فاعله فى ملف يكاد يكون فى نفس تعقيد الملف السورى وهو ماأستحب أن أطلق عليه الموقف الأسباجتى



نعود لموضوع حلقتنا اليوم وسبب عودة أمريكا للملف من الباب الخلفى وترغب الولايات المتحده فى حماية تدفق النفط  عندما كشفت المؤسسه الوطنيه للنفط عن تراجع إنتاج النفط الليبى بنسبة 75% نتيجه إغلاق أهم الموانئ فى الشرق بعد مؤتمر برلين وتعد عائداته أساسيه للإقتصاد مما أثار إستياء واشنطن التى تعارض بشده وقف صادرات النفط الليبى لأن ذلك يؤدى إلى إرتفاع أسعار النفط وهو ماحدث بالفعل وأرتفعت أسعار الوقود الآجله لخام برنت العالمى عند بدء إغلاق حقلين كبيرين فى ليبيا 70سنتا فى يناير2020 م




تأمين المصالح الأقتصاديه الأمريكيه فقد أعرب الزفت السراج فى لقاء مع مسئولى الشركات ومؤسسات الأستثمار الأمريكيه عن تطلع حكومه الوفاق إلى توسيع نطاق التعاون مع الولايات المتحده ليشمل مجالات الأقتصاد والتنميه داعيا الشركات الأمريكيه للإسهام فى تحريك عجلة الأقتصاد والأستثمار فى مشاريع الطاقه وإعادة الإعمار وتحديث البنيه التحتيه والتطلع لشراكه إستراتيجيه مع المستثمرين الأمريكيين يعنى بالبلدى بيقول للأمريكان ساعدون للوصول لسدة الحكم وناصرونى وسيكون المقابل كل التورته الليبيه لفم الأمريكان وحدهم متناسيا وجود أطراف أخرى فهو هنا يحاول أستقطاب الأمريكان حتى ولو على حساب مصالح الآخرين ودون رغبتهم



النقطه الأهم وهى تقدم الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفه حفتر فقد تمكن الجيش من السيطره الكامله على مدينة سرت ذات الأهميه الإستراتيجيه كونها نقطة إلتقاء مختلف ربوع المناطق الليبيه وتقع فى أحدى المناطق الغنيه بالنفط بين حقول سرت ومراده وزله معاً فقد مثل ضربه قاصمه لحكومة الوفاق بقيادة الزفت السراج فقد نفذت الولايات المتحده الأمريكيه بناء على طلب تلك الحكومه بعد أن عجزت القوات الأمنيه المحليه فى القضاء على داعش مئات الغارات الجويه فى سرت عام 2016م دعماً للحكومه وبعد أن فشلت فى الحفاظ على هذا المكسب تقلصت سلطتها إذ أن نفوذ المشير حفتر يتصاعد سواء من حيث النطاق الجغرافى أو من حيث شدة ضرباته



لقد نجح حفتر أيضا فى إستعادة السيطره على بعض حقول النفط مثل حقل الفيل الذى تبلغ طاقته 70 ألف برميل يوميا وحقل الشراره وهو أكبر حقل نفطى فى ليبيا وأصبح الجيش الليبى يسيطر على نحو 30% من الطاقه الإنتاجيه للنفط بفضل المكاسب العسكريه الأخيره فى جنوب غرب ليبيا مما يمنح حفتر المزيد من النفوذ ومن الصعب التوصل إلى إتفاق بدونه فهو رقم أساسياً فى معادلة الصراع الليبى وهو أى حفتر يعلم تماما ماأقوله ويعرف قدرته وماحققه من مكاسب حتى أصبحت أمريكا تنظر إليه كفاعل عسكرى قوى لايمكن تهميشه وربما لايعنى البيان المشترك حول الحوار الأمنى الأمريكى الليبى شديد اللهجه ضد العمليه العسكريه فى طرابلس أن هناك تغييراً جوهرياً فى السياسة الأمريكيه بقدر ما هو رسالة ضغط تريد واشنطن توجيهها إلى المشير حفتر لدفعه لوقف العمليات والمشاركه فى مفاوضات برلين التى عقدت فى 19 يناير 2020م ويتسق مع ذلك لقاء وفد من كبار المسئولين الأمريكيين والسفير الأمريكى لدى ليبيا ريتشارد نورلاند بشكل منفصل مع وزير الداخليه بحكومة الوفاق فتحى باشاغا والقائد العام للجيش حفتر فى روما فى 11 يناير 2020م وأكدت واشنطن أن الأهميه الحاسمه للتوصل إلى حل سياسى دائم للأزمه من شأنه الحد من الأعمال العسكريه


أذن من كل هذه المعطيات كيف لمن يحلل ملف بهذه الصعوبه أن يتغافل كل هذا ويسير وراء عواطفه متأثراً بصفحات الصقور مش عارفه تتنيل تنام وفهموها لسليمان وتسلم المجهوله وأـعجب كيف يتناقشون فى الأمور السياسيه



