تحميل تطبيق المدونه

الجمعة، 17 يناير 2020

مصر تعود لدورها المحورى


الدوله المحوريه هى الدوله التى تستطيع لعب دور محورى أقليمى أو عالمى فى ملفات شائكه قد تكون أو لاتكون طرف فيها لتحقق من خلال دورها المحورى خلق أوراق تفاوضيه أو أوراق ضغط أو أوراق مصالح تفاوضيه أو تبادليه على أن تحظى سياستها الخارجيه برضا وتوافق القوى الأخرى داخل وخارج أقليمها وتستطيع أمتلاك أوراق مما يؤهلها للتفاهم مع القوى الأخرى ويمنعها من التدخل المباشر فى مناطق نفوذها وتستطيع بناء تحالفات فعاله تخدم مصالحها بجوار مصالح القوى الأخرى


لاتصير الدول عظمى على نحو مفاجئ وأنما بعد إستيفاء شروط ومقومات كثيره بدًأً من أمتلاك مقومات القوه الشامله وحتى إنتهاء إقرار الدول الأخرى لها أنها دوله عظمى فى النظام العالمى لكن هناك شرطاً جوهريا فى الكثير من الأحيان هو مايجعل بعض الدول خارج نطاق الدول العظمى وهو الأراده فالدول لاتصير عظمى تلقائياً ولا غصب عنها لمجرد أمتلاك مقومات الدوله العظمى أو الأمكانيات اللازمه لذلك لكن لابد لها من أمتلاك الرغبه فى ذلك والأرداه أيضاً لتنفيذ ذلك وتوظيف الأمكانيات والأوراق التى تمتلكها لتلعب دور المدير أو أحد مدراء السياسه فى هذا العالم


توجد دول كثيره تتمتع بالمقومات لتكون دول محوريه أو دوله عظمى ومستوفيه لكل شروط لعب دور الدوله المحوريه ودور الدوله العظمى لكنها تمتنع أو تتراجع عن أستخدام هذا الدور لأعتبارات كثيره داخليه وخارجيه وتعالى أديك أكثر من مثال



رغم أمتلاك الصين لكل مقومات لعب دور الدوله العظمى لكن لأعتبارات تخصها تبتعد عن لعب هذا الدور وتسعى فقط لتحقيق الأنتشار الأقتصادى التوغلى فى كل دول العالم بعيداً عن مشاكل الدخول فى صراعات الدول العظمى المكلف حتمياً ويمكن تكلفة لعب دور الدوله العظمى هو أحد أهم أسباب أنهيار الأتحاد السوفيتى القديم نظراً لتكلفة ذلك الأقتصاديه وهو ماتحاول الصين الأبتعاد عنه لهذا السبب رغم أن العالم يقر للصين كدوله عظمى لكن لم تتوفر لهم الأراده للعب هذا الدور على الأقل حالياً



المثال الثانى وعلى النقيض تماماً نجد أن بوتين ورفاقه لديهم الأراده للعب دور الدوله العظمى رغم تكلفته رغم ضعف الأقتصاد الروسى بالمقارنه بالأقتصاد الصينى المتنامى بقوه ملحوظه ومن هنا تدرك عزيزى القارئ ماأود أن أسوقه لك من خلال سطورى وكلماتى وتعالى نشوف أمثله أخرى


مصر تمتلك بكل تأكيد جغرافيا وسياسياً مقومات لعب دور الدوله المحوريه عبرالقوه الناعمه على الأقل بمنطقة الشرق الأوسط والشمال والقرن والجنوب الأفريقى وهذا ليس تحيزا لمصريتى لكن العالم كله يقر لمصر كدوله لاعب محورى بالمنطقه الشرق أوسطيه والمنطقه الأفريقيه وكانت لدى مصر إرادة لعب الدور المحورى بما يحقق مصالحها فى عهد خالد الذكر جمال عبدالناصر وفقدت مصر هذه الأراده فى عهد بتاع الضربه الجويه وخصوصا بعد حادثة أثيوبيا الشهيره فتراجع دور مصر المحورى وتراجعت وتدهورت مصالحها بشكل ملحوظ على المستويين الشرق أوسطى والأفريقى وكحيادين رأينا مصر تسبح فى فلك بعض الدول الغنيه بالمنطقه وأصبح القرار السياسى المصرى تابعاً للسعوديه فى كثير من الأحيان وتوغلت دول كثيره فى منطقة القرن الأفريقى سعياً لمصالحها فى أفريقيا وخسرنا كثيرا فى كثير من الملفات الأفريقيه


عندما تولى عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم كان يعرف تماماً عكس بتاع الضربه الجويه أهمية الدوله المحوريه والمكاسب التى تحققها الدوله المحوريه على المدى القصير والطويل ويعلم تماما أن بلده تمتلك مقومات الدوله المحوريه فسعى عبر مجموعه من الخطوات لأستعادة مصر لهذا الدور المحورى خصوصاً وأن هذا السيسى ورفاقه وشعبه يمتلكون الأراده للعب هذا الدور فرأينا نشاط مكثف من المؤتمرات الشبابيه والمساعدات التقنيه والصحيه والمعلوماتيه والتحتيه والأساسيه لكثير من الدول الأفريقيه والعربيه على حد سواء علشان العيال أم شخه اللى متعرفشى أهمية مايقوم به السيسى ويقولك كان جاب لنا بفلوس المؤتمرات سندوتشات من عند بتوع الشاورما


هنا تحضرنى مقولتى الشهيره أن أجهزة الدوله العميقه خضعت للسيسى ولم تخضع للمجحوم أبو الأمراس عندما وجدت أن أبو الأمراس يسعى لدور الدوله التابع لتورأيا ومصالحها فلم تخضع له وخضعت للسيسى عندما رأت أن لديه الأراده لأستعادة دور مصر المحورى وإستقلالية القرار


لأستقلالية قرار الأمم والدول والشعوب ثمن باهظ لكنه حقير وتافه بالنسبه لما تدفعه الشعوب نتيجة تبعية قرار بلدها لدول أخرى وكنت حللت لك خسائرنا فى الملف العراقى عندما سمحت مصر لأمريكا بغزو العراق وتكلفة ذلك أقتصاديا على الشعب المصرى فى مقابل مكاسب حقيره من مؤتمر باريس للدائنين ولازلنا حتى يومنا هذا ندفع الثمن والأمثله كثيره ولاتعد ولاتحصى


عودة بلدك للعبها دورها المحورى الحتمى الذى تمتلك مقوماته يسمح لها بخلق أوراق تفاوضيه فى ملفات أخرى ويكون بيئه حاضنه لجذب الأستثمارات بجانب العوامل الأخرى الجاذبه للأستثمارات منها الأستقرار السياسى (( الأنتقال السلس للسلطه )) والأستقرار الأمنى (( وقد بأنا نلاحظه ونجنى ثماره ))  ومن قبل كل ذلك الأستقرار التشريعى خاصةً مايخص الشأن الأقتصادى (( علينا أختيار مجلس تشريعى يرعى مصالحنا وليس مصالح أعضائه ولو لمره فى حياتنا ))  كما أنه يحقق لها السير فى طريق تحقيق مصالحها بما لايتعارض مع مصالح الآخرين بما يعود بالنفع على هذا الشعب الغلبان الذى أضاع بتاع الضربه الجويه 30 عاماً من عمره فى التبعيه لأشباه الدول

تقدر تعتبر هذا المقال التحليلى فضفضه سياسيه بينى وبينك  

       جنرال بهاء الشامى





هناك 6 تعليقات:

  1. تحليل فوق الممتاز تحياتى لحضرتك
    وعودا حميد ولو سمحت متغبش تانى المده دى كلها

    ردحذف
  2. تسلم ايدك يا غالي تسلم الايادي وخالص تقديري واحترامي وتقديري لشخصك ولفكرك ولرجاحة عقلك

    ردحذف
  3. نعم نحن فى حاجه الى مجلس تشريعى يرعى مصالح الشعب،، تسلم الايادي

    ردحذف
  4. أحلا فضفضه ومرحبا بكم.. (للتنفس الاكچيني الفيسبوكي) والدوله المصريه السياديه ...في العمق الأفريقي والعالمي.
    ..

    ردحذف
  5. عود حميد والف حمدالله على السلامه اولا
    وتسلم ايدك يا مارشال على المقال الأكثر من رائع داعياً لكم بالتوفيق والسداد والمزيد من التقدم والازدهار والرقى

    ردحذف
  6. محلل سياسي من طراز رفيع. . ومنذ فترة طويلة في عهد التابع (بتاع الضربة الجوية ) كان رأيي ومازال أن أكبر أخطاء السادات على الإطلاق أنه أتى بالمخلوع نائباً له فخلق لنا كوارث إن أردت أن اعددها فستحتاج بلا أدنى مبالغة إلى مجلدات 5

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...