تحميل تطبيق المدونه

الجمعة، 8 فبراير 2019

مع المصطفى فى عهد البعث رقم 38


" نجران ... ويثرب " " ه "
وعادت يثرب فتوارت عن مسرح الأحداث إلى حين ..
دون أن تصرف سمعها عن الصراع الدائر بين الوثنية والإسلام بمكة ، وهو يدنو من ذروة تعقده مؤذناً بوشك تحوّل في متجه الأحداث ...
بل لقد بدا أن يثرب حددت موقفها بالرفض البات للدعوة الإسلامية حين أوشكت أن تصل إليها مبكرة ..
وكان الخزرج ، لا اليهود ، هم الذين حسموها بحد السيف:
حدَث أن "سويد بن الصامت الأوسي" قدم مكة حاجّاً في الموسم ، فلقيه المصطفى حين سمع بمقدمه ، فدعاه إلى الإسلام.
قال سويد: 
"
فلعل الذى معك مثل الذى معى؟"
ولما سأله صلى الله عليه وسلم عما معه ، أجاب: " مجلة لقمان" - يعنى صحيفة حكمته ...
فتلا عليه المصطفي آيات من القرآن ، فلم يبعد منه حتى عاد إليه وقال:
"
إن هذا لقول حسن".
وانصرف وهو يتدبر ما سمع. وكان شاعراً حكيماً لا يخفي عليه وجهُ القول. فقدم يثربَ علي قومه ، وراح يتحدث إليهم عن معجزة المصطفي ، فلم تلبث الخزرج أن قتلته ، وفي حسابها أن يثرب ليست بحيث تحتمل وطأة دين جديد ، وحسبها ما لقيت من شر يهود ، يزعمون أنهم أهل كتاب!
وتكرر المشهد مع وفد آخر من الأوس جاءوا من ييثرب ، وإن اختلف الأشخاص واختلفت الأسماء.
قدم "أنس بن رافع" مكة ومعه فتية من بنى عبد الأشهل ، فيهم "إياس بن مُعاذ" يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج. وسمع بهم المصطفى فأتاهم حيث نزلوا ، فعرض عليهم الإسلام وتلا آيات من القرآن.
قال "إياس بن معاذ" وكان فتى حدثاً:
"
أى قوم ، هذا والله خير مما جئتم فيه".
فما كان من زعيم الوفد ، أنس بن رافع ، إلا أن أخذ حفنة من تراب البطحاء فضرب بها وجه الفنى وهو يقول زاجراً:
"
دعنا منك ، فلعمرى لقد جئنا لغير هذا"
فصمت إياس ..
وقام عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقد همّوا بالارتحال عائدين إلى يثرب ...
لكن منطق التاريخ لم يكن ليُبقي يثرب طويلاً بمعزل عن الأحداث ، مهما يبْدُ من ظاهر هذا الموقف أو ذاك!
**********
عزيزى القارئ:
_________
فلعمرى: بفتح العين تستخدم عند العرب للقسم - الدين - العمر: الحياة
عزيزى القارئ:
_________
تشير لنا كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" إلى "يثرب" .. وهو اسمها قبل هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم إليها وقد سميت بعد ذلك ب "المدينة المنورة" .. وموقف أهلها من "الخزرج والأوس" من الدعوة الجديدة ومقاومتهم للدين الجديد وقتلهم أبناء قبيلتهم الذى حدثهم عن معجزة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه تخوُفاً من شر يهود الذين هم أهل كتاب وأذاقوهم شر الفتنة التى أحالوها لحرب لا تنتهى بيثرب .. وتكرر موقف الرفض والمقاومة من المتبادل .. وسبحان الله الذين سيغيرهم لاحقاً ويسميهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بالأنصار .. وأتمنى ألا أكون أسبق الأحداث .. بترك رابط الفيديو التالي لنتعرف من هم الأوس والخزرج؟ .. ما أصلهم؟ ومن أين جاءوا؟ وماذا كانوا قبل الإسلام وبعده؟ .. مدته 2:34 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
نستكمل مسيرة الصابرة الحامل بالجنين المنير السيدة "آمنة بنت وهب" وحادثة الفيل:
قيل أن "أبرهة" عبأ جيشه وهيأ فيله ، مصمماً على دخول مكة وهدم البيت العتيق ، وقدر لذلك بعض الوقت ثم يستدير راجعاً إلي اليمن .. ولكن حدث العجب العجاب.
لقد أمر حارس الفيل فيله أن يتقدم ، ولكنه أبي ورفض الحركة .. ثم ما لبث أن بَرَكَّ رافضاً السير في إتجاه مكة.
قام الحارس بضرب الفيل ، فلم يزد إلا عناداً ، فحثه مراراً فلم يزد إلا رفضاً .. أتاه بآلة حادة وضربه على رأسه ، فما هو بمتحرك ، ثم غَزَّها في أسفل بطنه ، لكنه ظل على عناده ورفضه ، ثم حدث الأعجب من العجب.
لقد وجهوا الفيل نحو الشرق فانطلق سائراً ، ثم وجهوه نحو الغرب فجرى مهرولاً ، ثم وجهوه الجنوب فاستجاب لهم .. لكنهم لما عادوا ووجهوه نحو مكة رفض وأبي ، ثم برك معانداً.
وهنا حدثت المعجزة الثانية .. الآية الخارقة .. لقد تدخلت السماء .. ولم يكف ربك أن يوحى إلي الفيل بأن لا يدخل مكة ، بل لابد أن يتأدب الطاغية .. نعم .. لقد سلط الله نقمته على "أبرهة" وجيشه ، راكبه وراجله ، فانتشر فيهم دفعة واحدة ، هلاك مدمر أصاب منهم جميعاً في لمحة بصر ، بل أقل من لمح من البصر.
وهذا ما سنتعرف عليه تفصيلاً في لقاء قادم إذا شاء رب العباد وكان في العمر بقية.
اللهم صلِّ على صاحب التاج والمعراج سيدنا "محمد" وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً وكن بنا وبوالدينا وبالمؤمنين رؤوفاً رحيم


فريق مصر أم الكون

خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...