تحميل تطبيق المدونه

الأربعاء، 6 فبراير 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 36



" نجران ... ويثرب " " ج "
وإذ ألقت قريش بكل ثقلها في مقاومة الإسلام ، توارت يثرب عن مسرح الأحداث .. حتى كانت أم القرى هى التى اتصلت بها ، والجولة المكية في عنفوان احتدامها:
لقد راب مشركى قريش من أمر الدين الجديد الذى تصدوا لمقاومته في بغى وعناد ، إصرارُ المصطفي والذين معه على الثبات في وجه الوثنية الطاغية ، وتفانيهم في سبيل عقيدتهم ، لم يردهم عنها أذى مهلك ولا حصار منهك ، ولم تفلح معهم مساومة ولا مفاوضة ...
ولقد جاوزت قريش المدى في اضطهاد الدعوة ، والمسلمون يزدادون علي الأذى صموداً واستبسالاً .. وإن أحدهم ليلقي الموت في سبيل دينه ، ووجهه يتألق بنور الغبطة والرضي.
أفيمكن أن يكون هذا كله في سبيل دعوة مزيفة ورسالة مفتراة؟
وما الذى يعد به محمد أصحابه؟
إنه لا يملك أن يرد عن نفسه أذى قريش ، فضلاً عن أن يرده عمن اتبعوه وآمنوا برسالته .. وهو قد باع الدنيا ليدعو إلي ربه ، فليس لديه مال يعوض به الذين أوذوا في سبيل دعوته وخرجوا من ديارهم وأموالهم ، نجاة بدينهم من الفتنة والبلاء.
إنما يعدهم محمد ثواب الآخرة ويبشرهم برضوان من ربه .. وفي الذين صدقوه ، من عرفوا بالفطنة والحكمة وسداد الرأى ، فهل كانوا بحيث يقبلون هذه الصفقة ويبيعون دنياهم بالآخرة ، لو لم يكونوا واثقين من صدق الوعد؟
وقريش تفهم أن يجود العربي بحياته دفاعاً عن شرفه وذوداً عن حماه ، وتفهم كذلك أن يبذل العربي حياته غضباً لموروث العقائد والتقاليد والأعراف.
لكنها ما عهدت قط مثل ذاك الجود الباذل السخى ، نضالاً عن عقيدة طارئة غير موروثة ، يدعو إليها بشر مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق!
ورابها أكثر ، أنه ما من عربي لقي محمداً وأصغى إليه ، إلا آمن بنبوته وصدق برسالته ، وبايعه علي الجهاد معه بالنفس والمال!
فماذا لو استفتت أحبارَ يهود بيثرب ، في أمر هذا النبي البشر ، لعلهم يحسمون هذا الهاجس من قلق وارتياب؟
إنهم أهل كتاب ، لديهم ما ليس لدى العرب الأميين من علم بالنبوة والأنبياء ، وعندهم تستطيع قريش أن تلتمس ما تطمئن به إلي موقفها العدائي من بشر يدعو إلى دين سماوى جديد!
وكان الأمد قد طال على يهود ، في انتظار ما توقعت من حرب بمكة ، تقضي على الإسلام وتنهك قريشاً ، فتفتح ليهود أبواب مكة الموصدة في وجوههم ، وتمكن لهم من النفاذ إلي المركز التجارى الأكبر ، في جزيرة العرب.
وغاظ اليهود أن تشتد وطأة قريش على المسلمين دون أن ينفد احتمالهم أو يغلب صبرهم.
كما غاظهم أن تلجأ قريش إلي الإيذاء والإضطهاد ، وإلي المساومة والمفاوضة ، ثم إلى المقاطعة والحصار ، دون أن تتجاوز بالموقف حافة الحرب!
فمتى يفلت الزمام من أيدى المكيين فتخرج السيوف من أغمادها لتنهى الصراع الذى طال؟
في هذا كانت يهود تفكر ، حين جاءها خبر من مكة ، عن تشاور قريش في إرسال وفد إلى يثرب ، يستفتى أحبار يهود في أمر النبي ، بما لديهم من علم الكتاب.
واستعدت يهود لانتهاز الفرصة السانحة ، وشهدتهم مستعمراتهم في يثرب وتيماء وخيبر وفدك ووادى القري ... يجتمعون إلي أحبارهم ويتدارسون.
وتذاكروا فيما بينهم ، أنهم الذين روجوا لبشرى نبى حان مبعثه ، فهل يخونهم دهاؤهم ولا يسعفهم بما يحتالون به على الموقف؟
إنها فرصة مواتية للكيد للإسلام وقريش معاً ، لو تركوها تفلت من أيديهم لعقوا دماءهم!
من هنا كان التشاور والمدارسة والتواطؤ ، إعداداً للفتوى يقدمونها إلى وفد قريش المنتظر..
**********
عزيزى القارئ:
_________
احتدام: شدة غضب - تحرق من الغيظ - التهبت واشتعلت - اشتد حره
