تحميل تطبيق المدونه

الأحد، 10 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 63


 " مع المصطفى فى دار هجرته " - 17 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " م "
لكنهم لم يكفوا عن جدلهم الخبيث ، يبثون سمومه في المجتمع المدنى ، آمنين جانب نبي الإسلام ، محتمين بعهده الموثق.
حتى ضج الصحابة من شرهم ومكرهم فمضوا يساورونهم ويزجرونهم ، عساهم يرتدعون.
دخل "أبو بكر الصديق" بيت المدارس - حيث يجتمعون إلى أحبارهم ويتدارسون في أسفارهم - فوجد عصابة منهم قد اجتمعت إلى حبرين من رءوسهم "أشيع وفنحاص" ، فقال الصديق منذراً:
"
ويحك يا فنحاص اتق الله ، فوالله إنك لتعلم أن محمداً رسول الله قد جاءكم بالحق من عنده ، تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة والإنجيل".
ورد عدو الله ، وقد ذكر ما يتلو المسلمون من آيات القران في الحث علي التراحم والتكافل ، والبذل في وجوه الخير قرضاً حسناً يضاعفه الله لهم:
"
والله يا أبا بكر ، ما بنا إلى الله من فقر وإنه إلينا لفقير! وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء وما هو عنا بغنى! ولو كان غنياً ما استقرضنا أموالنا كما يزعم صاحبكم! كما يزعم صاحبكم! ينهاكم عن الربا ويُعطيناه ، ولو كان غنياً ما أعطانا الربا!"
فغضب أبو بكر ولطم وجه فنحاص وقال:
"
والذى نفسي بيده ، لولا العهد الذي بيننا وبينكم لضربت رأسك أى عدو الله".
وأسرع الخبيث إلى المصطفي يشكو إليه صاحبه ، وينكر أن يكون قال شيئاً مما أغضب الصديق.
ونزل قوله تعالي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ .. {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ۘ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)} .. صدق الله العظيم.
[
ملحوظة: من سورة "آل عمران"].
وازدادوا علي موادعة المصطفى جرأة وعناداً ، حتى أنكروا أنهم الذين سبقوا وبشروا بقرب مبعثه!
ولم يسكت الأنصار على هذا الإنكار الجرئ ، وطالما منَّ عليهم يهود بأنهم أهل كتاب ، وشغلوهم بالكلام عن نبى حان زمانه.
وتحدث إليهم من الأنصار "معاذ بن جبل ، وسعد بن عبادة ، وعقبة ابن وهب" قالوا:
"
يا معشر يهود ، اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته".
فرد منهم رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا:
-
ما قلنا لكم هذا قط ، وما أنزل الله من كتاب بعد موسي ، ولا أرسل بشيراً ، ولا نذيراً بعده!
وبدا أن المجتمع المدنى في حاجة إلى تطهير مما تنفسوا فيه من سموم الشروالنفاق. لكن عهد الموادعة كان يرخى لهم في أملهم أن يكيدوا للإسلام دون أن يواجهوه في معركة مكشوفة ، لم يكن أوانها قد حان بعد.
حتى شهر رجب من السنة الثانية للهجرة ، كان المصطفى والذين آمنوا معه يتجهون في صلاتهم مستقبلين الشمال.
ولم يكن صلى الله عليه وسلم راضياً عن تلك القبلة الأولي ، وطالما رنا في تأملاته إلى البيت العتيق يرجوه قبلة لأمته ، لكنه لم يكن يملك أن يغير قبلة المسلمين من تلقاء نفسه ، فليس له إلا أن ينتظر أمر ربه.
واستجاب الله سبحانه لرسوله ، فولاه القبلة التى يرضاها.
وصلى المصطفي والصحابة فى دار الهجرة ، مستقبلين المسجدَ الحرام بمكة ، منذ نزلت آية البقرة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ..{قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)} .. صدق الله العظيم.
[
ملحوظة: من سورة "البقرة"].
ولم يمض هذا التحول الهام دون جدل من يهود.
ذهب نفر من أحبارهم إلى المصطفي عليه الصلاة والسلام يسألونه:
-
يا محمد ، ما ولاّك عن قبلتك التى كنت عليها وأنت تزعم أنك علي ملة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك التى كنت عليها نتبعك ونصدقك.
وتلا المصطفي من وحى ربه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ .. {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(142)} .. صدق الله العظيم.
[
ملحوظة: من سورة "البقرة"].
وانصرف اليهود بغيظهم لم ينالوا شيئاً بحيلتهم الماكرة وجدلهم الخبيث.
وتسامع طواغيت المشركين من قريش بنبأ تحول المسلمين عن قبلتهم الأولى إلى المسجد الحرام ، فلم يرضهم ما في هذا التحول من تأييد الزعامة الدينية لمكة ، بل أوجسوا خيفة أن تكون مكة متجهَ الدعوة الإسلامية بعد أن خرجت منها إلي يثرب.
وساورهم القلق وهم يحسون نذر المواجهة المتحدية كلما حان موعد الصلاة خمس مرات في اليوم ، فتمثلوا المسلمين في دارهجرتهم يقيمون صلاتهم ، وقبلتهم المسجد الحرام في أم القرى ...
عزيزى القارئ:
__________
يساور: يأخذ بفكره - يصارعه - ينقض عليه
عزيزى القارئ:
__________
تؤكد لنا د. "بنت الشاطئ" من خلال المواقف والسلوك خصال يهود في الكذب والحقد والحيل الماكرة التى يدبرونها وجدلهم الخبيث المستمر للمسلمين ونبيهم صلوات ربي وسلامه عليه وللدين الجديد .. معتمدين على التزام رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام بعهده الموثق لهم بالحماية .. وانكارهم لما قالوه لسيدنا "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه .. فكان نزول آيات كريمات تكذب يهود .. وكذلك في واقعة الأمر بتغيير القبلة ..الخ .. وقلق المشركون بمكة لتحول القبلة إلى مكة المكرمة خوفاً على مكاسبهم ومطامعهم بأن ينفردوا بالبيت الحرام .. ووقاحة يهود وتطاولهم على ذات الله سبحانه وتعالي عما يقولون ويصفون .. ربنا نستغفرك ونتوب إليك.
وإليكم رابط فيديو رائع ملخص لوصول نبينا الكريم لدار هجرته بيثرب "المدينة المنورة" صلوات ربي وسلامه عليه وناقته المأمورة بتحديد موضع داره ومسجده .. وكيف كان اليهود يُعَيِرُون ويتغامزون ويتلامزون بسبب أن اتجاه القبلة تجاه بيت المقدس قد تغير .. وخطوات ومراحل توسعة المسجد وكيف أن الله أرضي رسوله صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة للبيت الحرام العتيق بمكة المكرمة .. وصناعة أول منبر "المنبر النبوى" .. وحوار جذع النخلة .. الخ .. مدته 11:13 دقيقة.
عزيزى القارئ:
__________
نأتى لتفسير الآيات الكريمات التى ذكرتها كاتبتنا:
الآية "181" من سورة "آل عمران": كما ذكرت بالأمس أنها من السور المدنية .. بخصوص وقاحة يهود بشأن الله وغضب بشدة سيدنا "أبو بكر" رضي الله عنه وما منعه عنهم ميثاق عهد رسول الله لهم .. لقولتهم الشنيعة وهى مقالة أعداء الله عليهم لعنة الله وقد سمعهم الله وزعموا أن الله فقير وذلك عند نزول قوله تعالي "من ذا الذى يُقرض الله قرضاً حسناً" .. وقالوا إن الله فقير يقترض منا كما قالوا "يد الله مغلولة" .. وقال بعض المفسرون إنما قالوا ذلك تمويهاً على ضعفائهم وغرضهم تشكيك الضعفاء من المؤمنين وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم أى إنه فقير على قول سيدنا "محمد" لأنه اقترض منهم .. فقال ربنا عز وجل في الآية سنأمر الحفظة بكتابة ما قالوه في صحائف أعمالهم ونكتب جريمتهم الشنعاء بقتل الأنبياء بغير حق .. والمراد بقتلهم الأنبياء رضاهم بفعل أسلافهم .. أى ويقول الله لهم في الآخرة على لسان الملائكة: ذوقوا عذاب النار المحرقة الملتهبة.
الآية "144" من سورة "البقرة": الله سبحانه وتعالي يوجه حدثه لسيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم: "نرى تطلعك إلى جهة السماء راجياً من ربك بلسان الحال أن يجعل قبلتك - جهة الصلاة وسميت القبلةُ قبلةً لأنَّ المصليِ يقابِلُها وتقابلُه - الكعبة بيت الله الحرام التى تتمناها وترضاها .. فأقبل بوجهك جهتها أى جهة الكعبة وكذلك تابعيك .. فإن الذين أتاهم الكتاب والمقصود هنا اليهود أن هذا هو الحق والله ليس بغافل عما يعملوه .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يصلى إلى بيت المقدس كما أُمر .. غير أنه كان يتجه إلى بيت المقدس جاعلاً الكعبة أمامه .. ولما هاجر إلي المدينة واتجه إلى بيت المقدس صارت الكعبة وراءه .. فإنتهزها المشركون فرصة وقالوا: ترك قبلة أبيه إبراهيم .. واستغلها اليهود أيضاً وقالوا: إنجه إلي قبلتنا .. فراح النبي صلى الله عليه وسلم يترقب الوحى متأملاً أن تكون قبلته الكعبة ..
الآية "142" من سورة "البقرة":سيقول السفهاء خِفاف العقول والمراد اليهود ومن شاكلهم في إنكارهم تحويل القبلة .. فما الذى صرفهم عن قبلتهم التى كانوا عليها؟ .. وهى بيت المقدس الذى كان المسلمون يتَّجهون إليه أولاً .. ثم أمرهم الله بالتوجه إلى الكعبة المشرفة .. فكل الإتجاهات لله سواء المشرق أو المغرب .. الخ .. فإن الله يهدى طريق واضح وهو الإسلام .. صدق الله عز وجل.
اللهم حببنى إلى حبيبك سيدنا "محمد" صلى الله تعالي عليه وآله وسلم تسليماً

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة القطار 5

  لبرهه كانت كل علامات الإرتباك والخوف تظهر على ملامح وجه أنجى ونظرت نحو الصوت فكانت مفاجئتها أن محدثتها هى مديحه صديقتها   أخص عليكى خض...