تحميل تطبيق المدونه

السبت، 16 فبراير 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 37


نعود والشوق يملئنا بحب وعطر يملاء السماء ونحن نخوض فى تاريخ مصر لكننا نخوض فى هذه السلسله من المقالات فى حقبه تاريخيه لثلاث عقود لا لون لها سوى اللون الأسود وحقبه تم تجريف العقول فيها وأستباح النظام كل شئ للأستمرار فى الحكم وجثم على قلب وطن حتى جرف عقول أجيال عبر إهمال متعمد نعانى منه اليوم ولأجيال قادمه لأخطر منظومه وهى التعليم بالأضافه لتوحش وتوغل الفساد كما سردنا سلفاً فى كل مفاصل الدوله لا لشئ سوى تكريس نظام حكم أى أن كان الثمن الذى دفعه أبناء هذا الوطن ولايعلمون مبارك كان ممشيها أزاى والمؤسف وأكبر دليل على هذا من يطالبون بعودته أما حنيناً لفساد أشتركوا فيه وأما تعودوا على أستسهال الرزق حتى لو وصل الأمر لبيع الوطن من الداخل عملاً بالمقوله الشهيره أطعم الفم تستحى العين وفعلا لاتستحى العيون والعقول والألسنه من المطالبه بالعوده للفساد والرشوه والمحسوبيات وعصر كمال الشاذلى ويوسف والى





كانت قضية التوريث هى الدليل على مقولة من كانوا يقولون أنهم يعرفون مبارك كانوا لايعرفون عنه أى شئ فقد توصل من يعرفون مبارك جيدا لقناعة أنه يريد توريث عرش مصر لنجله وهذا هو مشروعه الأهم أو بدقه أكثر مشروع الملكه الأم




كان مبارك يريد توريث أبنه الحكم وفى نفس الوقت يشفق عليه وزى مابنقول بالبلدى عين فى الجنه وعين فى النار يتراجع أحيانا ثم تحت ضغوط الملكه الأم يشرع فى التمهيد    




نجا حسنى مبارك من الإغتيال فى أديس أبابا وبالرغم من أن كثيرا من الأحزاب والتيارات السياسيه فى الحكومه والمعارضه أعربت عن فرحتها بالنجاه إلا أن الإغتيال فتح باب الأسئله الطبيعيه عن المستقبل والرجل الثانى أو النائب الذى يجب أن يختاره مبارك لكن الحزب الوطنى وطاقم النظام حول مبارك حول النجاه إلى أمر قدرى وبدأت حملة مبايعة مبكره لمبارك لفتره ثالثه وأستغل النظام الحادثه عاطفيا ولاأروع من كده



كان الناس يتسامحون مع مبارك وتقبلوه خلال فترتين رئاسيتين وتعاطفوا معه وساندوه فى مواجهة التهديدات الإرهابيه لكنهم كانوا يريدون الأطمئنان على بلدهم  وكانوا يتوقعون منه تغييرا





أزمة الرجل الثانى بدأت بقوه مع الفتره الثالثه لمبارك فقد مر الأستفتاء الثالث على رئاسة مبارك وسط تساؤلات ومعارضه قويه من الأحزاب والتيارات السياسيه التى بدأت تفقد صبرها ورهاناتها على أن يتيح النظام مساحات جديده من العمل السياسى



ظهرت الحياه السياسيه غائبه وفاقده للوعى عمداً وبدأت دائرة الحكم تنحصر على عدد محدود من المستفيدين والمنتفعين وطفيليات الوطن  يشكلون جداراً عازلاً مع مبارك الذى تحول هو الآخر خلال 15 عاما إلى ديكتاتور من نوع خاص يرى نفسه ملهما ولا يرى غيره فى الصوره ويذكرنا مصطفى الفقى كان مبارك يعلن أنه يواجه صعوبه فى البحث عن وزراء وهو الذى جرف كل شئ حتى الحياه السياسيه ومنع بزوغ نجوم من الصف الثانى وحتى الأول من كان يظهر منهم كان الأستبعاد أو الأختفاء نهائيا من الحياه فى جرائم شبه كامله لكن الناس بشعورها كانت عندها الحاسه السادسه 




فرضت قضية الرجل الثانى نفسها بقوه فى أعقاب محاولة الأغتيال التى نجا منها مبارك بفضل ذكاء صقرنا الذهبى عمر سليمان  وكان يفترض أن تمثل إنذاراً أخيراً وأن يستجيب لمطالب بنظام ديمقراطى متعدد يخلق بدائل وصفا ثانيا وثالثا ليجدد نخبه بدا أنها فقدت قدرتها على التجدد ونظاما فرديا يخلو من إمكانيه واضحه لتبادل السلطه وكانت عملية حرق البدائل مستمره



لم تظهر هذه المشكله فى عهد الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات كان كل منهما أختار نائباً له وتم إنتقال السلطه بكل سهوله إلى النائب الأول السادات ثم حسنى مبارك وكان الغياب فى حالتى عبدالناصر والسادات مفاجئاً لكن وجود نائب لرئيس الجمهوريه سهل من نقل السلطه


كان النظام فى عهد كل من عبدالناصر والسادات كان يواصل تطوير نفسه من خلال البعثات للخارج وظهر وزراء ورؤساء جامعات وشركات من المتعلمين فى الخارج وممن حصلوا على الدراسات العليا فى أمريكا وأوروبا والأتحاد السوفيتى منهم عزيز صدقى وصدقى سليمان ومصطفى خليل ورشدى سعيد  وكان عبدالناصر حريصا طوال الوقت على إيفاد الضباط فى مهام تدريبيه ودراسيه فى أمريكا والأتحاد السوفيتى ومنهم حسنى مبارك شخصيا وتم إرسال بعثات تشكلت منها النخب منهم الجنزورى وفتحى سرور ورفعت المحجوب وحسين كامل بهاء الدين ومصطفى كمال حلمى ومصطفى الفقى وأسامه الباز لكن مبارك لم يفكر طوال فترات حكمه فى تجديد النخبه من حوله وبقيت النخبه السياسيه فى عهده وحتى ما يقرب من نهاية حكمه هى نفسها النخبه التى تربت أكاديميا وسياسيا مع عبدالناصر والسادات وهو ما أدى لحرق عدة أجيال حرمت من حقها فى الترقى وإحتلال المناصب وكأن مصر عجزت عن ولادة العقول


مبارك أستلم البلد وهى بدون حرب مع اليهود والسادات وقع معاهدة سلام مع اليهود ومش باقى غير طابا ويتسلمها بعد شهور وكان المفروض يبدأ فورا فى بناء نظام مستقر وإعادة تشكيل مؤسسات الدوله بالشكل الذى يناسب العهد الجديد لكن مبارك كان يتحاشى السياسه وهو ما حماه من تصفيات وصراعات لكنه دخل عالم السياسه وهو فى الخمسين بخبرات نائب طوال 6 سنوات



كان المفروض دستوريا مبارك يعين نائب له فورا أو فى خلال شهور لكنه لم يفعلها طوال سنوات حكمه وكان يحاول إسكات مطالبات خارجيه وداخليه بأكتر من أسلوب



يروى كمال الجنزورى فى مذكراته أن مبارك كان يسأل معاونيه ووزرائه والمقربين مثل صفوت الشريف ورفعت المحجوب وأسامه الباز وحسين سالم وممدوح البلتاجى ومحمود ثابت عم الملكه سوزان هل ترى أن أختار نائبا للرئيس ؟؟؟





يقولى الجنزورى فى كتابه طريقى الذى نشره تحت عنوان سنوات الحلم والصدام والعزله أن مبارك إستدعاه للرئاسه فى إبريل 1983 وكان وزيراً للتخطيط وعندما ذهب وجد المشير أبوغزاله ودخل مبارك والمستشار النمساوى برونو كرايسكى والملياردير اليهودى كالاهان وأن حديثا دار على الغداء حول قضية الشرق الأوسط وتحدث أبوغزاله بإستفاضه وتحدث فؤاد محيى الدين وألتزم الجنزورى الصمت وقال إن اللقاء لم ينشر عنه شىء وبعد شهر جاءه مسؤول مقرب من الرئاسه وسأله عن اللقاء الذى جمعه بمبارك وأبوغزاله وفؤاد محيى الدين ومستشار النمسا ورجل الأعمال الأمريكى وقال له هذا اللقاء كان الهدف منه أن يتحدد فيه أمر مهم ولما سأل الجنزورى ما هو ؟؟؟



قال المسؤول بثقه أختيار نائب رئيس الجمهوريه ويبدو أن فكرة النائب كانت مطروحه ويقول الجنزورى إن المسؤول المقرب من مبارك نصحه بعدم أختيار نائب وعندما سأله مبارك قال له للأسباب كذا وكذا وآخرها أنه ستحدث مقارنه بينك وبينه وسوف يتابع الشعب أداءكما معا ويعقد المقارنات



كان مبارك يستخدم حكاية النائب لملاعبة من حوله وإستكشاف طموحاتهم وفى عام 1987 قبل شهور من الأستفتاء على رئاسته الثانيه كان أقوى شخصين فى النظام بعد مبارك هما المشير أبوغزاله وزير الدفاع ورفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب والذى كان قدم لمبارك الكثير من الخدمات وكان يسنده ويقدم الوجه الشعبى للنظام مدافعاً عن الدعم والقطاع العام ومجانية التعليم كما كان قادرا على إدارة المناورات وتخطيط عمليات الصراع داخل السلطه وكان قد شكل مع صفوت الشريف وكمال الشاذلى حلفاً سياسيا قويا ومع أسامة الباز وجمال عبدالعزيز فى الرئاسه حلفا سياسيا وكان المحجوب ممن يطالبون مبارك بتعيين نائب أو أكثر ويبدو أن مبارك لمح فى حديث المحجوب وخطواته رغبه وطموحا لمنصب النائب وهو ما دفعه مره والكلام على لسان الجنزورى لأن يخبر الدكتور المحجوب بأنه ينوى تعيين نائب وأن كثيرين رشحوا المشير أبوغزاله وهنا أقترح الدكتور المحجوب على مبارك أن يعين المشير أبوغزاله رئيساً للوزراء ومدح فى المشير وقال إنه رجل قوى ومحبوب وهو ما تحتاجه البلاد على رأس السلطه التنفيذيه وهنا قال مبارك للمحجوب إن أبوغزاله لن يقبل





 خرج المحجوب وأخبر أبوغزاله أن الرئيس سوف يعينه رئيسا للوزراء لكفاءته وأن مبارك سيعين المحجوب نائباً قبل الأستفتاء على فتره ثانيه




تلقى أبوغزاله الخبر بغضب ويقول الجنزورى فوجئت بصوت المشير أبوغزالة محتداً الرئيس لم يبلغنى عن عزمه على إختيارى رئيسا للوزراء وقال إن المحجوب أبلغه أن الرئيس سيعينه أى المحجوب نائبا له بينما يعتزم أختيار المشير رئيسا للحكومه


يقول الجنزورى رحت أهدئ من غضبه وقلت إن الرئيس أراد توصيل رساله قاطعه إليك

لن تكون أبدا نائبا له ولن تكون رئيسا للوزراء ولن يكون المحجوب هو الآخر نائبا للرئيس هذه رساله مفادها الوحيد لن تكون نائبى ولا تتطلع إلى ذلك



كان الجنزورى صادقا كما أن أبوغزاله لم يكن يعلم أن مبارك يجهز لإستبعاده فى أقرب فرصه  وفى أكتوبر 1989 تم إبعاد المشير أبوغزاله وأختار مبارك توقيت غضب الأمريكان على أبوغزاله بسبب قضية سرقة تكنولوجيا الصواريخ وعبدالقادر حلمى وأيضا قضية لوسى آرتين




لكن الدكتور مصطفى الفقى يقول أن القلق تسرب إلى قلب مبارك بسبب حب الناس لأبوغزاله وحب قادة القوات المسلحة له فوضعه تحت المراقبه وتابع كل تصرفاته خصوصا فى سلاح الطيران وأشرف بنفسه على حركة الترقيات العسكريه وحتى بعد إقالته حتى أصابوه بالضربه القاضيه فى قصة لوسى آرتين وأرسل مبارك زكريا عزمى إلى أبوغزاله وطلب منه أن يقدم له الأستقاله وأستجاب له أبوغزاله وتضافرت كل هذه العوامل لصالح مبارك ومهدت له الطريق ليضرب ضربته ويتخلص من منافسه



الجو برد جدا وآلام أصابعى لاتطاق فننهى هذا المقال على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى 

هناك تعليق واحد:

  1. تسلم ايدك يا جنرال .. استنتجت من كلام حضرتك انه ابو غزاله مكنش برئ تماما من موضوع لوسي ارتين لكن ع الاقل كان فيه صله من نوع ما بينهم و تم تسليط الضوء عليها و اعطاءها اكبر من حجمها... صحيح و لا الموضوع كان تلفيق بالكامل ؟؟

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...