الحرب البارده القادمه رقم 1

 

لم يكد العالم يطوى صفحات سوداء لحرب بارده سوداء  دارت رحاها بين القطبين الأمريكى والسوفييتى منذ أواخر العام 1945 إلى نهاية العام 1991م  حتى وجد نفسه على مشارف تراجيديا حرب بارده جديده ثلاثية القطبيه تتنازع بطولتها واشنطن وموسكو وبكين ونلمح فى الأفق تحالفات لمولود جديد بالشرق الأوسط وهى مـصر الحديثه قد ينضم بالتبعيه لهذه الحرب وهو مالاحظناه جميعا فى حادث قناة السويس وسلسله من حروب التخريب بالمرافق الحيويه فى الداخل المصرى وعلى رأسها مرفق النقل والمواصلات الأكثر إحتكاكا بالجماهير والظهير الشعبى لعبدالفتاح السيسى

 

 
طيلة العقود الثلاثه المنقضيه توالت ملامح المنحى الصدامى الأمريكى إزاء كل من روسيا والصين فى أسوأ تدهور لعلاقاتهم البينيه منذ تدشين التمثيل الدبلوماسى بين واشنطن وبكين مطلع سبعينيات القرن الماضى ثم إنهيار الإتحاد السوفييتى فى مستهل التسعينيات فعلى غير المعتاد وصف بايدن نظيره الروسى بوتين المتشبث بالثأر من الغرب الذى أسقط الإتحاد السوفييتى فيما أعتبره أكبر كارثه جيوسياسيه عرفها القرن العشرون وأستذل روسيا زمن بوريس يلتسين والمُصِر على كبح جماح التمدد الأطلنطى داخل المجال الحيوى الروسى وإستعادة موسكو لمكانتها كقوه عظمى تشارك فى قيادة العالم من موقع النديه والأحترام بأنه (( قاتل )) لمعارضيه ومستمرأ لإختراق الإنتخابات الأمريكيه بقصد تقويض الثقه فيها ودعم الحاج ترامب وتشويه سمعة بيضن والحزب الديمقراطى وإذكاء الإنقسامات المجتمعيع وهو ماحدث بالفعل بعد الهجوم على الكابتيول (( الكونجرس )) والإستقطابات السياسيه داخل أمريكا

 

تصر واشنطن على إشراك الصين التى وصف بيضن رئيسها بأنه (( سفاح )) فى أية مباحثات أو آليات لنزع وضبط التسلح الإستراتيجى مع موسكو نضحت أولى المحادثات رفيعة المستوى بين مسئولين أمريكيين وصينيين بألاسكا فى وقت سابق من الشهر مارس 2021 م  بتناقضات جوهريه وإتهامات ورسائل تحذيريه متبادله بين العملاقين فمن جانبه توعد الوفد الصينى بالتصدى لتدخل واشنطن فى شئون بلاده مناشداً إدارتها التخلى عن عقلية الحرب البارده  وهو الأمر الذى شبهته صحيفة نيويورك تايمز بضرب الزعيم السوفييتى الأسبق ميخائيل ياما بكره نشوف قبل 60 عاماً بحذائه على منصة الأمم المتحده شجباً للإنتهاكات الإمبرياليين الأمريكيين حول العالم وقتها وبدوره وجه الوفد الأمريكى إتهامات للصين بالغوغائيه وندد بإجراءاتها فى شينج يانغ وهونج كونج وتايوان وهجماتها الإلكترونيه على واشنطن وسياسة الإكراه الاقتصادى لحلفائها بما يقوض قواعد النظام الدولى ويطيح بدعائم الإستقرار العالمى

 

نستكمل باقى الحديث فى حلقه قادمه متى شاء الله

 

جنرال بهاء الشامى