بغى: تجاوز الحد واعتدى - فجر وكذب - تسلط وظلم - "ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض" الآية "27" من سورة "الشورى"
ذوداً: حمايةً ودفاعاً عنه - مدافعاً وحامياً - وهناك معنى آخر غير المقصود أعلاه "الذود" وهو القطيع من الإبل
لعقه: لحسه بلسانه أو إصبعه أو الملعقة
عزيزى القارئ:
_________
وضحت لنا كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" حالة المقاومة الشديدة للدين الجديد من قبل مشركى قريش لكى يعود المؤمنون عن عقيدتهم الجديدة بالتعذيب والتهجير وأخذ أموالهم والحصار والمساومة والمفاوضة .. الخ ولكن أتباع سيدنا "محمد" عليه الصلاة والسلام قد تخلوا عن قبليتهم الموروثة من أجل عقيدتهم الإسلامية طامعين في أجر الآخرة بجنات ربهم .. وكان هناك من يتربصون آملين أن تنتقل حالة حافة الحرب إلى قاع وقلب الحرب متآمرين بفتوى الفتنة التى ستشعل الحرب بين المشركين والمؤمنين طامعين في القضاء علي هذا الدين وكل العرب كفار ومؤمنين لينفذوا ويسيطروا على مكة .. حقداً على أن النبي الجديد لم يكن منهم .. ولا زالوا حتى يومنا هذا على هذا الحال .. فلذلك لابد أن تعرف عدوك لتنجو وتسلم .. لذا سأترك لكم رابط فيديو عن تاريخ بداية هؤلاء الطامعين وهم ليسوا منا .. مدته 12:04 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
كنا توقفنا بطلب "عبد المطلب" من السيدة الطاهرة الصابرة الحامل في خير البشرية "آمنة بنت وهب" أن تستعد في الصباح الباكر للخروج من مكة مع قريش كلها.
لقد قيل إن "أبرهة" قد أتى في جيش كبير ، ولم تقدر "آمنة" أنه من الخطورة بمكان أن يدفع الأمر قريشاً كلها إلي الخروج من البلد الآمن .. وسألت حماها "عبد المطلب" عما استجد بعد أن أجمع أهل قريش على قتال ذلك الطاغية فأجابها الشيخ:
-
لقد عرف القوم أننا لا طاقة لنا بذلك الجيش ، فكرهوا أن يخوضوا معركة غير متكافئة فآثرنا الخروج إلي الشعاب بدلاً من الهزيمة.
وتذكرت "آمنة" ما سمعته عن لقاء "أبرهة" ب "عبد المطلب" وأجابها بعد أن سألته:
-
أجل لقد أرسل "أبرهة" يسأل عن سيد هذا البلد ليلقاه .. فذهبت إليه وأجلسنى علي بساطه وجلس بجانبي ، ثم سألنى حاجتى .. فطلبت أن يرد على مائتى بعير لي أصابها نفر من جيشه فبدا عليه وكأنما صغرت في عينيه وخيبت ظنه .. فقال لترجمانه أيكلمنى في مائتى بعير لأعيدها إليه ويترك البيت الحرام دينه ودين آبائه .. فقلت له: إنى أنا رب الإبل .. أما البيت فله رب يحميه .. فقال: ما كان ليمتنع منى .. فقلت له: أنت وذاك ، ثم رجعت إلي الحرم الآمن أدعو الله مع القوم ونستنصره علي "أبرهة" وجيشه.
ثم قام "عبد المطلب" وترك "آمنة" التى عز عليها أن تلد صغيرها بعيداً عن البلد الحرام ، ثم غلبها النوم ، ولما استيقظت آلت علي نفسها ألا تغادر الدار حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
وإرتفعت شمس الضحى ولم تأت رسل "عبد المطلب" ثم مضي النهار إلا أقله ، وإزداد العجب .. فيم هذا الصمت الرهيب الذى يخيم على أرجاء مكة .. وكأنما أمسك كل حى فيها أنفاسه.
وفجأة .. إذا بجلبة تسمع من بعيد ، وضجيج يختلط بأصوات مختلفة ، وجاءتها الرسل .. لكنها ليست رسل "عبد المطلب" .. لتخبرها بالنصر .. بالنجاة .. لقد حمى الله بيته.
لقد إستجاب الله ل "عبد المطلب" ولأهل مكة .. نعم .. إن للبيت رباً يحميه ، وقد حماه وحده من فوق سبع سماوات .. حماه دون معونة من بشر .. حماه عندما تخلي عنه الجميع ، ثم .. تعالي معى نستمع إلي الخبر..
فلنؤجل سماع الخبر للقاء قادم إذا شاء الرحمن وكان في العمر بقية
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" حبيبك المحبوب ومحبيه كما يرضيك ويرضيه وحببه فينا وزدنا محبة فيه

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...