تحميل تطبيق المدونه

الأحد، 3 فبراير 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 33


"الحصار ..... وعام الحزن" "ج"
ووجمت قريش ..
ونهض أبو طالب يسعى إلي من في الشِّعب بالبشرى ، وقد ذكر وهو في طريقه من البيت العتيق ، بنيه الذين هاجروا إلي الحبشة ، فهتف منشداً وهو يرجو أن يبلغهم هنالك صدى من صوته:
ألا هل أتى بحريَّنا صنع ربنا ........... علي نأيهم والله بالناس أرَودُ
فيخبرهم أن الصحيفة مزقت .......... وأنْ كل ما لم يرضه الله مفسد
تراوَحها إِفك وسحر مجمعِ ......... ولم يُلف سحرٌ آخر الدهر يصعد
جزى الله رهطاً بالحجون تتابعوا ..... على ملأ ، يهدى لحزم ويرشد
قعوداً لدى خطم الحجون كأنهم ........... مقاولة ، بل هم أعز وأمجدٌ
قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا ... علي مهل إذ سائر الناس رُقَّد
وكنا قديماً لا نقر ظلامه .................... وندرك ما شئنا ولا نتشدد
فيالَقُصي هل لكم في نفوسكم ............... وهل لكم فيما يجئ بع غد
فإنى وإياكم كما قال قائل ............... "لديك البيانُ لو تكلمتَ أسودُ"
وأيقظ صوته كلَّ من في الشِّعب ، فهبوا من مضاجعهم يهللون للبشرى ، وهتف المسلمون منهم: "الله أكبر" وباتوا ليلتهم وما تمس جنوبهم مضجعاً ، وأصبحوا ساعين إلى الكعبة فطافوا بها ، ثم آبوا إلى بيوتهم في أم القرى ، ينتظرون ماذا يكون من قريش بعد أن تهاوى الحصار ...
لكن محنة الحصار لم تنجل إلا لتسلم إلي ليل طويل لا يبدو له آخر ..
ماتت "السيدة خديجة" أم المؤمنين الأولي ، وزوج نبيهم المصطفي وملاذه وسكنه ووزيره ، في العاشر من رمضان سنة عشر من المبعث.
ومات في العام نفسه "أبو طالب" عم المصطفي وكافله ومانعه ، ومن كان له عضداً وحرزاً وناصراً على قومه. فأحيا موتهما ما مات من أمل المشركين في النصر بعد أن تهاوى الحصار ؛ فعادت معركة الاضطهاد إلي أشد مما كانت عليه قبل عام الحزن ...
وأحس المصطفى أن الموقف لا يمكن أن يستمر هكذا ، ولابد أن يتخذ متَّجهاً آخر.
وراح عليه الصلاة والسلام يمد بصره إلى ما وراء مكة ، يستوعب أبعاد المناطق التى يحتمل أن تتجه إليها الأحداث.
**********
عزيزى القارئ:
_________
بحرَّينا: الروضة الواسعة - العذب والمالح - الأرض والسماء - وزن شعرى من الأوزان الستة عشرة - داء يسبب شدة الظمأ وشرب الماء بشراهة
نأيهم: من المصدر نأى - البعد - تباعدوا - نعيهم - الحفر حول الخيمة لمنع إغراقها بماء السيل
أروَدُ: أمهله - رفق - العمل في سكون - الدهر
تراوحها: تناوبها - تعاقبها - تبادل بينهما
إفك: كذب - (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه) "4" من سورة "الفرقان"
يُلف: من الفعل أَلَفَّ - جعله تحت جناحيه وسيطرته - الموضع الكثير الأهل - دار أو لف حول مكان ما
رُقَّد: نام - استلقي - توقف عن الحركة - غفل - كسد - لم يتعهده
"ملحوظة هامة: هناك بعض كلمات صعبة بأبيات الشعر سبق بيان معناها في مقالات سابقة"
عزيزى القارئ:
_________
تسترسل د. "بنت الشاطئ" في وصف أثر معجزة تمزق وإختفاء صحيفة حلف التعاقد بأمر وتسخير من الله تعالي لحشرة "الأرَضة" لتأكلها ولا تبقي منها إلا "باسمك اللهم" علي الجميع ..#سبحان_الله .. وكيف تغنى "أبو طالب" بأبيات شعر وصف فيها ما حدث من تأييد إلهى لرسوله ومن صبروا معه في الشِّعب لثلاث سنوات لما فُعِل بهم من كفار قريش .. فإستيقظ الجميع على صوته .. سعداء بالبشرى ومتوجهين بعدها طائفين ببيت الله العتيق ثم لمنازلهم آملين في الأفضل .. ولكن الاختبارات تتوالي على الرسول وصحبه بوفاة "السيدة خديجة" وبعدها عمه "أبو طالب" اللذين كانا الحصن والملاذ بعد الله لسيدنا الرسول "عليه أفضل الصلاة والسلام" .. فأحيا الأمل عند الكفار بموت من كان المانع بينهم وبين الداعى للدين الجديد فعاد وإشتد الإضطهاد لدرجة أن سُمى هذا العام بعام الحزن .. وبدأ تفكير النبي صلوات ربي وسلامه عليه في الدروب والأماكن التى حول مكة كحل للفرار بدينهم من قسوة وشدة التنكيل التى يتعرضون لها ..
وإليك رابط فيديو عن عام الحزن ومعاناة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بوفاة زوجته "السيدة خديجة" رضي الله عنها وكذلك وفاة عمه "أبو طالب" مدته .. 2:43 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
نواصل ما حدث للسيدة الطاهرة "آمنة بنت وهب" .. الصابرة .. الحامل .. بجنينها .. وحادثة الفيل ..
وتكاثرت الأقاويل وإزدادت الأحاديث عما كان يملأ الجزيرة العربية كلها من إرهاصات عن نبي منتظر جديد وقد تقارب زمان ظهوره .. تحدث بذلك أحبار يهود ورهبان المسيحية وكهان عرب.
لقد ظل يرن في آذان "آمنة" صدى قوى رنان عما ذكرته "رقية بنت نوفل" و"فاطمة بنت مر" .. الأولي وهى أخت "ورقة" القارئ بالأديان والثانية كاهنة من "كثعم" .. لقد ذكرت الإثنتان ل"عبد الله" عن النور الذى انتقل من "عبد الله" بعد زواجه من "آمنة" وعن تلك الغُرة التى ذهبت بها بنت وهب .. ثم إن "آمنة" وهى من صميم البيئة الرفيع الحاكمة في مكة .. ومن شأن هذه البيئة أن ترنو إلى بعيد وأن يرجون للأجنة في بطون نسائها مجداً لم يسبق إليها أحد .. الأمر الذى فعلته "آمنة" فنامت هادئة مطمئنة سعيدة بحملها.
وعاوتها الرؤى ورجعت لها أحلامها وأتتها البشرى بأن عظيم تحمله في أحشائها .. عليه أفضل صلاة وأتم تسليم.
لقد كانت آمنة ترى وتسمع البشائر والهواتف بمولد ذلك الذى كانت الجزيرة كلها ملأي بالإرهاصات عن قرب مولده .. صلوات الله وسلامه عليه.
ومرت الشهور وظهر الحمل واضحاً على "آمنة" ولم يخف عنها حزنها إلا حركة الجنين البكر .. عليه صلاة الله وسلامه .. وأوشك الحمل أن يتم أجله ودخل العام الشهير "عام الفيل"
فوجئت "آمنة" ذات أصيل ب "عبد المطلب" حماها يرسل إليها أن تستعد في الصباح الباكر للخروج من مكة مع قريش كلها خوفاً من معرة الهزيمة أمام جيش "أبرهة" حاكم اليمن لما نواه من هدم الكعبة.
أستأذنكم أن أتوقف ونكتفي بهذا القدر على أن نستكمل في لقاء قادم إذا كان في العمر بقية.
اللهم حببنى إلي حبيبك سيدنا محمد صلى الله تعالي عليه وآله وسلم تسليماً


فريق مصر أم الكون 

خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...