توقفنا فى حلقتنا السابقه عند بدء المحاولات الصهيونيه
للإستفاده من شريان نهر النيل واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده
عملت إسرائيل على ربط دول حوض النيل بإتفاقيات إقتصاديه وعسكريه
وأمنيه والأهم إتفاقيات مائيه
مثلا أريتريا تعتبر قاعده متقدمه لإسرائيل بالمنطقه والموساد يسرح
ويمرح هناك والجيش الأريتيرى يعتبر بشكل أو بآخر ذو عقيده صهيونيه فتدريبه وتسليحه
وسياساته إسرائيليه أما كينيا فقد بدأ التغلغل الإسرائيلى فيها يزداد كثافه بعد
إستهداف السفاره الأمريكيه فى نيروبى عام 1998 م وهناك بعض المحللين يتهم إسرائيل
بإفتعالها وأنا أميل لهذا التحليل حيث أصبح تسليح الجيش الكينى إسرائيلى بالكامل
وخاصة سلاح الطيران والبحريه وقطاع الإتصالات ويعمل المئات من الضباط و
الخبراء الإسرائيليين بصفة مدربين ومستشارين أمنيين فى صفوف القوات الكينيه
أما فيما يتعلق برواندا والكونغو الديمقراطيه فقد وضح موقع
المعهد الإسرائيلى للتصدير والتعاون الدولى أن إسرائيل قدمت عام 2009 م إلى كل من الكونغو
الديمقراطيه ورواندا من دول المنبع دراسات تفصيليه لبناء 3 سدود كجزء من برنامج
متكامل تهدف إسرائيل من خلاله إلى التمهيد لمجموعه كبيره من المشروعات المائيه فى
هذه الدول خاصة رواندا حيث يتوجه الإهتمام الإسرائيلى بوجه خاص إلى نهر كاجيرا الذى
يمثل حدود رواندا مع بوروندى فى الشمال الشرقى لإقامة أكثر من سد عليه
نجحت إسرائيل بمساعدة الولايات المتحده الأمريكيه فى تأمين
سيطرتها على بعض مشاريع الرى في منطقة البحيرات حيث تقوم بتقديم الدعم الفنى
والتكنولوجى من خلال الأنشطه الهندسيه للشركات الإسرائيليه فى مجال بناء السدود
المائيه وقدمت إسرائيل دراسات تفصيليه إلى زائير ورواندا لبناء 3 سدود كجزء من
برنامج شامل لإحكام السيطره على مياه البحيرات العظمى
الأخ محمد منصور Mohamed Mansour
Decand فى تعليقه على جروب جنرال بهاء الشامى ياريت يكون معانا لأنه واضح
أنه من أتباع أبو عيلاء فقد بدأ الفصل النهائى من الخطه من خلال السيطره المباشره على
مياه النيل فقد كشف المحلل السياسى الأمريكى مايكل كيلو والخبير في قضايا الصراعات
المائيه حول العالم فى مقال له بصحيفة راندى ديلى ميل الجنوب إفريقيه عن اجتماع
مفصلى عقد فى تل أبيب بين أعضاء بالكنيست ووزراء إسرائيليين وإثيوبيين تم خلاله الإتفاق
على إقامة مشاريع مشتركه عند منابع نهر النيل فى أندوميا وأضاف المحلل أن هذه
المشاريع تتضمن إقامة 4 سدود على النيل لحجز المياه وتوليد الكهرباء وضبط حركة
المياه فى إتجاه دولتى المصب السودان ومصر ومن المتوقع أن يتم إستكمالها فى الفتره
ما بين شهرى يونيو وأكتوبر فى فصل الأمطار بالهضبه الإثيوبيه
سبق أن كشفت مصادر إعلاميه إسرائيليه عن تقدم شركات إستثماريه
إسرائيليه يملكها جنرالات متقاعدون فى الموساد بعروض للمساهمه سواء فى مشاريع بناء
السدود على منابع نهر النيل فى الأراضى الإندوميه أو فى مشاريع أخرى زراعيه
كل هذا والأداره الأمريكيه فى ثبات
تام وقد يكون من أسباب سقوط ترامب وتزوير الأنتخابات الأمريكيه هو إظهار ميوله
الشخصيه نحو التعاطف مع حق مصر فى مياه النيل
أن الحرب الدائره بين واشنطن وموسكو
وبكين يراها الطفل الرضيع وأى مبتدأ فى عالم السياسه يرى أيضا حرب بادره بين
واشنطن والقاهره أى نعم تراها بين الحين تتبع سياسة الجزره وفى أحيان أخرى تتبع
سياسة العصا وأقرب مثال هو تلميحات الأداره الأمريكيه لإعتراضها على صفقة السو خوى
35 المصريه
أن الصدام كما يقول بعض المحللون بين
واشنطن والقاهره بعد ولوج الجنرال عبدالفتاح السيسى للحكم فى القاهره محفوف
بالمخاطر نظرا لأرتفاع حالة العداء بين بعض العواصم العربيه وواشنطن على المستوى
الرسمى والشعبى مما يهدد بأنحيازها للقاهره وهو مايهدد المصالح الأمريكيه بالشرق
الأوسط طبقا لنصيحة المخضرم هنرى كسينجر فى تصريحاته للواشنطن بوست
كيف تدير القاهره هذه الحرب البارده
فعلى الصعيد السياسى الأقتصادى نرى القاهره وقد خطت خطوت مدروسه ومحسوبه بدقه
متناهيه لخلق تحالفات متنوعه مع بعض الدول العربيه وبعض الدول الأوروبيه الأعضاء
فى حلف الناتو لخلق تضارب بين مصالح هذه الدول الشخصيه وبين مصالح الأمريكان
للسيطره على القاهره
قد يقول قائل أن واشنطن أنضمت لأحدى
تحالفات القاهره فى منظمة غاز شرق المتوسط لكن الحقيقى أنها أنضمت بصفة مراقب
لمراقبة تحركات القاهره ووقف تشريع قوانين أخرى ضد مصالح الولايات المتحده
الأمريكيه داخل المنظمه الغازيه الوليده
تكمن المواجهه الأمريكيه بوضوح عقب
ظهور تلميحات بإنشاء مركز طاقه أقليمى يضم مرحله أولى أكبر الدول النفطيه فى الشرق
الأوسط وهى العراق وقد تليها السعوديه وبالطبع طبقا لخطط القاهره فى الملف الليبى
ستنضم ليبيا صاحبة أكبر مخزون إسترتيجى عالمى وبذلك ستتحكم القاهره فى نسبه كبيره
من مصادر الطاقه التى تنشب بسببها صراعات دوليه عديده أقربها حرب الخليج الثانيه
وإحتلال العراق للكويت
غير خافى على مهتمى الشأن السياسى
دخول القاهره فى فلك حروب التخريب عقب الأعلان عن أنشاء مركز الطاقه الأقليميى حيث
تهتم واشنطن بالهيمنه على دل مصادر الطاقه وتعتبر القاهره عائقا أمام طموحاتها
خصوصا بعد عام 2014 م
عزم رجال القاهره على خلق هذه
التحالفات وهم يعلمون تماما مخاطر المواجهه مع الأمريكان لكن لم يخطر ببال أحد أن
تصل حروب التخريب لأهم خطوط الملاحه البحريه قناة السويس فى رسالة نذير خطر مما
أستدعى بالسيسى أن يذهب خصيصا للقناه عقب حادث السفينه الشهر ليطمئن العالم على
إحكام القاهره على الأمن فى المرفق الحيوى الهام
فى وسط هذه الأحداث وعبر وسائل
التواصل الجتماعى هناك حرب تخريب معنوى أخرى تقودها حسابات مموله لحساب الولايات
المتحده الأمريكيه تروج لخطورة الأيام القادمه على القاهره لأضعاف الظهير الشعبى
للإداره المصريه الحاليه وتقدمت هذه الجهزه فى هذه الحرب بشكل ملحوظ حيث يهتز
المصريين بعنف عقب كل حادث متناسيين أن القاهره عانت أكثر من هذا منذ سنوات منذ
حادث طائرات الأباتشى المصريه لكنها خرجت منتصره فى كل معاركها ولا نبالغ أن قلنا
أن جنرالى القاهره لم يخسروا أى معركه منذ الأطاحه بحكم الأخوان أحد أهم أذرع
المشروع الأمريكى فى المنطقه
نعود للحديث عن حروب المياه المستقبليه فى المنطقه وهو حديث إستراتيجى
بالغ الخطوره والجديه يتوجب على العرب أن يولوه الأهميه والإهتمام المطلوبين
فالمشاريع والمخططات والأطماع الإسرائيليه فى المياه العربيه منفلتة ليس لها حدود
أو ضوابط فمنذ عام 1867 م
بدأ الإهتمام الصهيونى بمصادر فلسطين المائيه الطبيعيه حيث أرسل صندوق الإستكشاف
الصهيونى مهندسين إلى فلسطين لمسح المصادر الطبيعية للمياه وفى عام 1919م وجه
الإتحاد العالمى لعمال صهيون مذكره إلى حزب العمال الحاكم فى بريطانيا فى أعقاب
مصادقة مؤتمر سان ريمو 1920م على الإنتداب البريطانى على فلسطين جاء فيها :
(( إن مصادر نهر الأردن
حتى جبل حرمون جبل الشيخ وقطاع حوران حتى نهر الأعرج جنوب دمشق إن هذه جميعها جزء
لا يتجزأ من أرض إسرائيل ))
فى عام 1926م منح المندوب السامى البريطانى لفلسطين المهندس
اليهودى النجس بنحاس روتنبرغ إمتيازا لمدة 70 عاما لإنتاج الكهرباء من مجرى نهر
الأردن وف عام 1938 م
تأسست شركة ميكوروت اليهوديه لتنفيذ مشاريع المياه الإنشائيه وصيانتها وتحولت هذه
الشركه فى ظل دولة إسرائيل إلى سلطة المياه الإسرائيليه
تورايا أيضا وهى الحليف الإستراتيجى لإسرائيل
وخططها أستوعبت الدرس ودخلت فى حرب المياه ضد سوريا والعراق حيث تقوم بقطع مياه
الفرات ودجله عن البلدين الجارين مستغله التخبط الحكومى والتبعيه للأمريكى فى
العراق وظروف الحرب السوريه
الأهم من هذا أن السيطره الأمريكيه أحادية القطب على العالم
وخاصة بعد مجيئ ترامب أدت الى ظهور حاله من كسر الأعراف والقوانين والمواثيق
الدوليه والإستهتار والضرب بها عرض الحائط من قبل حلفاء أمريكا وإسرائيل
هنا السؤال الختامى هل ستنتهى هذه
الحرب بإنتهاء وحل ملف أم ستستمر فالأجابه المؤكده أن 30 عام من الأنكسار والتبعيه
من القاهره لأشباه الدول مكنت لها سيكلوجية التبعيه فتستعظم على القاهره الخروج من
قفص التبعيه الأمريكيه فمجد خروج الولايات المتحده الأمريكيه من حالة الصدمه
والمفاجاه ستلجأ لأطول حرب بارده مع القاهره أو على الأقل حتى رحيل عبدالفتاح
السيسى فمن شبه المستحيل أن تتكرر فى القاهره شخصيه وكاريزما لديها الجرأه على
الوقوف ندا لواشنطن وتكرر حادث طائرات الأباتشى وأن كنت أتمنى ذلك شخصيا فرحم مصر
لم ولن ينضب فهل يمن المول عز وجل على القاهره بعبدالفتاح السيسى آخر هذا ماستجيب
عنه اليام القادمه التى أتمنى ألا أكون موجودا فيها
أعزائى متابعينا الكرام عذرا لو لم
تكون الحلقات باللغه العاميه فأكتبها فى المقام الأول لأحدى الصحف الدوليه كتجربه
وثانيا أنتقى بها شريحه خاصه من متابعينى المثقفين
سعدت جدا بمتابعتكم وشاكر إطرائكم
الراقى على وعد بلقاء فى حلقات أخرى فى موضوعات أخرى تخص الشأن المصرى
جنرال بهاء الشامى