تحميل تطبيق المدونه

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

زلزال حرب الخليج العربى وتوابعه رقم 7


المقال الثانى اليوم رغم إهمال المتابعه لكنه العشق للكتابه لأم الكون وكنا أتكلمنا الحلقه الماضيه عن أطماع أثيوبيا لكن قبل إكمال الحديث لابد أن نعرف أهمية البحرالأحمر


ماهى أهمية البحر الأحمر للأمن القومى العربى ؟؟؟


يقصد بمناطق الأمن للدوله أو مجموعة الدول تلك المناطق التى يمكن تؤثر على سلامتها وإستقرارها ورفاهيتها وقوتها وتتحدد مناطق الأمن القومى بمعيار جغرافى سياسى وكذا بمعيار سياسى أيديولوجى فالمعيار الجغرافى يقوم على أساس يحتويه عنصر الجوار من تداخلات طبيعيه وحضاريه وبشريه كلها تنعكس على العلاقات بين الجيران إيجابا أو سلبا أما المعيار الجغرافى السياسى فينصب على المجال الحيوى للدوله أو مجموعة الدول وما تتطلبه إستراتيجيتها الدفاعيه ومصالحها الأقتصاديه والسياسيه وأخيرا يتعلق المعيار السياسى الأيديولوجى بالعلاقات السياسيه والأيديولوجيه التى تربط بين الدول المتجاوره ومجالاتها الحيويه




على هذا الأساس يعتبر البحر الأحمر من أهم المناطق الحيويه للعالم العربى فهو حلقه وصل بين الدول العربيه التى لها عليه شواطئ طويله وتمر به أحد أهم الطرق الملاحيه التى يسرى خلالها البترول العربى والتجاره الدوليه ولقد تأثر أمن البحر الاحمر بصوره كبيره بالأمن القومى العربى والأفريقى خلال قرون عديده وخاصة فى عصر المد الإستعمارى فى أفريقيا والعالم العربى ومازال أمن البحر الاحمر يرتبط بالأستراتيجيات الدفاعيه للدول المطله عليه ومعظمهما أن لم يكن كلها دول عربيه لها مصالح مشتركه فى البحر الأحمر فخطوط أنابيب البترول العربى تعبر الجزيره إلى ميناء ينبع على البحر الاحمر وقناة السويس تصل بينه وبين البحر الأبيض المتوسط  وخط السوميد الذى يبدأ من خليج السويس حتى البحر الأبيض المتوسط ويتوفر فى البحر الاحمر ثروات طبيعيه كثيره يمكن للدول المطله عليه إستغلالها والأستفاده منها ففى عام 1958 وعام 1967 تمكن الباحثون من إكتشاف ثروات معدنيه كثيره فى أعماق البحر منها الذهب والنحاس والرصاص إلى جانب الثروات البتروليه الموجوده فيه كما أنه يعتبر مصدراً هاما للثروه السمكيه إلى جانب الأمكانيات السياحيه الضخمه لما يتمتع به من مناظر طبيعيه وأعتدال فى الجو على مدار السنه





يشكل البحر الأحمر أهميه خاصه للولايات المتحده الأمريكيه والدول الكبرى بوجه عام بإعتباره حلقة إتصال هامه بين الشرق الأقصى وأوروبا وكطريق رئيسى للتجاره الدوليه وللبترول إذ تمر به 55% من تجارة العالم ولهذا تتجه الولايات المتحده إلى تدعيم تواجدها بالمنطقه لتدعيم سيطرتها على البحر الأحمر أو على الأقل ضمان عدم وجود أى قوه مناهضه أو معاديه فيه وتقوم شركات ملاحيه أمريكيه بنشاط فى البحر الأحمر تحت ستار البحوث العلميه الخاصه بالثروات المائيه كما أن أهتمامها بالموقف فى الصومال وتدخلها فيه يبين مدى إهتمامها بالبحر الأحمر ويمثل التواجد الفرنسى فى جيبوتى مدى أهتمام فرنسا بأمن البحر الأحمر من وجهة النظر الغربيه





أما إسرائيل فأن إستراتيجيتها تهدف إلى كسر أى محاوله عربيه للسيطره على البحر الأحمر وتعمل على تأمين المدخل الجنوبى له بعلاقات مع الدول المسيطره عليه مثل أثيوبيا وغيرها ولا يجب أن ننسى العدوان الثلاثى على مصر والذى نتج من تأميم قناة السويس وخوف القوى الغربيه من تحول سيطرة مصر على قناة السويس إلى سلاح يستخدم للإضرار بمصالح الغرب وأن الغرب على إستعداد لدخول الحرب إذا ما تعرض هذا الشريان الحيوى لأى خطر من شأنه الإضرار بالمصالح الغربيه وأهمها سريان البترول من الخليج الى أوربا




ماهى الموارد المائيه وماهو التهديد المحتمل لها :


أن الموارد المائيه وتوزيعها ستكون فى المستقبل القريب أحد المسائل التى ستحظى بالجدل السياسى والتفكير الأستراتيجى فى كثير من مناطق العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى الحد الذى قد تشكل أزمات حاده تصل إلى حد التهديد المباشر للأمن القومى للعديد من الدول والماء مسأله حيويه وليست مشكله عاطفيه فهو واقعيا مشكلة أمن قومى ودولى




لقد أثارت مسألة إدارة المصادر المائيه تنافسا شديدا بين جماعات كثيره من الدول وحول السيطره على مصادر المياه التى تمر فى أراضى دول مختلفه لدرجة أنها أصبحت مصدرا للتوتر بين هذه الدول والأمثله كثيره ففى مدن عديده فى مناطق مختلفه من العالم تخضع مصادر المياه المكرره الصالحه للشرب ونظم الصرف الصحى لمؤسسات عامه ترهقها البيروقراطيه وتنقصها الموارد الماليه لإدارة هذه المنشآت ولذلك فكثيرا مايحدث فيها نقص أو تتعرض للتلوث وفى المناطق التى تمر فيها الأنهار خلال عدد من الدول تتعرض دول المصب لمشاكل مع دول المنبع وتثور خلافات حول حصص المياه والسدود ومحطات توليد الطاقه ويثور كثير من الجدل فى هذا الشأن حول الحقوق والسياده وغيرها من الأمور



تزداد حدة مشاكل المياه فى العالم الثالث بسبب الزياده السكانيه المخيفه والتى لم تتمكن كثيرا من الدول من السيطره عليها أو تنظيمها  ومن بين مناطق العالم الثالث التى تعانى من هذه المشاكل بدرجه محدوده حاليا وستزداد حدتها فى المستقبل المنظور منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وغرب أسيا وتحديدا بين دول نهرى دجله والفرات فالنمو السكانى الكبير والسياسات الزراعيه الطموحه فى هاتين المنطقتين تخلق ضغطا كبيرا متناميا حول مسألة السيطره على المياه  والتى أصبحت خطأ أو صواباً مسأله ذات أهميه إستراتيجيه وورقه للمساومه أو سلاحا سياسيا له تأثير كبير على ميزان القوى فى المنطقه وأصبحت مسألة توزيع المياه من العناصر الرئيسيه فى أى إتفاق سلام فى المستقبل




أن مسألة المياه فى الشرق الأوسط ستصبح أكثر أهميه من سلاح البترول ولقد تحدث الكثيرون من القاده فى الشرق الأوسط عن حروب المياه فى المستقبل حتى أن الملك حسين ملك الأردن قال فى يوم من الأيام أن الاردن قد تحارب إسرائيل من أجل حقوق الأردن فى المياه كما أن وزراء مصر قالوا أن تعرض حقوق مصر فى مياه النيل لأى تهديد قد تدفع مصر للدخول فى حرب من أجل هذه المياه 



لقد جذبت هذه الملاحظات وغيرها إنتباه المحللين والمعلقين على الرغم من خطأ إستنتاج أن الصدام مؤكد الحدوث فكثير من هذه التعليقات قد لا تعكس حقائق سياسيه أو واقعا على المستوى الفنى ومع ذلك فإن مصادر المياه بالمنطقه يمكن تقسيمها من خلال إتفاقيات سياسيه كما لم يحدث حتى الآن أى صدام عسكرى بسبب المياه حتى الآن فى منطقة الشرق الأوسط ولم تحدث توترات حاده حتى الآن ولكن ماذا سيحدث فى المستقبل ؟؟؟




بالنسبه لحوض نهر النيل يوجد سجل ممتاز عن التعاون بين دوله جمع دوله  وأجتماعات منتظمه بين الدول المعنيه للبت فى شئون حقوق مياه نهر النيل  وتوجد أتفاقيه سودانيه مصريه وقعت عام 1959 نظمت هذه الحقوق ومع ذلك فعلى المدى الطويل توجد بوادر توتر بسبب مايحدث الآن من مشاريع على كل من أعالى النيل الأبيض والنيل الأزرق الذى يمد نهر النيل بحوالى 80% من المياه ولاتوجد أتفاقيه رسميه بين الدول التسع التى يمر نهر النيل وروافده بأراضيها ((تنزانيا وكينيا وأوغندا وبورندى وروندا وزائير وأثيوبيا والسودان ومصر )) كما أن بعض المشاريع التى سبق الأتفاق عليها وبدء فى تنفيذها مثل قناة جونجلى توقفت بسبب الحرب الأهليه فى السودان الأمر الذى يشكل خطوره على برامج مصر الزراعيه وفى مؤتمر السلام بمدريد غطت المسائل السياسيه على مشكلة المياه بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينيه ولكن فى المباحثات الثنائيه فى موسكو فى يناير 1992 شعر المجتمعون أن مشكلة المياه لايمكن بحثها دون السوريين والفلسطينيين الذين قاطعوا أجتماعات موسكو





أن المياه فى الدول القاحله فى الشرق الأوسط سلعه نادره وهامه ومع ذلك فأن الأزمه الحاليه نتجت بسبب التفاوت أو عدم المساواه بين الموارد المائيه المتاحه وإصرار الدول على سياسة الأمن الغذائى التى زادت صعوبتها نتيجة النمو السكانى السريع  وعلى الرغم من أن القطاعات الزراعيه فى المناطق القاحله تستخدم 70 _ 80% من إمدادات المياه المتاحه فأن الخوف من الأعتماد على إستيراد الطعام دفع حكومات الشرق الأوسط إلى الأستثمار فى مشروعات رى وإصلاح آراضى طموحه والتى يمكن دون خطأ أن نقول أنها مشروعات غير إقتصاديه للأرتفاع الكبير فى تكلفتها فتكاليف الزراعه فى الأراضى القاحله (( الصحراويه )) تستخدم كميات مياه 10 أضعاف المياه اللازمه للصناعه لكل دولار من الدخل أو الناتج ومع ذلك فأن تخصيص المياه للإستخدام غير الزراعى له نتائج أجتماعيه عميقه يمكن أن يكون له آثار على الأستقرار السياسى



فى الدول الغنيه الهيدروكربونيه بالمنطقه وخاصةً فى الخليج تعتبر تحلية مياه البحر أمر ضرورى لمواجهة زيادة إستهلاك المياه كما أنه يقلل الضغط على المياه الجوفيه وتستخدم معظم هذه المياه فى الأغراض المدنيه ولكن فى المملكه العربيه السعوديه وبعض دول الخليج يستخدم جزء ليس صغيرا من هذه المياه الغاليه التكلفه فى الزراعه المكثفه أعلى بكثير مما لو أستوردوا هذه المواد

حد يقولى كفايه كده النهارده وحنستناك فى لقاء قادم متى شاء الله


جنرال بهاء الشامى  

هناك تعليقان (2):

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...