تحميل تطبيق المدونه

الاثنين، 4 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 57


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 11 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ز "
لم يكن قد مضى على المصطفي في دار هجرته يومُ وبعض يوم ، حين انكمش يهود في دورهم ومجامعهم يرصدون الحدث الخطير ، ويحسبون ألف حساب لما وراءه من تهديد لوجودهم المغتصب هناك.
وفي بيت زعيم يهود "حُيي بن أخطب" كانت العصابة في شغل شاغل بهذا المهاجر الذى احتشد عرب يثرب لإستقباله.
وبدا لإبن أخطب أن يتسلل هو وأخوه "أبو ياسر" في غلس الفجر ، ليتحققا من شخصية هذا النبي العربي ويستوثقا من أمره ، فى ضوء ما أعطى كتابهم الدينى من ملامح النبوة.
وكانت "صفية بنت حيي" هناك ، صبية مدللة ما تزال في بيت أبيها لم تر النبي بعد.
قالت بعد أن أسلمت ودخلت بيت المصطفي ، تسترجع ذكرياتها عن يوم الهجرة:
"
كنت أحبَّ ولد أبي إليه وإلي عمى أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذانى دونه. فلما قدم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، المدينة ، غدا عليه أبي وعمى مغلسين بين الفجر والصبح ، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس. فأتيا متعبين ساقطين يمشيان الهوينى ، فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ماالتفت واحد منهما إليّ، مع ما بهما من الغم. وسمعت عمى أبا ياسر وهو يقول لأبي:
-
أهو هو؟
قال: نعم ، إنه هو.
سأله عمى: أتعرفه وتثبته؟
قال: نعم أعرفه ...
وسأل عمى: فما في نفسك منه؟
ورد أبي: عداوته ما بقيت"
ومن ذلك اليوم الأول للجهرة ، بدأ أعداء البشر يشحذون أسلحتهم المسمومة ، ليحاربوا الإسلام في جبهة ماكرة ، أخطر وأضرى من الجبهة المكشوفة مع المشركين من قريش ...
كان همُّ يهود أن يوادعهم الإسلام ريثما يفيقون من صدمة الهجرة ، ويتدبرون وسيلة الخلاص من هذا الدين الذى لا يمكن أن يسالموه.
وتعلق أملهم بأن يذكر النبي أنهم أهل كتاب وأتباع نبي مرسل ، والقرآن فيما سمعوا من آياته يقرر أنه مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل ، مقر بنبوة موسي وعيسي وإبراهيم وسائر الأنبياء ، لا يفرق بين أحد منهم.
وفي خبث ومسكنة ، تقدموا يرحبون بالنبي المهاجر ويسألونه الموادعة والأمان ، وله عليهم أن يكونوا مع أهل المدينة ضد أى عدوان عليها من وثنيي مكة.
وكان الضمان ، ما ليهود في المنطقة من مستعمرات غنية وتجارة يملكون قيادها، وحصون مكدسة بالأموال ، فهم أحرص على سلام المدينة وأمن المنطقة ، من أهلها العرب الذين استنزف يهود خيرات أرضهم الطيبة.
**********
عزيزى القارئ:
_________
غلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح - حديث شريف: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى الصبح بغلس"
هششت: فرحت ونشطت - استضعفت - ما فيه رخاوة ولين - رخوة وتكسرت
الجهرة: ما ظهر - عياناً غير مستتر عنه بشئ - ما له صوت مرتفع
عزيزى القارئ:
_________
تؤكد لنا د. "بنت الشاطئ" أن اليهود بزعامة "حُيي بن أخطب" كانوا في انشغال بالغ من هذا النبي العربي الذى أتى إلى يثرب وتم الترحيب به والإيمان بالرسالة التى أتى بها .. صلى الله عليه وسلم .. وليستوثقوا منه وليؤمنوا أنفسهم وممتلكاتهم وأموالهم التى اكتنزوها بالفتنة والغصب بين الأوس والخزرج لسنوات طويلة حتى جردوا القبيلتين من أخصب أراضيهم وثرواتهم كعهد اليهود دائماً .. وسبحان الله تؤكد ذلك إبنة هذا الزعيم بعد فترة من الزمن وتعلن إسلامها وتحكى ما حدث وتصبح إحدى أمهات المؤمنين بالزواج من نبينا المصطفي عليه صلوات ربي وسلامه .. ورغم تأكدهم أنه نبي مرسل لم يؤمنوا به .. ورغم أنه صلى الله عليه وسلم أعطى لهم العهد بالموادعة والأمان وحرية العقيدة وأنهم أهل كتاب وبنبوة جميع الأنبياء عليهم أفضل صلاة وسلام .. وأن لهم كامل الحرية في الإعتقاد .. كما يسمونها في عصرنا الحالي بحق المواطنة .. إلا أنهم كادوا بالخبث والمسكنة كما عرفنا من السطور أعلاه وفي لقاءات قادمة إذا شاء الله ..
وفى رابط الفيديو التالي ستجدون بعضاً من ذلك أى موقف اليهود من نبينا الكريم اللهم صلى وبارك وسلم عليه .. وكذلك كيف تم تشريع الآذان كتنبيه لموعد الصلوات الخمس .. وأن النبي صلى الله عليه وسلم علم بكيدهم له بالقتل ولم يطمئن إلا بعد أن علم من وحى الله أنه معصوم .. "الله يعصمك من الناس" .. الخ .. أترككم مع الفيديو ومدته 13:32 دقيقة.
عزيزى القارئ:
_________
نستكمل ما اكتسبه نبينا الهادى والأنبياء عليهم الصلاة والسلام من ممارسة مهنة الرعي:
الحرص على سلامة الأغنام: باللجوء إلى أماكن الزرع والماء والإبتعاد عن أماكن الخطر.
الشجاعة والقدرة علي حماية قطيع الغنم: عند تعرضه لأى هجوم من حيوانات مفترسة.
حسن السياسة: لأن رعى الأغنام يحتاج إلى سلامة وسعة صدر وراحة بال والقدرة علي التعامل مع أى طارئ بسرعة البديهة.
الأمانة: فهو أمين على قطيع الغنم .. فلا يشرب منها لبناً ولا يرعاها في أماكن لا ماء فيها ولا زرع .. ولا يبيع منها ويَدَّعِى أنها ضاعت وإلا كان خائناً.
الرحمة والعطف: فالرحيم بالحيوان يكون أشد رحمة بالإنسان وطبيعة عمل الراعى مساعدة الغنم والعطف عليها عند إصابتها أو مرضها فمنها الصغير والكبير والضعيف .. فيتطلب ذلك اللين والرأفة بها حتى تلحق القطيع.
التواضع: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبْر" .. حيث إن من طبيعة الراعى حراسة الغنم والقيام علي أمرها من أكل وشرب ونظافة وتحمل ذلك بدون ضجر .. خاصة إذا أصابه روث الأغنام وبولها فذلك يكسر النفس ويبعد عنها الكبر.
اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا سيدنا "محمد" وآله وصحبه أجمعين .. "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...