تحميل تطبيق المدونه

الأربعاء، 29 يناير 2020

مهندس حرب أكتوبر رقم 35



فى 24 أكتوبر عام 1972 م عقد السادات أجتماعه الشهير مع قادة المجلس العسكرى فى غرفة مكتبه بمنزله الخاص الساعه التاسعه مساءاً وأنتهى الأجتماع وش الفجر فماذا حدث فى هذا الأجتماع وماذا قال السادات ولماذا أنفعل وغضب وكيف أنتهى هذا الأجتماع العصيب هذا موعدنا اليوم بعد أن توقفنا عنده فى حلقتنا السابقه




قبل السرد والغوص فى الأحداث نود أن ننوه أن السادات كان قد أوصى فى منشور له فى جريدة أخبار اليوم بتاريخ 5 مايو عام 1975 م مع خبر تعيين محمد حسنى مبارك نائباً لرئيس الجمهوريه بأن يظل المشير الجمسى مدى الحياه بالقوات المسلحه المصريه للأستفاده من خبراته العسكريه وأطلق عليه لقب (( جريشكو مصر )) وأن يتم تكريم قادة حرب أكتوبر سنويا طوال حياتهم نظر لما قدموه لبلادهم وأصدر لذلك قرار بقانون رقم 35 لعام 1979 م الذى يقضى بتكريم حرب أكتوبر كل عام لكن كان لحسنى مبارك بعد توليه كرسى عرش حكم مصر رأى آخر ولم يكرم أى قائد عسكرى فيما بعد وأقتصر تاريخ حرب أكتوبر بكل أفرعها وأسلحتها على الضربه الجويه بل وزاد الطين بله أنه نكل بأحد أهم قادة أكتوبر العسكريين الموجودين على قيد الحياه بمصر المشير الجمسى ونال علقه بشقته بسبب طلبه لعمل لكى ينفق على مرض زوجته وجدير بالذكر أن السفير الذى أمر بإحضار جثمان زوجة المشير من فرنسا بعد موتها قال له مبارك أنت بتتحكم فى مال أبوك وباقى القصه التى ذكرناها تفصيلا فى أولى حلقات هذه السلسله أما المثير للدهشه أن المشير الجمسى رغم أنه كان قائداً لمبارك أثناء خدمته بالقوات الجويه مكانشى بيقول له غير ياسيادة اللواء وبعد ترقيته لرتبة فريق كان يناديه ياسيادة الفريق لكن هذا ماعهدناه من مبارك من نكران للجميل والجحود لكل قادة حرب أكتوبر ولعل الزمن الآن يحاول الأنتقام من مبارك وهو على قيد الحياه وبدأ المصريين يكرمون قادة حرب أكتوبر ويذكرون سيرتهم العطره وبطولاتهم ونسوا أو تناسوا بتاع الضربه الجويه فى عهد عبدالفتاح السيسى الذى أعاد تكريم هؤلاء القاده وأسرهم 





نعود للسرد وبدأ السادات أجتماعه بقادة المجلس العسكرى بمنزله فى أجتماع سرى وقتها تم تسريبه فيما بعد شارحاً أبعاد قراره بطرد الخبراء الروس وأهدافه من القرار وقال لهم لايمكن كنا ندخل حرب ووسطنا أغراب وينسب الفضل لهم ولايمكن نقوم بعمل لأسترجاع أرضنا ووسطنا السوفييت مش ممكن أبدأ وده مبدأى من الأول دى أرضنا ولازم أحنا اللى نرجعها بنفسنا ونكون أو لانكون بعد مالاحظت أنهم أى القوى العظمى أتفقوا علينا وعلى تجميد قضيتنا





شرح السادات للقاده لماذا تخلى عن أن يكون عام 1971 م هو عام الحسم ولماذا سيكون عام 1973 م هو آخر عام للقضيه العربيه لو لم نتحرك وشرح لهم أبعاد الموقف السياسى بحذافيره وأطلعهم على تقارير المخابرات والخارجيه المصريه وعلى جهوده منذ توليه حكم مصر فى سبيل تحرير سيناء





شرح لهم السادات الموقف العسكرى والسياسى كاملاً على مدار ساعات قال لهم لقد قررت أن نخوض حربنا بما هو متاح لنا من أسلحه وحسب أمكانياتنا وحسب عقيدتنا وتدريبنا




قال لهم السادات بصوته المعهود أنا قلت لصادق ويقصد الفريق أول محمد صادق مفيش حل سلمى لقضيتنا ياصادق والحل السلمى معناه الأستسلام وده مش طبعنا كمصريين ياصادق ولو كنا جاهزين للحرب كنا دخلناها من زمان





شرح لهم السادات أزاى لو لجأنا للحل السلمى ستفرض علينا أمريكا شروطها وسيبارك الأتحاد السوفيتى ماتطرحه أمريكا لأن أى حل يطرحه السوفيين لاقيمة له لدى الأسرئيليين وأن السوفييت عندهم أستعداد لقبول حل سلمى ولو بتنازلات من طرفنا وده على جثتى أفرط فى حبة رمل من مصر سياسيا أو عسكريا





قال لهم السادات أنا مع الحل السلمى لكن مش حقعد على ترابيزات مع الأسرائيليين وأنا فى الوضع ده مش حقعد معاهم وأنا فى وضع مهين لأن ده معناه إستسلام مش سلام أمام الله وشعبنا وأصدقائنا وأعدائنا والقوى العظمى ولن يرحمنا التاريخ لو قعدنا مع الأسرائليين من موقف الضعيف ولازم نحرك الوضع من السكون بهجوم عسكرى وتجيبولى شبر من سيناء بالقوه وبعدين نقعد معاهم على الترابيزات وأنا بعون الله حقدر أرجع باقى سيناء بس أنتوا رجعولى شبر منها بالقوه وحطوا رجليكم عليها بالأمكانيات المتاحه معاكم





أشعل السادات البايب وتنهد ثم قال للقاده العسكريين أنا جمعتكم النهارده علشان تخططوا وتولعوا فى المنطقه حريقه علشان لما نقول حنقعد مع الأسرائيليين يبقى الكلام له معنى أحنا ياساده بنحكم شعب صبور وعنيد ومش حيحس بلذة رجوع أرضه إلا بالقوه أولاً وبعدين نبقى نقعد ونتفاوض





قام السادات واقفا وقال لهم بصوته المعهود لا السوفيت ولا الأمريكان ولا حتى العرب حد فيهم حيحارب لنا ولازم أحنا اللى نرجع أرضنا




ثم أستطرد كلامه بصوته الأجش أنا قلت لصادق حنعمل إيه فى الجوله اللى جايه لكن مش حندخل الجوله الجايه من موقف السكون لأن القضيه حتنتهى فى نهاية العام القادم خصوصا وأن عندنا أنتخابات أمريكيه فى شهر نوفمبر ولازم تعرفوا أن مفيش جبهه عسكريه أمام إسرائيل أهم من الجبهه المصريه وأنتوا شايفيين عاملين دفاعات شكلها إيه وأن شاء الله ربنا يعين ولادنا على القرار اللى أتخذته




صمت السادات قليلاً وأخذ نفس من بايبه وقال للتاريخ أعتبروا الجلسه دى تاريخيه والمعركه تنتهى على أى وضع وبإرادة الله والشعب المصرى المتدين الصبور لن ننهزم ولم يكون الوضع أسوء مما نحن فيه وعلشان كده أنا أخدت قرار الحرب ثم جلس على كرسيه وتنهد تنهيده طويله كما يقول الجمسى وأحمد أسماعيل فى مزكراتهم ثم قال لهم عاوز أسمع وجهة نظركم بعد ماشرحت لكم الموقف بكل شفافيه





بدأ القاده العسكريين كل منهم يدلوا بدلوه بين مؤيد ومعارض ومقاطع وتحولت الجلسه لعاصفه نقاشيه ثم أنفعل السادات عندما سمع رأى الفريق عبد القادر حسن نائب وزير الحربيه وقتها ثم قام اللواء بحرى محمود فهمى يفسر وجهة نظر عبدالقادر حسن لكن السادات لم يقبل الرأى أو تفسيره وأنفعل بشده وقال أزاى بيعارضنى فى موضوع سياسى هو أنا بتدخل فى شغلكم قرار الحرب قرار سياسى وأنتم عليكم تدخلوا الحرب بما هو متاح قدامكم أنا صبرت على الروس كتير ومش ضامن يوردوا لنا السلاح اللى أتفقنا عليه فى ميعاده ولا لأ لكن المدهش كما يقول الجمسى فى مزكراته أن الفريق صادق لم يعلق بأى كلمه فى هذا الأجتماع






كان المفروض تانى يوم يسافر الفريق صادق ومعه الجمسى لسوريا لتنسيق الجبهات المصريه والسوريه فى زيارات متبادله دوريه منذ تولى حافظ الأسد مقاليد حكم سوريا لكن الفريق صادق أتصل بالجمسى وقال له سافر لوحدك وأنا ححصلك بعدين لأن الرئيس عاوزنى بكره فى أجتماع خاص وفعلا سافر الجمسى لسوريا لوحده وفى نفس الوقت أعلن الراديو المصرى عن قرار السادات بتعيين اللواء أحمد إسماعيل وزيراً للحربيه وترقيته لرتبة فريق أول وأنهاء خدمة عبدالقادر حسن وتعيين اللواء بحرى فؤاد أبو ذكرى قائدا للقوات البحريه بدلاً من اللواء محمود فهمى




كان تعيين أحمد إسماعيل وزيرا للحربيه قرار فى مضمونه أن الحرب وشيكه خصوصا وأنه معروف عن أحمد إسماعيل أنه خير من يجيد وضع خطط السبوره لأى معارك




سننتقل بالأحداث ونتخطى تواريخ وأحداث فندنا لها حلقات وسلاسل من الحلقات لذلك يرجى الرجوع لحلقات المشير الذهبى وهذا رابطها




كما يرجى الرجوع لحلقات معجزة جيش وشعب وهذا رابطها لأستكمال الأحداث التى سنتخطاها لعدم الأطاله خصوصا وأننا سنتخطى الخلاف القديم بين الشاذلى وأحمد إسماعيل    




 
عاد أحمد إسماعيل وذكرى لمكانهما الطبيعى بعد أستبعاد جائر من عبدالناصر وهما الأثنان ذكرى وأسماعيل من مدرسه واحده وفكر واحد وأستبعدا فى يوم واحد وعادا أيضا فى يوم واحد وكان أسماعيل من مدرسة أن السياسى لايمارس العمل العسكرى والعسكرى لايمارس العمل السياسى ولابد من فصل قادة الجيش عن الحديث فى السياسه وبدأ الإعداد الجدى لحرب أكتوبر لكن هذا موعدنا معه فى حلقتنا القادمه متى شاء الله

      جنرال بهاء الشامى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...