تحميل تطبيق المدونه

الاثنين، 14 يناير 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 18



" والليل إذا يغشي " " ح "
عرفت قريش أن أبا طالب لن يتخلى عن نصرة ابن أخيه ولن يخذله ، فليس لها إليه من سبيل إلا أن تخوض حرباً مع بنى هاشم.
وفي سورة غيظها وقهرها ، زين لها سفهها رأياً أحمق: ماذا لو أعطت أبا طالب فتى من فتيانها بديلاً عن محمد ابن أخيه؟
وليكن هذا البديل "عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومى" زين شباب آل مخزوم فتوةً وجمالاً وعقلاً.
وقبل عمارة ، رجاء أن تنحسم به الفتنة التى مزقت قريشاً!
وبقي أن يرضي أبو طالب!
ومشوا إليه بعمارة بن الوليد فقالوا له:
-
يا أبا طالب ، هذا عمارة بن الوليد ، أنهد فتى في قريش وأجمله ، فخذه فلك عقله ونصره ، واتخذه ولداً فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذى قد خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم ، فنقتله فإنما هو رجل برجل!
ولم يصدق أبو طالب سمعه!
كيف بلغ بهم السفه أن يعرضوا عليه هذا الرأى الأحمق؟ لقد أضاعت قريش رشدها ورب الكعبة!
قال في تؤده:
- والله لبئس ما تساوموننى: أتعطوننى ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابنى تقتلونه؟ هذا والله ما لا يكون أبداً.
قال له المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف:
-
والله يا أبا طالب ، لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه ، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاَ.
ورد أبو طالب على المطعم ؛ حفيد عبد مناف بن قصي:
-
والله ما أنصفونى ، ولكنك قد أجمعت خذلانى ومظاهرة القوم علىّ ، فاصنع ما بدا لك.
وانصرف القوم على يأش:
وكذلك نفض أبو طالب يده من بنى عمومته ، آل عبد شمس ونوفل ، ومن عشيرته وذوى قرباه في تيم ومخزوم وزهرة ، وأدرك أن القوم قد تظاهروا على من يمنعون محمداً ، من بنى عبد المطلب وبنى هاشم ...
ووثبت القبائل من قريش على من فيها من أصحاب المصطفي الذين أسلموا معه ، يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ...
وبقي بنو هاشم على نصرة محمد بن عبد الله ، لم يشذ عنهم غير "أبي لهب" عدو الله الملعون ...
**********
عزيزى القارئ:
--------------
أنهد: أظهر - أملأ - أشرف - أنهض - أعظم
رشدها: سن البلوغ والتعقل - بلوغ سن التكليف
تؤدة: رزانة - وتأنٍ - وتمهل وروية
أغذوه: أمده بالطعام والشراب (الغذاء) - رباه - مده بغذاء روحى
مظاهرة: إعلان رأى أو إظهار عاطفة في صورة مسيرة جماعية - عاونه وناصره - تجمهر واحتشاد
يفتن: يحوله عن - مال عن - يستميله
عزيزى القارئ:
--------------
تواصل لنا الكاتبة د. "بنت الشاطئ" وصف حدة الصراع بين قريش وبنى هاشم المتمثلين في "أبو طالب" عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذى يرفض التخلي عن ابن أخيه رغم أنهم عرضوا عليه البديل "عمارة بن المغيرة المخزومى" .. لأنه كان يعلم تماماً أنهم يريدون التخلص منه بأى طريقة لما سببه لتهديد مصالحهم ونفوذهم ومجتمعهم .. لدرجة أنه وصف عرضهم بالسفه والحمق .. وكان الموقف الفصل لبنو هاشم إلا عدو الله "أبو جهل" الذى ترتب عليه زيادة تعذيب قريش لمن تبعوا الدين الجديد ..
عزيزى القارئ:
--------------
كنا توقفنا في اللقاء السابق عند نفاذ الماء من عبد المطلب ومن صحبوه وهم في الصحراء ممن اختلفوا معه بعد حفره لزمزم وهم في طريقهم لكاهنة بنى سعد بن هذيم بأطراف الشام .. فعندما تركوا له الرأى فيما وصلوا إليه وأوشكوا علي الهلاك وسط الصحراء..
قال لهم: فإنى أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة ، فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلاً واحداً .. فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة الركب جميعاً ؛ فقالوا: نعم ما أمرت به.
فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشاً ؛ ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه والله إن لقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا لعجز فعسي الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ، ارتحلوا ، فارتحلوا.
حتى إذا فرغوا ، ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها.
فلما انطلقت به انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب ، فكَبَّر عبد المطلب وكبر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه واستقوا ، ثم دعا القبائل من قريش ، فقال: هلم إلى الماء ، فقد سقانا الله ، فاشربوا واستقوا.
ثم قالوا: والله لقد قضي الله لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبداً ، إن الذى سقاك هذا الماء بهذه الفلاة (=الصحراء) لهو الذى سقاك زمزم .. فارجع إلى سقايتك راشداً.
فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة وخلوا بينه وبينها. وصدق ما رآه وما سمع عبد المطلب "إن حفرتها لن تندم = زمزم" ..
وسيكون لنا بمشيئة الله مواصلة لسيرة السيدة الفاضلة الطاهرة "آمنة بنت وهب" والتى سبق أن توقفنا عندما هَمَّ عبد المطلب بدعوة الأبناء العشرة أن يفوا بالنذر الذى قطعه على نفسه وقت حفر زمزم ولم يكن معه إلا ابنه الحارث .. فعندما بلغوا عشرة من الأبناء الأولاد عرض عليهم الوفاء بالنذر فلبوا طائعين متوجهين للكعبة مع أبيهم ويحمل كل منهم قدحاً عليه اسمه مستسلمين للمصير المحتوم.
وإلى لقاء قادم إذا شاء الرحمن .. أترككم مع رابط فيديو مدته 6:23 دقيقة عن دفاع العم أبو طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم
اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى بقدر عظمة ذاتك في كل وقت

فريق مصر أم الكون

‏‎Khadega Hussein

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...