قد ترجع المواقف المتأرجحه لواشنطن أيضا إلى تنافس جماعات الضغط فى الداخل الأمريكى حيث تعمل شركة ميركورى للشئون العامه لمصلحة حكومة الوفاق وركزت على أن إقناع إدارة ترامب بتبنى مواقف مواتيه لها هو هدف مشترك مع شركة ضغط أخرى مرتبطه بتركيا وهى مؤسسة جوثام وكانت أبرز إسهامتها تشويه صورة حفتر مع الإداره الأمريكيه من خلال الإدعاء بإنتهاكات لحقوق الأنسان وطلبت إرسال صحفيين مستقلين إلى ليبيا لهذا الغرض وإقناع واشنطن بأن لاعب تركيا فاعل مؤثر فى المنطقه ولايمكن تجاهله ويلتقى الدبلوماسيون الأمريكيون كلا الجانبين لكن فى بعض الأحيان تبدو الرؤيه الأمريكيه مشوشه




الرغبه فى تقارب المواقف مع الحلفاء الأقليميين للحفاظ على جهود تأسيس التحالف الإستراتيجى للشرق الأوسط الذى من المحتمل أن يضم دول مجلس التعاون الخليجى ودولاً عربيه أخرى وستكون مهمته مواجهة التهديدات الأكثر خطوره فى المنطقه وتعزيز التعاون فى مجالات الأقتصاد والطاقه وأكد أبو بنطلون رصاصى خلال مباحثاته مع وزير الخارجيه الأمريكى التى عقدت على هامش مؤتمر برلين أنه لاسبيل لتسوية الأزمه فى ليبيا إلا من خلال حل شامل يتناول مختلف أبعاد القضيه من خلال مسارات واضحه ومحدده سياسيه وأمنيه وإقتصاديه مع صياغة آليه واضحه تحظى بالتوافق والإراده لتنفيذ ماتتضمنه تلك المسارات من بنود وأظن ان حضراتكم فاكرين أننا قمنا بتحليل هذا التصريح الهام والعقلانى




نأتى إلى التشكك فى جدوى الأعتماد الرئيسى على الأداه العسكريه  فتدرك واشنطن أن رؤية الأزمه فقط من خلال عدسة مكافحة الإرهاب لاتقدم سوى مساعدات أوليه للجروح العميقه فالضربات الجويه الدوريه ضد معسكرات الأرهاب دون بذل جهد دبلوماسى لجمع الفرقاء الليبيين معا فى شكل متفق عليه من أشكال الحكم تؤدى لدوام عدم الأستقرار حتى فى ظل تعميق المشاركه العسكريه الأمريكيه على المدى الطويل ومن دون دعم أمريكى قوى من الصعب نجاح فرض حظر الأسلحه أو نزع سلاح المليشيات فضلا عن نشر قوات لمراقبة وقف إطلاق النار وهو مايؤدى لأطالة أمد الصراع بين حفتر والسراج



تتبع واشنطن سياسة الإقتراب الحذر فى التفاعل مع مستجدات الوضع الليبى وتتحدث مع جميع الأطراف المؤثرين بما فيها مصر والجزائر فى محاولة صياغة إتفاق لأنها تعتقد أنه لايوجد طرف واحد قادر على السيطره تماماً وتظل المعارضه القويه للتوسع الروسى هى الملمح الواضح فى السياسه الأمريكيه تجاه ليبيا التى يكتنفها التناقض وعدم الحسم فهى لا تريد التخلى عن حكومة الوفاق كما لا تريد إستعداء الجيش الوطنى وتسعى للحفاظ على التوازن بين الطرفين قدر الإمكان وصولا لتسويه مستقبليه تضمن مصالحها فى ظل عقد إجتماعات جنيف بين اللجنه العسكريه الليبيه المشتركه التى تضم خمسة ضباط ممثلين عن حكومة الوفاق وخمسه من القياده العامه للجيش الوطنى وتمثل المسار العسكرى للحوار الليبى تنفيذا لقرارات مؤتمر برلين وتوصلت إلى أهمية إستمرار الهدنه فى ليبيا وتجنب خرقها وتم الأتفاق على ضرورة إستمرار التفاوض على ضرورة إستمرار التفاوض وصولاً لإتفاقيه شامله لوقف إطلاق النار فى ليبيا يبقى أنه بشأن أمكانية فك الحظر بشكل جزئى على تسليح الجيش الليبى وهو القرار الذى يتلاقى مع الرغبه الروسيه فى إعادة تأهيل الجيش فأنه يتعارض مع الموقف الأمريكى من طبيعة التدخل الروسى فى ليبيا مستقبلاً وبالتالى فأن إنجاز أى تطورات بشأنه يرجع إلى مدى التفاهمات والتنسيق الأمريكى الروسى أن تم حدوثه


أنتهت حلقتنا اليوم لكن لازال لنا لقاءات مع حضراتكم متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك 6 تعليقات:

  1. شكرا للتوضيح
    للى عاوز يفهم

    ردحذف
  2. تحليل اكثر من رائع لملف اكثر من معقد

    ردحذف
  3. ربنا يستر على ليبيا من الضياع كما هو الحال في سوريا الشتات والتقسيم

    ردحذف
  4. تسلم يا جنرال
    رحم الله من علمتك.

    ردحذف
  5. وما هو موقف الادارة الامريكية من ارسال تركيا لكل هذه الاسلحة والمرتزقة الى ليبيا دون اعتراض امريكى واضح

    ردحذف
  6. تسلم يا جنرال

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...