تحميل تطبيق المدونه

الأحد، 26 يناير 2020

مهندس حرب أكتوبر رقم 33



توقفنا فى حلقتنا السابقه عند بدأ السادات فى ممارسة خطط الخداع الجماعيه والفرديه واليوم نستعرض مع حضراتكم ماتوقفنا عنده فهيا بنا لنسبح فى عبق التاريخ وأى تاريخ هو تاريخ معجزة جيش وشعب مع المشير النحيف محمد عبدالغنى الجمسى أبن محافظة المنوفيه البار





بدأ السادات فى عام 1971 م مناورة ماأطلق عليه عام الحسم لقضية تحريك ملف سيناء وعودتها لأحضان دفئ مصر ففى 22 يونيه وفى خطابه للقوات البحريه أعلن أن عام 1971 م هو عام الحسم ولايمكن أن يطول إنتظارنا للأبد وفى 23 يوليو وبعد شهر كامل أعلن فى خطابه أمام المؤتمر العام للأتحاد الشتراكى سابقا حزب مستقبل خطر حالياً أننا مقبلون على عام الحسم ومرحله حاسمه وفارقه فى تاريخ الأمه العربيه وفى نهاية جلسات المؤتمر قال وكررها مره أخرى فى خطابه لقد قلتها لكم صريحه أمام العالم كله  أن عام 1971 م سيكون عام الحسم فى قضية الشرق الأوسط ومر عام 1971 م ولم يتحرك شئ فى منطقة الشرق الأوسط هنا صرح السادات فى منتصف ديسمبر وقبل نهاية العام أن أندلاع الحرب الهنديه الباكستانيه هو سبب تأجيل خطوات مرحلة الحسم وهنا أشتعلت مصر بالمظاهرات الطلابيه التى تنادى بإسترجاع سيناء لحضن أمها مصر وأمتلئت الجامعات المصريه بالمظاهرات المندده بحالة اللاسلم واللاحرب ووصول المصريين لمرحلة اليأس وطالبت بعض الهتافات بعزل السادات من منصبه مع وجود هتافات مهينه للسادات (( ياجمال قوم شوف السادات وش كسوف )) وهتافات أخرى (( ياجمال قول الحق سايب بطه ولا لأ ))






مر نصف عام من عام 1972 م وأقترب موعد الذكرى الأليمه لحرب الخامس من يونيه والمشهد كما هو وبدأت الضغوط الشعبيه تخنق السادات فخرج وقال فى تصريحات شهيره بعد أ وصلت شعبيته للحضيض وسمعته كقائد لدوله عربيه تتعرض للتشويه كما وردت فى كتاب (( حرب أكتوبر فى محاكمة التاريخ )) للكاتب الدكتور عبدالعظيم رمضان قائلاً (( أن قرار الحرب لا نقاش فيه وأن المعركه قادمه لاجدال فيها ولن نسترد أرضنا بدون معركه )) فى محاوله من السادات من تهدئة الرأى العام العربى والمصرى





فى 24 يناير 1972 م حدثت المفاجأه التى لم يتوقعها الكثيرين فى العالم وأثناء أجتماع الفريق أول محمد صادق مع كل ظباط الجيش بكافة رتبه العسكريه وجه نيران غضبه للأتحاد السوفيتى وأعلن أن الأتحاد السوفيتى هو من يقوض أى محاوله لقيام حرب لأسترداد سيناء بعد مماطلته فى أمدادنا بالسلاح المطلوب وقال أن المخابرات الحربيه المصريه رصدت نشر الخبراء السوفيت لشائعات أن السلاح الموجود لدى مصر يكفى لشن هجوم على إسرائيل لكن القاده الكبار هم من يخشون مواجهة إسرائيل وهذه شائعات بعيده تماما عن الحقيقه






فى أجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحه أثير ما قاله الفريق صادق فى أجتماعه مع صغار الظباط فى يناير بشأن علاقتنا بالأتحاد السوفيتى فأطلع الفريق صادق باقى أفراد المجلس العسكرى عن مجموعة من الشائعات يرددها الخبراء الروس فى مصر منها أن فيه خلاف بين وزير الحربيه محمد صادق ورئيس الوزراء الدكتور عزيز صدقى وشائعه أخرى أن هناك خلاف بين قادة الأتحاد السوفيتى والفريق أول محمد صادق وشائعه أخرى أن القواعد المصريه البحريه فى مرسى مطروح والأسكندريه وضعت تحت تصرف الأتحاد السوفيتى ومن هنا بدأت العلاقات بين مصر والأتحاد السوفيتى المورد الوحيد للسلاح المصرى تتدهور





