اللامعقول فى عالم العقول رقم 23

توقفنا وأياكم عند وصول تامارا جولان للعاصمه الصوماليه مقديشيو ولقائها مع العميل الصومالى وتأكده من علامتها المخابراتيه وهى التلفيعه التى كانت تلفها حول رقبتها واليوم نستكمل معكم ماتوقفنا عنده

     
ألتقت تامار جولان عميل الموساد الصومالى وقد أمن لها الطريق وتأكد قبل وصولها من عدم تواجد عناصر لأجهزه غريبه حول نقطة اللقاء حيث طلبت منه مصاحبتها إلى فندق مجاور للمطار حيث ستقيم مع الترتيب لنقلها مباشرةً إلى قاعة المؤتمر

بدأت تامارا فى عمليتها وبسبب ضغوط بجدول أعمال صديقها الحميم رئيس كوت ديفوار هوبوا بوينى أكتفت بحوار رئاسى معه على التليفون ثم أجرت بعدها مباشرةً حوارها الثانى مع الرئيس التونسى  بورقيبه لكنها فشلت لرفضه وتهربه من الإجابه على سؤال رؤيته الخاصه لإمكانية توصل مصر وإسرائيل لإتفاقية سلام  لكنها نجحت بحوارها الثالث فى إنتزاع إجابه ملكيه على سؤال إستراتيجى حسبت بعد ذلك كإنجاز معلوماتى للموساد عندما كشف لها الملك الحسن الثانى الذى عرفها جيداً فى حوار خاص أجرته معه لحساب شبكة   BBCمكنون رؤيته وخطته للسلام بالشرق الأوسط  وكنت قلتلك فى مقالات خبايا حرب أكتوبر عن مضمون خطابه للرئيس السادات وقت حرب أكتوبر عن معلومات مؤكده من عملاء مغربيين فى إسرائيل حيث أكد لها فى إحدى الفقرات على هامش الحديث  طلب حذفها إستعداده الشخصى للتوسط بين مصر وإسرائيل لتحقيق إتفاقية سلام عادله حتى لو أضطره ذلك أستضافة مفاوضات حياديه تتمتع بالسريه التامه سرية للغايه تحت إدارته وإشرافه المباشر بالمغرب

وصل السادات إلى تلك النقطه وقرر التوقف لفحص المعلومات من التواريخ إلى مسيرة الأحداث وعندما تأكد من صحة تسلسل الوقائع طلب تسجيلات شبكة BBC ليوم الجمعه الموافق 14 يونيو 1974 عندما حاورت تامارا جولان الملك الحسن الثانى  ثم طلب من اللواء فوزى عبد الحافظ تكليف محمد سعيد أبو السعود وزير الإعلام لتوفير نسخه من شرائط تسجيلات راديو شبكة BBC عن اليوم المقصود  بأى ثمن

تحت ضغط اللواء فوزى عبد الحافظ الذى أدرك أهمية طلب السادات للتسجيلات وتوجيهه لوزير الإعلام بضرورة الحفاظ على السريه التامه أعلن أبو السعود عن حاجته لمهله أقصاها 72 ساعه يرسل فيها مبعوثاً خاصاً إلى الأرشيف الرئيسى الخاص بالشبكه البريطانيه فى لندن على أن يطلب بخطاب حكومى روتينى من وزارته أعتادت   BBC التعامل بصياغته شرائط تسجيلات أخبار قمة مقديشيو كامله بدعوى حاجة شبكات الإذاعه المصرية لها

   
فعلا أنجز وزير الإعلام محمد سعيد أبو السعود المهمه بناء على تكليف السادات وقبل مرور المهله التى طلبها عاد مبعوث وزارته إلى مصر مع نسخه مجمعه من التسجيلات المطلوبه ذهب بها مباشرةً إلى اللواء فوزى عبد الحافظ

أرسل السادات فى طلب اللواء كمال حسن على كى يتعامل معلوماتياً مع التسجيلات وتحليلها وكلفه الرئيس البحث فى أمرين الأول صحة نقل تامارا جولان إجابات الملك الحسن كامله لشبكة  BBC  من عدمه والثانى دراسة الموضوع من الناحيه الأستراتيجيه والمنطقيه على أن يعود حسن على خلال 24 ساعه ومعه إجابات دقيقه لكل التساؤلات

حضر اللواء كمال حسن على فى الموعد بالظبط  وقابل السادات وعلى وهو يبتسم  لإنجازه المهمه بنجاح وسلم الرئيس ملفاً وجد به السادات كل النتائج المطلوبه مع تفاصيل دقيقه أكدت عدم نقل تامارا جولان حديث الملك الحسن الثانى عاهل المغرب كاملاً للشبكه البريطانيه وأنها نفذت على ما يبدو طلبه لحذف فقرات بعينها مما كشف للسادات جوهر الإجابات التى بحث عنها الموساد فى مقديشيو وأثبت على الهامش مره أخرى مصداقية مفكرة اليوميات أما التوقع الإستخباراتى الأهم الذى أستخلصه اللواء كمال حسن على من تحليل المعلومات فقد شمل شقين :

الأول أن مصر كانت يومها فى إنتظار تسلم رغبه ملكيه رسميه من الملك الحسن الثانى للدخول كوسيط محايد لإدارة مفاوضات سريه للغايه بين الأطراف

الثانى أن تل أبيب فى طريقها لإستغلال العرض الملكى المغربى وهو ما حدث بالفعل بعدها بشهور وحندردش فيه بعدين تانى

عاد السادات عقب مغادرة اللواء كمال حسن على إلى مكتبه لمتابعة يوميات تامارا جولان التى وفر لها ساعات طويله من وقته الثمين لأهميتها القوميه بالنسبه لمصر وأستمر فى دراسة تسلسل الأحداث الوارده كما سجلتها وعايشتها صاحبتها بأهتمام وشغف حتى وقعت عيناه على فصل يوميات ذكرياتها عن لقائها الأول مع معمر القذافى الذى نجحت فى تحديد موعد خاص للقائه بطرابلس فى  يونيو 1975 وحنرجع تانى للنقطه دى

نرجع تانى  لدافيد قمحى نائب جهاز الموساد ومدير فرع عمليات تيفل وطبقاً لتعليماته وصلت تامارا جولان إلى مطار طرابلس 

قبيل هبوطها من طائرة الخطوط الجويه الفرنسيه آير فرنسا   التى أقلتها من مطار أديس أبابا مباشرةً إلى مطار طرابلس لاحظت تامارا بعينها المخابراتيه المدربه تواجداً أمنياً ليبياً مكثفاً حول الطائره التى كانت ما زالت تتحرك فى ذلك الوقت على أرض المطار لكنها أرجعت الأمر لإجراءات روتينيه عاديه
لكن ثبت عكس إعتقادها عندما فتح طاقم الضيافه الفرنسى أبواب الطائره تمهيداً لوداع ركاب الرحله الذين ففوجئت نقيبة الموساد تامارا جولان بضابط ليبى وسيم يدخل إلى الطائره لينادى على أسمها وعندما قامت قدم نفسه باسم النقيب موسى محمد كوسا يعمل بجهاز الأمن الليبى الخاص بالقذافى

 بعد أن قابلها قال لها أنه مكلف بإصطحابها إلى مقر القذافى الزعيم الركن المهيب زى ماكان واحد بياخد منشوراتى ويثبتنى بالكلمتين دول وبالمناسبه النقيب ده هرب من ليبيا فى مارس 2011 وهو برتبة عقيد مثلما سجلت تامارا جولان لم تكن تلك هى أول مره ينتظرها على سلم الطائره ضباط من سلطات أجهزة أمن الدول الإفريقيه التى نفذت فى أكبر عواصمها عمليات سريه لحساب جهاز الموساد سواء وهى منتحله شخصية سيدة الأعمال الفرنسيه جانيت أو كصحفيه متخصصه فى الشئون الإفريقيه

كانت المفاجأه الأخطر بالنسبة لها أن فاجأها النقيب بسؤال لم تتوقعه فماذا حدث وماهو السؤال وماذا حدث بعد ذلك هذا موعدنا معه الحلقه القادمه متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى