مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 16

هيا بنا فلاش باك لنستكمل ماتوقفنا عنده من أحداث الأمن المركزى أيام تولى الوزير أحمد رشدى وكنا قد توقفنا عند أتصال على لطفى رئيس الوزراء بأحمد رشدى وقال له أحمد رشدى بعد ساعه ستكون إستقالتى أمامك واليوم نستكمل معكم الحكايه

بعد الأتصال كان الوزير أحمد رشدى فى طريقه لمعسكر الهرم للأمن المركزى وأتصل بقائد الأمن المركزى يسأله عن الوضع فى المعسكر فطمأنه أن الوضع تحت السيطره لكن عندما وصل الوزير للمعسكر أكتشف الخيانه وأن قائد معسكر الأمن المركزى خدعه وقبل أن تدخل سيارة الوزير المعسكر أنهال عليه وابل من الطوب وقذفه الجنود بالطوب والحجاره وأنفتحت راسه والدم غرق وشه وتدخلت الحراسه والقوات الخاصه قبل أن يتم قتل الوزير بعد أن ألتف حوله العساكر ونجا من محاولة أغتياله  

أمر رشدى سواق السياره بالأنسحاب فورا والذهاب لأقرب مستشفى وأتصل أحمد رشدى من المستشفى بقائد الأمن المركزى وعاتبه على طمأنته وأتهمه بالخيانه وقال له أنا مندهش لخيانتك لى وخديعتك أن الأمور تحت السيطره وهو مارأيت عكسه فى المعسكر

يقول أحمد رشدى فى كتاب أكرم القصاص أنه عرف أن كبار ظباط الأمن المركزى وراء توزيع المنشورات على العساكر وأن كبار تجار المخدرات وبعض الوزراء دبروا أحداث الأمن المركزى للأطاحه به من منصبه

لم يقتنع على لطفى بمبررات أحمد رشدى وأتصل بالمشير أبو غزاله وطلب منه مواجهة أفراد الأمن المركزى الثائرين وفعلا أستجاب  أبو غزاله ونزلت أفراد الصاعقه والقوات الخاصه المدربه على التعامل بدون سلاح شوارع القاهره وأستطاعوا فرض السيطره على الموقف وهناك أقاويل تقول أنه مات 700 جندى أمن مركزى فى هذه الأحداث لكنها أقاويل غير مؤكده ولم نستطيع الحصول على مصدر رسمى يؤكدها 

لا أحد يمكنه أن يجزم بأن هناك شخصا محددا لكن المؤكد أن أحمد رشدى كان له أعداء كثيرون وأن مبارك كان يعرف ذلك وقد سانده فى بداية الأمر وقال له إن أحدا ليس فوق القانون لكنه أمام حادث الأمن المركزى قبل إستقالته

 قضى اللواء أحمد رشدى مايقرب من عام ونصف فى وزارة الداخليه كانت شهورا فارقه فالرجل فرض الأنضباط فى الشارع وواجه المخدرات وألزم الضباط الكبار والصغار بالذهاب لمكاتبهم مبكرا وأعتاد على التعامل بنفسه مع المخالفات المروريه أو التعديات الصارخه على الأرصفه أو الطرق أثناء سيره متوجها لمكتبه أو منزله كان يعاقب السائق أو المواطن المخالف والضابط سواء كان كبيرا أم صغيرا

أجتمع مبارك مع أفراد الأمن المركزى وحاول طمأنتهم وأحال الموضوع للتحقيق لكن ماتعرفشى ليه يامؤمن ياموحد بالله لم تظهر نتائج هذا التحقيق

طبعا تجار المخدرات فرحوا جدا بخروج أحمد رشدى وطلعوا صنف حشيش جديد أتذكر أن أسمه    باى باى رشدى

ظل رشدى صامتا فتره طويله لايتكلم بعد هذه الواقعه وعرف يتحرى عن تلك الأحداث من بعض تلاميذه بالداخليه الشرفاء اللى أحزنهم ماحدث لهذا الوزير الشريف

يذكر التاريخ أن اللواء أحمد رشدى لم يتحدث مباشرة ولم يوجه إتهامات محدده لكنه أشار على وزراء ومسؤولين كبار شاركوا فى صناعة المؤامره ضده والدليل أن قوات الأمن المركزى لم يحدث أن ثارت أو تمردت بهذا الشكل لا قبل عام 1986 م ولا بعده وليس من طبيعتهم أن يثوروا وتمردهم يحتاج لتأمل وهناك إشارات قالت إن وراء هذه الأحداث كان (( ص . ش )) و(( ى . و )) والدكتور (( ر . م )) وقد كتب محمد صلاح الزهار صاحب كتاب وزراء على كف عفريت أن معلومات توفرت لديه بوجود مؤامره على أحمد رشدى ليس فقط من تجار المخدرات لكن أيضا من مسؤولين كبار لأن وزير الداخليه قبض على شقيق رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب وأقتحم وزارة الصناعه ليقبض على 11 مسؤولا فى قضية الصناعه الكبرى مع ملاحظة أن هذه السنوات من حكم مبارك، كانت أكثر سنوات تشهد صراعات بين المسؤولين وبعضهم للبقاء فى القمه  ولم يخل الأمر من تسريبات وخطط وحملات متبادله لعبت فيها الصحف الحزبيه والأعلام  دورا كبيرا بينما كان وزير الداخليه أحمد رشدى يعمل بالقانون ويرفض أى تدخلات ويساوى بين المواطن فى إشارة مرور وبين شقيق رئيس مجلس الشعب

كان الإعلان عن ضبط تلك القضيه أشبه بقنبله وقتها  قدم وزير الصناعه إحتجاجا لرئيس الوزراء ضد وزير الداخليه  وخرج اللواء أحمد رشدى وزير الداخليه على الرأى العام ليؤكد فى تصريحات صحفيه أن سياسته فى إدارة وزارة الداخليه ثابته ومعلنه منذ أن تولى الوزاره وأشار فاروق المقرحى مساعد وزير الداخليه السابق  فقد وردت أسماء 8 وزراء فى تسجيلات قضية الرشوه الكبرى

كل هذه القصص تشير إلى أن هناك أطرافا كثيره كانت تريد الأطاحه برشدى لأنه لم يراعى التوازنات أو الأصطدام بالكبار وأحتمى بالقانون وحامت الشبهات حول (( ص . ش )) و (( ر . م )) خصوصا أن واحد فيهم تم أغتياله بعدها وقالوا مبارك اللى عملها لأنه كان حيضيع البلد علشان أخوه والتانى تحوم حوله شائعات كثيره بتصفية بعض الناس ومنهم الممثله الشهيره (( س . ح ))

كان الفساد ضارب فى مصر للحلقوم لكن لم يكن أحد يتكلم سوى صحف المعارضه وعلى رأسها جريدة الوفد وكان فيه عمود يومى عن الفساد تحت أسم العصفوره قالتلى ويقال أن الصحفى كان أسمه أيمن نور ومالوش طبعا علاقه بأيمن نور بتاع جميله إسماعيل وكان الفساد له نصيب كبير فى المواجهه

ركز معايا الله يرضى عليك أى نعم أنا بدخل فى تفاصيل ملهاش لازمه من وجهة نظرك لكن لما تعرفها حتعرف ليه قيادة البلد الحاليه بتتعامل مع ملفات الفساد بحذر شديد لأن بعض شبكات الفساد أستطاعت عبر 30 عام الأرتباط بعصابات فساد دوليه ومنهم وزراء سابقين مشهورين قوى أرتبطوا بالموساد نفسها ويمكن أحد الوزراء هو سبب البلاوى اللى موجوده حاليا فى وزارة (( ز ))  التى أستفحل فيها الفساد بعد أن تم تعيين كل تلاميذه وصبيانه بالوزاره وعلى رأسهم (( م . م ))

قبل تفجر أحداث الأمن المركزى سافر اللواء محمد عبدالحليم موسى مدير الأمن العام وقتها على رأس قوه من كبار ظباط المباحث الجنائيه بوزارة الداخليه إلى الإسكندريه وهاجموا شقه وقبضوا على متهمين هاربين من حكم صادر ضدهما بالسجن لمدة 10 سنوات فى قضية رشوه هذان المتهمان كانا عبدالخالق المحجوب وكان خبيرا بإدارة النقد بوزارة الأقتصاد وشقيق رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب الرجل الثانى بالنظام  وقتها والثانى رفعت بشير وكيل أول وزارة الأقتصاد لشؤون النقد الأجنبى

 كانت قضية هروب المحجوب وبشير عقب الحكم عليهما حضوريا حاجه غريبه  وكانت جريدة الوفد من الصحف التى واصلت النشر فى هذا الموضوع وتناول رئيس تحريرها مصطفى شردى القضية بشكل سبب إحراجا للحكومه ولرئيس مجلس الشعب

