اللامعقول فى عالم العقول رقم 38

الحرب النفسيه والشائعات والتدمير الذاتى هو عنوان حلقتنا اليوم من حلقات سلسى مقالات اللامعقول فى عالم العقول

شهدت إستراتيجيات صن تزو العسكريه أولى إنطلاقات حروب الجيل الرابع الحالى  وقد يكون الظهور الإصطلاحى فى عام 1989 م على يد بعض المحللين العسكريين الأمريكيين لكن تطبيقه كان على يد صن تزو (( 551 إلى 496 )) قبل الميلاد كم يوضح صلاح نصر فى كتابه  فهو القائل (( الأنتصار فى المعارك ليس هو النجاح التام .. النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو بدون قتال )) وكسر المقاومه فى إفشال الدوله وزعزعة إستقرارها وهو أحد تعريفات حروب الجيل الرابع

قد تطورت منهجية الحرب النفسيه والشائعات بشكل مخيف فى القرون الماضيه حتى أصبحت الآن إستراتيجيه مستقله لا ترتبط بالحروب ولا الدمار وخصصت لها كل أجهزة المخابرات ميزانيات ماليه هائله  لكنها أضحت مستمره ترتبط بالأضرار بمصالح الأخرين لمصلحة أهداف إستعماريه جديده لا ترمى إلى إحتلال أراضى بقدر ماترمى لإحتلال هويات وعقول الشعوب وهم كفلاء بأممهم

إن إستمرارية الحرب النفسيه والشائعات فرضت عليها خطة إنتشار أفقيه تتيح لها التغلغل فى مختلف الشرائح وفى كل المناسبات والأوقات فى ظل عصر السماوات المفتوحه الذى أتاح وصول الخبر من وطن إلى آخر فى ظل تحول العالم إلى قريه كونيه صغيره فزادت وتيرة الحرب النفسيه وأصبح إيقاع الشائعات الأكثر صخباً من دوى الصواريخ والمدافع داخل كل منزل صغير فى آقاصى البلاد وزادت أنواع الشائعات فى المنهجيه الأفقيه لتتماشى مع إستراتيجية الحروب اللامتماثله

من تجارب العالم الروسى إيفان بيتروفيتش بافلوف ((1849- 1936)) فى رد الفعل الشرطى المنعكس على الحيوانات والأنسان خلص إلى أنه بتغيير بيئة الأنسان يمكنك تغيير طبيعته الذاتيه عن طريق الأعتماد على الوسائل الفسيولوجيه أكثر من الميتافيزيقيه والسيكولوجيه والفرق فى مفهوم بافلوف هو إستخدام الوسائل الفسيولوجيه لتسهيل توجيه السلوك الإنسانى لغايات بعينها لكن العلماء الغربيين أضافوا إلى تجاربه الفسيولوجيه تجارب سيكولوجيه أدت إلى نتائج مبهره وملموسه الآن وهى السبب وراء تغيير أنماط السلوك البشرى للكثير من الأقاليم ولها عظيم الأثر فى سرعة وقوة نشر الشيوعيه قديما

قد تعددت العلوم والتجارب الناجحه خصوصا علم النفس الإجتماعى المهتم بدراسة الدوافع الأجتماعيه للسلوك الذى أتاح الفرصه لخبراء الحرب النفسيه لإستغلال تلك الدوافع وتوجيهها للوجهه المطلوبه عن طريق أسلحة الحرب النفسيه المتعدده خصوصا وسائل الأعلام والأتصال والميديا الألكترونيه فكانت أحد أسباب إطلاق مكوك العولمه لغزو العالم بأسلحه جديده مثل المعلومات والأخبار والثقافه المفتوحه والفضاء المفتوح والتطبيقات الذكيه والأجهزه اللوحيه (( التابلت والموبايلات ))  والقنوات الفضائيه فقط لإحتلال الهويات وأستبدال أخرى بها مصاحبه لتغيير البيئه الحاضنه والوسط الأقتصادى فى تطبيق باهر لمبادئ القوه الذكيه

لقد كانت العولمه هى بوابه للغزو الثقافى الذى يمس ذاتية الأفراد والأمم وتحمل خطابا ثقافيا خاصا لشعوب العالم مفاده أنه لامجال للتعدد الثقافى وأنما البقاء للثقافه المعولمه المهيمنه على كل الثقافات فكانت هى النافذه الأقتصاديه للدول  التى تمثل التدخل الفسيولوجى لحملها على تقبل آراء وثقافات وهويات أخرى

ماهو تعريف الحرب النفسيه فى إيجاز  ؟؟؟

يقول صلاح نصر فى كتابه  هو إستخدام وسيلة ما بقصد التأثير فى عقول وعواطف الجماعات لغرض ما

