وداعاً عاصمة القرار

 

هناك مصطلح سياسى غير متداول غير فى الصحافه الجريئه أو قليلة الأدب أسمه (( عاصمة القرار )) ويمكن فيه برنامج شهير يحمل نفس الأسم للتمجيد والتفشيخ فى أمريكا ودعنا من كل هذا وذاك وهيا لسياق التحليل العقلانى

 

من المعروف أن هناك دول تابعه أو ممتطيه وهى الدول اللى قرارها مش من عاصمتها ويكون غالب على القرار الموائمه والتبعيه ليس لتحقيق أهداف بلدك لكن لتحقيق أهداف بلد أخرى وتعالى نضرب مثال

 

فى حرب تحرير الكويت كان المفروض يتم حل هذه المشكله عبر جامعة الدول العربيه لكن ولآن أمريكا فتت الأتحاد السوفيتى القديم وأنفردت بحكم العالم وتحولت واشنطن لعاصمة القرار وأصبحت أمريكا شرطى العالم فرضت طريقة حل الملف على دول المنطقه وكان لأعطاء شرعيه لهذا القرار لابد من أنضمام مصر بثقلها السياسى حتى وهى منبطحه  له وفعلا أنضمت مصر لما أطلقوا عليه قوات التحالف الدولى وتم تحرير الكويت

 

كان ثمن إشتراك مصر هو إسقاط ديونها العسكريه فى مؤتمر باريس وضحكوا على باقى الدول بإتفاقيات أسلو 1 و 2  اللى العرب فعليا مخدوش منها حاجه تذكر سوى منصب فى حجره لياسر عرفات محبوسا فى رام الله

 

مش حقولك مصر خسرت قد إيه إقتصاديا فى مقابل إسقاط ديونها العسكريه على سبيل المثال لا الحصر عودة مليون ونصف عامل مصرى من العراق كانوا بيحولوا لمصر ملايين الدولارات من العمله الصعبه وكان أحتياطى النقد الأجنبى رهيب وقتها

 

خسرنا وجود مليون ونصف مصرى عاطل عن العمل وأصبح المعروض كبير منهم فى سوق العماله فأنخفض أجر العامل فى السعوديه مثلا من 1400 ريال لـ 700 ريال شهريا

 

العمال دى لما جت مصر لم تجد فرص عمل لائقه فأضطرت تبيع أملاكها اللى أشترتها بفلوس شغل العراق وتحولها لعمله صعبه وتعطيها غصب عنها لعصابات تهريب العماله لأوروبا وشوفنا هجوم من العماله المصريه على الهجر لأيطاليا عبر التهريب من البحر يعنى بعنا أملاكنا وحولناها لعمله صعبه وخدتها عصابات التهريب فأنخفض الأحتياطى النقدى من العمله الصعبه أيام مبارك وأرتفع سعر الدولار أمام الجنيه نظر لعمليات التهريب لمافيا تهريب البشر

 

الخسائر كبيره ورهيبه على المستوى القريب والبعيد وأعطيت لك أمثله بسيطه وكان كل ذلك لأن قرارنا مكانشى من عاصمتنا ولكن من العاصمه واشنطون ودفعنا الثمن غالى جدا ولازلنا نعانى لأن العراق بلد مليئه بفرص العمل وعدد سكانها ضعيف وتحتاج لعماله أجنبيه ونفس المنطق ينطبق على ليبيا لو أنت فاكر اللى حصل أيامها وكانت دى لوحدها كارثه لأننا كنا تابعين لعاصمة القرار

 

عندما تولى أبو بنطلون رصاصى الحكم فى مصر كان كل همه فى الأول وكل تفكيره كيف تتحول القاهره لعاصمة قرارها على الأقل وبعد عدة سنوات نجح فى ذلك والعالم كله يشهد بذلك فأستطعنا بعد أن أصبحت القاهره عاصمة قرارها إعادة ترتيب الدول تجارالسلاح وخصوصا بعد حادث طائرات الأباتشى المصريه الشهير ومعاك رابط للتوضيح

 

حادث الطائرات الأباتشى  رقم 1

 

https://genralbahaaelshamy.blogspot.com/2018/02/blog-post_41.html

 

حادث الطائرات الأباتشى  رقم 2

 

https://genralbahaaelshamy.blogspot.com/2020/07/2.html

 

رفضت الموانى المصريه لأول مره فى التاريخ أكثر من شحنة قمح فاسده من التاجر رقم واحد فى العالم

 

عبر خطط طويلة الأمد وتخطيط شهد به العدو قبل الصديق تحولت مصر لتاجر جمله للطاقه بعد تحويل منتدى غاز شرق المتوسط لمنظمة غاز شرق المتوسط

 

بدأت أمريكا تشعر بالخطر وتفشكلت خططها فى المنطقه وبدأت بعض الدول تعلن العصيان مثل السعوديه ورأينا بأعيننا حالة تضاد بين أمريكا وأكبر حلفائها السعوديه وبدأ البساط ينسحب من تحت قدميها فجن جنونها فكانت حادث سفينة قناة السويس وقطار الصعيد وأشتعلت حروب التخريب فى مصر نتيجه لتحول القاهره لعاصمة قرارها

 

قد يقول قائل أن هذا يرجع لشخصية السيسى الرجل المخابراتى الماكر العنيد الهادئ البسيط المتواضع قليل الكلام وأى نعم أقر وأعترف بذلك لكن الأهم أن هذا السيسى لم يكون ليفعل ذلك لولا وجود ظهير شعبى لديه طموحه أن تكون عاصمته القاهره عاصمة قرار

جنرال بهاء الشامى