تحميل تطبيق المدونه

الاثنين، 25 نوفمبر 2019

أكذوبة اللى بالى بالك الكبرى رقم 9


كنا قد توقفنا فى حلقتنا السابقه على سرد بعض الأرقام والأحصائيات لتوزيعات ديمجرافيه وجغرافيه واليوم مع تحليلات لهذه الأرقام وتوزيعاتها فهيا بنا



ماذا تعنى هذه الارقام وتلك التوزيعات التى تم سردها فى حلقتنا السابقه  ؟؟؟


مهما يكن من أمر وبغض النظر عن التطورات الطفيفه فى التوزيع بين تلك التواريخ المتقاربه فأن ملامح الصوره العامه واضحه فأوروبا هى عملية الوطن المطلق لليهوديه العالميه ومايوجد خارجها ليس بالمقارنه إلا شظايا وعلى مستوى النظره الشامله يمكن أن نتصور ثلاث دوائر هى أقطاب التوزيع حتى نهاية القرن الماضى تقع على عروض متقاربه ولكنها تتضائل بسرعه وبشده أقطاراً وأحجاماً من الشرق إلى الغرب فى دائرة شرق أوروبا ومركزها بولندا الروسيه ودائرة غرب أوروبا ومركزها الراين وفرانكفورت وأخيرا دائرة الولايات المتحده ومركزها نيويورك





ننظر الآن إلى توزيع اليهود المعاصر لنرى الإنقلاب المطلق فقط لنذكر أولاً أن الصوره فى أوروبا قبل النازيه والحرب الثانيه كانت تختلف كثيراً فى أساسياتها عن صورة نهاية القرن وفى نفس الوقت كانت تتشابه من حيث أنها تمثل تكثيفاً تراكمياً لتلك الصوره بحكم التزايد الطبيعى وتختلف فى أنها بدأت تعكس نتائج وآثار الهجره إلى العالم الجديد بصوره حاسمه



إنها بأختصار تمثل مرحلة الأنتقال من نمط منتصف القرن الـ 19 إلى نمط القرن الـ 20



فى عام 1939 قدر يهود العالم بنحو 15 مليونا ولعل هذه أعلى قمه سجلتها ديموجرافية اليهود فى تاريخهم فبعدها جاءت إبادة النازيه التى وأن رفضنا مبالغات وتهويل الدعايات الصهيونيه كما فندناها فى حلقات الهبده اللى بالى بالك حصدت منهم لاشك عددا كبيراً



أما عن التوزيع فالمقدر أنه كان بأوروبا 10ملايين أى الثلثان منهم 3 ملايين فى الأتحاد السوفيتى القديم و 3 ملايين فى دول شرق أوروبا الجديده وهى دويلات البلطيق وبولندا أما أمريكا فكان نصيبها 4,5 من المليون وأسيا ثلاثة أرباع المليون




أما عام 1966 وبعد أن عاد اليهود إلى النمو الطبيعى منذ نهاية الحرب فأن عددهم يقدر رسميا بنحو 13,4 مليون والرقم قبل أن ندخل إلى تحليل جزئياته جدير بوقفة تأمل فأن له أكثر من مغزى



أولا :  إذا تذكرنا عدد اليهود فى القرن الـ 5 الميلادى 4 _ 7 ملايين فأن معناه أن اليهود فى 1500 سنه لم يتضاعفوا إلا مره واحده أو أثنين أو ثلاثه بينما كانوا قد ضاعفوا أنفسهم فى القرون الـ 5 السابقه بمعدلات خياليه ولا تفسير لهذا إلا ميكانيكية النمو والتناقص بالتناوب أو ميكانيكية شد الحبل المزمنه بين قوى النمو الطبيعى وقوى الأضطهاد والأباده



ثانياً :  وفى الأطار الكوكبى يبدو اليهود على الفور شيئاً ضئيلاً بالغا حد القزميه فى ديموجرافية العالم 13,4 مليون من أكثر 3300 مليون أو 3 _ 4 فى الألف من سكان العالم وتبدو اليهوديه بسهوله قوقعه دينيه حفريه ضامره



الواقع أن اليهوديه وحدها من بين الأديان السماويه هى التى تشترك مع كثير من الديانات غير السماويه فى أنها ديانه مقفله أو مغلقه أى تمتنع عن التبشير وتجتر نفسها أبدا وإذا كان البعض يصنف الديانات المقفله هذه إلى نوعين ديانات جغرافيه وديانات عنصريه يعنى على الترتيب ديانات محلية التوزيع قاصره على وطن أو بيئه محدوده أو مرتبطه بقوم أو عنصر بعينه فأن اليهود يمثلون شذوذاً يكاد يصل لحد المتناقضه الفذه فهم قد بدأوا ديانه جغرافيه وعنصريه معا وبصرامه قاطعه ذلك ولكن منذ الشتات أنتشروا أيدى سبأ فى أرجاء العالم لتصبح الهيوديه عالميه أوشبه عالميه بمجرد توزيعها وأن كانت أبعد شئ عن العالميه بحجمها القزمى الضئيل كذلك فقد تخلط اليهود كما سنرى وداخلهم بالتحول والتزاوج دماء عناصر شتى لاحصر لها فما عادوا عنصرا بعينه متجمدا على الديانه ولا الديانه عادت مرادفه لعنصر جنسى واحد ومع ذلك فاليهود واليهوديه بالسياسه والمذهبيه تمثل عنصريه عاتيه غاشمه تلخصها فى كلمه واحده الصهيونيه المعاصره




والسؤال الآن : كيف يبدو نمط توزيع هذه الأقليه الدينيه العالميه ؟؟؟



الجدول الآتى الذى يدور حول أواخر الخمسينات وكما ورد فى كتاب اليهوديه العالميه لايعطى إلا 12 مليونا كمجموع كلى ولذا فهو يقدم صوره رقميه قد تختلف قليلا عن صورة اليوم ولكنه يظل يعطى نسبه صحيحه بوجه عام



الحقيقه الكبرى التى يكاد يضج بها الجدول هى أن نصف يهود العالم جميعا يعيشون فى العالم الجديد السواد الأعظم منهم فى أمريكا الشماليه التى تعنى عملياً الولايات المتحده بالتحديد هذا بينما لاتضم أوروبا وهى التى كانت منذ نصف قرن حتى نهاية القرن الماضى تحتكر 80% من يهود العالم لاتضم إلا ما يزيد على الربع قليلا إنقلاب كامل وأنتقال مطلق لمركز الثقل وهو إنتقال فى نفس الأتجاه وعلى نفس المحور التاريخى لحركة ورحلة اليهودى التائه إلى الغرب دائما



أما أسيا وأفريقيا على 7 _ 8 % من يهود العالم بل يهوى عدد يهود أسيا إلى 136 ألف فقط وتهوى نسبة أسيا إلى 2,5% لتصبح أقل من أفريقيا وأقل القارات جميعاً بإستثناء أستراليا



أما داخل القارات ففى هذا الجدول إنعكاس لأهم ملامحها بحسب أرقام اليهوديه العالميه علما بأن النسب المئويه تشير إلى نسبة يهود كل دوله إلى سكان تلك الدوله




الجدول حافل بالحقائق المثيره الجديره بكل ملاحظه وتدبر لكن هذا موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله

شكرا لمصممى الجداول 

جنرال بهاء الشامى 


هناك 3 تعليقات:

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...