تحميل تطبيق المدونه

الخميس، 14 فبراير 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 36


نعود وإياكم لنستكمل ماوقفنا عنده فى الحلقه السابقه يجمعنا حب الوطن رغم أختلاف الميول والقراءات وكنا قد توقفنا فى حلقتنا السابقه عند حدث جلل هز مصر والعالم أجمع فقد كان شهر أغسطس 1990م فارقاً فى تاريخ مصر والعالم العربى بل والعالم كله فقد قرر الرئيس العراقى صدام حسين إجتياح الكويت بالجيش العراقى يوم  2 أغسطس ليبدأ فصل جديد من أكثر فصول العالم العربى التاريخيه إثاره




نجح صدام أنه يحرك العالم بقيادة أمريكا ضده وهى المتربصه به وببلده وشعبه ويومها قاد حسنى مبارك الدول العربيه فى مواجهة صدام حسين وغزو الكويت وأنضم لتحالف دولى بقيادة أمريكا لتحرير الكويت وفاز بأرباح صبت فى موازنة الدوله منها إسقاط ديون والحصول على منح ودعم أمريكى لعملية السلام التى تحركت فى الشرق الأوسط وليتها ماتحركت فقد فعلت مثلما كنا نفعل ونحن جنود فى الجيش فيما يطلق عليه خطوه تنظيم أو محلك سر





فى أحد أيام أغسطس 1990م  تم إغتيال علاء محيى الدين المتحدث الرسمى باسم الجماعه الإسلاميه بالهرم حيث أطلق عليه مجهولون النار وأتهمت الجماعه الإسلاميه الأمن بإغتيال علاء محيى الدين وفى يوم الجمعه 12 نوفمبر 1990 م كان موكب رفعت المحجوب متجهاً للقاء وفد برلمانى سورى فى فندق الميرديان وعند فندق سميراميس هدأت سيارة المحجوب من سرعتها حتى تنحرف فى إتجاه الكورنيش فى طريقها إلى الميريديان




فى لحظات خرج من تحت الأرض 4 شبان لا يزيد أكبرهم على 25 سنه كما قالت التحريات يركبون موتوسيكلين ويحملون أسلحه آليه وحاصروا السيارتين ثم نزلوا ومشوا على أقدامهم وراحوا يطلقون النار على من فيهما بلا توقف ومن بين 450 طلقه ذكرتها تقرير النيابه الفنيه  خرجت من أسلحتهم أستقرت  80 طلقه فى جسد رفعت المحجوب وحارسه الشخصى الجالس إلى جواره المقدم عمرو سعد الشربينى وسائقه كمال عبدالمطلب وموظف بمجلس الشعب هو عبدالعال على رمضان كما توصلنا من تحريات الشرطه وقتها





نفذت العمليه بدرجه عاليه من الأحتراف وأستقل الأرهابيين الموتوسيكلين وهربوا فى الأتجاه المعاكس إلا واحد لم يتمكن من اللحاق بهم فأجبر سائق تاكسى على حمله تحت تهديد السلاح كما ذكر شهود العيان وعند إشارة فندق رمسيس هيلتون غادر التاكسى شاهراً سلاحه وحاول بعض المواطنين الإمساك به إلا أنه أكمل مهمة إطلاق النار وتسلل إلى منطقة المول التجارى للفندق إلى المنطقه العشوائيه القريبه وأختفى للأبد




كان هناك ضحيه أخرى ساقها قدرها هو العميد عادل سليم بمباحث القاهره تلقى بلاغا بغرق شاب فى النيل فجاء هو والملازم أول حاتم حمدى إلى مكان الحادث وحاول مطاردة المتهم الهارب بسيارته وهو فى سيارة التاكسى ولحق به فى إشارة المرور القريبه من هيلتون رمسيس لكن المتهم أفرغ فيه دفعة رشاش قتلته فى الحال وأصابت مساعده والكلام ده واللى حذكره بعد ذلك موجود على الأنترنت ومتاح للجميع وحتى محاضر التحقيقات منتشره




قال شهود عيان إن الجناه ليسوا مصريين وقال موظف بشركه لتأجير السيارات ملامح الجناه ليست مصريه وخلى دى معاك  بينما قال موظف بهيلتون رمسيس المتهم الهارب كانت لهجته شاميه  ونشرت الصحف رسومات تخيليه للجناه بدت فيها ملامحهم خليجيه أو إيرانيه وصدرت صحف اليوم التالى وأغلبها ينسب لمصادر أمنيه أن الجريمه قادمه من الخارج




كان واضحا أن الجناه محترفين ولديهم معلومات دقيقه سهلت عملهم منها علمهم بموعد لقاء بين المحجوب ورئيس البرلمان السورى والطريق الذى سيسلكه ولحظة وصوله إلى المكان المتفق عليه لإطلاق النار عليه






اللافت للنظر أن الطريق أغلق فى وجه وزير الداخليه وهو فى طريقه إلى مكتبه ثم فتح ليمر منه رئيس مجلس الشعب السابق ليلقى حتفه وقالت تقارير أمنيه وصحفيه إن الجناه كانوا يستهدفون وزير الداخليه عبدالحليم موسى ردا على إغتيال علاء محيى الدين المتحدث الرسمى بإسم الجماعه الإسلاميه







فى المحاكمه قال ضباط أمن الدوله إن قتل الدكتور رفعت المحجوب كان رد فعل لإحتجاز زوجات أمراء الجماعات قبل الحادث بنحو شهرين ونصف الشهر ومنهن فاطمه معوض زوجة صفوت عبدالغنى المتهم الأول فى القضيه والسيده وحده عبدالمقصود زوجة عبود الزمر ولكن الشهود لم يتعرفوا على واحد من المتهمين الذين عرضتهم عليهم المحكمه





أجهزة الأمن وقتها قبضت على مئات من أعضاء الجماعات الإسلاميه وقدمت 27 منهم إلى محكمة أمن دولة العليا طوارئ فى  يونيو 1991 وبعد 100 جلسه حكمت المحكمه فى  يونيو 1993 إلى براءة 17 متهما وسجن 10 من 3 إلى 15 سنه بتهم ليست لها علاقه بجريمة القتل منها التزوير وإحراز مفرقعات وأسلحه وكارنيهات نقابة المحامين





لم تأخذ المحكمة بإعترافات المتهمين خاصة طالب الهندسه وقتها محمد النجار الذى قبض عليه أمام كليته فى  أكتوبر 1990 بعد أن شاهد زميلين له يسقطان قتلى برصاص الشرطه بل إنه هو نفسه أصيب برصاصه فى رقبته وقالت المحكمه فى حيثياتها إن الشرطة كان يسهل عليها قتله لكنها ردت إليه حياته حتى يكون تحت سيطرتها ينفذ مطيعا ما يطلب منه وما يؤمر به بل كان يزيد على رجالها تطوعا وتزلفا فضلا عن التعذيب الذى كان يتعرض له حتى جعلوا منه راويا للأقاويل التى يلقنونها له ليدلى بها فى التحقيقات معتمدا على ذاكرته








محمد النجار فى الجلسات الأخيره من المحاكمه تراجع عن كل ما قال صارخا هما بيضربونى فى مكان لا أعرفه ويأخذوننى من السجن إليه والإعترافات التى أدليت بها كلها بناء على كلام ضباط أمن الدوله الذين أملونى الإجابات والشهادات



فجر الرائد محمد بركات مفاجأه أشار إليها منتصر الزيات فى كتابه من قتل المحجوب ؟؟؟ أقتصر دور أمن الدوله فى عملية القبض على محمد النجار على تأمين المكان وتولت جهه غامضه مجهوله قيادة وإدارة العمليه وهى التى ضبطت محمد النجار وتساءل منتصر الزيات لو كانت هذه الجهه مصريه لما خفيت على الشهود لأن جهات الأمن المصريه على تعددها تعرف بعضها البعض فمن الذى قبض على محمد النجار؟؟؟ هل هو الموساد ؟؟؟ أم وكالة المخابرات  الأمريكيه كما أن بعض أمناء الشرطه أكدوا فى التحقيقات وجود جهه أخرى لا يعرفونها ولكن كان هناك إتصال لاسلكى بها


كانت أيمان المحجوب بنت رفعت المحجوب حاولت تحرك قضية أغتيال والدها ومعاك أقوالها فى هذا الرابط كتاب صغير جدا بحجم صوره لو عاوز تحتفظ به وموجود على موقعى للبرامج أما لو مكسل تحمل الكتاب حسيبلك التحقيقات فى نهاية الحلقه 




المستشار وحيد محمود رئيس محكمة الأستئناف السابق الذى أصدر الحكم ببراءة المتهمين بإغتيال المحجوب تحدث لجريدة الوفد  بعد أحداث يناير 2011 وقال شعرت بالتناقض فى الأدله التى جمعها ضباط أمن الدوله وتناقض الأقوال ورأيت أن الجهاز يحاول إقامة الدلائل على أشخاص معينين ولا أستطيع الجزم بالتلفيق لكنهم بالغوا فى إثبات التهمه وتم قتل أثنين من منفذى العمليه



طبعا وقتها تسربت شائعات تؤكد ضلوع مبارك فى عملية إغتيال المحجوب وكل المتحدثين فى الشأن السياسى كانوا يتناولون هذه الحادثه فى جلساتهم أما باقى الشعب طالما بياكل ويشرب مش فى دماغه البلد ماشيه أزاى 



المستشار وحيد محمود نفى أن يكون أى طرف فى الدولة تدخل أو أنه تعرض لأى ضغوط والمفارقه أن المحامى عبدالغفار محمد عن المتهمين بقتل المحجوب هو نفسه رئيس محكمة أمن الدوله العليا التى نظرت أكبر وأهم قضيه فى عهد مبارك وهى قضية الجهاد الكبرى التى ضمت 302 متهم سواء المشاركون والمخططون لإغتيال الرئيس السادات عام 1981 وقلب نظام الحكم وأستمر نظرها نحو 4 سنوات وكان على رأس المتهمين أيمن الظواهرى وعمرعبدالرحمن وجميع قيادات الجماعه الإسلاميه



فى  سبتمبر 1984 حكم ببراءة 190 متهماً و 63  حكم عليهم بالسجن 3 سنوات و 17  متهما أخذوا حكما بالمؤبد وباقى المتهمين أخذوا أحكاما ما بين السجن 5 و 15 عشر عاما وخرج عبدالغفار على المعاش 1989م  وأشتغل بالمحاماه وتولى الدفاع عن بعض من شاركوا فى إغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب  الذى كان صديقه وزميله واخدلى بالك أنت ياعماد



قال المستشار وحيد محمود إنه لا يعرف من قتل المحجوب وإنه أصدر حكمه ببراءة المتهمين بإغتيال المحجوب بعد التيقن وكانت هناك 6 من زوجات المتهمين أعترفن على أزواجهن ورد القاضى أعرف واحده منهم وهى زوجة ممدوح يوسف التى أعترفت بأن زوجها أخبرها بقتله للمحجوب وأعترفت فى النيابه لكنها عندما حضرت إلى المحكمه أنكرت فأحضرت نصا قانونيا يقضى ببطلان شهادة الزوجه على زوجها إذا أسر إليها بسر وتكون شهادتها باطله مثلها مثل الطبيب أو المحامى وقال إن المتهمين تعرضوا لتعذيب شديد لو أننى تعرضت لمثله لأعترفت بقتل حسنى مبارك






لكن القاضى فى حديث لجريدة الدستور نفى أن يكون تعرض لأى ضغوط من السلطه التنفيذيه أو من الرئيس مبارك وقال لو مورست أى ضغوط  لتنحيت على الفور وأشهد أن القضاء كان مستقلاً




وقال القاضى أيضاً كان جهاز مباحث أمن الدوله وقع فى تناقضات فى أماكن ضبط المتهمين والسلاح المستخدم قالوا إنه أكثر من سلاح وأتضح أنه سلاح واحد غير التناقض فى أقوال الشهود كل ذلك شككنى فى التحريات نافيا أن يكون لديه علم بأن أطرافا فى الدولة متورطه فى إغتيال المحجوب وطلبت المحكمه حضور وزير الداخليه عبدالحليم موسى ويقول القاضى طلبته فى المحكمه وسألته واقفا والطريف أن المتهمين أشاروا عليه بالجلوس فقلت لهم يعنى قلبكم عليه قوى ده كان هو المستهدف وقال القاضى إن وزير الداخليه أكد أن مرتكبى الحادث ليسوا مصريين وهذا كان بفعل أجنبى



ظل حادث إغتيال رفعت المحجوب غامضا ولغزاً ما تزال هناك محاولات لفك طلاسمه وهل كان الأغتيال بداية عصر أم نهايته لكنه كان مقدمه لموجه من العنف والإرهاب أستمرت سنوات وبقى إغتيال المحجوب لغزا ثارت حوله الأقاويل




نسب لأسرة المحجوب أقوال بأنه كان يملك خزانة مستندات حصل عليها من علوى حافظ حول شركة السلاح التى ساهم فيها حسنى مبارك مع حسين سالم والمشير أبوغزاله وأن علوى حافظ أعطى نسخه للمحجوب ورفض رئيس مجلس الشعب إعطاءها لصفوت الشريف عندما طلبها بتعليمات من مبارك



فى جلسة مجلس الشعب برئاسة المحجوب فى مارس 1990 فجر عضو مجلس الشعب الراحل علوى حافظ قضية تجارة السلاح المتورط فيها حسين سالم صديق مبارك ومنير ثابت واللواء عبدالحليم أبوغزالة مع شركة الأجنحه البيضاء الأمريكيه وأتهمهم بالتلاعب بالمعونات وكان يشير بالإتهام إلى مبارك وأثناء الأستجواب حمل صفوت الشريف تعليمات من مبارك أرسلها إلى رفعت المحجوب طالبه فيها بشطب كل الأسماء التى ذكرها علوى حافظ من المضبطه وبالفعل فإن المحجوب شطب بنفسه كل الأسماء وقرر حفظ الأستجواب والعوده للجدول






كانت هذه القضيه أحد أهم القضايا التى لاتزال غامضه فى سجلات السياسه المصريه وكانت سبباً لإتهامات وجهت لمبارك وحسين سالم والعلاقه بينهما وقد أشار إليها كارم يحيى فى مجموعة تحقيقات إستقصائيه بجريدة الأهرام رحلة البحث عن حسين سالم






الدكتور رفعت المحجوب كان من ضمن الـ 10 المعينين بالمجلس لكنه دخل فى مواجهات مع وزير السياحه فؤاد سلطان الذى كان يتحالف مع نواب الوفد فى الحمله على القطاع العام وكانت هناك مواجهه بين المحجوب وفؤاد سلطان فى فبراير 1988 تحت قبة البرلمان وكان المحجوب إعتاد النزول من منصة رئيس الجلسه إلى منصة الأعضاء ويومها قال لفؤاد سلطان النهارده هنسمح ببيع الفنادق وبكره نسمح ببيع المصانع والشركات والمستشفيات من الشيطان الذى يقف وراء هذا كله ؟؟؟ ويومها نقل البعض لمبارك تفسيرات بأنه يقصده بالإشاره كان مبارك مترددا بين تيار الخصخصه ويتراجع أمام هجوم السياسيين من أنصار مكتسبات ثورة يوليو داخل الحزب الوطنى ومنهم الدكتور رفعت المحجوب ولهذا ربط البعض بين إغتياله ومعارضته لمبارك لكن بعد أحداث يناير 2011 م أعتبر البعض إغتيال المحجوب جزء من الصراع على السلطه




هناك قصص تروى أن صفوت الشريف عندما كان وزيرا للإعلام كان يجلس فى غرفه داخل المجلس لينقل لمبارك ما يدور ولم تكن تكنولوجيا الإتصالات تطورت بالشكل الحالى والمحجوب أول من أخترع عبارة المجلس سيد قراره وكان أحيانا يطلق إتهامات بالتآمر لمن يطالبون بإنهاء مجانية التعليم أو القطاع العام




هناك روايه منسوبة إلى اللواء عبدالرحمن العدوى نائب مدير أمن الرئاسه فى  عام 1980 حتى 1990 قال فيها إن مبارك كان يكره الدكتور رفعت المحجوب ويخشاه لأنه كان يدير منصة مجلس الشعب أحيانا بشكل يحرج النظام ومبارك شخصياً

معاك رابط فيديو لأيمان رفعت المحجوب




يوم مقتل المحجوب كان موعد الإعلان عن الأستفتاء على حل مجلس الشعب بعد أن حصل كمال خالد المحامى على الحكم الثانى ببطلان مجلس الشعب 1987 للمرة الثانيه وكان هناك قرار بإجراء الأستفتاء على الحل والتمهيد لأنتخابات جديده ليظل سر إغتياله لغزا  لكن إعترافات بنته حركت المياه الراكده بعد عام 2011 م

إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى




                 تحقيقات إيمان رفعت المحجوب

> وهل كان والدك يشغل منصب رئيس مجلس الشعب آنذاك ؟


- لا لأن المجلس كان منحلا ووالدي كان مستقيلا . وأثناء مكالمته مع مبارك كان والدي مصراً علي عدم مقابلة الوفد السوري لأنه ليس له صفة، إلا أن مبارك صمم علي عودة والدي للقاهرة.. وبعد عودته كان مرهقاً جداً ومتردداً في الذهاب لمقابلة الوفد واتصل به مبارك لمرة ثالثة تليفونياً ليلاً وحاول والدي الاعتذار للمرة الثالثة بعد عودته لأنه مرهق ، وحسب رواية عمتي التي كانت معه فإن الرئاسة كلمته 3 مرات حتي يذهب للمقابلة وآخر مرة طلبته للتأكيد عليه قال "طيب هشوف ". وعمتي قالت له إذا كنت مرهق لا تذهب. فقال لها "الرئيس بيقوللي روح قابلهم عشان خاطري هو أنا ماليش خاطر عندك " . وتاني يوم الصبح كلمه مبارك للمرة الرابعة ليؤكد عليه الذهاب لمقابلة الوفد السوري.


> ماذا عن خط سيره يوم الحادث؟

-بيت والدي بجوار كوبري الجامعة وبالتالي خط السير الطبيعي هو الكوبري ثم فندق المريديان إلا أن طاقم الحراسة الخاص به سلك طريقاً بعيداً وغريباً بالمرور علي الكورنيش من أمام فندق سميراميس وهو المكان الذي وقع فيه حادث الاغتيال .


> وماذا عن طاقم الحراسة ؟


-الطاقم تغير بالكامل فالحارس الشخصي "محمود نصار" اعتذر فجأة وحل مكانه الرائد عمرو الشربيني الذي قتل في الحادث كما تم تغيير السائق الخاص، والتغيير في الحالتين كان إلي الأقل كفاءة والأغرب فيما بعد تبين لنا أن الوفد السوري لم يكن علي علم بمقابلة الدكتور محجوب ولا فندق الميريديان كان لديه علم بالزيارة وهذا أمر عجيب جداً.


> وهل كان مبارك يحدث والدك باستمرار بهذا الشكل ؟


-كان في البداية يحدثه مرة أو اثنين في اليوم ولكن قبل وفاته قاطع مبارك والدي حوالي 4أشهر وكانت أول مرة يكلمه عندما طلب منه العودة للقاهرة ومقابلة الوفد السوري.


> وما أسباب هذه المقاطعة ؟

-بسبب استجواب علوي حافظ عن صفقات السلاح وقال فيه عبارة "عصابة الأربعة" يقصد حسين سالم ومنير ثابت ومحمد أبو غزالة وكمال حسن علي ومبارك غضب من والدي لأنه سمح لعلوي حافظ أن يناقش الاستجواب ويقول هذه العبارات فيه ولا يقاطعه أو يحذف هذه الكلمات من المضبطة ، وكانت هناك مشاكل أخري جعلت مبارك يقاطع والدي الذي قرر أن يترك منصبه كرئيس لمجلس الشعب وأن يعكف علي كتابة مذكرات وكان هناك عدد من المذكرات كتبها في المجلس ومكتوبة علي ورق وكان يقرأ علينا بعض من مذكراته فكنا نقول له هذا كلام جرئ جداً فقال لنا :"هيحصل إيه .. يغتالوني " . وكان ينوي عدم الاستمرار في رئاسة المجلس وكان مقرراً أن ينتقل إلي الجامعة العربية لأن علاقته كانت جيدة بالشعوب العربية وحكامها.

> ذكرت أن مبارك قاطع والدك بسبب استجواب عصابة الأربعة فماذا عن الخلافات الأخري ؟

- الخلاف كان يتنامي بينهما لأن والدي رفض بيع القطاع العام وله مقولة مشهورة مع فؤاد سلطان وزير السياحة آنذاك في أحد طلبات الإحاطة حول بيع فندق "سان استيفانو" وقال بالنص "بيع القطاع العام علي جثتي . اليوم تبيعون الفنادق وغداً تبيعون المستشفيات والمصانع والشركات وتبيعون البلد ". و حرص والدي علي كتابة هذا في مذكراته فقال " ابقوا وحدكم تريدون أن تبكون علي الماضي وتضيعون مكاسب ثورة1952 وابقوا وحدكم تبكون الثروة والاستعمار والفساد والإقطاع وتترفون في ظله أفراحهم أحزان شعب وغناهم فقر شعب قصورهم سهول شعب حقولهم قبور شعب.

> وماذا عما قيل من أن سبب الخلاف بينهما هو أن الدكتور قال لصدام حسين: إنك قائد العرب مثل جمال عبد الناصر. وذكر صدام ذلك لمبارك ؟

- هذا غير صحيح لأن والدي كان ينتقد صدام بقوة وحدث هذا أمامي في عيد ميلاد أحد أحفاده من أبناء شقيقتي وكان حاضرا ومسجل رأيه بالفيديو وقال عن صدام أنه مجنون وفاجر ، ولكن والدي كان علي علاقة تاريخية بالشعب العراقي ، وكان يقول إن العرب في حاجة إلي زعيم مثل عبد الناصر . وكتب في مذكراته: إن العرب ورثوا أبناءهم الخوف أيها العرب لم لا تغضبون ؟ ومتي تغضبون ؟ فإن لم تغضبوا فورثوا أبناءكم الغضب. وهو في مذكراته كان يدعو إلي الثورة .


> وماذا عن متابعتكم سير التحقيقات التي استمرت ثلاث سنوات ؟

- كنا نتابعها من خلال وسائل الإعلام والصحف . والغريب أنه الصحف لم تكن تهتم بتغطية التحقيقات والمحاكمات علي مدار ثلاث سنوات. وكان لدي إحساس أن المحكمة ستبرئ جميع المتهمين الذين جاءوا بهم من الجماعة الإسلامية لأني من الوهلة الأولي كان لدي شعور أنهم ليسوا مرتكبي الاغتيال وأنهم تعرضوا للتعذيب ، ولا يوجد هناك دافع حتي تغتال الجماعة الإسلامية والدي .

> ولكن الجماعة سبق أن كفرت والدك بسبب منعه تطبيق الشريعة في مصر ؟

-أولا الجميع يعلم أن والدي كان صواماً قواماً وقبل اغتياله كان صائماً شهري رجب وشعبان أما فيما يخص رفضه تطبيق الشريعة فأنا راجعته في ذلك فقال لي : مصر فيها لصوص كبار لن يجرؤ أحد علي الاقتراب منهم، وكان يري أن تطبيق الشريعة في وجود فساد ومراكز قوي لن يتم إلا علي الضعيف أما الكبار فلن يطبق عليهم ، وبالتالي سيضيع الحق ،وهو استند إلي الحديث النبوي "لعن الله قوماً ضاع الحق بينهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد " لذلك أستبعد تماماً أي خلاف يكون قد وقع بين والدي والجماعات الإسلامية .

> هل الجاني له علاقة بالجماعات الإسلامية أم حسني مبارك ؟

- معرفش، لكن فترة حكم مبارك لم يقم أحد بالبحث عن الجناة الحقيقيين وهذا تقصير متعمد ، وباعتراف اللواء فؤاد علام فإن الدولة أهدرت دم المحجوب ويوجد جاني حر طليق .

> ما رأيك في عهد مبارك ؟

- لم أكن سعيدة فيه لأنه قصر في حق والدي حياً وميتاً.

> كيف ؟


-هناك عدد من القضايا حاولوا تلفيقها له أثناء رئاسته لمجلس الشعب مثل موضوع قصر العيني رغم أن عقده تم في عهد السادات وكان قبل أن يتولي رئاسة المجلس وكل إليه أن يكتب عقداً قانونياً هندسيا اقتصاديا وشاركه في صياغة العقد الدكتور ثروت بدوي والدكتور علي رأفت أحد الأساتذة الكبار في كلية الهندسة كتبه من الصيغة الهندسية، وادعت الدولة أن الدكتور المحجوب حصل علي أتعاب مبالغ فيها ولم تكن الأرقام التي يعلنون عنها إلا من وحي خيالهم ولم تكن حقيقة كما أن الدولة ادعت أنه حصل عليها بالدولار، رغم أنها كانت بالجنيه المصري والذي دفع الأتعاب هي الشركة الفرنسية وكل هذا تم قبل تعيين والدي في مجلس الشعب واختياره رئيساً له وكانت بصفته محاميا واستشاريا قانونيا اقتصاديا يعمل من خلال مكتبه الخاص المشهور وهم أثاروا هذه النقطة وانتهزوا فرصة وجوده في المجلس . وكان يري والدي أنه ليس عليه لوم ثم أنه تعجب لأن أحداً لم يذكر اسم شريكيه في كتابة العقد.. وقد أصر والدي علي أن يكون الاستجواب علنياً في المجلس وأن يتم التحقيق معه في النيابة. وكان يدرك جيداً أن موضوع قصر العيني وقضية شقيقه تم إثارتهما لتصفيته سياسياً بسبب مواقفه في المجلس وإصراره علي مناقشة الاستجوابات الخاصة بصفقات السلاح وغيرها من قضايا الفساد أثناء رئاسته لمجلس الشعب ، وبسبب اللاءات الأربعة التي كان يرددها ولم تنفذ إلا بعد اغتياله وهي لا للخصخصة وبيع القطاع العام ولا للمساس بالدعم ولا للمساس بمجانية التعليم ولا للتدخل الأجنبي في الشئون العربية ولا للحرب علي العراق . وعلي ما أعتقد فإن هذه سبب مواقفه الرافضة من هذه القضايا. وكان يقول دائماً أن أخطر الأصوات صوت طنين ذبابة يحجب عنك صوت العاصفة

هناك 9 تعليقات:

  1. كان من السهل على مبارك ابعاد المحجوب عن رئاسة مجلس الشعب وتنتهى المسالة ببساطة اذا كانت لامور وصلت بينهم الى هذا الحد ...فلماذا وصلت الخلافات بينهم الى درجة رواج هذه الشائعات

    ردحذف
  2. دا الواحد مكنش عايش في البلد. .

    ردحذف
  3. اكثر من رائع

    ردحذف
  4. لازم مراجعة من يكتب تاريخ مصر بالحياديه والصدق،،دون الاساءه أو نشر اسرار مضره

    ردحذف
  5. سقراطة أليكس5 سبتمبر 2020 في 3:38 م

    لا اقول غير أن العملاء داخل البلد هم وراء كل ذلك بحاشية مبارك واغتيال المحجوب كان صورة مصغرة لاغتيال مصر فى جريمة يناير 2011

    ردحذف

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...