تحميل تطبيق المدونه

الثلاثاء، 26 فبراير 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 53

" مع المصطفى فى دار هجرته " - 7 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ج "
على ساحة المربد الذى بركت فيه "القصواء" حين دخل المصطفى دار هجرته ، أمر عليه الصلاة والسلام أن يُبنى هناك مسجده ، ثانى الحرمين ومزار المسلمين على مر السنين والدهور.
وتنافس المهاجرون والأنصار في بنائه بما تيسر من مواد البناء: اللبن والجريد والليف ، وبعض الحجارة والأخشاب.
والمصطفي معهم ، يشارك ويوجه ويعين ، وقد يمد يده الكريمة فينفض الغبار عن لحى بعض الصحابة ، داعياً للمهاجرين والأنصار. فيرددون دعاءه مرتجزين:
لا عيش إلا عيش الآخره
اللهم ارحم الأنصار والمهاجره
ولم يستغرق البناء أكثر من أيام معدودات ، ومن حول المسجد بنيت تسع حجرات تفتح علي ساحته ، لتكون دار المصطفى المهاجر.
وكان مبنى المسجد والحجرات بسيطاً متواضعاً ، بعضه من حجارة مرصوصة ، وبعضه من جريد يمسكه الطين ، والسقف كله من جريد.
ذكره سبط المصطفى عليه الصلاة والسلام "الحسن بن على" ، فقال:
"
كنت أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام مراهق ، فأنال السقف بيدى".
وشدت خشبات بالليف ، فكانت سريراً لمن اصطفاه الله خاتماً للأنبياء ...
وغير بعيد من المدينة والحجاز ، كانت قصور الحكام والأمراء والأغنياء ، في الحيرة وغسان واليمن ، وفي مصر والحبشة وفارس ، تعلو سامقة شامخة ، ساطعة بأضواء البذخ والترف ، فتخطف أبصار الدنيا عن ذلك المبنى البسيط المتواضع الذى لم يلبث سنى جلاله أن كسف كل ما عرفت الدنيا من قصور لكسرى وقيصر وفرعون ، أو نجاشي وملك وإمبراطور.
وفى الأحياء اليهودية الناشبة في المدينة وفي مستعمراتهم بشمال الحجاز ، دور مشيدة وحصون منيعة ، تطل على المبنى البسيط المتواضع لنبي الإسلام ، فيبدو لها فقيراً أشد الفقر.
ويلتقط أهلها ما يتلو المصطفى من كلمات ربه في الحث علي الإنفاق في سبيل الله ، فتذيع قالتهم الفاحشة:
"
إن الله فقير ونحن أغنياء"!
فى تلك الأيام الأولى بدار الهجرة ، نزل المصطفي عليه الصلاة والسلام في دار صاحبه "أبي أيوب الأنصارى" ريثما تم بناء المسجد والحجرات حوله.
أما صحابته المهاجرون ، فنزلوا علي الأنصار من الأوس والخزرج ، وقد آخى الرسول بينهم ، واختار ابن عمه "على بن أبي طالب" فجعله أخاه.
وهكذا ذهب كل أنصارى بأخٍ من المهاجرين.
وذهب على بن أبي طالب بالمصطفي أخا!
وأغلقت دور المهاجرين في مكة.
وتُركت مهجورة موحشة خلاء ...
**********
عزيزى القارئ:
_________
مرتجزين: سمع لهم صوت متتابع - قصيدة من بحر الرجز - تعاطوا بينهم - ارتعاش من مرض - مذنبين
سبط: شجرة لها أغصان كثيرة وأصلها واحد - كثر واتسع - طال واسترسل - حسن
سنى: ضوء البرق - سهله وفتحه - يسره - ضرب من الحرير - وادى بنجد - بنت أسماء بنت الصلت التى ماتت قبل أن يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم
عزيزى القارئ:
_________
تستمر كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" في الصور الرائعة التى ترسمها بدقة من خلال كلماتها .. عن "القصواء" وكيف اختارت بمشيئة الله مكان دار هجرة الرسول ومسجده أول مسجد في الإسلام .. عليه أفضل الصلاة والسلام .. وكيف كانا بأبسط مواد البناء .. وكيف تمكن الإيمان الحق بقلوب الجميع وزهدهم في الدنيا وما فيها مبتغين أجر الآخرة .. والمقارنة بين البناء البسيط الذى بدى لغيرهم فقيراً أشد الفقر بالمقارنة بملوك وحكام ويهود عصر هذا الزمان .. والتشبيه الدقيق بحصون وقلاع اليهود الناشبة في المدينة وكأنها مخالب حيوان مفترس منغرسة بجسد فريسته .. وأقول لها ولا زالوا كذلك .. وأوضحت كيفية تآخى الأنصار مع المهاجرين.
وفي الرابط لفيديو من مقطع فيلمى أتركه لكم ستجدون كثير من هذه الصور الرائعة .. كيف كان الإستقبال وبداية المقام الجديد .. مدته 10:37 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
كنت قد ذكرت لكم مرارة الفقد الجديد الذى شعر به سيدنا "محمد" صلوات ربي وسلامه عليه .. بعد فقد الأم التى لم ينساها قط ومن بعدها فقده لجده العطوف الذى كان لا يفارقه .. فإنتقلت كفالته لعمه "أبو طالب" عندما بلغ صلى الله عليه وسلم من العمر ثمانى سنوات كفله فبقي عنده فترة من الزمن كان خلالها مضرب المثل في الأخلاق والخصال النبيلة وكذلك كان فأل خير وبركة
فسرد بن عُزفُطَة وقال: قدمت مكة وهم في قحط "أى قلة ماء وخير" .. فقالت قريش "يا أبا طالب أَقْحَطْ الوادى وأجدب العيال فهَلُمّ فاستسق - أى طلب نزول المطر للحصول على الماء - .. "فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دُجُنَّه - أى الشمس التى تخرج من وسط الظلام - تجلت عنه سحابة قَتْمَاء - أى سحابة داكنة اللون من كثرة ما تحمله من ماء - حوله أُغيلمة - أُغيلمة هم الأولاد الذين قاربوا سن البلوغ - فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ بأضبعه الغلام - أضبعه هو مابين الإبط إلى نصف العضد من أعلاها وهو جزء ما تحت الكتف من الذراع - وما في السماء قَزَعَة - القزعة نوع من السحب العالية التى تتطاير وتكون هى الغيمة البيضاء ذات القاعدة العريضة تعلوها قمة عبارة عن مجموعة من الدوائر .. وهو مشهد كثيراً ما نراه للسحب في السماء - فأقبل السحاب من ها هنا وأغدق واغْدَوْدَق - اغدودق المقصود به المطر الذى اشتد انهماره - وانفجر الوادى وأخصب النادى والبادى" .. وإلى هذا أشار "أبو طالب" حين قال:
وأبيضَ يُستسقي الغَمَام بوجهه .. ثِمال اليتامى عِضَمةُ للأرامل
( أى رقيق القلب مرهف الشعور راقي الأحاسيس وشديد البياض .. يستسقي السحاب بوجهه وهو الملجأ والغياث أى البقية في أسفل الإناء من شراب ونحوه - ومعنى ثمال: الملجأ زالغياث والمتبقي في أسفل الإناء من شراب وغيره ومعنى عضمة: مقبض القوس و دويبة بيضاء ناعمة)
ونستكمل لاحقاً أبرز ما مر به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عند عمه وكان له أبلغ الأثر على مسيرته .. بمشيئة الله تعالى إذا كان في العمر بقية
" إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
"اللهم صلِّ عليه وسلم .. اللهم صلِّ علي رسول الله .. اللهم سلم على رسول الله


فريق مصر أم الكون

خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...