 كانت جريدة الوفد تبنت هذا الأمر شهورا كما قلتلك فى عامود تحت أسم العصفوره قالتلى  وكانت جريدة الوفد بشكل عام ضمن الصحف التى تقف فى مواجهة رئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب سياسياً وأيديولوجيا وكانت تحصل على معلوماتها من جهات داخل النظام وكانت صحف المعارضه تستفيد من صراعات السلطه والوزراء والوزارات  فى الحصول على أخبار بهذه الحساسيه وأيضا تستفيد من التضاد داخل الحكومه وأجهزة الدوله

 أتهمت الوفد رئيس مجلس الشعب بتسهيل هروب شقيقه من تنفيذ حكم بالسجن لمدة 10 سنوات وتقدم أحد أعضاء مجلس الشعب على ماأتذكر أحمد يونس بتاع البحيره المشهور  بإستجواب لرئيس الوزراء ووزير الداخليه عن أسباب وكيفية هروب شقيق رئيس مجلس الشعب وتحددت جلسه لطرح الأستجواب لكن قبلها بيوم نجح أحمد رشدى  فى أصطياد شقيق المحجوب

نيجى بقى لقصة البكوشى رغم أنها خارج سياق سلسلة المقالات لكن بناءاً على طلب الكثيرين من حضراتكم

كانت وصلت إلى جهاز مباحث أمن الدوله معلومات عن مخطط  لإغتيال المعارض الليبى المقيم فى مصر عبدالحميد البكوش وتم تكليف منظمة أوروبيه أسمها المافيا لإغتياله نظير مبلغ ضخم تم سداد نصفه نقداً للمنظمه باليونان  وتبقى النصف الآخر لما بعد التنفيذ

 تم إبلاغ  أحمد رشدى والسماح لعنصرى المنظمه اللذين وصلا للتنفيذ بالدخول ووضعهما تحت مراقبة الأسوره المخابراتيه يعنى مراقبه 48 ساعه فى الـ 24 ساعه

 تم الدفع بضابطين من أمن الدوله للأتصال بهما وإيهامهما أنهما منشقان عرفا بالعمليه وأنهما على أستعداد للقيام بتلك المهمه بدلا منهم  نظير الأموال

المافيا  كانت تعرف بمعلومات عن جهاز الشرطه المصريه وتعرف مدى الترهل الذى أصيب به قبل وأثناء حادث المنصه

حصل الضابطان على نصف المبلغ مقدماً ونفذاها بالفعل وتم أغتيال البكوش أمام عميلى المنظمه اللذين تابعا جسد البكوش الغارق فى دمه قبل أن يدفنه الضابطان فى مقبره مهجوره وأسرعا مع العميلين بالهرب وألتقط عميلا المنظمه الصور لجثة البكوشى وبعد التنفيذ رفض الضابطان السماح للعميلين بالرحيل قبل أن يتقاضيا بقية المبلغ المتفق عليه وأتى المبلغ مع عميل المنظمه الثالث الموجود فى اليونان

 تم إلقاء القبض عليه ومصادرة المبلغ ليلحق بزميليه رهن الأعتقال

فى مؤتمر صحفى وتليفزيونى عالمى حضره مندوبوا الصحف والتليفزيونات شرح أحمد رشدى ملابسات وأسباب أغتيال اللاجئ السياسى عبدالحميد البكوش مع إعلان الصحف قبلها عن نجاح عملية الأغتيال وصور الضحيه مدرجه فى دمائها وفوجئ العالم كله بوزير الداخليه يضحك ضحكه ساخره  ويلقى السلام على جميع المندوبين وأمام الكاميرات مد إيده إلى باب جنبه وسحب شخصا اللاجئ السياسى المقتول ووقف البكوش أمام عدسات التليفزيون يستقبل نظرات الذهول وطبعا تضاعفت شعبية الوزير وزاد أعداؤه فى الداخل والخارج

أرى أننى أطلت على حضراتكم ودخلنا  فى الغويط ولابد لنا من التوقف لإلتقاط الأنفاس وتنظيم العمل حتى لانقع أثناء السرد فى المحظورات فإلى لقاء قادم متى شاء الله مع مزايا وجنة ونعيم عصر مبارك اللى كان أهم مايعرفه أنه عارف يسكت هذا الشعب أزاى ومحدش يتكلم فى السياسه إلا بعد 2011 م وزهقونا من فتاويهم وتحريفهم للوقائع ويؤسفنى أن أقول أنهم مش فاهمين أبسط قواعد اللى بيتكلموا فيه وعليهم قراءة التاريخ علشان يتعلموا يتكلموا سياسيه لأن التاريخ خير معلم لكن يتكلم ليه  طالما بطنه مليانه لكن كان بيجيب منين حرام أم حلال  مش مهم الأهم أن البطن مليانه ويقعد يقول ولايوم من أيامك يامبارك

جنرال بهاء الشامى