يقول دكتور حامد ربيع هى نوع من أنواع القتال النفسى لا يتجه إلا للعدو  ولا يسعى إلا لتحطيم النواحى المعنويه للقضاء على أى صوره من صور الثقه بالنفس فهى لا تسعى للإقناع وأنما تهدف إلى تحطيم الإراده الفرديه وتحطيم الثقه فى الذات القوميه لذلك تلحظ عزيزى القارئ أننا فى كتابتنا نعمل على إعمال لغة العقل للأقناع

طيب تعالى نتعرف على بعض أنواع الحرب النفسيه  :

الحرب النفسيه كإستراتيجيه وتستخدم بشكل فعال جدا فى الشئون العسكريه  ويكون التأثير السيكولوجى للإستراتيجيه عنصرا حاسما فى خلق الأنطباع فى ذهن قادة العدو وجنوده أو عند معظم السكان المدنيين وإيهامهم بأن الحرب خاسره بأن المقاومه المنظمه هى عمل بلا جدوى فيصبح العامل المسيطر على معظم الأفراد هو أن يهتم كل فرد بنفسه فتكون النتيجه الإستسلام المنظم أو إنهيار النظام

الحرب النفسيه الإستراتيجيه  وهى تتميز بالشمول والأمتداد لأنها توجه إلى جمهور كبير ومساحه شاسعه وغير محدده بزمان أو مكان فهى تشمل الجسد القومى للوطن بأكمله  وهدفها الأساسى التأثير فى الآراء ووجهات النظر والسلوك لمساعدة السياسه الخارجيه على تحقيق أهدافها
لأنها تسعى لإستغلال الأوقات الصعبه وفترات التحول الأقتصادى وفترات الإنحطاط الإجتماعى وفترات المقاومه وفترات النمو وهى لاتستهدف تحقيق إنتصار شامل وأنما خلخلة وتقويض المقاومه الوطنيه

تستخدم الحرب النفسيه الإستراتيجيه كل الأساليب النفسيه من محاولات الضغط على الخصوم وتقسيم المعسكرات الرياضيه لزيادة حدة التراشق وزيادة وتيره الفتن الطائفيه بالإضافه إلى أساليب الشائعات المستحدثه وفق الأستراتيجيه الأفقيه

شائعات شائعات ماتيجى نتعرف على الشائعات بأسلوب علمى علشان مش كل حاجه نقول عليها شائعات

 

تعددت التعريفات لكن أكثرها شيوعاً ونقداً كان لالبورت وبوستمان (( إفتراض يرتبط بالأحداث القاتمه يراد أن يصبح موضع تصديق من العامه بحيث يتم ترويجه من شخص الى اخر مشافهه فى العاده من دون ان تتوافر اى دلاله تسمح باثبات صحتها ))

عرفها الأستاذ مختار التهامى بأنها (( الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع  أو تعمد المبالغه  أو التهويل أو التشويه فى سرد خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقه  أو إضافة معلومه كاذبه أو مشوهه لخبر معظمه صحيح  أو تفسير خبر صحيح والتعليق عليه بأسلوب مغاير للحقيقه وذلك بهدف التأثير النفسى فى الرأى العام تحقيقا لأهداف سياسيه أو إقتصاديه أو عسكريه ))

يمكننا القول بشكل قاطع أن الشائعه هى إرهاق الفرد أو المجتمع فى معلومات أو أخبار وهميه أو شبه وهميه بغرض التأثير فى الإدراك والوصول إلى رد فعل معين أو تكوين رأى عام غير حقيقى تجاه موضوع بعينه مثلما حدث فى ملف سد النهضه

عزيزى القارئ لابد لك أن تعلم أن قطيع الأخوان لم يستسلم ولم يعلن الهزيمه لكنه حتى لحظة كتابة السطور لم تظهر أى إشارات عن إستسلامهم أو إعلانهم الهزيمه والأستسلا للأمر الواقع لكنهم ينشطون بقوه على مواقع التواصل الأجتماعى ويروجون لأمور وقواعد غير صحيحه وسأعطيك مثال

دخل أكونت مجهول يسأل بطريقه خبيثه عن خبر معين على أحدى صفحاتنا الأخباريه فقلت له لاأعرف ولم أسمع ن أى جهه مسئوله موثقه عن هذا الخبر فكان رده أنت ليه متعجرف فى الرد كده ده أنتم صفحه بتشحت التفاعل

طبعا هو داخل مش علشان ينرفزنى لأنه عارف أنى بلوكاتى أسرع من الصوت لكن هو داخل يحاول التأثير عليا علشان يوصلنى مضمون أن أهمية الصفحه من أهمية التفاعل عليها حتى لو كانت الأخبار مفبركه هو هنا عاوز يحيدنى علشان أبحث عن التفاعل ومش مهم البلد تولع بجاز المهم أن صفحتنا تكبر وتلعلع وتلالى وحتلاقيه بيستعمل نفس التعليق فى كل صفحه يعلق عليها

نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء لأستكمال الموضوع والفرق بين الشائعه ولدعايه وموضوع رسائل متوقفهاش عندك كما وعدتكم فأنتظرونا غدا أو متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى