تحميل تطبيق المدونه

الاثنين، 8 أبريل 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 82


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 37 -
" ودخل الناس فى دين الله أفواجاً" "و"
وتمضي الآيات بحكم الله فيهم: تنفيهم عن الإسلام أحياء وأمواتاً ، وتعزلهم عن مخالطة المؤمنين ، وتحرم خروجهم معهم إذا خرجوا للجهاد ، حسماً لشر الفتنة ، وتنهى نبي الإسلام نهياً باتاً عن أن يستغفر لهم أو يصلى علي أحدٍ مات منهم أبداً أو يقوم على قبره:
" اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَىٰ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83) وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)" .. صدق الله العظيم.
ثم يقول الله جل شأنه في نفس السورة:
" لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91) وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ۚ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ۚ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ ۖ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَىٰ عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) .. صدق الله العظيم.
كانت غزوة "تبوك" فى شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة. وبعدها ، فما بقي من شهور السنة ، تتابعت وفود القبائل العربية على دار الهجرة ، ضاربة إليها من كل وجه ، تبايع المصطفى علي الإسلام.
حتى سميت هذه السنة التاسعة "سنة الوفود".
أسلمت ثقيف ، وكانت قد امتنعت بالطائف "يوم حنين".
وقدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مرجِعَه من تبوك.
وجاء وفد بنى تميم ، وفيه قيس بن عاصم ، وعطارد بن حاجب ، والأقرع ابن حابس ، وعمرو بن الأهتم ، والزبرقان بن بدر.
وجاء ضمام بن ثعلبة ، في وفد بنى سعد بن بكر.
والجارود بن عمرو ، في وفد عبد القيس.
والأشعث بن قيس ، في وفد كندة.
وصرد بن عبد الله ، في وفد الأزد.
كما قدم وفد طيئ ، فيهم سيدهم "زيد الخيل" الذي قال فيه رسول الله:
"
ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ، ثم جاءنى إلا رأيته دون ما يقال فيه ؛ إلا زيد الخيل فإنه لم يبلغ كل ما كان فيه".
وجاء رجل من بنى زبيد ، فيهم عمرو بن معديكرب ، ووفد بنى حنيفة فيهم مسيلمة بن حبيب ، الكذاب ......
قال إبن إسحاق ، في سنة الوفود:
"
وإنما كانت العرب تربَّصُ بالإسلام أمر هذا الحىِّ من قريش وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك أن قريشاً كانوا إمام الناس وهاديهم ، وأهل البيت الحرام ، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وقادة العرب لا يُنكَرُ ذلك. وكانت قريش هى التى نصبت لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافه ، فلما افتتحت مكة ودانت له قريش ... دخلوا في دين الله ، كما قال عزَّ وجل ، أفواجاً ، يضربون إليه من كل وجه.
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ .. "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)" .. صدق الله العظيم.
**********
عزيزى القارئ:
_________
تربَّص: انتظاره - ترصده - الإقامة بالمكان - نصب كمين للعدو للإيقاع به.
صريح: خالص مما يشوبه - واضح جلى لا لبس فيه ولا غموض - تعبير عن ظهور حقيقة الأمر بعد ستره - خالص من التأويل.
يُنكر: يجهله مع علم به - يدعى عدم معرفته - عاب عليه ونهاه عنه.
عزيزى القارئ:
_________
ولا زلنا مع د. "بنت الشاطئ" في رحاب وآثار غزوة "تبوك" والآيات من سورة "التوبة" .. وحتى لا أطيل عليكم سأكتفى بعرض تفسير الآيات التى ذكرتها أعلاه من هذه السورة .. كذلك تفسير سورة "النصر"
من الآية 80 حتى 84:
يتحدث الله تعالى مخاطباً سيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم بصيغة الأمر ومعناه الخبر: سواء يا محمد استغفرت لهؤلاء المنافقين أم لم تستغفر لهم فلن يغفر الله لهم وإن استغفرت لهم كثيراً حتى لو كان سبعين مرة "مبالغة للتكثير" فلن يغفر الله لهم أبداً .. عدم المغفرة لهم بسبب كفرهم بالله ورسوله كفراً شنيعاً حيث أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر .. والله لا يوفق للإيمان الخارجين عن طاعته ، ولا يهديهم إلى سبيل السعادة .. فرح المنافقون الذين تخلفوا عن رسول الله في غزوة تبوك بقعودهم بعد خروج الرسول صلى الله عليه وسلممخالفة له حين سار وأقاموا .. وكرهوا الخروج إلي الجهاد إيثاراً للراحة وخوف إتلاف النفس والمال لما في قلوبهم من الكفر والنفاق .. وقال بعضهم لبعض: لا تخرجوا إلى الجهاد في وقت الحر ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم استنفرهم إلى هذه الغزوة في حر شديد .. فقد تواصوا فيما بينهم بالشر والفساد لا تنفروا في الحر .. فقد جمعوا ثلاث خصال من الكفر والضلال: الفرح بالقعود ، وكراهية الجهاد ، ونهى الغير عن ذلك .. وقال الله تعالى رداً عليهم قل لهم يا "محمد": نار جهنم التى تصيرون إليها بتثاقلكم عن الجهاد أشد حراً مما تحذرون من الحر المعهود ، فإن حر الدنيا يزول ولا يبقي وحر جهنم دائم يفتر ، فما لكم لا تحذرون نار جهنم؟ .. لو كانوا يفهمون لنفروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الحر ليتقوا به حر جهنم الذى هو أضعاف أضعاف هذا ولكنهم "كالمستجير من الرمضاء بالنار" .. فسيضحكون قليلاً وسيبكون كثيراً جزاءً لهم على ما اجترحوا من فنون المعاصي .. فإن ردك الله من غزوة تبوك إلى طائفة من المنافقين الذين تخلفوا بدون عذر وطلبوا الخروج معك لغزوة أخرى فقل لهم لن تخرجوا معى للجهاد أبداً ولن يكون لكم شرف القتال معى لأعداء الله ، وهوخبر معناه النهى للمبالغة ، جارٍ مجرى الذم لهم لإظهار نفاقهم وإنكم قعدتم عن الخروج معى أول مرة حين لم نخرجوا إلي تبوك فاقعدوا مع المتخلفين عن الغزو من النساء والصبيان .. ولا تصلِّ يا "محمد" على أحدٍ من هؤلاء المنافقين إذا مات لأن صلاتك رحمة وهم ليسوا أهلاً للرحمة ولا تقف علي قبره للدفن أو للزيارة والدعاء .. لأنهم كانوا في حياتهم منافقين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر .. وماتوا وهم علي نفاقهم خارجون من الإسلام متمردون في العصيان "وقد نزلت في ابن سلول".
وتفسير الآيات من الآية 91 حتى 96:
ليس علي الشيوخ المسنين ولا على المرضي العاجزين الذين لا يستطيعون الجهاد لعجزهم أو مرضهم ولا على الفقراء الذين لا يجدون نفقة للجهاد حرج فلا إثم عليهم في القعود .. إذا أخلصوا الإيمان والعمل الصالح فلم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم "يحبطوهم" ولم يثيروا الفتن فليس على هؤلاء حرج إذا تركوا الغزو لأنهم أصحاب أعذار .. وليس عليهم جناح ولا إلى معاتبتهم سبيل وتم وصفهم بالمحسنين لأنهم نصحوا لله ورسوله ورفع عنهم العقوبة والتعنيف واللوم وهذا من بليغ الكلام "والله غفور رحيم" أى عظيم المغفرة والرحمة حيث وسع على أهل الأعذار .. "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم" نزلت في البكائين الذين أرادوا الغزو مع الرسول ولم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه .. وهم البكاءون السبعة من الأنصار الذين أتوا رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وقالوا: قد نذرنا الخروج فاحملنا نغزو معك ، فقال عليه السلام: لا أجد ما أحملكم عليه من الدواب ، فإنصرفوا وأعينهم تسيل دمعاً من شدة الحزن لأنهم لم يجدوا ما ينفقونه لغزوهم ولم يكن عند الرسول ما يحملهم عليه .. إنما الإثم والحرج على الذين يستأذنونك فى التخلف وهم قادرون علي الجهاد والإنفاق لغناهم .. رضوا بأن يكونوا مع النساء والمرضي والعجزة وختم الله على قلوبهم فهم لذلك لا يهتدون .. يعتذر إليكم هؤلاء المتخلفون عن غزوة تبوك إذا رجعتم إليهم من سفركم وجهادكم .. قل لهم لا تعتذروا فلن نصدقكم فيما تقولون .. وقد أخبرنا الله بأحوالكم وما في ضمائركم من الخبث والنفاق .. وسيرى الله ورسوله عملكم فيما بعد ، أتتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه؟ .. ثم ترجعون بعد مماتكم إلى الله تعالى الذى يعلم السر والعلانية ، ولا تخفي عليه خافية .. فيخبركم عند وقوفكم بين يديه بأعمالكم كلها ويجازيكم عليها الجزاء العادل .. وسيحلفون لكم بالله هؤلاء المنافقون إذا رجعتم إليهم من تبوك معتذرين بالأعذار الكاذبة لتصفحوا عنهم ولتمتنعوا عن ذمهم .. فإمتنعوا عنهم إمتناع مقتٍ واجتناب واتركوهم وما اختاروا لأنفسهم من الكفر والنفاق "أى ترك الكلام والسلام معهم" .. لأنهم كالقذر لخبث باطنهم ومصيرهم إلى جهنم هى مسكنهم ومأواهم جزاءً لهم على نفاقهم في الدنيا وما اكتسبوه من الآثام .. وكرر الله تعالى "يحلفون لكم لترضوا عنهم" لبيان كذبهم والتحذير من الاغترار بمعاذيرهم الكاذبة .. أى يحلفون لكم بأعظم الأيمان لينالوا رضاكم .. فإن رضيتم عنهم فإن رضاكم لا ينفعهم لأن الله ساخط عليهم لفسقهم وخروجهم عن الطاعة.
عزيزى القارئ:
_________
وإليكم رابط فيديو عن غزوة تبوك وتفاصيل عن جيش العسرة الذى خرج لمواجهة جيش أعظم دولة في ذلك الزمان وعن سخاء سيدنا "عثمان بن عفان" رضي الله عنه في الإنفاق على الجيش وكيف انسحب المنافقون ومن أهل الإيمان لم يتكاسل منهم إلا ثلاثة .. وتفاصيل أخرى ومعجزات حدثت .. وكيف كفى الله المؤمنين القتال .. الخ .. أترككم مع الفيديو .. مدته 30:11 دقيقة
اللهم صلِّ علي سيدنا "محمد" مفتاح رحمتك وعين نعمتك وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

فريق مصر أم الكون


خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...