فى منتصف عام 1972 م عاد الفريق عبدالقادر حسن نائب وزير الحربيه من موسكو بعد فشل المفاوضات فى الحصول على صفقة أسلحه ضخمه منها طائرات حديثه ودبابات تى 62 وفشلت المفاوضات بعد تعنت الجانب السوفيتى فى شروط الدفع والسداد ورفض الجانب المصرى توقيع الأتفاقيه بشروطها الجديده التعجيزيه وزاد توتر العلاقات المصريه السوفيتيه بعد عودة الوفد العسكرى المصرى بقيادة عبدالقادر حسن




فوتك فى الكلام كان الجمسى وأحمد إسماعيل فى توديع وفدين عسكرى ومخابراتى أثناء تولى أحمد أسماعيل رئاسة جهاز المخابرات بمطار القاهره وتقابل الأثنان فسأل أحمد إسماعيل الجمسى حتحاربوا أمتى ياجمسى فقال له الجمسى لما أنت تبقى وزير الحربيه وفى كتابه يقول الجمسى كنت أعلم أن أحمد إسماعيل بحكم منصبه يعلم تماما الموقف السياسى العالمى ويعرف عدم أستعداد الجيش لخوض المعركه





فى يوليو عام 1972 م حدثت أول مفاجآت السادات وأرسل السادات خطابا مطولاً لبريجنيف رئيس الأتحاد السوفيتى جاء فيها مايلى :



هناك خلاف فكرى بيننا وبينكم فلم تفهموا طلباتنا حتى اليوم فلم نطلب أن نتفوق على إسرائيل وكل ماطلبناه أن يكون لدينا سلاح ردع دفاعى يمنعها من التوغل بقواتها الجويه داخل مصر



هناك خلاف جوهرى بيننا وبينكم ساعد إسرائيل على تجميد قضيتنا ورفضهم الجلوس للتفاوض نتيجة شعورها بالتفوق العسكرى وعجزنا عن القيام بأى عمل هجومى ضدها


أود كصديق أن ألخص لك أنطبعاتى عن المرحله السابقه وعليك كصديق أن تعرف مبرراتى فى قرار أتخذته


* الأزمه متجمده ولاتوجد طرق ماحه للحل أو لتحريك القضيه

* الأدعاء الأمريكى بأن حل مشكلة الشرق الأوسط فى يدها فقط بدأ يتصاعد

* إسرائيل تزداد عربده فى منطقة الشرق الأوسط

* رسالتكم فى 8 يوليو تتجاهل كل ماأتفقنا عليه

* أمريكا تعطى لأسرائيل بلا حساب وتحقق لها التفوق الكمى والنوعى علينا

* موقفكم بعد رسالة 8 يوليو يؤكد أن الحظر الذى فرضتموه مؤقتا علينا من تمكيننا من أسلحة الردع منذ خمس سنوات لازال واضحاً أنه ساريا حتى الآن


* أننى كنت حريص فى كل أجتماعاتى مع القاده السوفيت أن هذه الحرب معركتنا ولن نسمح لأحد أن يخوضها بدلا مننا وأننا لانسعى لوجود مواجهه مباشره بينكم وبين الأمريكان


* أننا نرغب فى دعم التعاون السياسى والعسكرى  بيننا وبينكم للمدى الذى يمكننا من حل مشكلتنا الرئيسيه وتحرير أرضنا بعد أن أصبحت عودة الأرض المسلوبه هى حلمنا وحلم شعبنا وهى محور سلوكياتنا وردود أفعالنا


* من كل ماسبق صديقى الرئيس قررنا أنهاء عمل الخبراء السوفيت كوقفه ننهى بها مرحله سابقه ونبدأ من اليوم مرحله جديده بفهم جديد وتقدير جيد لموقفنا وتحديد لموقفنا

التوقيع
محمد أنور السادات


كرسى فى الكلوب وتعقد المشهد العسكرى والسياسى بقرار السادات طرد الخبراء السوفيت لكن هذا القرار يحتاج للتحليل والتمحيص لنعرف كيف أتخذه السادات بهذه الجرأه وتبعات هذا القرار وكيف أستقبله قادة الجيش المصرى لكن كل هذا وذاك موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله

       جنرال بهاء الشامى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...